المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهل السنة، ودليلهم (الفلسفي) على عدالة الصحابة


عاشق داحي الباب
06-03-2012, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين...

تمهيد:
نظرية عدالة الصحابة هي مسئلة أساسية، بل هي الأساس الحقيقي الذي بُني عليه مذهب أهل السنة...

والغريب انهم يرفضون الاستدلال بالعقل في المسائل الاعتقادية الأصلية، لأنهم يذهبون إلى أن العقل لا نصيب له في إدرك الحسن والقبيح، فهم يعتمدون حتى في إثبات التوحيد والنبوة على السمع، ولا يعطون للعقل دورا إلا على سبيل الإرشاد، أما أن يكون له دورا على نحو الاستقلال فلا !!!

ولهذا فقد ذموا الكلام وأهله، قال الذهبي: الزعفراني وغيره: سمعنا الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر، ينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام.
وقال أبو عبد الرحمن الأشعري صاحب الشافعي: قال الشافعي: مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد.
قال الذهبي: قلت: لعل هذا متواتر عن الإمام.
سير أعلام النبلاء ج 10 ص 29

ونهوا عن التفكر والتدبر حتى في الآيات التي لا تفهم إلا بتقديم مقدمات كلامية، فعن جعفر بن عبدالله قال: كنا عند مالك، فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبدالله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى ؟
فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده، حتى علاه الرحضاء، ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة. وأمر به فأخرج.
سير أعلام النبلاء ج 8 ص 100

إلا أنهم في مسئلة عدالة الصحابة اضطروا للاستدلال عليها بدليل فلسفي، وأعني بالدليل الفلسفي في هذا البحث ما يرادف الدليل العقلي، ويبدو أن الذي ألجئهم إلى هذا هو عدم عثورهم على نص من الكتاب أو السنة يدل على نظريتهم التي أجمعوا على صحتها!!!

ولا شك ان الإجماع إذا لم يكن مستنداً على برهان لا يكون حجة، هذا فضلا عما لو قام البرهان على بطلان النظرية، ويكفي في بطلانها مخالفتها للأصل الأولي الذي يقتضي عدم التفريق بين الصحابي وغيره، بمقتضى قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}...

الصحابة:
والصحابة – إجمالا - لهم الفضل والشرف، ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو معاند، وها هو إمامنا السجاد عليه السلام يدعو لهم ويثني عليهم بما هم أهله، فيقول عليه السلام في الدعاء الرابع من أدعية الصحيفة السجادية:
اَللَّهُمَّ وَأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّـذِينَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ، وَالَّذِينَ أَبْلَوُا الْبَلاَءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ، وَكَانَفُوهُ وَأَسْرَعُوا إلَى وِفَادَتِهِ وَسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ واسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاَتِهِ، وَفَارَقُوا الاَزْوَاجَ وَالاَوْلادَ فِي إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وَقَاتَلُوا الآباءَ وَ الاَبناءَ فِي تَثْبِيتِ نبُوَّتِهِ، وَانْتَصَرُوا بهِ وَمَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ، وَالّذينَ هَجَرَتْهُمُ الْعَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَاباتُ إذْ سَكَنُوا فِي ظلِّ قَرَابَتِهِ، فَلاَ تَنْسَ لَهُمُ اللّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وَفِيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ وَبِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إلَيْكَ، وَاشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيْكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إلَى ضِيْقِهِ، وَمَنْ كَثَّرْتَ فِي إعْزَازِ دِيْنِـكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ... الدعاء

لكننا لا نقول بأنهم كلهم كانوا كذلك، بل فيهم الصالح والطالح، والآيات والروايات التي يستدل بها أهل السنة على ما يزعمون من عدالة عامة مطلقة، تقابلها آيات وروايات أخرى تذم بعضهم بشكل صريح لا يقبل التأويل، ومقتضى الجمع هو أن يقال: إن الآيات والروايات لا تتحدث عن الجميع بل تتحدث عن البعض، وقبل أن أذكر بعض الآيات والروايات، لا بأس بقراءة إحدى الآيات التي يستدلون بها على نظريتهم، وهي قوله تعالى:

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}

والاستدلال بهذه الآية على العدالة العامة المطلقة للصحابة، لا يصح لما يلي:
1 – ان هذه الآية نزلت في الصحابة الذين شهدوا الحديبية وبايعوا بيعة الرضوان، وكان عددهم 1.400 وقيل 1.500 صحابي، فروى مسلم بإسناده عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم خير أهل الأرض... الحديث
وروى ايضا بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: سألت جابر بن عبد الله عن أصحاب الشجرة، فقال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا ألفا وخمسمائة.
صحيح مسلم ج 6 ص 25

وعليه فلا يجوز تعميم الحكم الذي تذكره الآية الكريمة – أياً كان الحكم - لغير هؤلاء.

2 – القدر المتيقن من الآية ان الرضى الإلهي لهؤلاء الصحابة كان حين البيعة، لمكان (إِذْ) التي تدل على الظرفية، ولا مناص عن القول بهذا، وإلا للزم القول بعصمتهم طيلة حياتهم، لامتناع اجتماع رضى الله سبحانه وتعالى، مع مرتكب المعصية حال ارتكابه لها، وأهل السنة لا يعترفون بعقيدتهم في العصمة، وإن صرح بعضهم بها!!!

3 – ان سيرة الصحابة بما فيهم من شهد بيعة الرضوان لا تساعد على القول بأن الله سبحانه وتعالى قد رضى عنهم مطلقا، ولا بأس بذكر شاهد، قال الذهبي: عبد الرحمن بن عديس أبو محمد البلوي، له صحبة، وبايع تحت الشجرة، وله رواية، سكن مصر، وكان ممن خرج على عثمان وسار إلى قتاله، نسأل الله العافية، ثم ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة، ثم هرب من السجن، فأدركوه بجبل لبنان فقتل، ولما أدركوه قال لمن قتله: ويحك اتق الله في دمي، فإني من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر بالجبل كثير، وقتله.
قال ابن يونس: كان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان.
وعن محمد بن يحيى الذهلي قال: لا يحل أن يحدث عنه بشيء، هو رأس الفتنة.
تاريخ الإسلام ص 464 (الوراق) (http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=141&page=464)

الصحابة في القرآن الكريم:
ولنذكر بعض الآيات، التي تدل على ان الصحابة كغيرهم فيهم الصالح وفيهم الطالح:
1 - قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ * وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة 100

والجدير بالذكر ان علماء أهل السنة عندما يريدون الاستدلال بالآيات القرآنية على عداة الصحابة، يذكرون الآية الأولى فقط، ولكنهم لا يذكرون ما بعدها!!!

2 - قال تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} الحشر 9

وايضاً هذه الآيات وتحديداً الأولى يستدلون بها على عدالة الصحابة، لكنهم لا يكملون بقية الآيات!!!

3 – قال تعالى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} المنافقون

4 – قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}الأحزاب 60

الصحابة في الروايات:
وأما الروايات، فلو لم يرد إلا روايات الحوض الموجودة حتى في الصحيحين لكفى، فقد روى البخاري بإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك.

وبإسناده عن سهل بن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اني فرطكم على الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول: انهم مني! فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي، وقال ابن عباس: سحقاً بعداً يقال سحيق بعيد سحقه واسحقه أبعده.

وبإسناده عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

وبإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا أنا قائم، فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.
صحيح البخارى ج 7 ص 207

فائدة لغوية:
قال ابن الأثير: همل: في حديث الحوض (فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم) الهمل: ضوال الإبل، واحدها: هامل، أي ان الناجى منهم قليلفي قلة النعم الضالة.
النهاية في غريب الحديث ج 5 ص 274

وقال ابن منظور: وفي حديث الحوض: فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم، الهمل: ضوال الإبل، واحدها هامل، أي أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة.
لسان العرب ج 11 ص 710

والله المستعان!!!

إذا فمن التمهيد المتقدم نعرف أنه لم يرد نص لا في الكتاب ولا في السنة يدل على عدالة الصحابة، فلهذا اضطر أهل السنة للبحث عن دليل فلسفي، فلنتعرف عليه...

الدليل الفلسفي:
يتلخص الدليل الفلسفي على عدالة الصحابة، في المقدمات التي سأرتبها فيما يلي:
1 – ان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هو خاتم النبيين، وهو الذي اختاره الله تعالى لتبليغ الإسلام.
2 – ان الإسلام هو دين الله الحق الذي فرضه الله تعالى على كافة المكلفين إلى يوم الدين، وهو آخر الأديان.
3 – وعليه فإن هذا الدين لا بد له من حافظ ومبلّغ يقوم بمهمة تبليغه بكل أمانة، بعد وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، لكافة الناس إلى يوم الدين.
4 – الحافظ والمبلغ للدين بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ليس سوى الصحابة!!!

هذه هي خلاصة الدليل الفلسفي على عدالة الصحابة، ولننقل أسماء (((بعض))) من صرح بما تقدم مع نقل نصوصهم الدالة على ما تقدم:

1 – أبو زرعة الرازي:
قال المزي: وقال أبو جعفر التستري ايضا: سمعت أبا زرعة يقول: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة.
تهذيب الكمال ج 19 ص 96

2 - ابن الصلاح:
قال: ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحساناً للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك، لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم.
مقدمة ابن الصلاح ص 176

3 - ابن أبي حاتم الرازي:
قال: قال أبو محمد: فلما لم نجد سبيلاً إلى معرفة شيء من معاني كتاب الله، ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا من جهة النقل والرواية، وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة، حق علينا معرفتهم، ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم، وإثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته... إلى أن قال:
الصحابة: فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونصرته، وإقامة دينه، وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغهم عن الله عز وجل، وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدب، ووعوه واتقنوه، ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده - بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله عز وجل بما مَنَّ عليهم، وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك (جاء في الهامش: نسخة ك: الشرك) والكذب والغلط والريبة والغمز، وسماهم عدول الأمة، فقال عز ذكره في محكم كتابه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} ففسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله: {وَسَطًا} قال: عدلا. فكانوا عدول الأمة، وأئمة الهدى، وحجج الدين، ونقلة الكتاب والسنة، وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم، والجري على منهاجهم، والسلوك لسبيلهم، والإقتداء بهم، فقال: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}...
الجرح والتعديل ج 1 ص 5

4 – القرطبي:
قال: روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} حتى بلغ: {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية، ذكره الخطيب أبو بكر.
قال القرطبي: قلت: لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم، أو طعن عليه في روايته، فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين، قال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} الآية. وقال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادة لهم بالصدق والفلاح، قال الله تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} وقال:
{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} إلى قوله {أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ثم قال عز من قائل: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} إلى قوله: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وهذا كله مع علمه تبارك وتعالى بحالهم ومآل أمرهم....
إلى أن قال: فحذار من الوقوع في أحد منهم، كما فعل من طعن في الدين فقال: إن المعوذتين ليستا من القرآن، وما صح حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تثبيتهما ودخولهما في جملة التنزيل إلا عن عقبة بن عامر، وعقبة بن عامر ضعيف، لم يوافقه غيره عليها، فروايته مطرحة.
وهذا رد لما ذكرناه من الكتاب والسنة، وإبطال لما نقلته لنا الصحابة من الملة، فإن عقبة بن عامر بن عيسى الجهني ممن روى لنا الشريعة في الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما، فهو ممن مدحهم الله ووصفهم وأثنى عليهم ووعدهم مغفرة وأجرا عظيما، فمن نسبه أو واحدا من الصحابة إلى كذب فهو خارج عن الشريعة، مبطل للقرآن طاعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى ألحق واحد منهم تكذيبا فقد سب، لأنه لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه، فالمكذب لأصغرهم - ولا صغير فيهم - داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألزمها كل من سب واحداً من أصحابه أو طعن عليه...
ثم قال القرطبي: قلت: فالصحابة كلهم عدول، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنة، والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة، وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم، ومنهم من فرق بين حالهم في بداءة الأمر فقال: إنهم كانوا على العدالة إذ ذاك، ثم تغيرت بهم الأحوال، فظهرت فيهم الحروب، وسفك الدماء، فلا بد من البحث.
وهذا مردود، فإن خيار الصحابة وفضلاءهم كعلي وطلحة والزبير وغيرهم رضي الله عنهم ممن أثنى الله عليهم وزكاهم ورضي عنهم وأرضاهم ووعدهم الجنة بقوله تعالى: {مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} وخاصة العشرة المقطوع لهم بالجنة بإخبار الرسول هم القدوة مع علمهم بكثير من الفتن والأمور الجارية عليهم بعد نبيهم بإخباره لهم بذلك، وذلك غير مسقط من مرتبتهم وفضلهم، إذ كانت تلك الأمور مبنية على الاجتهاد، وكل مجتهد مصيب.
تفسير القرطبي ج 16 ص 296

المناقشة:
هذا الدليل - بحد ذاته - دليل عقلي صحيح وسليم ولا غبار عليه، لكن المشكلة وقعت في مرحلة تطبيق الدليل، فليس الصحابة هم المؤهلون للقيام بهذه المهمة الإلهية العظيمة، للأسباب التالية:

1 – الدليل يفترض أن يكون المبلغ للدين لكافة الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله محيط بكل أسرار الدين الإسلامي، وهذه الصفة ليست متوفرة في الصحابة، بالاتفاق، وهي ليست متوفرة إلا في أهل البيت عليهم السلام.

2 – الدليل يفترض أن يكون المبلغ مؤيد ومسدد بالله تعالى، لئلا يخطئ في التبليغ، وهذا ما صرح به ابن أبي حاتم بوضوح حين قال: فنفى عنهم الشك (جاء في الهامش: نسخة ك: الشرك) والكذب والغلط والريبة والغمز... الخ وهذه الصفة ليست متوفرة إلا في أهل البيت عليهم السلام.

3 – لا يوجد دليل على أن المؤهل للنهوض بأعباء هذه المهمة هم الصحابة، وفي المقابل يوجد نص بل نصوص تدل على أن هذه المهمة مختصة بأهل البيت عليهم السلام، فمن ذلك حديث الثقلين، وقد رواه مسلم بإسناده عن زيد بن أرقم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده؟
قال: ومن هم؟
قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟
قال: نعم.
صحيح مسلم ج 7 ص 122

وورد الحديث ايضا بلفظ (خليفتين) قال الهيثمي: عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني تركت فيكم خليفتين: كتاب الله، وأهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
مجمع الزوائد ج 1 ص 170

وقال ايضا: عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وإسناده جيد.
مجمع الزوائد ج 9 ص 162

وخلاصة القول:
ان الدليل الفلسفي لأهل السنة صحيح، لكنهم اخطأوا في تطبيقه...


والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على خير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين...
منقول

أبو مسلم الخراساني
06-03-2012, 07:35 PM
صحيح بدون االعقل واستيعاب حقيقة حول الصحابة منهم المؤمنين والمنافقين والفاسقين ولكن علماء اهل السنة اجمعوا على عدول جميع صحابة!! الى درجة لا يمكن تمييز بينهم من هم المنافقين والفاسقين!! لحظنا بعض مواقف الصحابة الكبار يدل على النفاق والفسق!! ولكن على حسب قانون عدول صحابة(عند عوام اهل السنة) يجب نتكلم عن حسنات وعمل صالح صحابة بدون سيئات حتى لو ثبت فيهم!! هذا يعني خزعبلات وتلاعب في الدين والكذب..هذه اكبر نقطة ضعف عند اهل السنة بسبب حبهم و الأتباع الصحابة بدون اهل البيت وهذا شيء واضح جدا عند اهل السنة اما الشيعة حبهم والأتباع اهل البيت بدون صحابة

استغلو اعداء نواصب الكذابين يدعوون بأن الشيعة تسب وتشتم صحابة (طبعا هذه دوافع مكيدة بأن الشيعة لا تؤمن جميع عدول صحابة) لذا يحاولون شتى طرق ارغام الخصوم بأيمان عدول جميع صحابة!! ولكن نحن فئة المتعلمة والمثقفين لا يمكن احد خداعنا بهذا طريقة رخيصة فنحن نستخدم العقل بدون تعطيل لأن مشكلتنا هو نحن المثقفين!! اما المفغلين والجهلة صدقوا هذا ادعاء بعدول صحابة بدون تدبر والتفكير!!

أبواسد البغدادي
06-03-2012, 08:22 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
استدلال واقعي في تفنيد هذه النظرية ؟
وهو القول الذي يتبناه الفكر الامامي .. بشكل صريح
وهنا نكرر كلامكم بان التطبيق على اساس النظرية المطرورحة لايصح الا على المطهرين المعصومين
جزيتم خيرا موضوع ممتاز
ممنون منكم

ميثم الموسوي
06-03-2012, 10:27 PM
عدالة الصحابة تلك الاكذوبة التي اسس هولاء عليها مذهبهم المتهافت هو راي سخيف لا يحتاج الى مناقشة اصلا ....
فهل من المعقول ان يكون كل من التقى بالنبي وروى عنه عادل ثقة مؤمن يدخل الجنة بغير حساب وان قتل وزنى وارتكب المحارم ....
وهل ان رؤية النبي والرواية عنه تعطي للشخص حصانة من السؤال وترفع عنه قلم التكليف ....
هل يمكن لشخص يحترم عقله ان يروي حديث ان الله نظر الى اهل بدر فقال لهم اعملوا ماشئتم فان لكم الجنة
ام من يروي حديث تجهيز عثمان لجيش العسرة (( تلك الرواية المكذوبة )) فقال النبي عندها حسب ما يؤون ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم
بالله عليكم هذة هي صورة النبي يعطي لشخص ما من اصحابه لمجرد تمويله لحملة عسكرية صك الغفران كما كان يفعل كهنة الكنيسة سابقا
اما هذا الدليل الفلسفي وان كان بصورته صحيح ولكن وقعوا في الخطأ عند التطبيق فجعلوا الصحابة مصداق للحافظ للشرع والمبلغ لاحكامه من بعد وفاة النبي
وهنا نود ان نسال هل ان كل الصحابة مصداقا لهذا المفهوم ام انه مخصوص بطبقة خاصة منهم وهم العلماء منهم
طبعا لا يمكن القول ان كل الصحابة مصداق لذلك المفهوم لوضوح جهل الكثير منهم باحكام الشريعة فابو بكر لا يعرف حكم التيميم ولا عدد التكبيرات على صلاة الجنازة
وعمر بن الخطاب يخطا وتصحح له امراءة من سائر الناس فيقول كل الناس افقه من عمر حتى ربات الحجال وكان يقول بكل صراحة الهانا الصفق في الاسواق عن السؤال عن معاني القران
ولما احرج هذا الخليفة الغبي من كثرة الاسئلة التي كانت ترد اليه اصدر امرا بحرمة السؤال عن معاني القران وهكذا نسج ائمة الوهابية على نسج عمر فهذا شيخ الضلال ابن تيمية يقول ان تاويل القران قرأته
وامامهم ابن حنبل يقول الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة
فان قلتم المصداق هم علماء الصحابة قلنا كيف السبيل عند اختلاف هولاء الاصحاب مع بعظهم في الكثير من الحوداث بل وصل الامر الى التقاتل والسب واللعن فهل يكون كل من القاتل والمقتول والساب والمسبوب واللاعن والملعون حافظا للدين قيما على الشريعة
فعندها لا يبقى خيار سوى ان يكون الحافظ للدين شخص من اعلم الصحابة بالسنة والقران والقضاء فهل ورد عند هولاء في نصوصهم اجتماع هذة الصفات في شخص غير سيدنا مولانا امير المؤمنين عليه السلام حتى قال عمرهم لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن وقال لولا علي لهلك عمر وتوجه الرسول من بين الصحابة بان باب مدينة العلم واقضاهم وافقههم واعلمهم بالكتاب والسنة
والحافظ للدين القيم على الشرع يجب ان يكون معصوما حتى لا يشتبه في الحكم ويقع في الخطا فيكون مضلا للامة بدل من ان يكون هاديا لها فهل في الصحابة معصوما غير علي عليه السلام
والحافظ للدين يجب ان يكون موجودا في كل عصر و زمن مع ان عصر الصحابة محصور بمدة معينة فلا يكون عندها سوى القول باستمرار الامامة الى يوم القيامة كما تقول الامامية ففي الخبر عن الصادق عليه السلام لولا لم يبقى الا شخصان لكان احدهما الحجة على الاخر وان اخر من يموت على وجه الارض هو الحجة .