khaledkrom
17-03-2012, 10:08 PM
صائدى رؤس أبناء الانبياء فى كربلاء
ثورة الذبيح العظيم
بقلم ــ خالد كروم
فى ليلة من ليالى البرد القارسة .. كنت أحاور همم الليل وبكمة وحلكتة الدامسة ، كان يهمس لى بأحاديث شتى ذات شجون .. بعضها يؤرقتى .. والبعض الاخر يؤنسن ويواسينى فى وحدتى ، والثالث يبكينى ببعض كلمات وعبارات عن الغاز وطلاسم يصعب فكها فى حدث عظيم ضد ابناء الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ..!! كان الحدث يغطينى ببرده القارس ، ويلاحقنى بصقيعة وزمهريره .. وكان يتخلج ذلك الصمت صوت صراخا" لأطفالا" صغارا" ينادون أين الرسول ؟؟ أصوات بعيدة عنى ، بيعيدة فى زمن غابر يتخطى حدودى عمرى وعمر عشيرتى .. حاولت الاصغاء اليها ولكن ؟ أصواتها ترعبنى وتهز أركانى ، اصواتا" تنادى بأسماء من افضل الأسماء محبتا" الينا ، أسماء ( حسنا" ، وحسينا" ، وعباسا" وعقيلا" وعبد الله رضيعا" ...
فأذا أنين وتضورات للمحبين والعاشقين لأل بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم اجمعين ؟ أم أنين الثكالى ، وصراخ وبكاء للعطاشى والجائعين ؟؟ وهل هى كانت شكوى ونعى قريب ، أم دماءا" أهدرت فى سفح ارضا" أصبحت الان تعج بالملايين المحبين ؟؟ دموعى أبحرت ، ودمائى فورت تغرقها ضلوع المكابرة ، تكتم عويلها ، لأحد يسمع أنينها سوى من يوالى أهلها ، أو يقضى اثارها ، وما أن خرجت من كبوتى ودهشتى الا أحدا" يسمعنا أو يسمعهم !!!.
يأتى الرد ؟ الا تدرى يا حالم بمجدا" قد نكس على أيدى قتلة أستباحوا حرمتا" للرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ، الا تعلم أن دس له سما" دون ذكر اسما" ! وإن عليا" تكالب عليه الأعداء وطعنه الخارجين ابن ملجم ؟؟ ... والحسن ابن الزهراء دس له كذلك سما" كما فعلوه مع جده أعظم نبينا" وكرما" عن ربنا لا يغفل سبحانه .. والحسين وأبناء الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله تكالب عليهم سيوف غدرا" ، تجتث رؤسهم نحرا" نحرا" ؟؟؟ فى مجزرة لم يشهد لها التاريخ حدثا" ، بل بكت عليها الأرض والسموات ، وأخرجت دما" يغرق كل مجرما" ؟؟..
يقول الشاعر ::
فى العليأ يقعد كل طاغ ويزعم أنه رب القياد
وليس لديه الإ قول كذب وليس الكذوب سوى العناد
ثورة الذبيح العظيم
لقد تلقى الامام الحسين عليه السلام الكثير من البيعات التى لا تعد ولا تحصى تؤيد خلافتة للأمة الإسلامية ، وفى المقابل تلقى المئات من التهديدات والانذارات المجهولة بالقتل ، وبالطبع خالية من التوقيع ؟ ولكنها تضمر له الشر ، ومع ذلك كان مصدرها مفضوحا" مكشوفا" ، فهى صادرة دون شك من أولئك الذين لا يريدون له سوى قتلة ونحرة مثلما فعلوا من أبية واخية صلوات ربى وسلامه عليه ، أو يريدونه للأنصياع لأخذ البيعة ليزيدأبن معاوية ..
وعلى النقيض فلقد خشيت السلطة الدموية الاموية وأذنابها من نواصب سبط بيت النبوة(ع) ، أن تؤثر فى نفس الامام الحسين (ع) هذة الرسائل فيعمد الى التراجع والهرب ؟ أو الاختفاء وينذوى فى ركن خفى حتى لا يكشفة أحدا" وهكذا ( تخيل لهم) وبذلك يتفادى الصدام مع هؤلاء المأجورين من شرمزة نواصب هذا الزمان ، ويتقى شرور أعدا الإسلام وأعداء ال البيت (ع) ، من الدمويين الذين يسعون الى قتلة والفتك به لو لم يبايع هذا السكير ؟؟..
وأن فكرة التخلص من الامام الحسين (ع) لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة فى سجل هؤلاء المخنثون من غربان أمية ، فالتاريخ يشهد أن هؤلاء لم يدخولا الإسلام الا لبث الفتنة والفرقة ، واثارة المعارك بين جموع المسلمين ، وأن فكلاة التخلص من الرسالة المحمدية بدأت عندما بعث رب البرية الروح الامين جبرائيل (ع) فى هذا العصر وعلى مر العصور ..
ولقد استقرت فى أزهان هؤلاء الدمويين فكرة الخلاص من سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (ع) ، بعد أن تيقنوا أن الامام لن يتراجع قيد أنملة عن قول الحق فى يزيد لعنة الله وعن كل ما يعرفه عنه مهما حدث ، ومهما كلفه الامر ، لأنه أمرا" من الله مكتوبا" عليه هذا الذبيح العظيم ..
كانت خطة هؤلاء المخنثون تشتمل على الانتقام منه والتنكيل من ال بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين ، عن طريق قتله ببطء ، فلقد أعدوا له طريقا" أشد هؤلاء من القتل ، واشد قسوتا" من الشنق ، منع الماء والخبز عنهم فى صحراء قاحلة جرداء ..
يقول الشاعر : (1)
يستعيد صورة الحسين (ع) المقاومة ، وحسين هنا هو ذلك الرمز الذى يمتد من كربلاء الى اليوم ، حتى تقمص كل مقاوم على الجبل الرفيع شخصية الامام الحسين (ع) المناضلة ..
وترمز شقائق النعمان (2) ـ الى عودة الحياة التى أسترجعها المقاومون على الارض الجنوبية بفضل دمائهم الذكية ..
أبصرت تذهو فى قميصك يا حسين شقائق النعمان
تطلع من جبينك إبرة الموت العميقة حرة مكسوة بدم الحياة
ويختمها الشاعر : وهكذا تنبض الحياة من خلال الموت بهذة الصورة الخلابة والاراء المتقن ..
الدولة الإسلامية قبل معركة ذبيح كربلاء
الدولة الإسلامية الراشدة قامت في عهد الرسول صلى الله عليه واله .. ولم تنتهى بوفاة صلى الله عليه واله ... وأنما وستقوم ثانية ومرة أخيرة على يد الامام المهدي صلوات ربى وسلامه عليه .... لأن الدولة الإسلامية الراشدة تقوم على مبدأ العدل المطلق ولا ضمانة له سوى العصمة .. لأن الحاكم غير المعصوم معرض في اجتهاداته للخطأ وغير منزه عن الجور والحيف ... ولا يكون هناك إجماع إلا لمعصوم من عترة بيت النبوة صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين .
قد يقول البعض أنه قامت خلافة راشدة مجسدة الدولة الإسلامية الراشدة كامتداد لدولة الرسول صلى الله عليه واله وقد توالى عليها ثلاث من الخلفاء ؟؟ ولم يكن أي منهم معصوم .. إذا استثنينا أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ..
إلا أن بعد المظلوميات التى أخذت عنوه ودون سند صحيح دون الدخول فى مهاترات لا تصلح فى هذا المقال في عهد الأربعة رشاد مدني لا دينى .. نظرا" لسقوط البعض فى أحكام قد سبق وحكم بها الله سبحانة وتعالى بها ، وكذلك أمر النبى صلى الله عليه واله بتنفيذها , لالعلاقة بتوطيد الإسلام كعلاقة بين العبد والخالق مع غياب للرشاد الدينى الركيزة الأولى للدولة التى بنيت على أنقاض الاستيلاء على حقوق الغير ؟؟ .
فالاضطراب السياسي الذي بدأ بعدم الاتفاق على الخليفة ، مع العلم بوجود أيات قرأنية وشواهد أثباتية تحض على الانصياع لم قاله الله سبحانة وتعالى ، وامر به الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله .. وطريقة توليه الخلافة والمعارضة الشديدة المتجسدة في امتناع بعض الأقوام على دفع مال الزكاة للحاكم الجديد الغير شرعي .. وما ألت اليه الاحوال بعد ذبح هؤلاء ؟؟ فهل لو كانوا مرتدين مثلما أطلقوا عليهم يطلب منهم ( أموال الزكاة)؟؟؟؟
ثم اندلاع حروب الردة وظهور الاغتيالات السياسية التي تدل على شراسة المعارضة ويأسها من الأخذ برأيها ومحاولاتها المستميتة لإسقاط النظام ونجاحها في توطيد دعائم حكمها ، والتنكيل بأل البيت فى كثير من المواضع الكثيرة ( الولاية .. حرق الباب .. أغتيال الزهراء (ع) .. أسقاط الجنين .. أرض فدك .. ضربها على أيدى قنفذ ..الخ ) ...
سعد بن معاذة رضي الله عنه وهو لم يبايع ابو بكر وعمر .. وهو من كبار رجال الدولة وليس من عامة الناس وقد سمع هو أيضا الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : من مات ولم يبايع مات ميتة جاهلية. وربما هذا هو سبب مقتله , حين يخبرنا مؤرخونا انه قتلته الجن لأنه بال واقفا ..
وأبو بكر لم يلتزم بما أشار عليه كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر عنه في عدم مقاتلة ممتنعي الزكاة لأنهم يشهدون بالشهادتين ولا يحل دمهم إلا بمفارقتها (الردة).. أصرّ أبو بكر على رأيه ونفذه دون وجود سند شرعي لهدر دمهم , ولو كان هناك سند شرعي لما احتاج إلى المشاورة لأنه لا يخشى في الله لومة لائم ؟؟!! .. وان كان امتناعهم له صبغة سياسية كمعارضة لعدم بيعتهم أو إشراكهم في امر الاستخلاف أو لأنهم يرون هناك الأفضل من أبي بكر ليكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد أستشهاده ، بل كانوا يؤيدون أمير المؤمنين على عليه السلام ، ولا يريدون أعطاء الزكاة لأحد سوى اليه …
كان الرسول الأعظم محمدا" صلى الله عليه واله قرءانا يمشي , تصبح مؤسسات الدولة قرءانا راسيا , تتلاشى أمامه الاطماع والاحقاد من المتربصين بالإسلام وعترة بيته المعصومين … كلام جميل له تأثير كبير يدغدغ العواطف ويسحر النفوس ... لكن الكلام شيء والحقيقة شيء آخر فما أسهل أن تشيد قصرا في خيالك على الرمال المتحركة أو حتى على الماء وربما مرتفعا في الهواء انه قصرك الطائر المضاد للجاذبية ... لكن ما قيمت فكرتك على أرض الواقع وكيفية تجسيدها وتنفيذها... هل يحتاج الرسول الاعظم (ص) أم كما قال : أوصيكم بأل بيتى .. الله الله فى ال بيتى .. الاحاديث كثيرة وكبيرة ... أذا سقط ركن من أركان الإسلام ... سقطت سقط الإسلام وان ضاعت ضاع؟ لقد تعرض أل بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين لماٌسى لم تحدث على فى التاريخ ... لذلك سميت قتل الامام الحسين أبن على أبن الزهراء صلوات وربى وسلامه عليهم أجمعين بثورة الذبيح ...
1ـ الشاعر محمد على شمس فى ديوانه الجديد ( اليأس من الوردة ) صادر عن دار الأدب 2009 / ص 36
2ـ شقائق النعمان ـ رمز قديم لعودة الحياة الى الدم
الى ساحة الملحة الكربلائية البطولية
والان سوف ننتقل بكم الى موقع الحدث ، موقع كربلاء لمتابعة ما جرى لأل بيت النبوه عليهم السلام ..
قد يقول البعض إنها ذكرت ملايين المرات ، وأسهب فيها الكثيرون فى ذكرها وما حدث هناك من مآسىء والألم ؟ نعم لن أتى بجديد عن هذا الحدث العظيم ولكن ربما أجد نفسى أبحر فى مآسيها وجوارحها لعلى التقط خيطا" يوصلنى إلى أن أحشر معهم فى ذكره من حدث ، ولكن هل الذى حدث عن شيئا" عابرا" أم حدثا" عظيم ، تحاول الأمة الإسلامية التغطية على ذكراه ؟؟ لمصلحة من أن ننسى ما حدث لأل بيت النبوه عليهم السلام ، وهل يوجد عفوا" أو عذرا" لهؤلاء فى الهروب من القضية المحسومة لدى محبى عترة النبوه (ع) ..
كثرا" من الناس مايردد ذكرى الأبطال والبطولات ، وفى أوقات كثيرة ترددها الالسنه والجوارح والحركات ، فالابطال من بين الناس هم سراج منيرا" لغيرهم من البشر ، يحتذون بحذوهم ، ويستمدون العزم من ذكراهم .. ولكن ....؟؟؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟؟ لم يذكروه ما حدث للامام سيد الشهداء الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه واله ، وهو سيد شباب أهل الجنة ؟؟ لماذا التكتم والتستر على سيرتة الذكية العطرة ؟؟؟
فالبطولة أيها السادة هى تفوق على التفوق ذاته إن جاز التعبير .. ومما يتيح لوقوعها ويمهد لحدوثها قوة فى النفس ومضاء فى العزم .. ,إيمان بالعقيدة .. أذا" دخلت سرابها العقيدة ؟؟
العقيدة اساس البطولة لأنها سر القوة الكامنة التى تهيمن على الفكر والنفس والعزيمة .. فيرى البطل عزته فى عزة عقيدتة.. وفى قوتها قوتة .. ولا يطبق أن يعوقها معوق أو يحيق بها ضيم ..
كذلك لا بطولة بلا شجاعة .. فالشجاعة من أبرز سمات البطل ، لانها عدته وسلاحه فى الحرب .. ولانها فى السلم قوته الدافعة الى الاعتصام بعقيدتة .. وأمثال البطولة فى التاريخ الإسلامى المحمدى كثيرة ومتعددة أبتدا" بشجاعة وبطولة صاحب الرسالة الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ... وكذلك أمير المؤمنين عليا" عليه السلام ( أسد خيبر ) .. والبتول الزهراء سيدة نساء العالمين عليه صلوات ربى وسلامه عليها ، والامامين الحسن والحسين (ع) وباقى الائمة المعصومين الاطهار (ع) ..
وللحديث بقية
ثورة الذبيح العظيم
بقلم ــ خالد كروم
فى ليلة من ليالى البرد القارسة .. كنت أحاور همم الليل وبكمة وحلكتة الدامسة ، كان يهمس لى بأحاديث شتى ذات شجون .. بعضها يؤرقتى .. والبعض الاخر يؤنسن ويواسينى فى وحدتى ، والثالث يبكينى ببعض كلمات وعبارات عن الغاز وطلاسم يصعب فكها فى حدث عظيم ضد ابناء الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ..!! كان الحدث يغطينى ببرده القارس ، ويلاحقنى بصقيعة وزمهريره .. وكان يتخلج ذلك الصمت صوت صراخا" لأطفالا" صغارا" ينادون أين الرسول ؟؟ أصوات بعيدة عنى ، بيعيدة فى زمن غابر يتخطى حدودى عمرى وعمر عشيرتى .. حاولت الاصغاء اليها ولكن ؟ أصواتها ترعبنى وتهز أركانى ، اصواتا" تنادى بأسماء من افضل الأسماء محبتا" الينا ، أسماء ( حسنا" ، وحسينا" ، وعباسا" وعقيلا" وعبد الله رضيعا" ...
فأذا أنين وتضورات للمحبين والعاشقين لأل بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم اجمعين ؟ أم أنين الثكالى ، وصراخ وبكاء للعطاشى والجائعين ؟؟ وهل هى كانت شكوى ونعى قريب ، أم دماءا" أهدرت فى سفح ارضا" أصبحت الان تعج بالملايين المحبين ؟؟ دموعى أبحرت ، ودمائى فورت تغرقها ضلوع المكابرة ، تكتم عويلها ، لأحد يسمع أنينها سوى من يوالى أهلها ، أو يقضى اثارها ، وما أن خرجت من كبوتى ودهشتى الا أحدا" يسمعنا أو يسمعهم !!!.
يأتى الرد ؟ الا تدرى يا حالم بمجدا" قد نكس على أيدى قتلة أستباحوا حرمتا" للرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ، الا تعلم أن دس له سما" دون ذكر اسما" ! وإن عليا" تكالب عليه الأعداء وطعنه الخارجين ابن ملجم ؟؟ ... والحسن ابن الزهراء دس له كذلك سما" كما فعلوه مع جده أعظم نبينا" وكرما" عن ربنا لا يغفل سبحانه .. والحسين وأبناء الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله تكالب عليهم سيوف غدرا" ، تجتث رؤسهم نحرا" نحرا" ؟؟؟ فى مجزرة لم يشهد لها التاريخ حدثا" ، بل بكت عليها الأرض والسموات ، وأخرجت دما" يغرق كل مجرما" ؟؟..
يقول الشاعر ::
فى العليأ يقعد كل طاغ ويزعم أنه رب القياد
وليس لديه الإ قول كذب وليس الكذوب سوى العناد
ثورة الذبيح العظيم
لقد تلقى الامام الحسين عليه السلام الكثير من البيعات التى لا تعد ولا تحصى تؤيد خلافتة للأمة الإسلامية ، وفى المقابل تلقى المئات من التهديدات والانذارات المجهولة بالقتل ، وبالطبع خالية من التوقيع ؟ ولكنها تضمر له الشر ، ومع ذلك كان مصدرها مفضوحا" مكشوفا" ، فهى صادرة دون شك من أولئك الذين لا يريدون له سوى قتلة ونحرة مثلما فعلوا من أبية واخية صلوات ربى وسلامه عليه ، أو يريدونه للأنصياع لأخذ البيعة ليزيدأبن معاوية ..
وعلى النقيض فلقد خشيت السلطة الدموية الاموية وأذنابها من نواصب سبط بيت النبوة(ع) ، أن تؤثر فى نفس الامام الحسين (ع) هذة الرسائل فيعمد الى التراجع والهرب ؟ أو الاختفاء وينذوى فى ركن خفى حتى لا يكشفة أحدا" وهكذا ( تخيل لهم) وبذلك يتفادى الصدام مع هؤلاء المأجورين من شرمزة نواصب هذا الزمان ، ويتقى شرور أعدا الإسلام وأعداء ال البيت (ع) ، من الدمويين الذين يسعون الى قتلة والفتك به لو لم يبايع هذا السكير ؟؟..
وأن فكرة التخلص من الامام الحسين (ع) لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة فى سجل هؤلاء المخنثون من غربان أمية ، فالتاريخ يشهد أن هؤلاء لم يدخولا الإسلام الا لبث الفتنة والفرقة ، واثارة المعارك بين جموع المسلمين ، وأن فكلاة التخلص من الرسالة المحمدية بدأت عندما بعث رب البرية الروح الامين جبرائيل (ع) فى هذا العصر وعلى مر العصور ..
ولقد استقرت فى أزهان هؤلاء الدمويين فكرة الخلاص من سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (ع) ، بعد أن تيقنوا أن الامام لن يتراجع قيد أنملة عن قول الحق فى يزيد لعنة الله وعن كل ما يعرفه عنه مهما حدث ، ومهما كلفه الامر ، لأنه أمرا" من الله مكتوبا" عليه هذا الذبيح العظيم ..
كانت خطة هؤلاء المخنثون تشتمل على الانتقام منه والتنكيل من ال بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين ، عن طريق قتله ببطء ، فلقد أعدوا له طريقا" أشد هؤلاء من القتل ، واشد قسوتا" من الشنق ، منع الماء والخبز عنهم فى صحراء قاحلة جرداء ..
يقول الشاعر : (1)
يستعيد صورة الحسين (ع) المقاومة ، وحسين هنا هو ذلك الرمز الذى يمتد من كربلاء الى اليوم ، حتى تقمص كل مقاوم على الجبل الرفيع شخصية الامام الحسين (ع) المناضلة ..
وترمز شقائق النعمان (2) ـ الى عودة الحياة التى أسترجعها المقاومون على الارض الجنوبية بفضل دمائهم الذكية ..
أبصرت تذهو فى قميصك يا حسين شقائق النعمان
تطلع من جبينك إبرة الموت العميقة حرة مكسوة بدم الحياة
ويختمها الشاعر : وهكذا تنبض الحياة من خلال الموت بهذة الصورة الخلابة والاراء المتقن ..
الدولة الإسلامية قبل معركة ذبيح كربلاء
الدولة الإسلامية الراشدة قامت في عهد الرسول صلى الله عليه واله .. ولم تنتهى بوفاة صلى الله عليه واله ... وأنما وستقوم ثانية ومرة أخيرة على يد الامام المهدي صلوات ربى وسلامه عليه .... لأن الدولة الإسلامية الراشدة تقوم على مبدأ العدل المطلق ولا ضمانة له سوى العصمة .. لأن الحاكم غير المعصوم معرض في اجتهاداته للخطأ وغير منزه عن الجور والحيف ... ولا يكون هناك إجماع إلا لمعصوم من عترة بيت النبوة صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين .
قد يقول البعض أنه قامت خلافة راشدة مجسدة الدولة الإسلامية الراشدة كامتداد لدولة الرسول صلى الله عليه واله وقد توالى عليها ثلاث من الخلفاء ؟؟ ولم يكن أي منهم معصوم .. إذا استثنينا أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ..
إلا أن بعد المظلوميات التى أخذت عنوه ودون سند صحيح دون الدخول فى مهاترات لا تصلح فى هذا المقال في عهد الأربعة رشاد مدني لا دينى .. نظرا" لسقوط البعض فى أحكام قد سبق وحكم بها الله سبحانة وتعالى بها ، وكذلك أمر النبى صلى الله عليه واله بتنفيذها , لالعلاقة بتوطيد الإسلام كعلاقة بين العبد والخالق مع غياب للرشاد الدينى الركيزة الأولى للدولة التى بنيت على أنقاض الاستيلاء على حقوق الغير ؟؟ .
فالاضطراب السياسي الذي بدأ بعدم الاتفاق على الخليفة ، مع العلم بوجود أيات قرأنية وشواهد أثباتية تحض على الانصياع لم قاله الله سبحانة وتعالى ، وامر به الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله .. وطريقة توليه الخلافة والمعارضة الشديدة المتجسدة في امتناع بعض الأقوام على دفع مال الزكاة للحاكم الجديد الغير شرعي .. وما ألت اليه الاحوال بعد ذبح هؤلاء ؟؟ فهل لو كانوا مرتدين مثلما أطلقوا عليهم يطلب منهم ( أموال الزكاة)؟؟؟؟
ثم اندلاع حروب الردة وظهور الاغتيالات السياسية التي تدل على شراسة المعارضة ويأسها من الأخذ برأيها ومحاولاتها المستميتة لإسقاط النظام ونجاحها في توطيد دعائم حكمها ، والتنكيل بأل البيت فى كثير من المواضع الكثيرة ( الولاية .. حرق الباب .. أغتيال الزهراء (ع) .. أسقاط الجنين .. أرض فدك .. ضربها على أيدى قنفذ ..الخ ) ...
سعد بن معاذة رضي الله عنه وهو لم يبايع ابو بكر وعمر .. وهو من كبار رجال الدولة وليس من عامة الناس وقد سمع هو أيضا الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : من مات ولم يبايع مات ميتة جاهلية. وربما هذا هو سبب مقتله , حين يخبرنا مؤرخونا انه قتلته الجن لأنه بال واقفا ..
وأبو بكر لم يلتزم بما أشار عليه كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر عنه في عدم مقاتلة ممتنعي الزكاة لأنهم يشهدون بالشهادتين ولا يحل دمهم إلا بمفارقتها (الردة).. أصرّ أبو بكر على رأيه ونفذه دون وجود سند شرعي لهدر دمهم , ولو كان هناك سند شرعي لما احتاج إلى المشاورة لأنه لا يخشى في الله لومة لائم ؟؟!! .. وان كان امتناعهم له صبغة سياسية كمعارضة لعدم بيعتهم أو إشراكهم في امر الاستخلاف أو لأنهم يرون هناك الأفضل من أبي بكر ليكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد أستشهاده ، بل كانوا يؤيدون أمير المؤمنين على عليه السلام ، ولا يريدون أعطاء الزكاة لأحد سوى اليه …
كان الرسول الأعظم محمدا" صلى الله عليه واله قرءانا يمشي , تصبح مؤسسات الدولة قرءانا راسيا , تتلاشى أمامه الاطماع والاحقاد من المتربصين بالإسلام وعترة بيته المعصومين … كلام جميل له تأثير كبير يدغدغ العواطف ويسحر النفوس ... لكن الكلام شيء والحقيقة شيء آخر فما أسهل أن تشيد قصرا في خيالك على الرمال المتحركة أو حتى على الماء وربما مرتفعا في الهواء انه قصرك الطائر المضاد للجاذبية ... لكن ما قيمت فكرتك على أرض الواقع وكيفية تجسيدها وتنفيذها... هل يحتاج الرسول الاعظم (ص) أم كما قال : أوصيكم بأل بيتى .. الله الله فى ال بيتى .. الاحاديث كثيرة وكبيرة ... أذا سقط ركن من أركان الإسلام ... سقطت سقط الإسلام وان ضاعت ضاع؟ لقد تعرض أل بيت النبوه صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين لماٌسى لم تحدث على فى التاريخ ... لذلك سميت قتل الامام الحسين أبن على أبن الزهراء صلوات وربى وسلامه عليهم أجمعين بثورة الذبيح ...
1ـ الشاعر محمد على شمس فى ديوانه الجديد ( اليأس من الوردة ) صادر عن دار الأدب 2009 / ص 36
2ـ شقائق النعمان ـ رمز قديم لعودة الحياة الى الدم
الى ساحة الملحة الكربلائية البطولية
والان سوف ننتقل بكم الى موقع الحدث ، موقع كربلاء لمتابعة ما جرى لأل بيت النبوه عليهم السلام ..
قد يقول البعض إنها ذكرت ملايين المرات ، وأسهب فيها الكثيرون فى ذكرها وما حدث هناك من مآسىء والألم ؟ نعم لن أتى بجديد عن هذا الحدث العظيم ولكن ربما أجد نفسى أبحر فى مآسيها وجوارحها لعلى التقط خيطا" يوصلنى إلى أن أحشر معهم فى ذكره من حدث ، ولكن هل الذى حدث عن شيئا" عابرا" أم حدثا" عظيم ، تحاول الأمة الإسلامية التغطية على ذكراه ؟؟ لمصلحة من أن ننسى ما حدث لأل بيت النبوه عليهم السلام ، وهل يوجد عفوا" أو عذرا" لهؤلاء فى الهروب من القضية المحسومة لدى محبى عترة النبوه (ع) ..
كثرا" من الناس مايردد ذكرى الأبطال والبطولات ، وفى أوقات كثيرة ترددها الالسنه والجوارح والحركات ، فالابطال من بين الناس هم سراج منيرا" لغيرهم من البشر ، يحتذون بحذوهم ، ويستمدون العزم من ذكراهم .. ولكن ....؟؟؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟؟ لم يذكروه ما حدث للامام سيد الشهداء الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه واله ، وهو سيد شباب أهل الجنة ؟؟ لماذا التكتم والتستر على سيرتة الذكية العطرة ؟؟؟
فالبطولة أيها السادة هى تفوق على التفوق ذاته إن جاز التعبير .. ومما يتيح لوقوعها ويمهد لحدوثها قوة فى النفس ومضاء فى العزم .. ,إيمان بالعقيدة .. أذا" دخلت سرابها العقيدة ؟؟
العقيدة اساس البطولة لأنها سر القوة الكامنة التى تهيمن على الفكر والنفس والعزيمة .. فيرى البطل عزته فى عزة عقيدتة.. وفى قوتها قوتة .. ولا يطبق أن يعوقها معوق أو يحيق بها ضيم ..
كذلك لا بطولة بلا شجاعة .. فالشجاعة من أبرز سمات البطل ، لانها عدته وسلاحه فى الحرب .. ولانها فى السلم قوته الدافعة الى الاعتصام بعقيدتة .. وأمثال البطولة فى التاريخ الإسلامى المحمدى كثيرة ومتعددة أبتدا" بشجاعة وبطولة صاحب الرسالة الرسول الاعظم محمدا" صلى الله عليه واله ... وكذلك أمير المؤمنين عليا" عليه السلام ( أسد خيبر ) .. والبتول الزهراء سيدة نساء العالمين عليه صلوات ربى وسلامه عليها ، والامامين الحسن والحسين (ع) وباقى الائمة المعصومين الاطهار (ع) ..
وللحديث بقية