فراس القافي
29-02-2012, 12:59 PM
نسيَ الغليظُ الفظُّ ما لمْ أُنْسِهِ
ما كانَ أقربَ يومَهُ مِنْ أمْسِهِ
إنْ يُفْنِ يوْماً في بناءِ شواهقٍ
فلقدْ دنا يومٌ لساعةِ رَمْسِهِ
ولرُبَّ يَوْمٍ كانَ أدركَ صُبْحَهُ
مُتَبَخْتِراً ، لكنَّهُ لَمْ يُمْسِهِ
ولرُبَّ جذلانٍ بلحظةِ حَتْفِهِ
ولرُبَّ مُفْتَجَعٍ بساعةِ عُرْسِهِ
ولرُبَّ دَرْبٍ للهناءِ مآلُهُ
إنْ لَمْ يُطِعْ مَرْءٌ نبوءةَ حدْسِهِ
ما زالَ يأنَسُ بالحياةِ وزَيْفِها
مُتجاهلاً أنَّ العذابَ بأُنْسِهِ
فالمالُ ـ إنْ يُدْرِكْ ـ متاعٌ نافدٌ
يفْنى ، وما خُلِقَ المتاعُ لكَدْسِهِ
والعِلْمُ يَحْرسُ منْ سعى لنوالِهِ
والمالُ يُرْهِقُ أهْلَهُ في حَرْسِهِ
أتظنُّ أنَّ الدَّهْرَ يُدْرَكُ جُلُّهُ
ما أنتَ غير هُنَيْهةٍ في حَرْسِهِ
فإذا رماكَ الدَّهْرُ بَعْضَ سِهامِهِ
لا تَخْشَ مِمّا يُتَّقى مِنْ قَوْسِهِ
في الكَوْنِ مَحْضُ حقائقٍ أزَليّةٍ
يعيا لِيُدْرِكَها الأريبُ بِحِسِّهِ
لا تجْحدُ النَّجْماتُ مَصْدَرَ نوْرِها
والبَدْرُ كَوْنَ ضيائهِ مِنْ شَمْسِهِ
وكذاكَ لا تُنْسى فضائلُ سيَّدٍ
توحيدُنا مَعْبودَنا مِنْ غَرْسِهِ
وكرامةٌ إنْ لمْ تُعدَّ كرامةً
نفسُ النبيِّ فدا النبيَّ بِنَفْسِهِ
تقواهُ مِنْ تقوى النبيِّ ، وعِلْمُهُ
عِلْمُ النبيِّ ، وبأسُهُ مِنْ بأسِهِ
فَلَقدْ براهُ اللهُ فُلْكَ شفاعةٍ
بسوى ضِفافِ جِنانِهِ لَمْ يُرْسِهِ
و يظلُّ بيرقَ عِزَّةٍ قُدْسيّةٍ
مَهْما تداعى الحاقدونَ لِنَكْسِهِ
عَنْ وَحْيِ ربِّ العَرْشِ صَوْتٌ مُعْرِبٌ
واللهُ يُخْرِسُ مَنْ يهمُّ بِخَرْسِهِ
أسَدُ الشّرى باللهِ أينَ ضريبُهُ ؟
والعامريُّ ومَرْحبٍ مِنْ فَرْسِهِ
أَسَدٌ إذا ولجَ الوغى لمْ يُسْتَبَنْ
فيها جبانُ قِراعِها مِنْ شَوْسِهِ
شغِفَتْ يداهُ بقَبْضِ صارِمِهِ ، متى
ملَّتْ يدُ الحطَّابِ مِقْبَضَ فأسِهِ
وتُرى ثناياهُ إذا اشتدَّ القِرا
عُ فما يُمازُ عصِيُّهُ مِنْ سَلْسِهِ
وإذا تذاكرتِ الرِّجالُ مثالبَ الـ
ـغُوَّاصِ في الغَمَراتِ شِيْدَ بِغَطْسِهِ
وتساءلَ الحمْقى وكانَ سؤالُهُمْ
كيفَ الطِّعانُ فؤادُهُ لَمْ يُقْسِهِ
غَضِبٌ لذاتِ اللهِ ، بُهْلولٌ لها
ما مِيْزَ رَعْدُ زئيرِهِ مِنْ هَمْسِهِ
فكأنَّ نفْحاتِ النعيمِ بِبِشْرِهِ
وكأنَّ لفْحاتِ الجحيمِ بِعَبْسِهِ
ولهُ أكُفٌّ إنْ سألتَ تناقضتْ
آراءُ مسؤولٍ وغارَ بِلَبْسِهِ
فالحرْبُ تُسْميها كنانةَ رُمْحِهِ
والسِّلْمُ يحكي للصَّبا عَنْ مُلْسِهِ
لَمْ يُمْسِكِ البتَّارَ بلْ مسكَ الصَّلا
ةَ ودينَ خيرِ الأنبياءِ بِخَمْسِهِ
في ضَرْبةٍ للهِ فاقَ ثوابُها
ثقليهِ طُرَّاً : جِنِّهِ معَ إنْسِهِ
وعلى جريحٍ ليسَ يُجْهِزُ لا يُلا
حِقُ هارباً ، ما قيلَ مقفى تُرْسِهِ
وَلِعِلْمِهمْ أنْ لا نوالَ بِمَعْركٍ
مِنْهُ استثاروا الخارجيَّ لِخَلْسِهِ
جحدوا نداهُ وحدَّثوا عَنْ مُقْتِرٍ
رَمْلُ الصَّحارى يشتكي مِنْ يُبْسِهِ
وتغافلوا عنْ باذلٍ يُعطي و لا
يشكو نفورَ يمينِهِ عنْ فِلْسِهِ
لا يظمأُ السّاعي إليهِ بِمَوْرِدٍ
إلاّ وقدْ ثَمِلَ الظّما مِنْ كأسِهِ
لا يأسَ للداعي الإلهَ بِجاهِهِ
لا يأسَ إلا يأسُهُ مِنْ يأسِهِ
الأبيضانِ تخالفا عَنْ كِيْسِهِ
والأسْوَدانِ تآلفا في عَلْسِهِ
كفٌّ إذا مرَّتْ على رأسِ اليتيـ
ـمِ تناسلتْ دُرَرَاً وتيجاناً بِغُرَّةِ رأسِهِ
تكسوهُ مِنْ حُلَلِ الجِنانِ ، وحينما
تكسوهُ تنضو عنْهُ بُرْدَةَ بؤسِهِ
فَمِنَ اليتيمِ سوى دموعٍ ما يُرى
مِنْهُ وغيرُ رَثاثةٍ في لِبْسِهِ
فإذا انتهى صِنْوُ النَّبيِّ لدارِهِ
لاحتْ لعينِ الخَلْقِ عُتْمَةُ ضِرْسِهِ
وتقَرُّ عينُ الخَلْقِ بعْدَ نُعاسِها
ويَقَرُّ بالتهْجيدِ ، ليسَ بِنَعْسِهِ
وعلى الملا الإقرارُ بالفَضْلِ الذي
أسْداهُ ، لا أنْ يُسْهِبوا في دَرْسِهِ
فشُعاعُ نورِ الشَّمْسِ ليسَ يضيرُهُ
إنْ يسْعَ بَعْضُ الواهمينَ لِطَمْسِهِ
أبْصِرْ بهِ الأشْياءَ قاطبةً ، ولا
تُبْصِرْهُ ، أوْ تُوْهِمْ يديكَ بِلَمْسِهِ
تعْساً لِمَنْ عاداكَ ، يوْمَ الحَشْرِ سَوْ
فَ يعوذُ أرذالُ الورى مِنْ تَعْسِهِ
وسَيَشْجبُ الشَّيْطانُ سَوْءةَ فِعْلِهِ
والرِّجْسُ يبرأ للملا مِنْ رِجْسِهِ
فإذا اصطلى ناراً فذا استحْقاقُهُ
لا يَشْكُ للباري غداً مِنْ نَحْسِهِ
لَمْ يبعثِ الإنسانَ كي يَمْتازَهُ
بلْ كي يُمازَ نقيُّهُ مِنْ نَجْسِهِ
مازَ الخبيثَ بنظرةٍ غيبيَّةٍ
ورأى بعينيهِ إمارةَ دَلْسِهِ
وبرا عليَّاً جبهةً وضّاءةً
لِيُميطَ عَنْ ذا الكونِ ضُنْكَةَ دَهْسِهِ
سَيظلُّ يُدْرَسُ لَيْسَ يُدْرَسُ نَهْجُهُ
خُلِقَ الكمالُ لِدَرْسِهِ ، لا دَرْسِهِ
عُذْراً لِمَنْ يدعونهُ مُتفرِّساً
في الشِّعْرِ إنْ نُضيَ النُّهى عَنْ فَرْسِهِ
حاولتُ أنْ أُحْصي سجاياكَ التي
يشكو السِّراطُ إزاءها مِنْ مَيْسِهِ
وزعَمْتُ أنَّ الكوْنَ كُلَّ الكونِ في
قارورةٍ لا يُسْترابُ بِحَبْسِهِ
فرجعْتُ أيْأسَ مِنْ غَريقٍ عِنْدَها
ووقفْتُ وقْفةَ جاهلٍّ مِنْ قَسِّهِ
وَعَجبْتُ مِمَّنْ يفخرونَ بموْلِدٍ
لكَ عِنْدَ بيْتٍ لا يُشَكُّ بِقُدْسِهِ
واستَطْعموا فضلاً عليكَ بهذهِ
والفضْلُ فيما يؤمنونَ بِعَكْسِهِ
لا فضْلَ لِلْمُسدي الجميلَ لِمِثْلِهِ
إنْ كانَ يصدرُ فضْلُهُ مِنْ جِنْسِهِ
وإذا تعاظمَ واهبٌ عَنْ كاسِبٍ
فمديحُ مَنْ يُعْطى يكونُ بِبَخْسِهِ
إنْ كُرِّمَتْ أرضٌ بِمَكّةَ إنَّما
شرُفَتْ بسجدةِ هامِهِ ، وبِدَوْسِهِ
ميلادُهُ الْمَيمونُ خَلْفَ جِدارِهِ
عَمَدٌ نماهُ وصَخْرةٌ في أُسِّهِ
وإذا تقرَّبَ للجليلِ مُوَحِّدٌ
بصلاتِهِ وصيامِهِ وبِخُمْسِهِ
فلقدْ رأى تلكَ الفروضَ جليَّةً
لَمّا أنارَ لهُ غياهِبَ دَمْسِهِ
سِفْرُ الهوى لَيْلاهُ مَحْضُ خديعةٍ
بُلِيَتْ وملَّ الإفْكُ فِرْيَةَ قَيْسِهِ
فهواهما طَيْشٌ ، وحُبُّكَ مَبْدأٌ
بِدِمائنا عَمَدَ اللطيفُ لِدَسِّهِ
ويُقالُ مَسٌّ مِنْ جُنونٍ حُبُّهُ
يا ربِّ زِدْ ألْبَابَنا مِنْ مَسِّهِ
فراس القافي 2012
ما كانَ أقربَ يومَهُ مِنْ أمْسِهِ
إنْ يُفْنِ يوْماً في بناءِ شواهقٍ
فلقدْ دنا يومٌ لساعةِ رَمْسِهِ
ولرُبَّ يَوْمٍ كانَ أدركَ صُبْحَهُ
مُتَبَخْتِراً ، لكنَّهُ لَمْ يُمْسِهِ
ولرُبَّ جذلانٍ بلحظةِ حَتْفِهِ
ولرُبَّ مُفْتَجَعٍ بساعةِ عُرْسِهِ
ولرُبَّ دَرْبٍ للهناءِ مآلُهُ
إنْ لَمْ يُطِعْ مَرْءٌ نبوءةَ حدْسِهِ
ما زالَ يأنَسُ بالحياةِ وزَيْفِها
مُتجاهلاً أنَّ العذابَ بأُنْسِهِ
فالمالُ ـ إنْ يُدْرِكْ ـ متاعٌ نافدٌ
يفْنى ، وما خُلِقَ المتاعُ لكَدْسِهِ
والعِلْمُ يَحْرسُ منْ سعى لنوالِهِ
والمالُ يُرْهِقُ أهْلَهُ في حَرْسِهِ
أتظنُّ أنَّ الدَّهْرَ يُدْرَكُ جُلُّهُ
ما أنتَ غير هُنَيْهةٍ في حَرْسِهِ
فإذا رماكَ الدَّهْرُ بَعْضَ سِهامِهِ
لا تَخْشَ مِمّا يُتَّقى مِنْ قَوْسِهِ
في الكَوْنِ مَحْضُ حقائقٍ أزَليّةٍ
يعيا لِيُدْرِكَها الأريبُ بِحِسِّهِ
لا تجْحدُ النَّجْماتُ مَصْدَرَ نوْرِها
والبَدْرُ كَوْنَ ضيائهِ مِنْ شَمْسِهِ
وكذاكَ لا تُنْسى فضائلُ سيَّدٍ
توحيدُنا مَعْبودَنا مِنْ غَرْسِهِ
وكرامةٌ إنْ لمْ تُعدَّ كرامةً
نفسُ النبيِّ فدا النبيَّ بِنَفْسِهِ
تقواهُ مِنْ تقوى النبيِّ ، وعِلْمُهُ
عِلْمُ النبيِّ ، وبأسُهُ مِنْ بأسِهِ
فَلَقدْ براهُ اللهُ فُلْكَ شفاعةٍ
بسوى ضِفافِ جِنانِهِ لَمْ يُرْسِهِ
و يظلُّ بيرقَ عِزَّةٍ قُدْسيّةٍ
مَهْما تداعى الحاقدونَ لِنَكْسِهِ
عَنْ وَحْيِ ربِّ العَرْشِ صَوْتٌ مُعْرِبٌ
واللهُ يُخْرِسُ مَنْ يهمُّ بِخَرْسِهِ
أسَدُ الشّرى باللهِ أينَ ضريبُهُ ؟
والعامريُّ ومَرْحبٍ مِنْ فَرْسِهِ
أَسَدٌ إذا ولجَ الوغى لمْ يُسْتَبَنْ
فيها جبانُ قِراعِها مِنْ شَوْسِهِ
شغِفَتْ يداهُ بقَبْضِ صارِمِهِ ، متى
ملَّتْ يدُ الحطَّابِ مِقْبَضَ فأسِهِ
وتُرى ثناياهُ إذا اشتدَّ القِرا
عُ فما يُمازُ عصِيُّهُ مِنْ سَلْسِهِ
وإذا تذاكرتِ الرِّجالُ مثالبَ الـ
ـغُوَّاصِ في الغَمَراتِ شِيْدَ بِغَطْسِهِ
وتساءلَ الحمْقى وكانَ سؤالُهُمْ
كيفَ الطِّعانُ فؤادُهُ لَمْ يُقْسِهِ
غَضِبٌ لذاتِ اللهِ ، بُهْلولٌ لها
ما مِيْزَ رَعْدُ زئيرِهِ مِنْ هَمْسِهِ
فكأنَّ نفْحاتِ النعيمِ بِبِشْرِهِ
وكأنَّ لفْحاتِ الجحيمِ بِعَبْسِهِ
ولهُ أكُفٌّ إنْ سألتَ تناقضتْ
آراءُ مسؤولٍ وغارَ بِلَبْسِهِ
فالحرْبُ تُسْميها كنانةَ رُمْحِهِ
والسِّلْمُ يحكي للصَّبا عَنْ مُلْسِهِ
لَمْ يُمْسِكِ البتَّارَ بلْ مسكَ الصَّلا
ةَ ودينَ خيرِ الأنبياءِ بِخَمْسِهِ
في ضَرْبةٍ للهِ فاقَ ثوابُها
ثقليهِ طُرَّاً : جِنِّهِ معَ إنْسِهِ
وعلى جريحٍ ليسَ يُجْهِزُ لا يُلا
حِقُ هارباً ، ما قيلَ مقفى تُرْسِهِ
وَلِعِلْمِهمْ أنْ لا نوالَ بِمَعْركٍ
مِنْهُ استثاروا الخارجيَّ لِخَلْسِهِ
جحدوا نداهُ وحدَّثوا عَنْ مُقْتِرٍ
رَمْلُ الصَّحارى يشتكي مِنْ يُبْسِهِ
وتغافلوا عنْ باذلٍ يُعطي و لا
يشكو نفورَ يمينِهِ عنْ فِلْسِهِ
لا يظمأُ السّاعي إليهِ بِمَوْرِدٍ
إلاّ وقدْ ثَمِلَ الظّما مِنْ كأسِهِ
لا يأسَ للداعي الإلهَ بِجاهِهِ
لا يأسَ إلا يأسُهُ مِنْ يأسِهِ
الأبيضانِ تخالفا عَنْ كِيْسِهِ
والأسْوَدانِ تآلفا في عَلْسِهِ
كفٌّ إذا مرَّتْ على رأسِ اليتيـ
ـمِ تناسلتْ دُرَرَاً وتيجاناً بِغُرَّةِ رأسِهِ
تكسوهُ مِنْ حُلَلِ الجِنانِ ، وحينما
تكسوهُ تنضو عنْهُ بُرْدَةَ بؤسِهِ
فَمِنَ اليتيمِ سوى دموعٍ ما يُرى
مِنْهُ وغيرُ رَثاثةٍ في لِبْسِهِ
فإذا انتهى صِنْوُ النَّبيِّ لدارِهِ
لاحتْ لعينِ الخَلْقِ عُتْمَةُ ضِرْسِهِ
وتقَرُّ عينُ الخَلْقِ بعْدَ نُعاسِها
ويَقَرُّ بالتهْجيدِ ، ليسَ بِنَعْسِهِ
وعلى الملا الإقرارُ بالفَضْلِ الذي
أسْداهُ ، لا أنْ يُسْهِبوا في دَرْسِهِ
فشُعاعُ نورِ الشَّمْسِ ليسَ يضيرُهُ
إنْ يسْعَ بَعْضُ الواهمينَ لِطَمْسِهِ
أبْصِرْ بهِ الأشْياءَ قاطبةً ، ولا
تُبْصِرْهُ ، أوْ تُوْهِمْ يديكَ بِلَمْسِهِ
تعْساً لِمَنْ عاداكَ ، يوْمَ الحَشْرِ سَوْ
فَ يعوذُ أرذالُ الورى مِنْ تَعْسِهِ
وسَيَشْجبُ الشَّيْطانُ سَوْءةَ فِعْلِهِ
والرِّجْسُ يبرأ للملا مِنْ رِجْسِهِ
فإذا اصطلى ناراً فذا استحْقاقُهُ
لا يَشْكُ للباري غداً مِنْ نَحْسِهِ
لَمْ يبعثِ الإنسانَ كي يَمْتازَهُ
بلْ كي يُمازَ نقيُّهُ مِنْ نَجْسِهِ
مازَ الخبيثَ بنظرةٍ غيبيَّةٍ
ورأى بعينيهِ إمارةَ دَلْسِهِ
وبرا عليَّاً جبهةً وضّاءةً
لِيُميطَ عَنْ ذا الكونِ ضُنْكَةَ دَهْسِهِ
سَيظلُّ يُدْرَسُ لَيْسَ يُدْرَسُ نَهْجُهُ
خُلِقَ الكمالُ لِدَرْسِهِ ، لا دَرْسِهِ
عُذْراً لِمَنْ يدعونهُ مُتفرِّساً
في الشِّعْرِ إنْ نُضيَ النُّهى عَنْ فَرْسِهِ
حاولتُ أنْ أُحْصي سجاياكَ التي
يشكو السِّراطُ إزاءها مِنْ مَيْسِهِ
وزعَمْتُ أنَّ الكوْنَ كُلَّ الكونِ في
قارورةٍ لا يُسْترابُ بِحَبْسِهِ
فرجعْتُ أيْأسَ مِنْ غَريقٍ عِنْدَها
ووقفْتُ وقْفةَ جاهلٍّ مِنْ قَسِّهِ
وَعَجبْتُ مِمَّنْ يفخرونَ بموْلِدٍ
لكَ عِنْدَ بيْتٍ لا يُشَكُّ بِقُدْسِهِ
واستَطْعموا فضلاً عليكَ بهذهِ
والفضْلُ فيما يؤمنونَ بِعَكْسِهِ
لا فضْلَ لِلْمُسدي الجميلَ لِمِثْلِهِ
إنْ كانَ يصدرُ فضْلُهُ مِنْ جِنْسِهِ
وإذا تعاظمَ واهبٌ عَنْ كاسِبٍ
فمديحُ مَنْ يُعْطى يكونُ بِبَخْسِهِ
إنْ كُرِّمَتْ أرضٌ بِمَكّةَ إنَّما
شرُفَتْ بسجدةِ هامِهِ ، وبِدَوْسِهِ
ميلادُهُ الْمَيمونُ خَلْفَ جِدارِهِ
عَمَدٌ نماهُ وصَخْرةٌ في أُسِّهِ
وإذا تقرَّبَ للجليلِ مُوَحِّدٌ
بصلاتِهِ وصيامِهِ وبِخُمْسِهِ
فلقدْ رأى تلكَ الفروضَ جليَّةً
لَمّا أنارَ لهُ غياهِبَ دَمْسِهِ
سِفْرُ الهوى لَيْلاهُ مَحْضُ خديعةٍ
بُلِيَتْ وملَّ الإفْكُ فِرْيَةَ قَيْسِهِ
فهواهما طَيْشٌ ، وحُبُّكَ مَبْدأٌ
بِدِمائنا عَمَدَ اللطيفُ لِدَسِّهِ
ويُقالُ مَسٌّ مِنْ جُنونٍ حُبُّهُ
يا ربِّ زِدْ ألْبَابَنا مِنْ مَسِّهِ
فراس القافي 2012