مرتضى علي الحلي
04-03-2012, 07:39 AM
(( كلاّ لن أتنازل عن حجابي ))
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
هل يَسلبُ الحجابُ المرأةَ حقَ الحرية، وهو حق طبيعي للإنسان؟
إذا عرفنا أن الحجاب في الإسلام هو وظيفة تقوم بها المرأة عند مقابلتها أو مواجهتها للرجل
فعندئذٍ يزول مثل هذا الإشكال، وهو حرمان المرأة حريتها
.
وأعتقد أنَّ الذين يثيرون مثل هذه التساؤلات، لا يميّزون بين حبس المرأة في المنزل، وبين إدراكها ما يتوجب عليها حين تواجه الرجل الأجنبي
.
إنّ مسألة سجن المرأة لا وجود لها في الإسلام،
ولكنّ وظيفتها -حينما تتعامل مع الرجال-
في أن تراعي أسلوباً خاصاً في لباسها وفي حركاتها
وهذا لا يتناقض مع كرامتها الإنسانية، ولا يعد تجاوزاً على حقوقها الطبيعية
.
إنَّ المجتمعات الغربية والتي لا تعترف بالدين الإسلامي، ولا بالكثير من ضوابط الأديان، لا توجد لديها ضوابط شرف وحياء وما شابه ذلك،
فإنّ الشرف الإنساني للمرأة في مجتمعاتنا المحافظة، والتي أنعم الله عليها بنعمة الدين
، يقتضي أن تكون المرأة المسلمة حين خروجها وقورة، وأن تتجنب كل ممارسة تستهدف الإثارة،
فعلى أثر التحلّل وضياع الحدود الإنسانية، في المجتمعات التي تطالب بحرية المرأة،(المجتمعات الغير إسلامية)
ارتفعت نسبة الجرائم الجنسية، وقد ازداد الإقبال على دور السينما، وامتلأت جيوب أصحاب مصانع أدوات التجميل،
وارتفع مقام الراقصين والراقصات، على مقام العلماء والمفكرين والمصلحين بمراتب كبيرة.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة هذا الأمر، فقايس بين استقبال راقصة أو مغنية ترِد إلى البلاد، وبين استقبال مخترعٍ كبير يصل إليها،
وانظر رد الفعل عند الشباب في كلا الحالين
.
إنّ الذين يطالبون بحرية المرأة أو تحريرها من القيود، لم يطالبوا بتحريرها من الجهل والأوهام الخرافية، والتقاليد الباطلة والنظريات الجائرة الوضعية
وإنما انطلقوا بمعنى الحرية هذه، التي اشتقوّا منها كلمة التحرر، إلى ما تنكِره الفطرة، وينكره العقل، وينكره الدين الإسلامي
.
إنَّهم بمطالبتهم بالتحرر من القيود، يريدون التحرر من العفة والشرف والكرامة.
فيجب على المرأة المسلمة أن تكون يقظة وحذرة، من أمثال هذه الادّعاءات البرّاقة والكاذبة
وأنّ تتمسك بدينها ومبدأها، الذي يُريد لها أن يخرِجها من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجاهلية والأوهام، إلى نور الهداية والحقيقة.
وهكذا ينطبق الجواب نفسه على اعتراضاتهم الأخرى وصيحاتهم المبرقعة، صيحات المساواة،
ويزعمون أنَّ الحجاب يلغي المساواة التامة بين الرجل والمرأة،
فماذا يقصدون بالمساواة التي يهتف بها الهاتفون، ويبالغون في الهتاف بها والدعوة إليها؟
فهؤلاء لم يلتفتوا إلى ما قرره الإسلام، وثبّت قواعده وشيدّ بناءهُ، قبل هتافاتهم بعدة قرون
.
لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في حقوق الحياة،
وفي حقوق الإنسانية، والمساواة التامة أمام محاكم العدل وسلطات التنفيذ،
نعم لم يساوِ الإسلام في طبيعة خِلقة كل من الذكر والأنثى؛
وذلك لحكمة الخالق المدبر؛ كي يؤدّي كل واحد الوظيفة المعدّ له
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36] -في الخلقة-(
إنّ القدرة الخالقة المدبرة، أعدّت الأنثى بتكوينها وبجميع أجزائها لوظيفة في الحياة، لن يستطيع أن يقوم بها أقوى الرجال،
ومن الظلم أن نكلّفها بالوظيفة التي كُلّف بها الرجلُ أيضاً.
إنّنا لا نستطيع أن نوحّد بين وظائف الأعضاء عند الرجل ووظائف الأعضاء عند المرأة،
فكل واحد من الرجل والمرأة له دور معين يقوم به في الحياة، لاستمرار الطبيعة البشرية، تماماً كما الليل والنهار لاستمرار الطبيعة الكونية
.
وهل في الإمكان أن نساوي بين الرجل والمرأة في حدوث الدورة الشهرية؟
وهل بالإمكان أن نبدّل طبائع الأشياء،؟
فنجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع؟
هنالك صيحة أخرى عنوانها،
أنَّ الحجاب يمنع المرأة من التقدم العلمي،
وهم يربطون بين الحجاب والتخلّف، ويعدّون السفور مظهرَ تطورٍ في بلادهم
.
ولا ندري ما العلاقة بين الحجاب والتخلف؟
!!
فالرجال يحجبون كامل أجسامهم عدا رؤوسهِم،
فهل حجاب الرجل وستره الكامل لجسده بالثياب، يعدّ مظهر تخلف؟
!
ليس هناك في الواقع أي علاقة بين التخلف وستر المرأة لجسدها،
وبين التقدم وعدم سترها له؛
لأن التخلف إنما يتعلق بكل أنواع الحركة، التي تُسيء إلى وعي الإنسان وعلاقته مع الآخرين والى نشاطاته في الحياة،
فهل حجاب المرأة يفعل هذه الأمور؟
إنَّ التطور التقني الموجود في الغرب، لم ينشأ عن رفض الحجاب
لأن مسألة التطور هي من المسائل التي تحدِثها تحولاتٌ فكرية في فهم الكون والحياة وأسرار الطبيعة
إضافة إلى إيجاد الفرص للناس المختصين، أو الذين يملكون خبرة في هذه المجالات، ولا علاقة له بأن تلبس المرأة الحجاب أو لا تلبسه.
إنَّ واقع التخلف الذي يعيشه الواقع العربي أو الإسلامي، يرتبط بالجمود العلمي من جهة،
وبالأوضاع السياسية المحلية التابعة لسياساتٍ عالمية كبرى، والتي فرضت التخلف عليه، وأشعلت المنطقة بالحروب والخلافات والمنازعات، وأنواعِ الحكم التي لم تحترم حرية الشعب من جهة أخرى
.
يقولون في الإســــــــــــــــلام ظلـــــــما بأنه يصد ذويـــــــــــــه عن طريق التقــــدمِ
فإن كان ذا حقاً فكيف تقدمــــــــــــــت أوائــــله في عهـــــــــــــــــــــــدها المتقدمِ
وإن كان ذنب المسلـم اليوم جهلـــه فماذا على الإسلام من جهل مسلمِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف:
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
هل يَسلبُ الحجابُ المرأةَ حقَ الحرية، وهو حق طبيعي للإنسان؟
إذا عرفنا أن الحجاب في الإسلام هو وظيفة تقوم بها المرأة عند مقابلتها أو مواجهتها للرجل
فعندئذٍ يزول مثل هذا الإشكال، وهو حرمان المرأة حريتها
.
وأعتقد أنَّ الذين يثيرون مثل هذه التساؤلات، لا يميّزون بين حبس المرأة في المنزل، وبين إدراكها ما يتوجب عليها حين تواجه الرجل الأجنبي
.
إنّ مسألة سجن المرأة لا وجود لها في الإسلام،
ولكنّ وظيفتها -حينما تتعامل مع الرجال-
في أن تراعي أسلوباً خاصاً في لباسها وفي حركاتها
وهذا لا يتناقض مع كرامتها الإنسانية، ولا يعد تجاوزاً على حقوقها الطبيعية
.
إنَّ المجتمعات الغربية والتي لا تعترف بالدين الإسلامي، ولا بالكثير من ضوابط الأديان، لا توجد لديها ضوابط شرف وحياء وما شابه ذلك،
فإنّ الشرف الإنساني للمرأة في مجتمعاتنا المحافظة، والتي أنعم الله عليها بنعمة الدين
، يقتضي أن تكون المرأة المسلمة حين خروجها وقورة، وأن تتجنب كل ممارسة تستهدف الإثارة،
فعلى أثر التحلّل وضياع الحدود الإنسانية، في المجتمعات التي تطالب بحرية المرأة،(المجتمعات الغير إسلامية)
ارتفعت نسبة الجرائم الجنسية، وقد ازداد الإقبال على دور السينما، وامتلأت جيوب أصحاب مصانع أدوات التجميل،
وارتفع مقام الراقصين والراقصات، على مقام العلماء والمفكرين والمصلحين بمراتب كبيرة.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة هذا الأمر، فقايس بين استقبال راقصة أو مغنية ترِد إلى البلاد، وبين استقبال مخترعٍ كبير يصل إليها،
وانظر رد الفعل عند الشباب في كلا الحالين
.
إنّ الذين يطالبون بحرية المرأة أو تحريرها من القيود، لم يطالبوا بتحريرها من الجهل والأوهام الخرافية، والتقاليد الباطلة والنظريات الجائرة الوضعية
وإنما انطلقوا بمعنى الحرية هذه، التي اشتقوّا منها كلمة التحرر، إلى ما تنكِره الفطرة، وينكره العقل، وينكره الدين الإسلامي
.
إنَّهم بمطالبتهم بالتحرر من القيود، يريدون التحرر من العفة والشرف والكرامة.
فيجب على المرأة المسلمة أن تكون يقظة وحذرة، من أمثال هذه الادّعاءات البرّاقة والكاذبة
وأنّ تتمسك بدينها ومبدأها، الذي يُريد لها أن يخرِجها من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجاهلية والأوهام، إلى نور الهداية والحقيقة.
وهكذا ينطبق الجواب نفسه على اعتراضاتهم الأخرى وصيحاتهم المبرقعة، صيحات المساواة،
ويزعمون أنَّ الحجاب يلغي المساواة التامة بين الرجل والمرأة،
فماذا يقصدون بالمساواة التي يهتف بها الهاتفون، ويبالغون في الهتاف بها والدعوة إليها؟
فهؤلاء لم يلتفتوا إلى ما قرره الإسلام، وثبّت قواعده وشيدّ بناءهُ، قبل هتافاتهم بعدة قرون
.
لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في حقوق الحياة،
وفي حقوق الإنسانية، والمساواة التامة أمام محاكم العدل وسلطات التنفيذ،
نعم لم يساوِ الإسلام في طبيعة خِلقة كل من الذكر والأنثى؛
وذلك لحكمة الخالق المدبر؛ كي يؤدّي كل واحد الوظيفة المعدّ له
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36] -في الخلقة-(
إنّ القدرة الخالقة المدبرة، أعدّت الأنثى بتكوينها وبجميع أجزائها لوظيفة في الحياة، لن يستطيع أن يقوم بها أقوى الرجال،
ومن الظلم أن نكلّفها بالوظيفة التي كُلّف بها الرجلُ أيضاً.
إنّنا لا نستطيع أن نوحّد بين وظائف الأعضاء عند الرجل ووظائف الأعضاء عند المرأة،
فكل واحد من الرجل والمرأة له دور معين يقوم به في الحياة، لاستمرار الطبيعة البشرية، تماماً كما الليل والنهار لاستمرار الطبيعة الكونية
.
وهل في الإمكان أن نساوي بين الرجل والمرأة في حدوث الدورة الشهرية؟
وهل بالإمكان أن نبدّل طبائع الأشياء،؟
فنجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع؟
هنالك صيحة أخرى عنوانها،
أنَّ الحجاب يمنع المرأة من التقدم العلمي،
وهم يربطون بين الحجاب والتخلّف، ويعدّون السفور مظهرَ تطورٍ في بلادهم
.
ولا ندري ما العلاقة بين الحجاب والتخلف؟
!!
فالرجال يحجبون كامل أجسامهم عدا رؤوسهِم،
فهل حجاب الرجل وستره الكامل لجسده بالثياب، يعدّ مظهر تخلف؟
!
ليس هناك في الواقع أي علاقة بين التخلف وستر المرأة لجسدها،
وبين التقدم وعدم سترها له؛
لأن التخلف إنما يتعلق بكل أنواع الحركة، التي تُسيء إلى وعي الإنسان وعلاقته مع الآخرين والى نشاطاته في الحياة،
فهل حجاب المرأة يفعل هذه الأمور؟
إنَّ التطور التقني الموجود في الغرب، لم ينشأ عن رفض الحجاب
لأن مسألة التطور هي من المسائل التي تحدِثها تحولاتٌ فكرية في فهم الكون والحياة وأسرار الطبيعة
إضافة إلى إيجاد الفرص للناس المختصين، أو الذين يملكون خبرة في هذه المجالات، ولا علاقة له بأن تلبس المرأة الحجاب أو لا تلبسه.
إنَّ واقع التخلف الذي يعيشه الواقع العربي أو الإسلامي، يرتبط بالجمود العلمي من جهة،
وبالأوضاع السياسية المحلية التابعة لسياساتٍ عالمية كبرى، والتي فرضت التخلف عليه، وأشعلت المنطقة بالحروب والخلافات والمنازعات، وأنواعِ الحكم التي لم تحترم حرية الشعب من جهة أخرى
.
يقولون في الإســــــــــــــــلام ظلـــــــما بأنه يصد ذويـــــــــــــه عن طريق التقــــدمِ
فإن كان ذا حقاً فكيف تقدمــــــــــــــت أوائــــله في عهـــــــــــــــــــــــدها المتقدمِ
وإن كان ذنب المسلـم اليوم جهلـــه فماذا على الإسلام من جهل مسلمِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف: