خادمة فاطمة
02-03-2012, 02:05 AM
قال رجل للإمام الصادق (عليه السلام) : يابن رسول الله ! دُلّني على الله ما هو ؟ فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني .
فقال له : « يا عبد الله ! هل ركبت سفينة قطّ ؟ » .
قال : نعم .
قال : « فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك ؟ » .
قال : نعم .
قال : فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك » .
قال : نعم .
قال الصادق (عليه السلام) : « فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث ..».
إنّ الطرق للإيمان بالباري تعالى ثلاث :
الأُولى : معرفته سبحانه وتعالى بذاته القدّوس . . وهي معرفة أولياء الله سبحانه ، وجاءت في كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام) : « يا من دلّ على ذاته بذاته » ، وفي ما روي عن على بن الحسين (عليه السلام) إذ قال : « بك عرفتك ، وأنت دللتني عليك »
الثانية : الفطرة البشريّة ; وهي التي تبرز جليّاً وتظهر عند الانقطاع من الخلق واليأس من المعين والمنقذ .
الثالثة : التفكّر في مخلوقات الله ، ومن احتياج الممكنات في ذاتها وصفاتها إلى الغني بالذات ، وآيات العلم والقدرة والحكمة الموجودة والظاهرة في خلقة كلّ موجود ، وما هناك من النظم الدقيق الحاكم على جميع أجزاء العالم وجزئياته . .
والإمام (عليه السلام) ابان في هذا الحديث الشريف الطريق الثاني .
وإمكان الوصول إلى هذه المعرفة والارتباط الفطري بالباري تعالى ـ الحاصلة عند الاستئصال والانقطاع المطلق ممّا سواه ـ إنـّما تكون في حال الاختيار بطريقي العلم والعمل .
أمّا الأوّل : بأن يتنوّر الإنسان بنور العقل ويرفع حجب الجهل والغفلة ليرى أنّ وجود كلّ شيء ، وكمال كلّ موجود ليس نابعاً من نفسه . . ويدرك أنّ كلّها تنتهي إلى ذاته القدّوسيّة ( هُوَ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ ) .
(هُوَاللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْماءُ الْحُسْنَى)
الثاني : أن يزيل عن روحه ـ بواسطة الطهارة والتقوى ـ غشاوة الأدناس والرذائل النفسيّة . . إذ ليس بين الربّ والعبد حجاباً ومانعاً سوى حجب الجهل والغفلة ، وغشاوة الذنب والرذيلة . التى تزول بالجهاد علماً وعملاً . ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ).
وأمّا الطريق الثالث ; فهو الذي أملته لنا وعلّمتنا إيّاه أخبار أهل البيت (عليهم السلام)ندرج بعضها ذيلاً :
1 ـ روي عن هشام بن الحكم أنـّه قال : كان من سؤال الزنديق الذي أتى أبا عبد الله (عليه السلام)أن قال : ما الدليل على صانع العالم ؟ !
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : « وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعها صنعها .. ألا ترى أنّك إذا نظرت إلى بناء مشيّد مبنيّ علمت أنّ له بانياً وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده ؟ ! » .
قال : وما هو ؟
قال : « هو شيء بخلاف الأشياء ; أرجع بقولي : شيء إلى إثباته وأنـّه شيء بحقيقة الشيئيّة ، غير أنـّه لا جسم ، ولا صورة ، ولا يُحسَّ ، ولا يُجسَّ ، ولا يدرَك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ، ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيّره الـزمان . . ».
2 ـ وهو (عليه السلام) القائل لابن أبي العوجاء : « أمصنوع أنت أو غير مصنوع ؟ ! » .
فقال عبدالكريم بن أبي العوجاء : بل أنا غير مصنوع !
فقال له العالم (عليه السلام) : « فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون ؟ ! » .
فبقي عبدالكريم ملياً لا يحير جواباً . .
3 ـ وكان ممّا قاله (عليه السلام) ـ أيضاً ـ لابن أبي العوجاء في المسجد الحرام :
« . . إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون ـ يعني أهل الطواف ـ فقد سلِموا وعُطبتم ، وإن يكن الأمر على ما تقولون ـ وليس كما تقولون ـ فقد استويتم أنتم وهم » .
فقلت له ] أي ابن أبي العوجاء [ : يرحمك الله ! وأي شيء نقول ؟ وأي شيء يقولون ؟ ما قولي وقولهم إلاّ واحد ؟ !
فقال : « فكيف يكون قولك وقولهم واحد ; وهم يقولون : إنّ لهم معاداً وثواباً وعقاباً ، ويدينون بأنّ للسماء إلهاً ، وأنّها عمران ، وأنتم تزعمون أنّ السماء خراب ليس فيها أحد » .
قال : . . فاغتنمتها منه فقلت له : ما منعه ـ إن كان الأمر كما تقول ـ أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان ، ولِمَ احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به .
فقال لي : « ويلك ! وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك ؟ ! نشؤك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوّتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوّتك ، وسقمك بعد صحّتك ، وصحّتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبّك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبّك ، وعزمك بعد إبائك ، وإباؤك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك ، وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاؤك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك . . ؟ ! » . .
ومازال يعدّ عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتّى ظننت أنـّه سيظهر فيما بيني وبينه . .
فلو شاهد أحد بناء في فلاة ـ فمهما كان بسيطاً في هندسته المعمارية ـ فسوف يتسائل ـ وبلا تأمل ـ : من بنى هذا البناء ؟ ! ولا يقول : ما السبب في ظهور هذا البناء .
ولا ريب أنّ العقل والفطرة تتطلب في كلّ ظاهرة علّتها الموجدة لها ، إذ لا يرى المعلول منفكاً عن علّته ، والدّار والجدار والسقف والسطح كلّها أمارة عن عالم خبير وبصير هو بانيها ، وذلك في كلّ قسم من أقسام البناء إذ يبرز ما فيه من تناسب ودقّة . . وبملاحظة ما هناك من تناسب وظرافة في خارطة البناء يتوصّل بمراعاة تلك الأُصول الهندسيّة والمعماريّة إلى العلم والمعرفة بصانعها وبانيها . .
فهل يا ترى يمكن مقايسة ما في دلالة مثل ذاك البناء ـ حتى لو كان من قصور السلاطين ـ على علم وحكمة معماره . . مع ما يحكيه نظام وبناء العالم على علم وقدرة وحكمة بانيه . . ؟ !
مقتبسات من ( مقدمة في أصول الدين ) لآية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني (مد ظله العالي)
اخوتي واخواتي الموالون ان اعظم ما في عقيدة الأمامية هو التوحيد وهنا نجد الأمام العالم جعفر الصادق صلوات الله عليه وهو المؤسس والمنظم للفقه الشيعي الحق يشرح التوحيد ومعرفة الله الواحد الأحد لأنسان بسيط لكننا عندما نقرأ كلماته الراقية بتمعن على طريقة الدروس الحوزوية المعروفة بشرح الكلمة
نجده كلامآ عظيمآ يدلنا على المعنى العظيم للتوحيد .
فقال له : « يا عبد الله ! هل ركبت سفينة قطّ ؟ » .
قال : نعم .
قال : « فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك ؟ » .
قال : نعم .
قال : فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك » .
قال : نعم .
قال الصادق (عليه السلام) : « فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث ..».
إنّ الطرق للإيمان بالباري تعالى ثلاث :
الأُولى : معرفته سبحانه وتعالى بذاته القدّوس . . وهي معرفة أولياء الله سبحانه ، وجاءت في كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام) : « يا من دلّ على ذاته بذاته » ، وفي ما روي عن على بن الحسين (عليه السلام) إذ قال : « بك عرفتك ، وأنت دللتني عليك »
الثانية : الفطرة البشريّة ; وهي التي تبرز جليّاً وتظهر عند الانقطاع من الخلق واليأس من المعين والمنقذ .
الثالثة : التفكّر في مخلوقات الله ، ومن احتياج الممكنات في ذاتها وصفاتها إلى الغني بالذات ، وآيات العلم والقدرة والحكمة الموجودة والظاهرة في خلقة كلّ موجود ، وما هناك من النظم الدقيق الحاكم على جميع أجزاء العالم وجزئياته . .
والإمام (عليه السلام) ابان في هذا الحديث الشريف الطريق الثاني .
وإمكان الوصول إلى هذه المعرفة والارتباط الفطري بالباري تعالى ـ الحاصلة عند الاستئصال والانقطاع المطلق ممّا سواه ـ إنـّما تكون في حال الاختيار بطريقي العلم والعمل .
أمّا الأوّل : بأن يتنوّر الإنسان بنور العقل ويرفع حجب الجهل والغفلة ليرى أنّ وجود كلّ شيء ، وكمال كلّ موجود ليس نابعاً من نفسه . . ويدرك أنّ كلّها تنتهي إلى ذاته القدّوسيّة ( هُوَ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ ) .
(هُوَاللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْماءُ الْحُسْنَى)
الثاني : أن يزيل عن روحه ـ بواسطة الطهارة والتقوى ـ غشاوة الأدناس والرذائل النفسيّة . . إذ ليس بين الربّ والعبد حجاباً ومانعاً سوى حجب الجهل والغفلة ، وغشاوة الذنب والرذيلة . التى تزول بالجهاد علماً وعملاً . ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ).
وأمّا الطريق الثالث ; فهو الذي أملته لنا وعلّمتنا إيّاه أخبار أهل البيت (عليهم السلام)ندرج بعضها ذيلاً :
1 ـ روي عن هشام بن الحكم أنـّه قال : كان من سؤال الزنديق الذي أتى أبا عبد الله (عليه السلام)أن قال : ما الدليل على صانع العالم ؟ !
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : « وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعها صنعها .. ألا ترى أنّك إذا نظرت إلى بناء مشيّد مبنيّ علمت أنّ له بانياً وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده ؟ ! » .
قال : وما هو ؟
قال : « هو شيء بخلاف الأشياء ; أرجع بقولي : شيء إلى إثباته وأنـّه شيء بحقيقة الشيئيّة ، غير أنـّه لا جسم ، ولا صورة ، ولا يُحسَّ ، ولا يُجسَّ ، ولا يدرَك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ، ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيّره الـزمان . . ».
2 ـ وهو (عليه السلام) القائل لابن أبي العوجاء : « أمصنوع أنت أو غير مصنوع ؟ ! » .
فقال عبدالكريم بن أبي العوجاء : بل أنا غير مصنوع !
فقال له العالم (عليه السلام) : « فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون ؟ ! » .
فبقي عبدالكريم ملياً لا يحير جواباً . .
3 ـ وكان ممّا قاله (عليه السلام) ـ أيضاً ـ لابن أبي العوجاء في المسجد الحرام :
« . . إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون ـ يعني أهل الطواف ـ فقد سلِموا وعُطبتم ، وإن يكن الأمر على ما تقولون ـ وليس كما تقولون ـ فقد استويتم أنتم وهم » .
فقلت له ] أي ابن أبي العوجاء [ : يرحمك الله ! وأي شيء نقول ؟ وأي شيء يقولون ؟ ما قولي وقولهم إلاّ واحد ؟ !
فقال : « فكيف يكون قولك وقولهم واحد ; وهم يقولون : إنّ لهم معاداً وثواباً وعقاباً ، ويدينون بأنّ للسماء إلهاً ، وأنّها عمران ، وأنتم تزعمون أنّ السماء خراب ليس فيها أحد » .
قال : . . فاغتنمتها منه فقلت له : ما منعه ـ إن كان الأمر كما تقول ـ أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان ، ولِمَ احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به .
فقال لي : « ويلك ! وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك ؟ ! نشؤك ولم تكن ، وكبرك بعد صغرك ، وقوّتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوّتك ، وسقمك بعد صحّتك ، وصحّتك بعد سقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبّك بعد بغضك ، وبغضك بعد حبّك ، وعزمك بعد إبائك ، وإباؤك بعد عزمك ، وشهوتك بعد كراهتك ، وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاؤك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك . . ؟ ! » . .
ومازال يعدّ عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتّى ظننت أنـّه سيظهر فيما بيني وبينه . .
فلو شاهد أحد بناء في فلاة ـ فمهما كان بسيطاً في هندسته المعمارية ـ فسوف يتسائل ـ وبلا تأمل ـ : من بنى هذا البناء ؟ ! ولا يقول : ما السبب في ظهور هذا البناء .
ولا ريب أنّ العقل والفطرة تتطلب في كلّ ظاهرة علّتها الموجدة لها ، إذ لا يرى المعلول منفكاً عن علّته ، والدّار والجدار والسقف والسطح كلّها أمارة عن عالم خبير وبصير هو بانيها ، وذلك في كلّ قسم من أقسام البناء إذ يبرز ما فيه من تناسب ودقّة . . وبملاحظة ما هناك من تناسب وظرافة في خارطة البناء يتوصّل بمراعاة تلك الأُصول الهندسيّة والمعماريّة إلى العلم والمعرفة بصانعها وبانيها . .
فهل يا ترى يمكن مقايسة ما في دلالة مثل ذاك البناء ـ حتى لو كان من قصور السلاطين ـ على علم وحكمة معماره . . مع ما يحكيه نظام وبناء العالم على علم وقدرة وحكمة بانيه . . ؟ !
مقتبسات من ( مقدمة في أصول الدين ) لآية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني (مد ظله العالي)
اخوتي واخواتي الموالون ان اعظم ما في عقيدة الأمامية هو التوحيد وهنا نجد الأمام العالم جعفر الصادق صلوات الله عليه وهو المؤسس والمنظم للفقه الشيعي الحق يشرح التوحيد ومعرفة الله الواحد الأحد لأنسان بسيط لكننا عندما نقرأ كلماته الراقية بتمعن على طريقة الدروس الحوزوية المعروفة بشرح الكلمة
نجده كلامآ عظيمآ يدلنا على المعنى العظيم للتوحيد .