د. حامد العطية
18-03-2012, 06:17 PM
هل النظام السوري هو الأسوء في العالم يا مستشار المالكي؟
د. حامد العطية
نسبت بعض المواقع العراقية مؤخراً تصريحاً للمدعو فالح الفياض، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي المالكي، يصف فيه النظام السوري بأنه "أسوء نظام على وجه المعمورة"، وهو في ذلك يعبر عن موقف رئيسه المالكي والحكومة العراقية، فهل وصف مستشار المالكي الفياض للنظام السوري صحيح ودقيق؟
لست بصدد الدفاع عن النظام السوري، فهو مثل كل النظم السياسية، له محاسن ومساويء، وقد تكون مساوءه أكثر من حسناته، لكن المطلوب هو الموضوعية والدقة في الحكم.
لو سلمنا ولغرض الجدل بأن النظام السوري ليس مثالياً بل حتى لو كان سيئاً فهذا غير كاف للقبول بصحة وموضوعية تقييم مستشار المالكي، إذ هنالك شرط واحد ضروري وملزم للبرهان على ذلك وهو عدم وجود نظام سياسي آخر في العالم أسوء من النظام السوري، ولوكان هنالك نظام واحد فقط أسوء منه لثبت بطلان ادعاء مستشار المالكي.
عندما تفوه مستشار المالكي بوصفه للنظام السوري اعطى شهادة للكيان الصهيوني بأنه أقل سوءاً من النظام السوري، ولو كان هنالك كفر في السياسة، لقلت بأنه الكفر بعينه، وكل المنصفين من البشر مجمعون على أن الكيان الصهيوني لا شرعي وعنصري وتوسعي ومعتدي، ولكن يفهم من كلام مستشار المالكي بأن النظام السوري أسوء من الكيان الصهيوني.
في البحرين يضطهد نظام آل خليفة غالبية الشعب البحريني، وقد قتل منهم العشرات، وسجن المئات، وأفقر الألاف بطردهم من وظائفهم، واستعان بجيوش الغرباء، وهو لا يخفي صفته الطائفية، وحتى يتأكد لي بأن معظم الشعب السوري رافض للنظام الحالي أجزم بأن النظام البحريني أسوء بدرجات من النظام السوري.
في السعودية أيضاً نظام طاغوتي سلالي طائفي راع للإرهاب، يبث الفتاوى التكفيرية، ويصدر ويمول الإرهابيين التكفيريين، ويثير الفتن والحروب، ويعتدي على جيرانه، ويساعد النظام البحريني في قمع شعبه، وقد طالت شروره العالم بأسره، لذا هو والكيان الصهيوني أسوء نظامين في العالم، ولا خلاص من شرورهما إلا بزوالهما.
مجموع ضحايا السوريين خلال عام واحد كما تدعي المعارضة ووسائل الإعلام الغربية والخليجية ثمانية آلاف، وفي العراق بلغ مجموع ضحايا العنف أثناء حوالي عشرة أعوام من الإحتلال الأمريكي مائة وعشرون ألف قتيل، وفقاً للمصادر الرسمية، فيما تقدرها جهات أخرى بمليون قتيل، ولو اخذنا بالأرقام الرسمية لتبين بأن عدد قتلى العراقيين سنوياً إثنى عشر ألفاً، اي أكثر من ضحايا السوريين، بخمسين بالمائة، وهنالك فارق مهم وهو أن القوات الأمريكية محتلة للعراق، وهذا دليل صارخ على أن النظام السياسي الأمريكي الذي أباح لقواته قتل أو التسبب بمقتل مائة وعشرين ألفاً أو مليوناً من العراقيين أسوء من النظام السوري.
في العراق أيضاً نظام سياسي، ديمقراطي بالشكل فقط، العملية السياسية مشلولة، والخلافات الطائفية والإثنية مستعرة، والخدمات معطلة، وقواته المليونية مستنفرة، والإرهاب فيه مستوطن، وعدد ضحايا العنف مفزع، والفساد مستشري، فهو بإختصار نظام سياسي فاشل بكل المعايير، فمن كان بيته من طين أو قش مثل المالكي ومستشاره لا يحق له أن يرمي بيوت الآخرين بتصريحاته المجافية للموضوعية.
ومن حقنا أن نسأل المالكي واعوانه هل كنتم قبل عودتكم للعراق من سورية ضيوفاً على غليون والمعارضة السورية أم حافظ الأسد ومخابراته؟ وبما أنكم تركتم إيران الإسلامية في الثمانينات من القرن الماضي واستوطنتم سورية فلا بد إنكم وجدتم النظام الإيراني أسوء من السوري.
هنالك تبرير واحد لمذمة المالكي ومستشاره للنظام السوري وهو توسل الرضا والقبول من حكومات السعودية وقطر ودول الخليج وتوابعها العربية وأسيادهم في أمريكا وأوروبا، فتعساً لهم بهذه الرفقة السيئة.
بالأمس غير البعيد اعترف المالكي باخفاءه - ولثلاث سنوات - أدلة تدين نائب الرئيس طارق الهاشمي بجرائم إرهابية ، فهل سيحاسب قضائياً على ذلك؟ أم أن المالكي ومستشاريه مبرؤون سلفاً، ولا يساءلون عما يفعلون ويقولون.
18 اذار2012م
د. حامد العطية
نسبت بعض المواقع العراقية مؤخراً تصريحاً للمدعو فالح الفياض، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي المالكي، يصف فيه النظام السوري بأنه "أسوء نظام على وجه المعمورة"، وهو في ذلك يعبر عن موقف رئيسه المالكي والحكومة العراقية، فهل وصف مستشار المالكي الفياض للنظام السوري صحيح ودقيق؟
لست بصدد الدفاع عن النظام السوري، فهو مثل كل النظم السياسية، له محاسن ومساويء، وقد تكون مساوءه أكثر من حسناته، لكن المطلوب هو الموضوعية والدقة في الحكم.
لو سلمنا ولغرض الجدل بأن النظام السوري ليس مثالياً بل حتى لو كان سيئاً فهذا غير كاف للقبول بصحة وموضوعية تقييم مستشار المالكي، إذ هنالك شرط واحد ضروري وملزم للبرهان على ذلك وهو عدم وجود نظام سياسي آخر في العالم أسوء من النظام السوري، ولوكان هنالك نظام واحد فقط أسوء منه لثبت بطلان ادعاء مستشار المالكي.
عندما تفوه مستشار المالكي بوصفه للنظام السوري اعطى شهادة للكيان الصهيوني بأنه أقل سوءاً من النظام السوري، ولو كان هنالك كفر في السياسة، لقلت بأنه الكفر بعينه، وكل المنصفين من البشر مجمعون على أن الكيان الصهيوني لا شرعي وعنصري وتوسعي ومعتدي، ولكن يفهم من كلام مستشار المالكي بأن النظام السوري أسوء من الكيان الصهيوني.
في البحرين يضطهد نظام آل خليفة غالبية الشعب البحريني، وقد قتل منهم العشرات، وسجن المئات، وأفقر الألاف بطردهم من وظائفهم، واستعان بجيوش الغرباء، وهو لا يخفي صفته الطائفية، وحتى يتأكد لي بأن معظم الشعب السوري رافض للنظام الحالي أجزم بأن النظام البحريني أسوء بدرجات من النظام السوري.
في السعودية أيضاً نظام طاغوتي سلالي طائفي راع للإرهاب، يبث الفتاوى التكفيرية، ويصدر ويمول الإرهابيين التكفيريين، ويثير الفتن والحروب، ويعتدي على جيرانه، ويساعد النظام البحريني في قمع شعبه، وقد طالت شروره العالم بأسره، لذا هو والكيان الصهيوني أسوء نظامين في العالم، ولا خلاص من شرورهما إلا بزوالهما.
مجموع ضحايا السوريين خلال عام واحد كما تدعي المعارضة ووسائل الإعلام الغربية والخليجية ثمانية آلاف، وفي العراق بلغ مجموع ضحايا العنف أثناء حوالي عشرة أعوام من الإحتلال الأمريكي مائة وعشرون ألف قتيل، وفقاً للمصادر الرسمية، فيما تقدرها جهات أخرى بمليون قتيل، ولو اخذنا بالأرقام الرسمية لتبين بأن عدد قتلى العراقيين سنوياً إثنى عشر ألفاً، اي أكثر من ضحايا السوريين، بخمسين بالمائة، وهنالك فارق مهم وهو أن القوات الأمريكية محتلة للعراق، وهذا دليل صارخ على أن النظام السياسي الأمريكي الذي أباح لقواته قتل أو التسبب بمقتل مائة وعشرين ألفاً أو مليوناً من العراقيين أسوء من النظام السوري.
في العراق أيضاً نظام سياسي، ديمقراطي بالشكل فقط، العملية السياسية مشلولة، والخلافات الطائفية والإثنية مستعرة، والخدمات معطلة، وقواته المليونية مستنفرة، والإرهاب فيه مستوطن، وعدد ضحايا العنف مفزع، والفساد مستشري، فهو بإختصار نظام سياسي فاشل بكل المعايير، فمن كان بيته من طين أو قش مثل المالكي ومستشاره لا يحق له أن يرمي بيوت الآخرين بتصريحاته المجافية للموضوعية.
ومن حقنا أن نسأل المالكي واعوانه هل كنتم قبل عودتكم للعراق من سورية ضيوفاً على غليون والمعارضة السورية أم حافظ الأسد ومخابراته؟ وبما أنكم تركتم إيران الإسلامية في الثمانينات من القرن الماضي واستوطنتم سورية فلا بد إنكم وجدتم النظام الإيراني أسوء من السوري.
هنالك تبرير واحد لمذمة المالكي ومستشاره للنظام السوري وهو توسل الرضا والقبول من حكومات السعودية وقطر ودول الخليج وتوابعها العربية وأسيادهم في أمريكا وأوروبا، فتعساً لهم بهذه الرفقة السيئة.
بالأمس غير البعيد اعترف المالكي باخفاءه - ولثلاث سنوات - أدلة تدين نائب الرئيس طارق الهاشمي بجرائم إرهابية ، فهل سيحاسب قضائياً على ذلك؟ أم أن المالكي ومستشاريه مبرؤون سلفاً، ولا يساءلون عما يفعلون ويقولون.
18 اذار2012م