د. حامد العطية
15-03-2012, 09:59 PM
هل صحيح أن حكومة المالكي على مسافة واحدة من أمريكا وإيران؟
د. حامد العطية
منح الرئيس الأمريكي المالكي صك براءة، من النوع النادر، في نفيه تبعية المالكي لإيران، وهو جدير بالشكر على ذلك، إذ كنت أرى في هذا الاتهام أو الظن اجحافاً شديداً، ليس بالمالكي وإنما بإيران الإسلامية.
وفي مقابلة للمالكي مع وكالة الأسوشيدت برس في الثالث من كانون الأول من العام الماضي وحسب ما ورد في البيان الخاص الصادر عن مكتبه: "شدد السيد رئيس الوزراء على استقلالية القرار العراقي وأن مصالح العراق وشعبه هي وحدها التي تملي على العراق قراراه ، وقال سوف لن نكون إيرانيين ضد الأمريكان و لا أمريكان ضد الإيرانيين بل نتصرف بما تمليه علينا مصالحنا، مضيفا ان قرب الدول وبعدها من العراق يكون بمقدار قربها وبعدها عن مصالح الشعب العراقي ".
يدعي المالكي بأنه يقف على مسافة واحدة بين أمريكا وإيران، فهو لن يسمح باستعمال إراضي العراق للهجوم على إيران، كما لن يصطف مع إيران في أي مواجهة محتملة مع أمريكا، والمجهول هو موقفه في حال اعتدى الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية وعاونته أمريكا كما هو متوقع.
هل يقف المالكي في الوسط بين إيران وأمريكا؟ نستعرض الحقائق الناصعة قبل الاجابة، يرتبط العراق بإتفاقية استراتيجية أمنية مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تؤسس لتعاون أمني وعسكري وثيق بين الدولتين، وقد أفصحت حكومة أمريكا عن مدى هذا التحالف عندما أعلنت وعلى لسان أحد قادتها مؤخراً استعدادها لحماية العراق من أي عدوان خارجي محتمل، في المقابل لا يرتبط العراق بأي معاهدة أمنية استراتيجية أو غير استراتيجية مع الجارة الإسلامية إيران.
في العراق سفارة امريكية، هي أكبر سفارة في العالم قاطبة، مقرها المنطقة الخضراء، تشغل العشرات من المباني، ويعمل فيها الألاف من الموظفين المدنيين والعسكريين ومرتزقة شركات الحماية، أما سفارة إيران فهي لا تختلف عن سفارات الدول الاخرى في عديد موظفيها ومبانيها ومساحتها.
تحلق الطائرات الأمريكية العسكرية وطائرات التجسس من دون طيار في سماء العراق، ولو اقدمت إيران على ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد.
ما زالت تدخلات أمريكا في الشؤون الداخلية العراقية سافرة ووقحة، وتصرفات السفير الأمريكي في العراق تذكرنا بالسير بيرسي كوكس وغيره من المندوبين الساميين البريطانيين، وإيران متهمة بالتدخل في شؤون العراق لكننا لا نرى أثراً لهذه التدخلات سوى تصريحات أعدائها من ساسة العراق الطائفيين.
ربما يقول البعض بإن للعراق صلات تجارية ضخمة مع إيران، والحقيقة هي أن التجارة البينية بين العراق وتركيا تزيد على ضعفي حجم التجارة ين العراق وإيران على الرغم من الموقف العدائي - أو على الأقل غير الصديق - للحكومة التركية تجاه حكومة المالكي، لذا لا قيمة للعامل التجاري في هذه المقارنة، والأهم من هذا وذاك هو ارتباط العراق مع أمريكا بصفقات سلاح ضخمة، مما يوثق الصلات الحميمية بين النظامين.
إن قول المالكي بأن " قرب الدول وبعدها من العراق يكون بمقدار قربها وبعدها عن مصالح الشعب العراقي" لا يتفق مع مبدأ أساسي مطبق في العلاقات الخارجية لكافة دول العالم، وهو مبدأ الحفاظ على علاقات حسن الجوار، ناهيك عن المشتركات الأخرى مع إيران الإسلامية، وبالتالي فإن تصريح المالكي مناقض لهذا المبدأ وينطوي على انحياز كبير للجانب الأمريكي.
يتبين من هذه المعطيات بأن حكومة المالكي لا تقف على مسافة واحدة من إيران وامريكا بل هي في صف واحد مع أمريكا، ولو حدثت المواجهة المتوقعة بين أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهما في المنطقة مع إيران فسيكون العراق ممراً آمناً للطائرات الصهيونية المعتدية وتكون سفارة أمريكا في بغداد وما تحتويها من وسائل رصد وتجسس في خدمة العدوان الصهيوني، لذا كلام المالكي محض هراء.
15 اذار 2012م
د. حامد العطية
منح الرئيس الأمريكي المالكي صك براءة، من النوع النادر، في نفيه تبعية المالكي لإيران، وهو جدير بالشكر على ذلك، إذ كنت أرى في هذا الاتهام أو الظن اجحافاً شديداً، ليس بالمالكي وإنما بإيران الإسلامية.
وفي مقابلة للمالكي مع وكالة الأسوشيدت برس في الثالث من كانون الأول من العام الماضي وحسب ما ورد في البيان الخاص الصادر عن مكتبه: "شدد السيد رئيس الوزراء على استقلالية القرار العراقي وأن مصالح العراق وشعبه هي وحدها التي تملي على العراق قراراه ، وقال سوف لن نكون إيرانيين ضد الأمريكان و لا أمريكان ضد الإيرانيين بل نتصرف بما تمليه علينا مصالحنا، مضيفا ان قرب الدول وبعدها من العراق يكون بمقدار قربها وبعدها عن مصالح الشعب العراقي ".
يدعي المالكي بأنه يقف على مسافة واحدة بين أمريكا وإيران، فهو لن يسمح باستعمال إراضي العراق للهجوم على إيران، كما لن يصطف مع إيران في أي مواجهة محتملة مع أمريكا، والمجهول هو موقفه في حال اعتدى الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية وعاونته أمريكا كما هو متوقع.
هل يقف المالكي في الوسط بين إيران وأمريكا؟ نستعرض الحقائق الناصعة قبل الاجابة، يرتبط العراق بإتفاقية استراتيجية أمنية مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تؤسس لتعاون أمني وعسكري وثيق بين الدولتين، وقد أفصحت حكومة أمريكا عن مدى هذا التحالف عندما أعلنت وعلى لسان أحد قادتها مؤخراً استعدادها لحماية العراق من أي عدوان خارجي محتمل، في المقابل لا يرتبط العراق بأي معاهدة أمنية استراتيجية أو غير استراتيجية مع الجارة الإسلامية إيران.
في العراق سفارة امريكية، هي أكبر سفارة في العالم قاطبة، مقرها المنطقة الخضراء، تشغل العشرات من المباني، ويعمل فيها الألاف من الموظفين المدنيين والعسكريين ومرتزقة شركات الحماية، أما سفارة إيران فهي لا تختلف عن سفارات الدول الاخرى في عديد موظفيها ومبانيها ومساحتها.
تحلق الطائرات الأمريكية العسكرية وطائرات التجسس من دون طيار في سماء العراق، ولو اقدمت إيران على ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد.
ما زالت تدخلات أمريكا في الشؤون الداخلية العراقية سافرة ووقحة، وتصرفات السفير الأمريكي في العراق تذكرنا بالسير بيرسي كوكس وغيره من المندوبين الساميين البريطانيين، وإيران متهمة بالتدخل في شؤون العراق لكننا لا نرى أثراً لهذه التدخلات سوى تصريحات أعدائها من ساسة العراق الطائفيين.
ربما يقول البعض بإن للعراق صلات تجارية ضخمة مع إيران، والحقيقة هي أن التجارة البينية بين العراق وتركيا تزيد على ضعفي حجم التجارة ين العراق وإيران على الرغم من الموقف العدائي - أو على الأقل غير الصديق - للحكومة التركية تجاه حكومة المالكي، لذا لا قيمة للعامل التجاري في هذه المقارنة، والأهم من هذا وذاك هو ارتباط العراق مع أمريكا بصفقات سلاح ضخمة، مما يوثق الصلات الحميمية بين النظامين.
إن قول المالكي بأن " قرب الدول وبعدها من العراق يكون بمقدار قربها وبعدها عن مصالح الشعب العراقي" لا يتفق مع مبدأ أساسي مطبق في العلاقات الخارجية لكافة دول العالم، وهو مبدأ الحفاظ على علاقات حسن الجوار، ناهيك عن المشتركات الأخرى مع إيران الإسلامية، وبالتالي فإن تصريح المالكي مناقض لهذا المبدأ وينطوي على انحياز كبير للجانب الأمريكي.
يتبين من هذه المعطيات بأن حكومة المالكي لا تقف على مسافة واحدة من إيران وامريكا بل هي في صف واحد مع أمريكا، ولو حدثت المواجهة المتوقعة بين أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهما في المنطقة مع إيران فسيكون العراق ممراً آمناً للطائرات الصهيونية المعتدية وتكون سفارة أمريكا في بغداد وما تحتويها من وسائل رصد وتجسس في خدمة العدوان الصهيوني، لذا كلام المالكي محض هراء.
15 اذار 2012م