خادمة فاطمة
28-02-2012, 06:51 PM
بسمه تعالى
يقول آية الله الشيخ مكارم الشيرازي نحن نعتقد بأنّ هناک أدلة کثيرة عقلية ونقلية تدل على عدم تحريف القرآن، فقد قال الله تعالى في القرآن الکريم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(1)،
وفي آية أخرى قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَکِيم حَمِيد)(2).
فإذا کان الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ هذا الکتاب، أفهل يمکن أن تطال يد التحريف هذا الکتاب ؟
إضافة إلى أنّ القرآن الکريم لم يکن متروکاً أو منسيّاً حتى يأتي شخص ويضيف أو ينقص منه شيئاً. فکتّاب الوحي قد إزداد عددهم من أربعة عشر إلى أربعمائة شخص، وکانوا يقومون بتدوين وضبط کلّ آية بمجرّد نزولها، ووصل عدد حفّاظ القرآن الکريم في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى المئات، حيث کانوا يحفظون کلّ آية حين نزولها.
وقد کانت تلاوة القرآن في ذلک الزمان من أفضل العبادات، حيث کان يتلى ويقرأ ليلاً ونهاراً.
کما أنّ القرآن الکريم هو القانون الأساسي للإسلام والدستور العملي للمسلمين، وحاضر في جميع جوانب حياتهم.
فالعقل يدرک أنّ مثل هذا الکتاب لا يمکن أن يقع فيه تحريف سواء من جهة الزيادة أو النقصان.
والروايات الإسلاميّة الواصلة إلينا من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) تؤکّد على تمامية القرآن الکريم وعدم وقوع التحريف فيه. فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) يصرح في نهج البلاغة: «وَأَنْزَلَ عَلَيْکُمُ (الْکِتَابَ تِبْيَاناً)، وَعَمَّرَ فِيکُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّى أَکْمَلَ لَهُ وَلَکُمْ فِيَما أنْزَلَ مِنْ کِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنفْسِهِ»(3).
وفي مواضع کثيرة من نهج البلاغة عندما يتعرض الأميرالمؤمنين(عليه السلام)للقرآن الکريم لا نجد أي حديث عن تحريف القرآن، بل يؤکّد على تمامية القرآن بشکل واضح وصريح.
وذکر الإمام التاسع محمّد بن علي الجواد(عليه السلام) في خطابه لأصحابه حول انحراف الناس عن جادة الحق قائلاً: «وکَان مِنْ نَبذِهم الکِتَاب أن أقامُوا حُرُوفَه وحرَّفوا حُدُودَه»(4).
إنّ هذا الحديث وأمثاله يشير إلى أنّ ألفاظ القرآن الکريم ظلت محفوظة، والتحريف وقع في المعاني، بحيث قام البعض بتفسير أو توجيه بعض الآيات طبق ميوله النفسية ومنافعه الشخصية خلافاً للواقع.
ومن هنا تتضح مسألة مهمّة وهي: أنّ الروايات التي تتحدث عن التحريف إنّما تتحدث عن التحريف المعنوي والتفسير بالرأي، وليس التحريف في العبارات والألفاظ.ومن جهة أخرى نلاحظ أنّ هناک روايات عديدة ومعتبرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) تأمر بعرض الروايات على القرآن الکريم وخصوصاً عند تعارضها; لأجل معرفة الروايات الصحيحة من غير الصحيحة، فما وافق القرآن فهو صحيح ويجوز العمل به، وما خالفه اترکوه: «اعرِضُوهُمَا عَلى کِتابِ اللّهِ فَما وَافَق کِتَاب اللّهِ فَخُذُوه، ومَا خَالَف کِتاب اللّهِ فَرُدُّوه»(5)، فهذا دليل واضح على عدم وقوع التحريف في القرآن; لأنّه في غير هذه الصورة لا يصبح معياراً لتشخيص الحق من الباطل.
وإضافة إلى کل هذا، فقد ورد في حديث الثقلين المعروف والمنقول بکثرة في کتب أهل السنّة والشيعة أنّ النبي الأکرم(صلى الله عليه وآله) يقول: «إِنِّي تَارکٌ فيکم الثِّقْلَيْنِ کِتابَ اللّهِ وعِتْرَتِي أهْلَ بَيْتِي مَا إنْ تَمَسَّکْتُم بِهِمَا لنْ تَضِلُّوا»(6).
إنّ هذا الحديث العظيم يدلّ بوضوح على أنّ القرآن الکريم بجانب عترة النبي(صلى الله عليه وآله) ملجأ آمن لهداية الناس إلى يوم القيامة.
فإذا کان القرآن محرّفاً فکيف يمکن أن يکون ملجأً آمناً، وهادياً للناس من الضياع والضلال(7).
1. سورة الحجر، الآية 9 .
2. سورة فصلت، الآية 41 و 42 .
3. نهج البلاغة، الخطبة 85 .
4. اصول الکافي، ج 8، ص 53 .
5. وسائل الشيعة، ج 18، ص 80 .
6. بحارالأنوار، ج 36، ص 331 .
7. للمزيد من التوضيح يراجع کتاب«أنوارالأصول» للشيخ مكارم الشيرازي ، ج 2، ص 340 فصاعداً.
يقول آية الله الشيخ مكارم الشيرازي نحن نعتقد بأنّ هناک أدلة کثيرة عقلية ونقلية تدل على عدم تحريف القرآن، فقد قال الله تعالى في القرآن الکريم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(1)،
وفي آية أخرى قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَکِيم حَمِيد)(2).
فإذا کان الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ هذا الکتاب، أفهل يمکن أن تطال يد التحريف هذا الکتاب ؟
إضافة إلى أنّ القرآن الکريم لم يکن متروکاً أو منسيّاً حتى يأتي شخص ويضيف أو ينقص منه شيئاً. فکتّاب الوحي قد إزداد عددهم من أربعة عشر إلى أربعمائة شخص، وکانوا يقومون بتدوين وضبط کلّ آية بمجرّد نزولها، ووصل عدد حفّاظ القرآن الکريم في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى المئات، حيث کانوا يحفظون کلّ آية حين نزولها.
وقد کانت تلاوة القرآن في ذلک الزمان من أفضل العبادات، حيث کان يتلى ويقرأ ليلاً ونهاراً.
کما أنّ القرآن الکريم هو القانون الأساسي للإسلام والدستور العملي للمسلمين، وحاضر في جميع جوانب حياتهم.
فالعقل يدرک أنّ مثل هذا الکتاب لا يمکن أن يقع فيه تحريف سواء من جهة الزيادة أو النقصان.
والروايات الإسلاميّة الواصلة إلينا من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) تؤکّد على تمامية القرآن الکريم وعدم وقوع التحريف فيه. فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) يصرح في نهج البلاغة: «وَأَنْزَلَ عَلَيْکُمُ (الْکِتَابَ تِبْيَاناً)، وَعَمَّرَ فِيکُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّى أَکْمَلَ لَهُ وَلَکُمْ فِيَما أنْزَلَ مِنْ کِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنفْسِهِ»(3).
وفي مواضع کثيرة من نهج البلاغة عندما يتعرض الأميرالمؤمنين(عليه السلام)للقرآن الکريم لا نجد أي حديث عن تحريف القرآن، بل يؤکّد على تمامية القرآن بشکل واضح وصريح.
وذکر الإمام التاسع محمّد بن علي الجواد(عليه السلام) في خطابه لأصحابه حول انحراف الناس عن جادة الحق قائلاً: «وکَان مِنْ نَبذِهم الکِتَاب أن أقامُوا حُرُوفَه وحرَّفوا حُدُودَه»(4).
إنّ هذا الحديث وأمثاله يشير إلى أنّ ألفاظ القرآن الکريم ظلت محفوظة، والتحريف وقع في المعاني، بحيث قام البعض بتفسير أو توجيه بعض الآيات طبق ميوله النفسية ومنافعه الشخصية خلافاً للواقع.
ومن هنا تتضح مسألة مهمّة وهي: أنّ الروايات التي تتحدث عن التحريف إنّما تتحدث عن التحريف المعنوي والتفسير بالرأي، وليس التحريف في العبارات والألفاظ.ومن جهة أخرى نلاحظ أنّ هناک روايات عديدة ومعتبرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) تأمر بعرض الروايات على القرآن الکريم وخصوصاً عند تعارضها; لأجل معرفة الروايات الصحيحة من غير الصحيحة، فما وافق القرآن فهو صحيح ويجوز العمل به، وما خالفه اترکوه: «اعرِضُوهُمَا عَلى کِتابِ اللّهِ فَما وَافَق کِتَاب اللّهِ فَخُذُوه، ومَا خَالَف کِتاب اللّهِ فَرُدُّوه»(5)، فهذا دليل واضح على عدم وقوع التحريف في القرآن; لأنّه في غير هذه الصورة لا يصبح معياراً لتشخيص الحق من الباطل.
وإضافة إلى کل هذا، فقد ورد في حديث الثقلين المعروف والمنقول بکثرة في کتب أهل السنّة والشيعة أنّ النبي الأکرم(صلى الله عليه وآله) يقول: «إِنِّي تَارکٌ فيکم الثِّقْلَيْنِ کِتابَ اللّهِ وعِتْرَتِي أهْلَ بَيْتِي مَا إنْ تَمَسَّکْتُم بِهِمَا لنْ تَضِلُّوا»(6).
إنّ هذا الحديث العظيم يدلّ بوضوح على أنّ القرآن الکريم بجانب عترة النبي(صلى الله عليه وآله) ملجأ آمن لهداية الناس إلى يوم القيامة.
فإذا کان القرآن محرّفاً فکيف يمکن أن يکون ملجأً آمناً، وهادياً للناس من الضياع والضلال(7).
1. سورة الحجر، الآية 9 .
2. سورة فصلت، الآية 41 و 42 .
3. نهج البلاغة، الخطبة 85 .
4. اصول الکافي، ج 8، ص 53 .
5. وسائل الشيعة، ج 18، ص 80 .
6. بحارالأنوار، ج 36، ص 331 .
7. للمزيد من التوضيح يراجع کتاب«أنوارالأصول» للشيخ مكارم الشيرازي ، ج 2، ص 340 فصاعداً.