عاشق داحي الباب
11-03-2012, 06:44 PM
تقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد ويخطئ حتى في التبليغ كما في حديث الغرانيق , فكيف نعرف أن ما أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطأ أم لا وما فائدة السند الصحيح إذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ , وعلى هذه العقيدة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحتاج إلى علم يبحث عن ما أخطأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى علم المصطلح.
قال الزركشي في البحر المحيط : وقال الماوردي والروياني في كتاب القضاء : اختلف أصحابنا في عصمة الأنبياء (ص) من الخطأ في الاجتهاد على وجهين : أحدهما : أنهم معصومون ، وهو مقتضى الوجه القائل بأنهم لا يجتهدون إلا عن دليل ونص ، والثاني : المنع ، لكنهم لا يقررهم الله عليه ليزول الارتياب به ، وإنْ جاز أنْ يكون من غيرهم من العلماء مقراً عليه ، وهو مقتضى الوجه القائل بأنه يجوز أنْ يجتهد بالرأي من غير استدلال بنص ، وقالا : قال ابن أبي هريرة : نبينا عليه الصلاة والسلام معصوم في الإجتهاد من الخطأ دون غيره من الأنبياء (ص) ، لأنه لا نبي بعده يستدرك بخلاف غيره من الأنبياء (ص)[1].
وقال الفخر الرازي في المحصول : قال الشافعي رضي الله عنه : (( يجوز أنْ يكون في أحكام الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم ما صدر عن الإجتهاد ، وهو قول أبي يوسف رحمه الله ...))[2]
يقول أبو إسحاق الشيرازي الشافعي المتوفى سنة (476هـ) بشأن اجتهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
(( وقد كان الخطأ جائزا عليه ، إلا أنه لا يقر عليه ، ومن أصحابنا من قال : ما كان يجوز عليه الخطأ ، وهذا خطأ لقوله تعالى : ) عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ([3] ، فدل على أنه أخطأ ، ولأنه من جاز علي السهو والنسيان جاز عليه الخطأ كغيره ))[4] .
ويقول ابن تيمية : وتنازع الناس هل في سنته ما يقوله باجتهاده ، وإذا اجتهد هل يجوز عليه الخطأ لكن لا يقر عليه ، وأكثر الفقهاء يقولون بالأمرين ، ولم يقل أحد إنّ هؤلاء سابون له ، وإلا فيكون أكثر لأصحاب مالك والشافعي وأحمد يسبون الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم[5] .
ويقول ابن قدامة المقدسي أثناء كلامه عن اجتهاد الأنبياء (ص) : (( يجوز وقوع الخطأ منهم ، لكن لا يقرون عليه ، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى ، وإذا تصور وقوع الصغائر منهم ، فكيف يمتنع وجود خطأ لا مأثم فيه ، صاحبه مأجور ...))[6] .
وقد نقل ابن حبان كلام عن أبي حنيفة يتهم بها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل ، قال حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون ، قال حدثنا محبوب بن موسى ، عن يوسف بن أسباط ، قال: قال أبو حنيفة : لو أدركني رسول الله (ص) لأخذ بكثير من قولي ، وهل الدين إلا القول الحسن .[7]
رجال السند هم :
1- أحمد بن علي بن المثنى ، أبو يعلى ، الموصلي . صاحب المسند المعروف . قال بشأنه الذهبي : الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام[8] ، وقال إبن حبان : هو من المتقنين المواظبين على رعاية الدين وأسباب الطاعة[9]، والكلمات بشأنه ومقامه كثيرة .
2- محمد بن هارون ، الربعي ، أبو نشيط ، المقرئ . قال بشأنه إبن حجر : صدوق[10] ، الإمام المقرئ ، المجود ، الحافظ ، الثقة[11]، وقال الدارقطني : ثقة .[12]
3- محبوب بن موسى ، الأنطاكي ، أبو صالح ، الفراء . قال بشأنه العجلي : ثقة ، صاحب سنة[13]، وقال إبن حجر : صدوق.[14]
4- يوسف بن أسباط ، قال فيه إبن معين : ثقة[15]، وقال العجلي : ثقة ، صاحب سنة وخير[16]
واتهمتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الغرانيق وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ بالوحي بل ان الشيطان يتمثل له بالوحي كما يقول علمائكم .
حديث الغرانيق يؤدي إلى النتائج التالية :
1- تهمة النبي بالكفر لأنه مدح آلهة الكفر وذكر أنّ شفاعتهن ترتجى .
2- تهمته بأنه نطق بالكفر .
3- تهمته بأنه غير معصوم في تبليغ القرآن وعموم الرسالة تأثير الشيطان عليه .
4- تكـون السنـة كلها تحت طائلـة الشك ، فـإذا قيل أنه لا يقر عليه فينسخ ما يأتي من الشيطان ، فيكفي في الجواب عليه أنه ما هو الدليـل أنّ ما بلغنا هو الناسخ وليس المنسوخ .
5- يضع القرآن برمته تحت طائلة الشك ، فحتى قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) صار محلاً للسؤال لأنّ الوقوع دليل الإمكان ، ولهذا رفض هذا الحديث جميع فقهاء الشيعة وبعض فقهاء السنة كالألباني والقرطبي والقاضي عياض والفخر الرازي وغيرهم .
6- يتضمن تهمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول من زاد في كتاب الله عز وجل بالباطل بسبب إلقاء الشيطان عليه بعض ألأكاذيب وتأثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها .
قال ابن تيمية بشأن حديث الغرانيق :
والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله :
( تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ) وقالوا إن هذا لم يثبت، ومن علم انه ثبت قال هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول ، ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا وقالوا في قوله : (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) هو حديث النفس ، وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم فقالوا الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث والقرآن يوافق ذلك فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وإحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع في آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته غيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا في النفس والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الأخر من النسخ وهذا النوع أدل على صدق الرسول وبعده عن الهوى من ذلك النوع فانه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند الله وهو مصدق في ذلك فإذا قال عن نفسه أن الثاني هو الذي من عند الله وهو الناسخ وان ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق وقوله الحق ، وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ( وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق إن تخشاه) ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ فبيان الرسول أن الله احكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه (وآله) وسلم تسليما ولهذا كان تكذيبه كفرا...))[17]
وقال : وتنازعوا هل يجوز أن يسبق على لسانه ما يستدركه الله تعالى ويبينه له بحيث لا يقره على الخطأ كما نقل أنه ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ثم إن الله تعالى نسخ ما ألقاه الشيطان وأحكم آياته فمنهم من لم يجوز ذلك ومنهم من جوزه إذ لا محذور فيه فإن الله تعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ))[18] .
وابن حجر العسقلاني يدافع عن حديث الغرانيق :
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته ، فقال : ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها ، وهو إطلاق مردود عليه ، وكذا قول عياض : هذا الحديث لم يخرّجه أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ، مع ضعف نقلته ، واضطراب رواياته ، وانقطاع إسناده ، وكذا قوله : ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها منهم ولا رفعها إلى صاحب ، وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية . قال : وقد بين البزار أنه لا يُعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير ، مع الشك الذي وقع في أصله ، وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لشدة ضعفه .
قال ابن حجر : (( ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم ، قال : ولم ينقل ذلك )) .
قال ابن حجر : (( وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد ، لأن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلاً ، وقد ذكرت ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح ، وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل ، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض ))[19]
يقول سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب في شرح كتاب التوحيد لجده بشأنْ حديث الغرانيق :
((وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس من طرق بعضها صحيح ، ورويت عن جماعة من التابعين بأسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد بن جبير وأبو العالية وأبو بكر بن عبد الرحمن وعكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم ... ))[20]
قال السيوطي : وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال :
(( قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة النجم ، فلما بلغ هذا الموضع : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( ألقى الشيطان على لسانه (تلك الغرانيق العُلى ، وأن شفاعتهن لترتجى) قالوا : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، فسجد وسجدوا ، ثم جاء جبريل بعد ذلك ، قال : اعرض علي ما جئتك به ، فلما بلغ : (تلك الغرانيق العلى ، وأن شفاعتهن لترتجى) قال له جبريل : لم آتك بهذا ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي ()) .[21]
قال الطبري : حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، قال أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أنه سئل عن قوله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( ... الآية ، قال ابن شهاب : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث : أنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو بمكة قرأ عليهم : ) والنجم إذا هوى ( ، فلما بلغ : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( قال : إنّ شفاعتهن ترتجى ، وسها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض ، فسلموا عليه وفرحوا بذلك ، فقال لهم : إنما ذلك من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( حتى بلغ : ) فينسخ الله ما يلقي الشيطان ([22] .
قال السيوطي : مرسل صحيح الإسناد[23].
قال السيوطي : (( وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى ، ففرح المشركون بذلك ، وقالوا : قد ذكر آلهتنا ، فجاءه جبريل عليه السلام فقال : إقرأ عليّ ما جئتك به ، فقرأ : ) أفرأيتم اللات والعـزى ومناة الثالثة الأخرى ( تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى . فقال : ما أتيتك بهذا !! هذا من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ( إلى آخر الآية.))[24]
وقد ادعيتم أن عمر يعلم الأحكام الإلهية ورسول الله لا يعلمها ويصححها لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والله يوافق عمر ويخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال: لما توفي عبدالله بن أبي ابن سلول جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [ 9 / التوبة / 80 ] وسأزيد على سبعين قال إنه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [ 9 / التوبة / 84 ] [25] .
كيف عمر عرف الحكم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم جهل الحكم ؟
وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ان الله خيرني فيتبين انه لم يخيره وان الله يوافق عمر ويخالف الرسول صلى الله عليه واله وسلم وان الحق مع عمر والباطل مع الرسول والعياذ بالله .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البحر المحيط للزركشي ج6 ص 219 .
[2] المحصول في علم أصول الفقه للفخر الرازي ج2 ص 489 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1408هـ- 1988م .
[3] التوبة : 43 .
[4] اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي ص 134 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1405هـ - 1985م .
[5] الرد على البكري ج1 ص 306 .
[6] روضة الناظر وجنة المناظر ص 327 .
[7] كتاب المجروحين ج3 ص 65 .
[8] سير أعلام النبلاء ج14 ص 174 رقم 100 .
[9] سير أعلام النبلاء ج14 ص 178 رقم 100 .
[10] تقريب التهذيب ص 510 رقم 6360 .
[11] سير أعلام النبلاء ج12 ص 324 رقم 124 .
[12] سير أعلام النبلاء ج12 ص 325 رقم 124 .
[13] معرفة الثقات ج2 ص 266 رقم 1688 .
[14] تقريب التهذيب ص 521 رقم 6496 .
[15] تاريخ يحي بن معين ص 228 رقم 874 .
[16] معرفة الثقات ج2 ص 374 رقم 205 .
[17] مجموع فتاوى ابن تيمية -10 ص 291 ، 292 . الفتاوى الكبرى ج2 ص 335 ، 336 .
[18] منهاج السنة النبوية ج1 ص 471 ط. مكتبة ابن تيمية / القاهرة سنة 1409 هـ - 1989م .
[19] فتح الباري ج8 ص561 ، تفسير آية 52 من سورة الحج ، وقد حقق أصلها ابن باز ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1410هـ- 1989م .
[20] تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 219 ط. دار ‘حياء التراث العربي / بيروت سنة 1422هـ - 2002م .
[21] الدر المنثور ج4 ص661 .
[22] تفسير الطبري ج17 ص 189 ط. دار الفكر / بيروت .
[23] الدر المنثور ج4 ص 662 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1411هـ- 1990م .
[24] الدر المنثور ج4 ص 661 .
[25] صحيح مسلم ج4 ص1865 ح25 .
منقول
قال الزركشي في البحر المحيط : وقال الماوردي والروياني في كتاب القضاء : اختلف أصحابنا في عصمة الأنبياء (ص) من الخطأ في الاجتهاد على وجهين : أحدهما : أنهم معصومون ، وهو مقتضى الوجه القائل بأنهم لا يجتهدون إلا عن دليل ونص ، والثاني : المنع ، لكنهم لا يقررهم الله عليه ليزول الارتياب به ، وإنْ جاز أنْ يكون من غيرهم من العلماء مقراً عليه ، وهو مقتضى الوجه القائل بأنه يجوز أنْ يجتهد بالرأي من غير استدلال بنص ، وقالا : قال ابن أبي هريرة : نبينا عليه الصلاة والسلام معصوم في الإجتهاد من الخطأ دون غيره من الأنبياء (ص) ، لأنه لا نبي بعده يستدرك بخلاف غيره من الأنبياء (ص)[1].
وقال الفخر الرازي في المحصول : قال الشافعي رضي الله عنه : (( يجوز أنْ يكون في أحكام الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم ما صدر عن الإجتهاد ، وهو قول أبي يوسف رحمه الله ...))[2]
يقول أبو إسحاق الشيرازي الشافعي المتوفى سنة (476هـ) بشأن اجتهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
(( وقد كان الخطأ جائزا عليه ، إلا أنه لا يقر عليه ، ومن أصحابنا من قال : ما كان يجوز عليه الخطأ ، وهذا خطأ لقوله تعالى : ) عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ([3] ، فدل على أنه أخطأ ، ولأنه من جاز علي السهو والنسيان جاز عليه الخطأ كغيره ))[4] .
ويقول ابن تيمية : وتنازع الناس هل في سنته ما يقوله باجتهاده ، وإذا اجتهد هل يجوز عليه الخطأ لكن لا يقر عليه ، وأكثر الفقهاء يقولون بالأمرين ، ولم يقل أحد إنّ هؤلاء سابون له ، وإلا فيكون أكثر لأصحاب مالك والشافعي وأحمد يسبون الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم[5] .
ويقول ابن قدامة المقدسي أثناء كلامه عن اجتهاد الأنبياء (ص) : (( يجوز وقوع الخطأ منهم ، لكن لا يقرون عليه ، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى ، وإذا تصور وقوع الصغائر منهم ، فكيف يمتنع وجود خطأ لا مأثم فيه ، صاحبه مأجور ...))[6] .
وقد نقل ابن حبان كلام عن أبي حنيفة يتهم بها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل ، قال حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون ، قال حدثنا محبوب بن موسى ، عن يوسف بن أسباط ، قال: قال أبو حنيفة : لو أدركني رسول الله (ص) لأخذ بكثير من قولي ، وهل الدين إلا القول الحسن .[7]
رجال السند هم :
1- أحمد بن علي بن المثنى ، أبو يعلى ، الموصلي . صاحب المسند المعروف . قال بشأنه الذهبي : الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام[8] ، وقال إبن حبان : هو من المتقنين المواظبين على رعاية الدين وأسباب الطاعة[9]، والكلمات بشأنه ومقامه كثيرة .
2- محمد بن هارون ، الربعي ، أبو نشيط ، المقرئ . قال بشأنه إبن حجر : صدوق[10] ، الإمام المقرئ ، المجود ، الحافظ ، الثقة[11]، وقال الدارقطني : ثقة .[12]
3- محبوب بن موسى ، الأنطاكي ، أبو صالح ، الفراء . قال بشأنه العجلي : ثقة ، صاحب سنة[13]، وقال إبن حجر : صدوق.[14]
4- يوسف بن أسباط ، قال فيه إبن معين : ثقة[15]، وقال العجلي : ثقة ، صاحب سنة وخير[16]
واتهمتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الغرانيق وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ بالوحي بل ان الشيطان يتمثل له بالوحي كما يقول علمائكم .
حديث الغرانيق يؤدي إلى النتائج التالية :
1- تهمة النبي بالكفر لأنه مدح آلهة الكفر وذكر أنّ شفاعتهن ترتجى .
2- تهمته بأنه نطق بالكفر .
3- تهمته بأنه غير معصوم في تبليغ القرآن وعموم الرسالة تأثير الشيطان عليه .
4- تكـون السنـة كلها تحت طائلـة الشك ، فـإذا قيل أنه لا يقر عليه فينسخ ما يأتي من الشيطان ، فيكفي في الجواب عليه أنه ما هو الدليـل أنّ ما بلغنا هو الناسخ وليس المنسوخ .
5- يضع القرآن برمته تحت طائلة الشك ، فحتى قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) صار محلاً للسؤال لأنّ الوقوع دليل الإمكان ، ولهذا رفض هذا الحديث جميع فقهاء الشيعة وبعض فقهاء السنة كالألباني والقرطبي والقاضي عياض والفخر الرازي وغيرهم .
6- يتضمن تهمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول من زاد في كتاب الله عز وجل بالباطل بسبب إلقاء الشيطان عليه بعض ألأكاذيب وتأثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها .
قال ابن تيمية بشأن حديث الغرانيق :
والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله :
( تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ) وقالوا إن هذا لم يثبت، ومن علم انه ثبت قال هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول ، ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا وقالوا في قوله : (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) هو حديث النفس ، وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم فقالوا الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث والقرآن يوافق ذلك فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وإحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع في آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته غيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا في النفس والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الأخر من النسخ وهذا النوع أدل على صدق الرسول وبعده عن الهوى من ذلك النوع فانه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند الله وهو مصدق في ذلك فإذا قال عن نفسه أن الثاني هو الذي من عند الله وهو الناسخ وان ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق وقوله الحق ، وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ( وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق إن تخشاه) ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ فبيان الرسول أن الله احكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه (وآله) وسلم تسليما ولهذا كان تكذيبه كفرا...))[17]
وقال : وتنازعوا هل يجوز أن يسبق على لسانه ما يستدركه الله تعالى ويبينه له بحيث لا يقره على الخطأ كما نقل أنه ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ثم إن الله تعالى نسخ ما ألقاه الشيطان وأحكم آياته فمنهم من لم يجوز ذلك ومنهم من جوزه إذ لا محذور فيه فإن الله تعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ))[18] .
وابن حجر العسقلاني يدافع عن حديث الغرانيق :
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته ، فقال : ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها ، وهو إطلاق مردود عليه ، وكذا قول عياض : هذا الحديث لم يخرّجه أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ، مع ضعف نقلته ، واضطراب رواياته ، وانقطاع إسناده ، وكذا قوله : ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها منهم ولا رفعها إلى صاحب ، وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية . قال : وقد بين البزار أنه لا يُعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير ، مع الشك الذي وقع في أصله ، وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لشدة ضعفه .
قال ابن حجر : (( ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم ، قال : ولم ينقل ذلك )) .
قال ابن حجر : (( وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد ، لأن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلاً ، وقد ذكرت ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح ، وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل ، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض ))[19]
يقول سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب في شرح كتاب التوحيد لجده بشأنْ حديث الغرانيق :
((وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس من طرق بعضها صحيح ، ورويت عن جماعة من التابعين بأسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد بن جبير وأبو العالية وأبو بكر بن عبد الرحمن وعكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم ... ))[20]
قال السيوطي : وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال :
(( قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة النجم ، فلما بلغ هذا الموضع : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( ألقى الشيطان على لسانه (تلك الغرانيق العُلى ، وأن شفاعتهن لترتجى) قالوا : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، فسجد وسجدوا ، ثم جاء جبريل بعد ذلك ، قال : اعرض علي ما جئتك به ، فلما بلغ : (تلك الغرانيق العلى ، وأن شفاعتهن لترتجى) قال له جبريل : لم آتك بهذا ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي ()) .[21]
قال الطبري : حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، قال أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أنه سئل عن قوله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( ... الآية ، قال ابن شهاب : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث : أنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو بمكة قرأ عليهم : ) والنجم إذا هوى ( ، فلما بلغ : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( قال : إنّ شفاعتهن ترتجى ، وسها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض ، فسلموا عليه وفرحوا بذلك ، فقال لهم : إنما ذلك من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( حتى بلغ : ) فينسخ الله ما يلقي الشيطان ([22] .
قال السيوطي : مرسل صحيح الإسناد[23].
قال السيوطي : (( وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ( تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى ، ففرح المشركون بذلك ، وقالوا : قد ذكر آلهتنا ، فجاءه جبريل عليه السلام فقال : إقرأ عليّ ما جئتك به ، فقرأ : ) أفرأيتم اللات والعـزى ومناة الثالثة الأخرى ( تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لترتجى . فقال : ما أتيتك بهذا !! هذا من الشيطان ، فأنزل الله : ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ( إلى آخر الآية.))[24]
وقد ادعيتم أن عمر يعلم الأحكام الإلهية ورسول الله لا يعلمها ويصححها لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والله يوافق عمر ويخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال: لما توفي عبدالله بن أبي ابن سلول جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [ 9 / التوبة / 80 ] وسأزيد على سبعين قال إنه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [ 9 / التوبة / 84 ] [25] .
كيف عمر عرف الحكم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم جهل الحكم ؟
وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ان الله خيرني فيتبين انه لم يخيره وان الله يوافق عمر ويخالف الرسول صلى الله عليه واله وسلم وان الحق مع عمر والباطل مع الرسول والعياذ بالله .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البحر المحيط للزركشي ج6 ص 219 .
[2] المحصول في علم أصول الفقه للفخر الرازي ج2 ص 489 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1408هـ- 1988م .
[3] التوبة : 43 .
[4] اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي ص 134 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1405هـ - 1985م .
[5] الرد على البكري ج1 ص 306 .
[6] روضة الناظر وجنة المناظر ص 327 .
[7] كتاب المجروحين ج3 ص 65 .
[8] سير أعلام النبلاء ج14 ص 174 رقم 100 .
[9] سير أعلام النبلاء ج14 ص 178 رقم 100 .
[10] تقريب التهذيب ص 510 رقم 6360 .
[11] سير أعلام النبلاء ج12 ص 324 رقم 124 .
[12] سير أعلام النبلاء ج12 ص 325 رقم 124 .
[13] معرفة الثقات ج2 ص 266 رقم 1688 .
[14] تقريب التهذيب ص 521 رقم 6496 .
[15] تاريخ يحي بن معين ص 228 رقم 874 .
[16] معرفة الثقات ج2 ص 374 رقم 205 .
[17] مجموع فتاوى ابن تيمية -10 ص 291 ، 292 . الفتاوى الكبرى ج2 ص 335 ، 336 .
[18] منهاج السنة النبوية ج1 ص 471 ط. مكتبة ابن تيمية / القاهرة سنة 1409 هـ - 1989م .
[19] فتح الباري ج8 ص561 ، تفسير آية 52 من سورة الحج ، وقد حقق أصلها ابن باز ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1410هـ- 1989م .
[20] تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 219 ط. دار ‘حياء التراث العربي / بيروت سنة 1422هـ - 2002م .
[21] الدر المنثور ج4 ص661 .
[22] تفسير الطبري ج17 ص 189 ط. دار الفكر / بيروت .
[23] الدر المنثور ج4 ص 662 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1411هـ- 1990م .
[24] الدر المنثور ج4 ص 661 .
[25] صحيح مسلم ج4 ص1865 ح25 .
منقول