بلسم
12-03-2012, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصل الله على خير خلقه محمد وآل الطيبين الطاهرين
الشرط لغة (إلزم الشئ والتزامه ...والجمع شروط),أما في اصطلاح علماء الأخلاق فانهم يعرفون المشارطة بانها(الاشتراط على النفس وتذكيرها وتنبيهها ),وعرفت بانها (الناتجة عن العزم المتقدم في أن لا يرتكب أي معصية في هذا اليوم )
وعرفها السيد الخميني بقوله (المشارطة هو الذي يشارط نفسه في أول يومه على ان لا يرتكب اليوم أي عمل يخالف أوامر الله ,ويتخذ قرارًا بذلك ويعزم عليه )
فيتضح من تعريفات المشارطة انها تقوم على أساس قيود يقيد الإنسان بها نفسه تتحدد هذه القيود وفق معطيات الشريعة المقدسة ويشترط على نفسه التزام هذه القيود والتعاهد لها
وتعتبر المشارطة هي الخطوة التالية من خطوات تزكية النفس والسير بها نحو الله تعالى بعد التوبة,ويتبعها المراقبة للأعمال والسلوكيات ليطمئن على وفائه بتلك الشروط والعهود التي قطعها في مرتبة المشارطة , وبعدها تصل التوبة إلى المحاسبة ليرى مدى الالتزام بتلك الشروط أم لا.
إذن فخطا السير والسلوك نحو الله تعالى يمكن اعتبارها انها تبدأ من عملية المشارطة لأن العمليات الاحقة لها تقوم على أساس تقييم ما اشترط في تلك المرحلة.
ويتضح من دعاء الندبة ان مقام الأولياء الذي يصفه الدعاء بقوله (الحمد لله على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذي استخلصهم لنفسك ودينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلاك),فهذا المقام لم يتم الحصول عليه جزافا بل هو وليد لعملية المشارطة الشاقة على النفس في العزوف عن زخارف الدنيا وزبارجها والالتزام بتلك الشروط وتعاهدها من خلال المراقبة والمحاسبة,وهذا ما يصرح به الدعاء المذكور تعليلا لنيل تلك المراتب العالية بقوله((بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزربجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به)),فكان من ثمار تلك المشارطة ((فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الذريعة إليك والوسيلة إلى رضوانك فبعض أسكنته جنتك...))إلى اخر الإفاضات والنعمة الإلهية التي يذكرها الدعاء المعروف للأولياء(عليهم الصلاة والسلام).
وتعد المشارطة نوعاً من العهد مع الله تعالى والعهد مع النفس, فمن حيث كونها عهداً مع الله وان لم يشترط فيه الصيغة الشرعية للعهد التي يذكرها الفقهاء بأن يقول مثلاً (عاهدت الله كذا وكذا فمثل هذا العهد يجب الوفاء به شرعاً وأخلاقاً ولو نقص فيترتب عليه _ كفارة التي يذكرها الفقهاء في كتبهم _ .
اما المشارطة فهي معاهدة مع الله تعالى ولكنها بغير تلك الصيغة فيصوغ هذه المشارطة كيفما شاء وان لم يترتب على نقض هذه المعاهدة كفارة من الناحية الشرعية , ولكن من الافضل له الوفاء بهذا العهد , فالقرآن الكريم يذم طائفة من المؤمنين الضعيفي الايمان أو من المنافقين الذين لم يشتركوا في حرب الاحزاب بقوله { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولاً} , فتدل الاية المباركة على انه تعالى يسأل الموالين يوم القيامة عن العهد ويعاقبهم بنقض العهد .
فهكذا يجب على المؤمن ان يتعاهد نفسه ويشارطها كي يسير في خطى تهذيب الاخلاق ولولاها لتراكمت سحب الغفلة والغرور على فلب وروح الانسان , ولحادث به عن الطريق القويم والجادة المستقيمة , ولذلك روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (( ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له .....)) .
الحمد لله رب العالمين
وصل الله على خير خلقه محمد وآل الطيبين الطاهرين
الشرط لغة (إلزم الشئ والتزامه ...والجمع شروط),أما في اصطلاح علماء الأخلاق فانهم يعرفون المشارطة بانها(الاشتراط على النفس وتذكيرها وتنبيهها ),وعرفت بانها (الناتجة عن العزم المتقدم في أن لا يرتكب أي معصية في هذا اليوم )
وعرفها السيد الخميني بقوله (المشارطة هو الذي يشارط نفسه في أول يومه على ان لا يرتكب اليوم أي عمل يخالف أوامر الله ,ويتخذ قرارًا بذلك ويعزم عليه )
فيتضح من تعريفات المشارطة انها تقوم على أساس قيود يقيد الإنسان بها نفسه تتحدد هذه القيود وفق معطيات الشريعة المقدسة ويشترط على نفسه التزام هذه القيود والتعاهد لها
وتعتبر المشارطة هي الخطوة التالية من خطوات تزكية النفس والسير بها نحو الله تعالى بعد التوبة,ويتبعها المراقبة للأعمال والسلوكيات ليطمئن على وفائه بتلك الشروط والعهود التي قطعها في مرتبة المشارطة , وبعدها تصل التوبة إلى المحاسبة ليرى مدى الالتزام بتلك الشروط أم لا.
إذن فخطا السير والسلوك نحو الله تعالى يمكن اعتبارها انها تبدأ من عملية المشارطة لأن العمليات الاحقة لها تقوم على أساس تقييم ما اشترط في تلك المرحلة.
ويتضح من دعاء الندبة ان مقام الأولياء الذي يصفه الدعاء بقوله (الحمد لله على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذي استخلصهم لنفسك ودينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلاك),فهذا المقام لم يتم الحصول عليه جزافا بل هو وليد لعملية المشارطة الشاقة على النفس في العزوف عن زخارف الدنيا وزبارجها والالتزام بتلك الشروط وتعاهدها من خلال المراقبة والمحاسبة,وهذا ما يصرح به الدعاء المذكور تعليلا لنيل تلك المراتب العالية بقوله((بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزربجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به)),فكان من ثمار تلك المشارطة ((فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الذريعة إليك والوسيلة إلى رضوانك فبعض أسكنته جنتك...))إلى اخر الإفاضات والنعمة الإلهية التي يذكرها الدعاء المعروف للأولياء(عليهم الصلاة والسلام).
وتعد المشارطة نوعاً من العهد مع الله تعالى والعهد مع النفس, فمن حيث كونها عهداً مع الله وان لم يشترط فيه الصيغة الشرعية للعهد التي يذكرها الفقهاء بأن يقول مثلاً (عاهدت الله كذا وكذا فمثل هذا العهد يجب الوفاء به شرعاً وأخلاقاً ولو نقص فيترتب عليه _ كفارة التي يذكرها الفقهاء في كتبهم _ .
اما المشارطة فهي معاهدة مع الله تعالى ولكنها بغير تلك الصيغة فيصوغ هذه المشارطة كيفما شاء وان لم يترتب على نقض هذه المعاهدة كفارة من الناحية الشرعية , ولكن من الافضل له الوفاء بهذا العهد , فالقرآن الكريم يذم طائفة من المؤمنين الضعيفي الايمان أو من المنافقين الذين لم يشتركوا في حرب الاحزاب بقوله { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولاً} , فتدل الاية المباركة على انه تعالى يسأل الموالين يوم القيامة عن العهد ويعاقبهم بنقض العهد .
فهكذا يجب على المؤمن ان يتعاهد نفسه ويشارطها كي يسير في خطى تهذيب الاخلاق ولولاها لتراكمت سحب الغفلة والغرور على فلب وروح الانسان , ولحادث به عن الطريق القويم والجادة المستقيمة , ولذلك روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (( ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له .....)) .