يامهدي؟ادركنا
12-03-2012, 05:38 PM
عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله ، أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعوذ من البخل؟ قال:«نعم- يا أبا محمد- في كل صباح ومساء ، ونحن نعوذ بالله من البخل ، إن الله يقول في كتابه:
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وسأنبئك عن عاقبة البخل ، إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء على الطعام ، فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم». قلت: وما أعقبهم؟ قال: «إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر ، فكانت المارة
تنزل بهم فيضيفونهم ، فلما أن كثر ذلك عليهم ، ضاقوا بهم ذرعا وبخلا ولؤما ، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازعة عنهم ، فشاع
أمرهم في القرى ، وحذرتهم المارة ، فأورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم ، من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ، و يعطونهم عليه الجعل ، فأي داء أعدى من البخل ، ولا أضر عاقبة ،
ولا أفحش عند الله». قال أبو بصير ، فقلت له: أصلحك الله ، هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين؟ قال: «نعم ، إلا أهل بيت من المسلمين ، أما تسمع لقوله: (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ) ». ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «إن لوطا لبث مع قومه ثلاثين سنة ، يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه - قال - وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ، ولا يتطهرون من الجنابة ، وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط ،
ويتطهرون من الجنابة ، وكان لوط ابن خالة إبراهيم ، وإبراهيم ابن خالة لوط (عليهما السلام) ، وكانت امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة اخت لوط (عليه السلام) ، وكان إبراهيم ولوط (عليهما السلام) نبيين مرسلين منذرين ، وكان
لوط (عليه السلام) رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به ويحذره قومه- قال- فلما رأى قوم لوط ذلك ، قالوا: إنا ننهاك عن العالمين ، لا تقر ضيفا نزل بك ، فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك ، وأخزيناك فيه. وكان لوط (عليه السلام)
إذا نزل به الضيف كتم أمره ، مخافة أن يفضحه قومه ، وذلك أن لوطا (عليه السلام) كان فيهم لا عشيرة له- قال- وإن لوطا وإبراهيم (عليهما السلام) يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط ، وكانت لإبراهيم ولوط (عليهما السلام)
منزلة من الله شريفة ، وإن الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط ، أدركته فيهم مودة إبراهيم (عليه السلام) وخلته ، ومحبة لوط (عليه السلام) ، فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم». قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما اشتد أسف
الله تعالى[74] على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه ، أحب أن يعوض إبراهيم (عليه السلام) من عذاب قوم لوط بغلام حليم ، فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط ، فبعث الله رسلا إلى إبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسماعيل ، فدخلوا
عليه ليلا ، ففزع منهم ، وخاف أن يكونوا سراقا ، فلما أن رأته الرسل فزعا وجلا (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) ، (قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لاتَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)» قال أبو جعفر (عليه السلام): « والغلام العليم هو إسماعيل
من هاجر ، فقال إبراهيم للرسل: (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل:(فَما خَطْبُكُمْ)؟ بعد البشارة (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) قوم لوط ،
إنهم كانوا قوما فاسقين ، لننذرهم عذاب رب العالمين ، قال أبوجعفر(عليه السلام):« فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل: (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)قال:( فَلَمَّا جاءَ آلَ
لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) يقول: من عذاب الله ، لتنذر قومك العذاب (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ)- يا لوط - إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام بلياليها (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)[إذا مضى نصف الليل] (وَلا
يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ). قال أبو جعفر (عليه السلام): «فقضوا إلى لوط (ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)- قال أبو جعفر (عليه السلام)- فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر ، قدم الله
رسلا إلى إبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسحاق ، ويعزونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قول الله في سورة هود: (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)يعني ذكيا مشويا نضيجا (فَلَمَّا
رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ)- قال أبوجعفر (عليه السلام)- إنما عنى امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة قائمة فبشروها (بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ
يَعْقُوبَ قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إلى قوله: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)». قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع ، وأقبل يناجي ربه في قوم لوط ، ويسأله كشف العذاب عنهم ،
قال الله: (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)بعد طلوع الشمس من يومك هذا ، محتوم غير مردود»
(البرهان في تفسير القران السيد هاشم البحراني (رحمه الله)
اللهم اجرنا من البخل واجعلنا من السالكين سُبل محمد وال محمد
(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وسأنبئك عن عاقبة البخل ، إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء على الطعام ، فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم». قلت: وما أعقبهم؟ قال: «إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر ، فكانت المارة
تنزل بهم فيضيفونهم ، فلما أن كثر ذلك عليهم ، ضاقوا بهم ذرعا وبخلا ولؤما ، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازعة عنهم ، فشاع
أمرهم في القرى ، وحذرتهم المارة ، فأورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم ، من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ، و يعطونهم عليه الجعل ، فأي داء أعدى من البخل ، ولا أضر عاقبة ،
ولا أفحش عند الله». قال أبو بصير ، فقلت له: أصلحك الله ، هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين؟ قال: «نعم ، إلا أهل بيت من المسلمين ، أما تسمع لقوله: (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ) ». ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «إن لوطا لبث مع قومه ثلاثين سنة ، يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه - قال - وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ، ولا يتطهرون من الجنابة ، وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط ،
ويتطهرون من الجنابة ، وكان لوط ابن خالة إبراهيم ، وإبراهيم ابن خالة لوط (عليهما السلام) ، وكانت امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة اخت لوط (عليه السلام) ، وكان إبراهيم ولوط (عليهما السلام) نبيين مرسلين منذرين ، وكان
لوط (عليه السلام) رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به ويحذره قومه- قال- فلما رأى قوم لوط ذلك ، قالوا: إنا ننهاك عن العالمين ، لا تقر ضيفا نزل بك ، فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك ، وأخزيناك فيه. وكان لوط (عليه السلام)
إذا نزل به الضيف كتم أمره ، مخافة أن يفضحه قومه ، وذلك أن لوطا (عليه السلام) كان فيهم لا عشيرة له- قال- وإن لوطا وإبراهيم (عليهما السلام) يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط ، وكانت لإبراهيم ولوط (عليهما السلام)
منزلة من الله شريفة ، وإن الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط ، أدركته فيهم مودة إبراهيم (عليه السلام) وخلته ، ومحبة لوط (عليه السلام) ، فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم». قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما اشتد أسف
الله تعالى[74] على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه ، أحب أن يعوض إبراهيم (عليه السلام) من عذاب قوم لوط بغلام حليم ، فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط ، فبعث الله رسلا إلى إبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسماعيل ، فدخلوا
عليه ليلا ، ففزع منهم ، وخاف أن يكونوا سراقا ، فلما أن رأته الرسل فزعا وجلا (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) ، (قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لاتَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)» قال أبو جعفر (عليه السلام): « والغلام العليم هو إسماعيل
من هاجر ، فقال إبراهيم للرسل: (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل:(فَما خَطْبُكُمْ)؟ بعد البشارة (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) قوم لوط ،
إنهم كانوا قوما فاسقين ، لننذرهم عذاب رب العالمين ، قال أبوجعفر(عليه السلام):« فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل: (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)قال:( فَلَمَّا جاءَ آلَ
لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) يقول: من عذاب الله ، لتنذر قومك العذاب (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ)- يا لوط - إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام بلياليها (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)[إذا مضى نصف الليل] (وَلا
يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ). قال أبو جعفر (عليه السلام): «فقضوا إلى لوط (ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)- قال أبو جعفر (عليه السلام)- فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر ، قدم الله
رسلا إلى إبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسحاق ، ويعزونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قول الله في سورة هود: (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)يعني ذكيا مشويا نضيجا (فَلَمَّا
رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ)- قال أبوجعفر (عليه السلام)- إنما عنى امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة قائمة فبشروها (بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ
يَعْقُوبَ قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إلى قوله: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)». قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع ، وأقبل يناجي ربه في قوم لوط ، ويسأله كشف العذاب عنهم ،
قال الله: (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)بعد طلوع الشمس من يومك هذا ، محتوم غير مردود»
(البرهان في تفسير القران السيد هاشم البحراني (رحمه الله)
اللهم اجرنا من البخل واجعلنا من السالكين سُبل محمد وال محمد