الشيخ علي محمد حايك
09-03-2012, 06:45 PM
البهلول وأحد الصبيان من أحفاد الامام الحسين(ع)
في بعض شوارع البصرة
في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 29 - ص 65 – 67:
عن بهلول رضي الله عنه قال : بينما أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة وإذا الصبيان يلعبون بالجوز والوز ، وإذا بصبي ينظر إليهم ويبكي ، فقلت : هذا صبي يتحسر على ما في أيدي الصبيان ولا شئ معه فيلعب به ، فقلت له : أي بني ما يبكيك ؟ أشتري لك من الجوز واللوز ما تلعب به مع الصبيان . فرفع بصره إلي وقال : يا قليل العقل ما للعب خلقنا ؟ فقلت : أي بني فلماذا خلقنا . قال : للعلم والعبادة . قلت : من أين لك ذلك بارك الله تعالى فيك . قال : من قوله عز وجل : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) قلت له : أي بني إني أراك حكيما فعظني وأوجز ،
فأنشأ يقول : أرى الدنيا تجهز بانطلاق * مشمرة على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحي * ولا حي على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها * إلى نفس الفتى فرقا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويدا * ومنها خذ لنفسك بالوساق
قال بهلول رضي الله عنه : ثم رمق السماء بعينيه وأشار إليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه ، وأنشأ يقول : يا من إليه المبتهل يا من عليه المتكل يا من إذا ما آمل يرجوه لم يخط الأمل قال : فلما أتم كلامه خر مغشيا عليه ، فرفعت رأسه إلى حجري ونفضت التراب عن وجهه بكمي ، فلما أفاق قلت أي بني ما نزل بك وأنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب . قال : إليك عني يا بهلول ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتقد لها إلا بالصغار ، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم . فقلت له : أي بني أراك حكيما فعظني وأوجز
فأنشأ يقول : غفلت وحادي الموت في أثري يحدو * فإن لم أرح يوما فلا بد أن أغدو
أنعم جسمي باللباس ولينه * وليس لجسمي من لباس البلا بد
كأني به قد مر في برزخ البلا * ومن فوقه ردم ومن تحته لحد
وقد ذهبت مني المحاسن وانمحت * ولم يبق فوق العظم لحم ولا جلد
أرى العمر قد ولى ولم أدرك المنى * وليس معي زاد وفي سفري بعد
وقد كنت جاهرت المهيمن عاصيا * وأحدثت أحداثا وليس لها رد
وأرخيت خوف الناس سترا من الحيا * وما خفت من سري غدا عنده يبدو
بلى خفته لكن وثقت بحلمه * وإن ليس يعفو غيره فله الحمد
فلوا لم يكن شئ سوى الموت والبلا * ولم يك من ربي وعيد ولا وعد
لكان لنا في الموت شغل وفي البلا * عن اللهو لكن زال عن رأينا الرشد
عسى غافر الزلات يغفر زلتي * فقد يغفر المولى إذا أذنب العبد
أنا عبد سوء خنت مولاي عهده * كذلك عبد السوء ليس له عهد
فكيف إذا أحرقت بالنار جثتي * ونارك لا يقوى لها الحجر الصلد
أنا الفرد عند الموت والفرد في البلا * وابعث فردا فارحم الفرد يا فرد
قال بهلول : فلما فرغ من كلامه وقعت مغشيا علي وانصرف الصبي ، فلما أفقت نظرت إلى الصبيان فلم أره معهم ، فقلت لهم : من يكون ذلك الغلام ؟ قالوا : وما عرفته . قلت : لا . قالوا : ذاك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب (لعله الامام العسكري عليه السلام) رضوان الله عليهم أجمعين . قلت : قد عجبت من أين تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة ، نفعنا الله تعالى به وبآبائه آمين .
في بعض شوارع البصرة
في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 29 - ص 65 – 67:
عن بهلول رضي الله عنه قال : بينما أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة وإذا الصبيان يلعبون بالجوز والوز ، وإذا بصبي ينظر إليهم ويبكي ، فقلت : هذا صبي يتحسر على ما في أيدي الصبيان ولا شئ معه فيلعب به ، فقلت له : أي بني ما يبكيك ؟ أشتري لك من الجوز واللوز ما تلعب به مع الصبيان . فرفع بصره إلي وقال : يا قليل العقل ما للعب خلقنا ؟ فقلت : أي بني فلماذا خلقنا . قال : للعلم والعبادة . قلت : من أين لك ذلك بارك الله تعالى فيك . قال : من قوله عز وجل : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) قلت له : أي بني إني أراك حكيما فعظني وأوجز ،
فأنشأ يقول : أرى الدنيا تجهز بانطلاق * مشمرة على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحي * ولا حي على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها * إلى نفس الفتى فرقا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويدا * ومنها خذ لنفسك بالوساق
قال بهلول رضي الله عنه : ثم رمق السماء بعينيه وأشار إليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه ، وأنشأ يقول : يا من إليه المبتهل يا من عليه المتكل يا من إذا ما آمل يرجوه لم يخط الأمل قال : فلما أتم كلامه خر مغشيا عليه ، فرفعت رأسه إلى حجري ونفضت التراب عن وجهه بكمي ، فلما أفاق قلت أي بني ما نزل بك وأنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب . قال : إليك عني يا بهلول ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتقد لها إلا بالصغار ، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم . فقلت له : أي بني أراك حكيما فعظني وأوجز
فأنشأ يقول : غفلت وحادي الموت في أثري يحدو * فإن لم أرح يوما فلا بد أن أغدو
أنعم جسمي باللباس ولينه * وليس لجسمي من لباس البلا بد
كأني به قد مر في برزخ البلا * ومن فوقه ردم ومن تحته لحد
وقد ذهبت مني المحاسن وانمحت * ولم يبق فوق العظم لحم ولا جلد
أرى العمر قد ولى ولم أدرك المنى * وليس معي زاد وفي سفري بعد
وقد كنت جاهرت المهيمن عاصيا * وأحدثت أحداثا وليس لها رد
وأرخيت خوف الناس سترا من الحيا * وما خفت من سري غدا عنده يبدو
بلى خفته لكن وثقت بحلمه * وإن ليس يعفو غيره فله الحمد
فلوا لم يكن شئ سوى الموت والبلا * ولم يك من ربي وعيد ولا وعد
لكان لنا في الموت شغل وفي البلا * عن اللهو لكن زال عن رأينا الرشد
عسى غافر الزلات يغفر زلتي * فقد يغفر المولى إذا أذنب العبد
أنا عبد سوء خنت مولاي عهده * كذلك عبد السوء ليس له عهد
فكيف إذا أحرقت بالنار جثتي * ونارك لا يقوى لها الحجر الصلد
أنا الفرد عند الموت والفرد في البلا * وابعث فردا فارحم الفرد يا فرد
قال بهلول : فلما فرغ من كلامه وقعت مغشيا علي وانصرف الصبي ، فلما أفقت نظرت إلى الصبيان فلم أره معهم ، فقلت لهم : من يكون ذلك الغلام ؟ قالوا : وما عرفته . قلت : لا . قالوا : ذاك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب (لعله الامام العسكري عليه السلام) رضوان الله عليهم أجمعين . قلت : قد عجبت من أين تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة ، نفعنا الله تعالى به وبآبائه آمين .