زينب الربيعي
06-03-2012, 05:42 PM
أسماء بنت عميس الخثعمية(رضي الله عنها)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
اسمها ونسبها
السيّدة أسماء بنت عميس بن النعمان الخثعمية.
أزواجها
السيّدة أسماء هي أُخت السيّدة ميمونة زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد تزوّجت أوّلاً من جعفر بن أبي طالب، الملقّب بجعفر الطيّار، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد أن استشهد جعفر في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، تزوّجت من أبي بكر، وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها الإمام علي(عليه السلام).
أولادها
عبد الله ومحمّد وعون من جعفر بن أبي طالب، ومحمّد من أبي بكر، ويحيى من الإمام علي(عليه السلام).
مكانتها
كانت أسماء من الرائدات في الإسلام، ومن أصحاب النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام)، ومن الثابتات على حبّ أهل البيت(عليهم السلام)، فمنذ أن قدمت المدينة أصبحت للزهراء(عليها السلام) كالأُم الحنون التي تثق بها، وتفشي لها أسرارها، حتّى أنّ السيّدة أوصتها بإعداد تابوت لها لا يبدو من خلاله حجم بدنها، كما أنّها أعانت الإمام علياً(عليه السلام) في تغسيل السيّدة الزهراء(عليها السلام) بوصية منها.
وأسماء هي ممّن شهدت في قضية فدك على كذب حديث: (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة)، إلاّ أنّ أبا بكر لم يقبل شهادتها.
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيها
1ـ قال الإمام الباقر(عليه السلام): (رحم الله الأخوات من أهل الجنّة) فسمّاهن فكانت أسماء بنت عميس أولاهن(1).
2ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (الأخوات المؤمنات... وأسماء بنت عميس امرأة جعفر)(2).
3ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (كان النجابة ـ لمحمّد بن أبي بكر ـ من قبل أُمّه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه)(3).
ممّن روت عنهم
النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، السيّدة الزهراء(عليها السلام)، أسماء بن يزيد الأنصارية... .
من الراوين عنها
ابنها عبد الله بن جعفر، حفيدها القاسم بن محمّد بن أبي بكر، حفيدتها أُمّ جعفر وأُمّ محمّد ابنتا محمّد بن جعفر، السيّدة زينب والسيّدة فاطمة ابنتا الإمام علي(عليه السلام)، الإمام الحسن(عليه السلام) ، الإمام زين العابدين(عليه السلام)، فاطمة بنت الإمام الحسين(عليه السلام)، عبد الله بن عباس.
هجرتها
هاجرت(رضي الله عنها) مع زوجها جعفر إلى الحبشة، وتحملّت الأذى في سبيل الله من القريب والبعيد.
وعندما عادت من أرض الحبشة إلى المدينة المنوّرة قال لها عمر: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله(صلى الله عليه وآله) منكم، فغضبت وقالت: كذبت يا عمر، كلاّ والله، كنتم مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنّا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعاماً، ولا أشرب شراباً حتّى أذكر ما قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله)... .
فأتت إلى النبي(صلى الله عليه وآله)، وأخبرته بمقالة عمر، فقال(صلى الله عليه وآله) لها: (ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)(4).
حزنها على زوجها جعفر
قالت أسماء بنت عميس: أصبحت في اليوم الذي اُصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فدخل عليّ وكنت قد أخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم، قال: (يا أسماء أين بنو جعفر)؟ فجئت بهم إليه، فضمّهم وشمّهم ثم ذرفت عيناه فبكى، فقلت: يا رسول الله لعلّه بلغك عن جعفر شيء؟ قال: (نعم إنّه قتل اليوم)، فقمت أصيح واجتمع إليّ النساء، فجعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (يا أسماء لا تقولي هجراً، ولا تضربي صدراً).
ثم خرج عنّي حتّى دخل على فاطمة(عليها السلام) وهي تقول: (وا ابن عمّاه)، فقال: (على مثل جعفر فلتبك الباكية) ثم قال: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم)(5).
ورثت أسماء بنت عميس جعفر بهذه الأبيات:
يا جعفر الطيار خير مضرب ** للخيل يوم تطاعن وتشاح
قد كنت لي جبلاً ألوذ بظلّه ** فتركتني أمشي بأجرد ضاحي
قد كنت ذات حمية ما عشت لي ** أمشي البراز وأنت كنت جناحي
فاليوم أخشع للذليل وأتقي ** منه وأدفع ظالمي بالراح(6).
وفاؤها للزهراء(عليها السلام)
روي في تزويج فاطمة(عليها السلام): أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر النساء بالخروج فخرجن مسرعات إلاّ أسماء فقد تأخّرت، فدخل النبي(صلى الله عليه وآله) تقول أسماء: فلمّا خرج رأى سوادي، فقال: (مَن أنتِ)؟ فقلت: أسماء بنت عميس، قال: (ألم آمرك أن تخرجي)؟! فقالت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن كنت حضرت وفاة خديجة فبكت عند وفاتها، فقلت لها: تبكين وأنت سيّدة نساء العالمين، وزوجة رسول الله، ومبشّرة على لسانه بالجنّة؟! فقالت: ما لهذا بكيت، ولكن المرأة ليلة زفافها لا بدّ لها من امرأة، وفاطمة حديثة عهد بصبا، وأخاف أن لا يكون لها مَن يتولّى أمرها، فقلت لها: يا سيّدتي، لك عهد الله عليّ إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامكِ في ذلك الأمر.
فبكي(صلى الله عليه وآله) وقال: (فأسأل الله أن يحرسك من فوقك، ومن تحتك، ومن بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، من الشيطان الرجيم)(7).
وفاتها
تُوفّيت السيّدة أسماء(رضي الله عنها) عام 40هـ.
ـــــــــ
1ـ الخصال : 363.
2ـ المعجم الكبير 24/132.
3ـ الاختصاص: 70.
4ـ صحيح مسلم 7/173.
5ـ الدرجات الرفيعة: 76.
6ـ شرح الأخبار 3/207.
7ـ اُنظر: كشف اليقين: 198.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
اسمها ونسبها
السيّدة أسماء بنت عميس بن النعمان الخثعمية.
أزواجها
السيّدة أسماء هي أُخت السيّدة ميمونة زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد تزوّجت أوّلاً من جعفر بن أبي طالب، الملقّب بجعفر الطيّار، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد أن استشهد جعفر في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، تزوّجت من أبي بكر، وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها الإمام علي(عليه السلام).
أولادها
عبد الله ومحمّد وعون من جعفر بن أبي طالب، ومحمّد من أبي بكر، ويحيى من الإمام علي(عليه السلام).
مكانتها
كانت أسماء من الرائدات في الإسلام، ومن أصحاب النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام)، ومن الثابتات على حبّ أهل البيت(عليهم السلام)، فمنذ أن قدمت المدينة أصبحت للزهراء(عليها السلام) كالأُم الحنون التي تثق بها، وتفشي لها أسرارها، حتّى أنّ السيّدة أوصتها بإعداد تابوت لها لا يبدو من خلاله حجم بدنها، كما أنّها أعانت الإمام علياً(عليه السلام) في تغسيل السيّدة الزهراء(عليها السلام) بوصية منها.
وأسماء هي ممّن شهدت في قضية فدك على كذب حديث: (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة)، إلاّ أنّ أبا بكر لم يقبل شهادتها.
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيها
1ـ قال الإمام الباقر(عليه السلام): (رحم الله الأخوات من أهل الجنّة) فسمّاهن فكانت أسماء بنت عميس أولاهن(1).
2ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (الأخوات المؤمنات... وأسماء بنت عميس امرأة جعفر)(2).
3ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (كان النجابة ـ لمحمّد بن أبي بكر ـ من قبل أُمّه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه)(3).
ممّن روت عنهم
النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، السيّدة الزهراء(عليها السلام)، أسماء بن يزيد الأنصارية... .
من الراوين عنها
ابنها عبد الله بن جعفر، حفيدها القاسم بن محمّد بن أبي بكر، حفيدتها أُمّ جعفر وأُمّ محمّد ابنتا محمّد بن جعفر، السيّدة زينب والسيّدة فاطمة ابنتا الإمام علي(عليه السلام)، الإمام الحسن(عليه السلام) ، الإمام زين العابدين(عليه السلام)، فاطمة بنت الإمام الحسين(عليه السلام)، عبد الله بن عباس.
هجرتها
هاجرت(رضي الله عنها) مع زوجها جعفر إلى الحبشة، وتحملّت الأذى في سبيل الله من القريب والبعيد.
وعندما عادت من أرض الحبشة إلى المدينة المنوّرة قال لها عمر: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله(صلى الله عليه وآله) منكم، فغضبت وقالت: كذبت يا عمر، كلاّ والله، كنتم مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنّا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعاماً، ولا أشرب شراباً حتّى أذكر ما قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله)... .
فأتت إلى النبي(صلى الله عليه وآله)، وأخبرته بمقالة عمر، فقال(صلى الله عليه وآله) لها: (ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)(4).
حزنها على زوجها جعفر
قالت أسماء بنت عميس: أصبحت في اليوم الذي اُصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فدخل عليّ وكنت قد أخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم، قال: (يا أسماء أين بنو جعفر)؟ فجئت بهم إليه، فضمّهم وشمّهم ثم ذرفت عيناه فبكى، فقلت: يا رسول الله لعلّه بلغك عن جعفر شيء؟ قال: (نعم إنّه قتل اليوم)، فقمت أصيح واجتمع إليّ النساء، فجعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (يا أسماء لا تقولي هجراً، ولا تضربي صدراً).
ثم خرج عنّي حتّى دخل على فاطمة(عليها السلام) وهي تقول: (وا ابن عمّاه)، فقال: (على مثل جعفر فلتبك الباكية) ثم قال: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم)(5).
ورثت أسماء بنت عميس جعفر بهذه الأبيات:
يا جعفر الطيار خير مضرب ** للخيل يوم تطاعن وتشاح
قد كنت لي جبلاً ألوذ بظلّه ** فتركتني أمشي بأجرد ضاحي
قد كنت ذات حمية ما عشت لي ** أمشي البراز وأنت كنت جناحي
فاليوم أخشع للذليل وأتقي ** منه وأدفع ظالمي بالراح(6).
وفاؤها للزهراء(عليها السلام)
روي في تزويج فاطمة(عليها السلام): أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر النساء بالخروج فخرجن مسرعات إلاّ أسماء فقد تأخّرت، فدخل النبي(صلى الله عليه وآله) تقول أسماء: فلمّا خرج رأى سوادي، فقال: (مَن أنتِ)؟ فقلت: أسماء بنت عميس، قال: (ألم آمرك أن تخرجي)؟! فقالت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن كنت حضرت وفاة خديجة فبكت عند وفاتها، فقلت لها: تبكين وأنت سيّدة نساء العالمين، وزوجة رسول الله، ومبشّرة على لسانه بالجنّة؟! فقالت: ما لهذا بكيت، ولكن المرأة ليلة زفافها لا بدّ لها من امرأة، وفاطمة حديثة عهد بصبا، وأخاف أن لا يكون لها مَن يتولّى أمرها، فقلت لها: يا سيّدتي، لك عهد الله عليّ إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامكِ في ذلك الأمر.
فبكي(صلى الله عليه وآله) وقال: (فأسأل الله أن يحرسك من فوقك، ومن تحتك، ومن بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، من الشيطان الرجيم)(7).
وفاتها
تُوفّيت السيّدة أسماء(رضي الله عنها) عام 40هـ.
ـــــــــ
1ـ الخصال : 363.
2ـ المعجم الكبير 24/132.
3ـ الاختصاص: 70.
4ـ صحيح مسلم 7/173.
5ـ الدرجات الرفيعة: 76.
6ـ شرح الأخبار 3/207.
7ـ اُنظر: كشف اليقين: 198.