المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد حول الشبهات


السيد عادل
14-08-2007, 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد
و آله الطاهرين .
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .


قال تعالى ( وأكثرهم للحق كارهون ) صدق الله العلي العظيم



الرد على الشبهات حول زيارة الأنبياء والأولياء


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 26



الشبهة الثالثة : حول زيارة قبور الأنبياء والأئمة والأولياء يشكل على الشيعة بأنهم يعتقدون بجواز زيارة قبور الأنبياء والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم والأولياء ، ويشيدونها ويتبركون بها ، ويصلون ويدعون عندها ، مع أنه ورد النهي عن اتخاذ القبور مساجد وعن بناء المساجد على القبور .

الجواب : لم يرد النهي عن الزيارة في أثر من الآثار ، وإنما نهى عنه الوهابيون ، وقد تعرضنا للجواب عنه في كتابنا ( الجامع لبراهين أصول الاعتقادات ) ، ننقله هنا بعينه ، فقد قلنا في ص 413 - 416 : منع الوهابية من شد الرحال إلى زيارة
النبي صلى الله عليه وآله فضلا عن غيره ، ونقل القسطلاني في ( شرح صحيح البخاري ) وابن حجر الهيثمي في ( الجوهر المنظم ) عن ابن تيمية قدوة


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 27



الوهابيين تحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شد الرحال وبدونه ! وعن الملا على القاري في المجلد الثاني من شرح الشفا إنه قال ( قد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أفرط
غيره حيث قال كون الزيارة قربة معلوم من الدين ، وجاحده محكوم عليه بالكفر ، ولعل الثاني أقرب إلى الصواب ، لا ن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب ، يكون كفرا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب ) انتهى .

إثبات مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلمتدل على مشروعية زيارته صلى الله عليه وآله وسلم وفضيلتها ، كما في ( كشف الارتياب ) 362 - 372 ، الأدلة الأربعة :
الدليل الأول : كتاب الله العزيز : قال تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ، لوجدوا الله توابا رحيما ) سورة النساء ، آية 64 .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 26



قال السمهودي في ( وفاء الوفاء ) مجلد 2 ص 411 ( العلماء فهموا من هذه الآية العموم لحالتي الموت والحياة واستحبوا لمن أتى القبر أن يتلوها ) .

الدليل الثاني : السنة الشريفة والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، نقلها السمهودي في وفاء الوفاء مجلد 4 ص 394 - 403 ، ونقلها غيره ، ونحن ننقلها منه ، وربما نترك بعض أسانيدها ، وقد تكلم هو على أسانيدها بما فيه كفاية .
1 - الدار قطني في السنن وغيرها ، والبيهقي ، وغيرهما بالأسانيد من طريق موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع عن ابن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) .

2 - البزار من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن عبد الرحمن بن زيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري حلت له شفاعتي ) .

3 - الطبراني في الكبير والأوسط ، والدار قطني في أماليه ، وأبو بكر بن المقري في معجمه من رواية مسلمة بن سالم الجهني ،

- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 29



عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن سالم ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة ) .
قال : والذي في معجم ابن المقري ( من جاءني زائرا كان حقا على الله عز وجل أن أكون له شفيعا يوم القيامة ) .
قال : ( وأورد الحافظ ابن السكن هذا الحديث في باب ثواب من زار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتابه السنن الصحاح المأثورة ، ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث مما أجمع على صحته ) انتهى . وهو بإطلاقه شامل للزيارة في الحياة وبعد الموت .

4 - الدار قطني والطبراني في الكبير والأوسط ، وغيرهما ، من طريق حفص بن داود القاري ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ) قال :
( ورواه ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن بسنده وزاد وصحبتي ) .
ورواه ابن

- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 30



عدي في كامله بسنده بهذه الزيادة ، ورواه أبو يعلى بسنده بدون الزيادة ، وفي بعض الروايات ( من حج فزارني في حياتي )
ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث ، عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي ) .
أقول : ورواه بلفظه الأول السيوطي في الجامع الصغير عن أحمد في مسنده ، وأبي داود والترمذي والنسائي ، عن الحارث

5 - ابن عدي في الكامل من طريق محمد بن محمد بن النعمان ، عن جده ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني ) . قال السبكي ( وذكر ابن الجوزي له في الموضوعات طرفا منه . )

6 - الدار قطني في السنن من طريق موسى بن هارون ، عن محمد بن الحسن الجيلي ، عن عبد الرحمن بن المبارك عن عون بن موسى ، عن أيوب عن نافع ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى

- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص31



الله عليه وآله وسلم ( من زارني في المدينة كنت له شهيدا وشفيعا ) .

7 - أبو داود الطيالسي عن سوار بن ميمون أبي الجراح العبدي ، عن رجل من آل عمر ، عن عمر قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يقول من زار قبري ، أو قال من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا ) الحديث .

8 - أبو جعفر العقيلي من رواية سوار بن ميمون ، عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة ) الحديث .

9 - الدار قطني وغيره ، من طريق هارون بن قزعة ، عن رجل من آل حاطب ، عن حاطب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ) الحديث .

10 - أبو الفتح الأزدي من طريق عمار بن محمد ، عن خاله سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال :

- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 32



رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج حجة الإسلام وزار قبري ، وغزا غزوة وصلى في بيت المقدس ، لم يسأله الله عز وجل فيما افترض عليه ) .

11 - أبو الفتوح بسنده من طريق خالد بن يزيد ، عن عبد الله بن عمر العمري ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي ، ومن زارني كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ) .

12 - ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيد الكعبي ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من زارني بالمدينة كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة ، وفي رواية كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة )
ورواه البيهقي بهذا الطريق ، ولفظه ( من زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة ) .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص33



13 - ابن النجار في أخبار المدينة بسنده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني ميتا فكأنما زارني حيا ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة )

14 - أبو جعفر العقيلي بسنده عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيدا أو قال شفيعا ) .

15 - بعض الحفاظ في زمن ابن مندة بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان ) قال : والحديث في مسند الفردوس .

16 - يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني ، في أخبار المدينة ، بسنده عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري بعد موتي ، فكأنما زارني في حياتي ، ومن لم يزرني فقد جفاني ) .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 34



وروى ابن عساكر بسنده عن علي ( من زار قبر رسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) .

17 - يحيى أيضا بسنده عن رجل ، عن بكر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة ) الحديث .

انتهت الأحاديث التي أوردها السمهودي وهي مع كثرتها يعضد بعضها بعضا ، وتعضدها الأحاديث الآتية في تضاعيف ما يأتي ، مع أنه لا حاجة لنا إلى الاستدلال بها ، للسيرة القطعية وعمل المسلمين البالغ حد الضرورة .

الدليل الثالث : الاجماع ، فقد أجمع المسلمون خلفا عن سلف من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة إلى يومنا هذا قولا وعملا على زيارة قبره صلى الله عليه وآله ولم يشذ عنهم أحد إلا الوهابيون .
بل إن استحباب زيارة قبور الأنبياء والصالحين ، بل وسائر المؤمنين ومشروعيتها ملحق بالضروريات عند المسلمين ، فضلا عن الاجماع ، وسيرتهم رؤ

- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 35



الله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم ، وجميع المسلمين في كل عصر وفي كل صقع ، عالمهم وجاهلهم ، صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم . فلا يكون إنكار ذلك إلا مصادمة للبديهة وإنكارا للضروري .

قال السمهودي في ( وفاء الوفاء ) نقلا عن السبكي ( قال عياض : زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم سنة بين المسلمين مجمع عليها ، وفضيلة مرغوب فيها ) انتهى .

قال السبكي ( وأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي ، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها . واختلفوا في النساء ، وامتاز القبر الشريف بالأدلة الخاصة به ، لهذا أقول : إنه لا فرق بين الرجال والنساء .

الدليل الرابع : دليل العقل . فإنه يحكم بحسن تعظيم من عظمة الله تعالى ، والزيارة نوع من التعظيم ، وفي تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم بالزيارة وغيرها ، تعظيم لشعائر الإسلام وإرغام لمنكريه .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص36



وأما زيارة سائر القبور ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور أهل البقيع وشهداء أحد وروى ابن ماجة بسنده عنه صلى الله عليه وآله وسلم ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة )

وبسنده عن عائشة إنه صلى الله عليه وآله وسلم رخص في زيارة القبور وقال ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة ) ورواه مسلم إلى قوله فزوروها .

وروى النسائي ( ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر ) وفي حاشية السندي عن الزوائد إن رجال إسناده ثقات وقد زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه وهي مشركة بزعم الخصم .

روى مسلم وابن ماجة والنسائي بأسانيدهم ، عن أبي هريرة ( زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن
لي ، فزوروا القبور فإنها تذكركم بالموت . ) قال النووي في شرح صحيح مسلم : هو حديث صحيح بلا شك .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 37



وروى مسلم أنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون )
وعلم صلى الله عليه وآله وسلم عائشة حين قالت له كيف أقول لهم يا رسول الله قال : قولي ( السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ) رواه مسلم .
ونحن وإن كنا نعتقد بأن آباء النبي وأمهاته كلهم مؤمنون ، تبعا لما ثبت عندنا بالأحاديث الصحيحة ، ولا نقبل أن أم النبي صلى الله عليه وآله كانت مشتركة ، ولكنا أوردنا الحديث لنحتج به على من يحرم الزيارة .


الرد على الشبهات حول التوسل بالأنبياء والأولياء



- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 42



الشبهة الخامسة : حول التوسل بالأنبياء والأولياء يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يتوسلون بالأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وبالأولياء والصالحين ، وأنهم يقسمون على الله تعالى بحقهم ، ويعتقدون بأن ذلك مؤثر في استجابة الدعاء .

الجواب : إن تحريم التوسل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وبسائر الأنبياء والأئمة عليهم السلام وكذا بالأولياء الصالحين ، هو من مبتدعات الوهابيين . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) سورة المائدة - 35
قال السمهودي الشافعي في كتابه : وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ( قد يكون التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم بطلب ذلك الأمر منه بمعنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قادر على التسبب فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربه ، فيعود إلى طلب


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 43



دعائه ، وإن اختلفت العبارة ، ومنه قول القائل : له أسألك مرافقتك في الجنة . . . الحديث ، ولا يقصد به إلا كونه صلى الله عليه وآله وسلم سببا وشافعا ) .

وفي كتاب كشف الارتياب ص 252 . ( روى النسائي والترمذي وغيرهما إنه صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو ويقول : اللهم إني أسئلك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد يا رسول الله ، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي ، اللهم فشفعه لي )

ونقل السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض في الشفاء بسند جيد عن أبي حميد ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مالك : يا أمير المؤمنين ، لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما فقال (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي . . . الآية )

ومدح قوما فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله . . . الآية )
وذم قوما فقال (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات . . . الآية ) وإن حرمته ميتا


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 44



كحرمته حيا ، فاستكان لها أبو جعفر ، فقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : لم تصرف وجهك عنه ، وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله ، قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم . . . الآية ) انتهى .

وقد ذكر صاحب كتاب خلاصة الكلام أن هذا الحديث أورده السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، والسمهودي في كتابه خلاصة الوفا ، والقسطلاني ، في المواهب اللدنية ، وابن حجر في تحفة الزوار والجوهر المنظم ،

وذكر كثيره من مؤلفي كتب المناسك في آداب زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم ( رواية ذلك عن الإمام مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه .
وقال الزرقاني في شرح المواهب ورواها ابن فهد بإسناد جيد ( ورواها القاضي عياض في الشفا با سناد صحيح رجاله


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 45



ثقات ، ليس في إسنادها وضاع ولا كذاب . وقال : ومراده بذلك الرد على من نسب إلى مالك كراهية استقبال القبر )
وفي الصواعق المحرقة ، لابن حجر أن الإمام الشافعي توسل بأهل البيت النبوي حيث قال : آل النبي ذريعتي * وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أعطى غدا * بيدي اليمين صحيفتي

وزاد في كشف الارتياب ص 260 : ( أما أئمة أهل البيت الطاهر النبوي فأدعيتهم المأثورة عنهم التي تبلغ حد التواتر طافحة بالتوسل بجدهم صلى الله عليه وآله وسلم وبآله وبحقه وحقهم ، والأقسام عليه تعالى بهم ، وهم أعرف بسنة جدهم وبأحكام
ربهم ، من ابن تيمية وابن عبد الوهاب وأتباعهما من أعراب نجد ، فهم باب مدينة علم المصطفى وورثة علمه الذين أمرنا بأن نتعلم منهم ) .

وقال في كشف الارتياب ص 260 : ( ومن أنواع التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم استقبال قبره الشريف وقت الدعاء ،


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 46



فإنه في الحقيقة توسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبقبره الشريف ، وقد جرت عليه سنة المسلمين خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل ، وأفتى باستحبابه الإمام مالك إمام دار الهجرة في قوله للمنصور : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك
ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى ، بل استقبله واستشفع به قال في كتاب خلاصة الكلام : ذكر علماء المناسك أن استقبال قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وقت الزيارة والدعاء أفضل من استقبال القبلة قال في الجوهر المنظم : ويستدل لاستقبال
القبر أيضا بأنا متفقون على أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره يعلم زائره ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لو كان حيا لم يسع الزائر إلا استقباله واستدبار القبلة ، فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف .

ثم نقل قول مالك للمنصور المشار إليه آنفا . ثم قال : قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب : إن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له مستدبرا للقبلة .


- شبهات حول الشيعة - أبوطالب التجليل التبريزي ص 47



ثم نقل عن مذهب الإمام أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك وقال : وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه ، والراجح عند المحققين منهم أنه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب )

وقال في ص 258 : ( قال السمهودي : ذكر كثير من علماء المذاهب الأربعة في كتب المناسك عند ذكرهم زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يسن للزائر أن يستقبل القبر الشريف ويتوسل إلى الله تعالى في غفران ذنوبه وقضاء حاجاته ويستشفع به صلى الله عليه وآله وسلم .

وفي ص 263 : روى أبو حنيفة في مسنده عن ابن عمر قال من السنة أن تأتي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل القبلة ، وتجعل ظهرك إلى القبلة وتستقبل القبر وتسلم . وقال ابن جماعة في منسكه الكبير : ومذهب الحنفية . . . إلى أن قال : ثم يدور إلى أن يقف قبالة الوجه المقدس مستدبر القبلة فيسلم ) .

وصلي وسلم على محمد وآل الطاهرين .