محمد الغازي
03-03-2012, 04:46 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
و صلى الله وسلم على سيدنا و حبيبنا و مولانا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين..
إلى كل الإخوة و الأخوات المهتمين بإخوانهم الذين بصرهم الهي بولاية أهل البيت عليهم السلام..
و إلى كل صادق باحث عن الحقيقة و المنهج المؤدي إلى الله عز و جل وفي أقرب الطرق..
أهدي هذه الخلاصة المختصرة حول سبب انتقالي المذهبي و كيفية استبصاري.
أخوكم محمد الغازي من المغرب..
ينحدر من شجرة شريفة فرعها مولانا إدريس بن عبد الله دفين مدينة زرهون المغربية ، و أصلها الحسن المجتبى بن علي و فاطمة عليهما السلام.
البادئ بالفضل و الإحسان دائما هو الله تعالى..
علي بن أبي طالب عليه السلام كان من الشخصيات الصحابية المفضلة عند والدي المتدين التقليدي البسيط..
كان منبهرا بشجاعته اللامتناهية و أخلاقه العالية..
و أنا في طفولتي البريئة حيث لا أعرف فرقا و لا مذاهب و لا مدارس..
و بالفطرة الساذجة بذرت في قلبي محبة هذا الإمام العظيم الشجاع..
بفضل قصاصات و حكايات أبي التي كان يرويها لي عن طريق بعض الكتيبات التي تحوي بطولات حيدر ع..
التدين كان و لا يزال بفضل الله عز وجل الطابع الغالب على حياتي منذ طفولتي..رغم أني لم أنج من مغريات و فتن المجتمع الغارق في وحلها أحيانا.. فكان الله و لا يزال لا أكاد أسقط في شراكها حتى ينقذني منها منة منه و فضلا..
العلم الشرعي و البحث الديني هما هواي منذ الصغر و إلى الآن..المقرر منه في دراستي و غيره و هو الكثير و المستفيض و الملبي لحاجيات فضولي المعرفي ..
كانت موضة التدين ، وأنا أشارف العقدين من عمري هي السلفية..إن لم تكن بالوضوح فبالإخوانية و الالتزامية و غيرها من الأسماء التي تنتهي مرجعيتها في النهاية إلى ما يصطلح عليه بعلماء سلف الأمة..
غير أن انتمائي المبكر لجماعة إسلامية ببلدي ، ذات المسحة الصوفية السنية ..التي كانت محل انتقاد و لذع رموز السلفية آنذاك، جعلتني أهتم بالتربية الروحية و السلوك الأخلاقي و العمل التنظيمي( فهي جماعة سياسية منظمة أيضا و معارضة ).
إلا أن الأدلة و الحجج التي كان يدلي بها خصوم الجماعة من السلفيين ، كانت تثيرني بين الحين و الآخر ..خصوصا و أن رد قياديي الجماعة كان غير مقنع بالنسبة لي..الشيء الذي فرض علي البحث المضني في بطون الكتب المختلفة.
أما التشيع فكانت تكفينا فيه عبارة " إخواننا الشيعة " كأحسن تعبير من الجماعة التي أنتمي إليها ، و إلا فعقيدتهم فاسدة مشركون بل كفار حسب الآخرين .
1992 ميلادية (22 عاما من عمري) سيلتقي بي أخ شيعي عابر سبيل ، أخلاقه جذابة..كان يحمل معه الكتاب المشهور للشيخ التجاني السماوي :" ثم اهتديت " ..
قرأت فيه بعض الفقرات فقط ..
كان هذا أول ميل لي للتعرف على إخواننا الشيعة و طريقة التشيع..لكن هيهات فكل السبل مقطوعة ..لا كتب و لا مجلات و لا أشرطة و لا أي شيء..حتى الأخ الذي وقع حبه في قلبي لم يعد يأتي ..
و سبحان الله المتم ما بدأ من فضله..بعد مرور 15 عاما و في سنة 2007 سيتم الإعلان الرسمي لانتقالي من المذهب السني إلى الشيعي على يد و بحضور هذا الأخ الفاضل..و ستكون أول صلاة في المذهب الجعفري أصليها بإمامته.
إنها الولادة الجديدة..بداية عهد جديد..صفحة جديدة..عالم جديد..
الفرحة و البهجة و السرور و السكينة و الطمأنينة التي انتابتني حينها لها طعم و ذوق خاص..
لأن الإعلان الرسمي سبقه مخاض عسير ..
ما سبق و أن أورده إخواني و أخواتي المستبصرين في حديثهم ..كاف للقول بمدى تأثير الفضائيات الشيعية المستجدة على الساحة الإعلامية في العقد الأخير في بلداننا عليهم..و الشبكات العنكبوتية التي تحوي الكثير من المواقع و المنتديات الشيعية أيضا.
هذان هما المصدران الوحيدان اللذان انكببت عليهما بجد و اجتهاد في بحثي المضني من أجل التعرف على الشيعة و التشيع ، قبل ان ألتقي ببعض الإخوة الشيعة المغاربة الذين دلوني على المكتبة الوحيدة التي تبيع الكتب الشيعية..
هذه الأخيرة رغم بعدها عن مدينتي لم أتوانى عن السفر إليها و جلب ما أحتاجه من كتب منها.. قبل أن يتم منعها و إغلاقها في إطار الحملة المسعورة من قبل الحكومة المغربية على كل ما له علاقة بالشيعة و التشيع سنة 2009 ميلادية .
و بالمناسبة لي مقالة عن هذه الواقعة الأليمة لمن أراد ان يطلع عليها على الرابط التالي:
http://al-3itra.ahlamontada.net/t365-topic
و لأن تديني كان يغلب عليه الطابع الصوفي الروحي ، كان لأدعية أهل البيت عليهم السلام الأثر الكبير على قلبي و روحي اللذان ألفا أورادا و أذكارا و أدعية ، لكن ليست كهذه..
القوة في التعبير ..الدقة في ملامسة المشاعر..حلاوة في المناجاة..غاية في البيان و البلاغة..الكثرة المبهرة .. التنوع..إلى غير ذلك مما لا يمكن حصره ووصفه.
يزيد هذه الأدعية و الأذكار توهجا و جمالا ، حناجر و ألسنة الرواديد الأكارم ، و كأنهم يصيحون على العالم ان تعالوا هلموا إلى سعادتكم التي تبحثون عنها.
كان هذا هو الباب المترع الذي ولجت من خلاله إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام.. إذ أن هذه الأدعية و الأذكار لا يمكن أن تجري إلا على ألسنة غارفة من بحر النبوة المحمدية رواية و دراية. متصلة بالفيض الإلهي الرباني محبة و محبوبية.
ما لمربينا و مرشدينا.. يارب.. لم يطلعونا على هذا الكنز المخفي؟؟ على هذا اللؤلؤ المكنون؟؟ على هذا الدر المنثور؟؟
تعددت الأجوبة و أصلها واحد : إنها إشكالية الإمامة و الصحابة..
و الحق أقول..إذ كنت شيدت في عقلي صروحا شامخة لبعض الصحابة ، و جدت صعوبة في تقبل ما يقوله الشيوخ الأفاضل علماء الطائفة حول هذه المباحث ، لولا نورانية و شدة حجية نصوص أهل البيت ع في هذه المسائل.
فكانت مطالعتي المتروية و المتكررة لنهج البلاغة ، و خطب السيدة الزهراء و غيرها من النصوص، سبب الحسم و القطع و اليقين بإمامة أهل البيت ع.
الأمر الذي سيدفعني إلى إنجاز بحث مفصل حول هذه القضايا الأصلية موضع الاختلاف بين المدرستين السنية و الشيعية .
و لأنني مرتبط عاطفيا و تنظيميا مع الجماعة التي ذكرتها طيلة سنوات ليست بالقليلة.
و من اجل تبرير انسحابي منها ، و هي الجماعة التي كان يركز شيخها دوما على ان الشيعة هم إخوتنا و يجب ان نعمل على ردم الهوة بيننا و بينهم.
آثرت أن أبحث هذه المواضيع مناقشا فكر الجماعة بخصوصها فأنجزته تحت عنوان : " العدل و الإحسان و التشيع ، أ وجه التقارب و التباعد " .
العدل و الإحسان : اسم الجماعة.
أسأل الله العظيم ، رب محمد وآل محمد ، أن يتم ما بدأ من فضله علي بهدايتي إلى ولايتهم ، بأن لا يزغ قلبي بعد إذ هداني ، و أن ينهج بي طريقهم و محجتهم ، و أن يجعلني من أنصار بقيته في أرضه مولاي الإمام المهدي روحي له الفداء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و صلى الله وسلم على سيدنا و حبيبنا و مولانا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين..
إلى كل الإخوة و الأخوات المهتمين بإخوانهم الذين بصرهم الهي بولاية أهل البيت عليهم السلام..
و إلى كل صادق باحث عن الحقيقة و المنهج المؤدي إلى الله عز و جل وفي أقرب الطرق..
أهدي هذه الخلاصة المختصرة حول سبب انتقالي المذهبي و كيفية استبصاري.
أخوكم محمد الغازي من المغرب..
ينحدر من شجرة شريفة فرعها مولانا إدريس بن عبد الله دفين مدينة زرهون المغربية ، و أصلها الحسن المجتبى بن علي و فاطمة عليهما السلام.
البادئ بالفضل و الإحسان دائما هو الله تعالى..
علي بن أبي طالب عليه السلام كان من الشخصيات الصحابية المفضلة عند والدي المتدين التقليدي البسيط..
كان منبهرا بشجاعته اللامتناهية و أخلاقه العالية..
و أنا في طفولتي البريئة حيث لا أعرف فرقا و لا مذاهب و لا مدارس..
و بالفطرة الساذجة بذرت في قلبي محبة هذا الإمام العظيم الشجاع..
بفضل قصاصات و حكايات أبي التي كان يرويها لي عن طريق بعض الكتيبات التي تحوي بطولات حيدر ع..
التدين كان و لا يزال بفضل الله عز وجل الطابع الغالب على حياتي منذ طفولتي..رغم أني لم أنج من مغريات و فتن المجتمع الغارق في وحلها أحيانا.. فكان الله و لا يزال لا أكاد أسقط في شراكها حتى ينقذني منها منة منه و فضلا..
العلم الشرعي و البحث الديني هما هواي منذ الصغر و إلى الآن..المقرر منه في دراستي و غيره و هو الكثير و المستفيض و الملبي لحاجيات فضولي المعرفي ..
كانت موضة التدين ، وأنا أشارف العقدين من عمري هي السلفية..إن لم تكن بالوضوح فبالإخوانية و الالتزامية و غيرها من الأسماء التي تنتهي مرجعيتها في النهاية إلى ما يصطلح عليه بعلماء سلف الأمة..
غير أن انتمائي المبكر لجماعة إسلامية ببلدي ، ذات المسحة الصوفية السنية ..التي كانت محل انتقاد و لذع رموز السلفية آنذاك، جعلتني أهتم بالتربية الروحية و السلوك الأخلاقي و العمل التنظيمي( فهي جماعة سياسية منظمة أيضا و معارضة ).
إلا أن الأدلة و الحجج التي كان يدلي بها خصوم الجماعة من السلفيين ، كانت تثيرني بين الحين و الآخر ..خصوصا و أن رد قياديي الجماعة كان غير مقنع بالنسبة لي..الشيء الذي فرض علي البحث المضني في بطون الكتب المختلفة.
أما التشيع فكانت تكفينا فيه عبارة " إخواننا الشيعة " كأحسن تعبير من الجماعة التي أنتمي إليها ، و إلا فعقيدتهم فاسدة مشركون بل كفار حسب الآخرين .
1992 ميلادية (22 عاما من عمري) سيلتقي بي أخ شيعي عابر سبيل ، أخلاقه جذابة..كان يحمل معه الكتاب المشهور للشيخ التجاني السماوي :" ثم اهتديت " ..
قرأت فيه بعض الفقرات فقط ..
كان هذا أول ميل لي للتعرف على إخواننا الشيعة و طريقة التشيع..لكن هيهات فكل السبل مقطوعة ..لا كتب و لا مجلات و لا أشرطة و لا أي شيء..حتى الأخ الذي وقع حبه في قلبي لم يعد يأتي ..
و سبحان الله المتم ما بدأ من فضله..بعد مرور 15 عاما و في سنة 2007 سيتم الإعلان الرسمي لانتقالي من المذهب السني إلى الشيعي على يد و بحضور هذا الأخ الفاضل..و ستكون أول صلاة في المذهب الجعفري أصليها بإمامته.
إنها الولادة الجديدة..بداية عهد جديد..صفحة جديدة..عالم جديد..
الفرحة و البهجة و السرور و السكينة و الطمأنينة التي انتابتني حينها لها طعم و ذوق خاص..
لأن الإعلان الرسمي سبقه مخاض عسير ..
ما سبق و أن أورده إخواني و أخواتي المستبصرين في حديثهم ..كاف للقول بمدى تأثير الفضائيات الشيعية المستجدة على الساحة الإعلامية في العقد الأخير في بلداننا عليهم..و الشبكات العنكبوتية التي تحوي الكثير من المواقع و المنتديات الشيعية أيضا.
هذان هما المصدران الوحيدان اللذان انكببت عليهما بجد و اجتهاد في بحثي المضني من أجل التعرف على الشيعة و التشيع ، قبل ان ألتقي ببعض الإخوة الشيعة المغاربة الذين دلوني على المكتبة الوحيدة التي تبيع الكتب الشيعية..
هذه الأخيرة رغم بعدها عن مدينتي لم أتوانى عن السفر إليها و جلب ما أحتاجه من كتب منها.. قبل أن يتم منعها و إغلاقها في إطار الحملة المسعورة من قبل الحكومة المغربية على كل ما له علاقة بالشيعة و التشيع سنة 2009 ميلادية .
و بالمناسبة لي مقالة عن هذه الواقعة الأليمة لمن أراد ان يطلع عليها على الرابط التالي:
http://al-3itra.ahlamontada.net/t365-topic
و لأن تديني كان يغلب عليه الطابع الصوفي الروحي ، كان لأدعية أهل البيت عليهم السلام الأثر الكبير على قلبي و روحي اللذان ألفا أورادا و أذكارا و أدعية ، لكن ليست كهذه..
القوة في التعبير ..الدقة في ملامسة المشاعر..حلاوة في المناجاة..غاية في البيان و البلاغة..الكثرة المبهرة .. التنوع..إلى غير ذلك مما لا يمكن حصره ووصفه.
يزيد هذه الأدعية و الأذكار توهجا و جمالا ، حناجر و ألسنة الرواديد الأكارم ، و كأنهم يصيحون على العالم ان تعالوا هلموا إلى سعادتكم التي تبحثون عنها.
كان هذا هو الباب المترع الذي ولجت من خلاله إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام.. إذ أن هذه الأدعية و الأذكار لا يمكن أن تجري إلا على ألسنة غارفة من بحر النبوة المحمدية رواية و دراية. متصلة بالفيض الإلهي الرباني محبة و محبوبية.
ما لمربينا و مرشدينا.. يارب.. لم يطلعونا على هذا الكنز المخفي؟؟ على هذا اللؤلؤ المكنون؟؟ على هذا الدر المنثور؟؟
تعددت الأجوبة و أصلها واحد : إنها إشكالية الإمامة و الصحابة..
و الحق أقول..إذ كنت شيدت في عقلي صروحا شامخة لبعض الصحابة ، و جدت صعوبة في تقبل ما يقوله الشيوخ الأفاضل علماء الطائفة حول هذه المباحث ، لولا نورانية و شدة حجية نصوص أهل البيت ع في هذه المسائل.
فكانت مطالعتي المتروية و المتكررة لنهج البلاغة ، و خطب السيدة الزهراء و غيرها من النصوص، سبب الحسم و القطع و اليقين بإمامة أهل البيت ع.
الأمر الذي سيدفعني إلى إنجاز بحث مفصل حول هذه القضايا الأصلية موضع الاختلاف بين المدرستين السنية و الشيعية .
و لأنني مرتبط عاطفيا و تنظيميا مع الجماعة التي ذكرتها طيلة سنوات ليست بالقليلة.
و من اجل تبرير انسحابي منها ، و هي الجماعة التي كان يركز شيخها دوما على ان الشيعة هم إخوتنا و يجب ان نعمل على ردم الهوة بيننا و بينهم.
آثرت أن أبحث هذه المواضيع مناقشا فكر الجماعة بخصوصها فأنجزته تحت عنوان : " العدل و الإحسان و التشيع ، أ وجه التقارب و التباعد " .
العدل و الإحسان : اسم الجماعة.
أسأل الله العظيم ، رب محمد وآل محمد ، أن يتم ما بدأ من فضله علي بهدايتي إلى ولايتهم ، بأن لا يزغ قلبي بعد إذ هداني ، و أن ينهج بي طريقهم و محجتهم ، و أن يجعلني من أنصار بقيته في أرضه مولاي الإمام المهدي روحي له الفداء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته