المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شذرات من حياه الامام الصادق (عليه السلام) 4


ghada
20-03-2012, 12:19 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


***عِلم الإمام الصادق ( عليه السلام )***



إنَّ الأئمة من أهل البيت ( عليه السلام ) مخلوقون من نُورٍ وَاحِد ، وهُم أكمَلُ أهلِ زَمَانِهِم في كُلِّ صِفَة فاضلة .
ولمَّا كانَت مُقتضَيات الزمان ومظاهر تلك الصفات فيهم متفاوتة بحسب الأزمان ، كان ظُهور آثارها منهم متفاوتاً بحسب الظروف .
فمثلاً آثارُ الشجاعة عند الإمامين علي وابنه الحسين ( عليهما السلام ) كانت ظاهرة فيهما ، لِمتَطلَّبات الدور الذي كانا عليهما أن يؤدِّيانه .
أما الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقد ظَهَرَت عليه إمارات العلم ، ولا يَعني هذا أنَّه ( عليه السلام ) لم يَكنْ شَجاعاً ، لأنَّ الدور الذي أُمِرَ به هو التقيَّة والمُدَاراة .
فكلُّهم ( عليهم السلام ) مشتركون في الشجاعة ، وكلهم مشتركون في العلم ، وفي باقي الصفات الكمالية .
فتلقَّى الإمام الصادق ( عليه السلام ) العلوم والمعارف عن آبائه ، عن جَدِّهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقام بِمَهَامِّهِ الشرعية كَإمَامٍ مسؤولٍ عن نشر الشريعة وحِفْظِ أصَالَتِها ، عن طَريق تأسيسِ جَامِعة أهل البيت في المسجد النبوي الشريف .
فأخذ الإمام الصادق ( عليه السلام ) ينشر العلم والمعرفة ، بين الفقهاء ، والمفسرين ، والمحدِّثين ، ورُوَّاد العُلوم المُختَلِفة ، فَتَتَلْمَذَ عَليه أئِمَة الفقه ، وعنهم أخذَ رُوَاة الحَديثِ .
لذلك نجدُ العلماءَ ، والفقهاءَ ، والمحدِّثينَ ، والفلاسفَةَ ، والمتكلِّمينَ ، وعُلمَاءَ الطبيعةِ ، وغيرهم ، يشهَدونَ بِمَجْدِ الإمامِ الصادق ( عليه السلام ) العِلمي ، ويشيدُونَ بِمَقَامِه .
فقال الشيخ المفيد : ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتَشَر ذِكرُه في البُلدان .
فإنَّ أصحابَ الحَديثِ قد جمعوا أسمَاءَ الرُوَاة عنه من الثُقَاتِ على اختلافهم في الآراء والمقالات ، فَكَانوا أربعَةَ آلافِ رَجُل .
ويقولُ أحدُ الرُوَاة : أدركْتُ في هَذا المَسجِد [ مسجد الكوفة ] تِسعمِائةَ شيخٍ ، كلٌّ يَقول : حَدَّثني جَعفَر بن مُحمَّد ( عليهما السلام ) .





مواجهة الإمام الصادق ( عليه السلام ) للأفكارِ المُنحرِفة



اتَّسم العصرُ الذي عاشَهُ الإمام الصادق ( عليه السلام ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=40096)بظهور الحركات الفِكريَّة ، ووُفُورِ الآراءِ الاعتقاديَّة الغريبة إلى المجتمع الإسلامي . وأهمُّها عنده هي حركة الغُلاة الهدَّامة ، الذين تطلَّعَتْ رؤوسهم في تلك العاصفة الهوجاء إلى بَثِّ روح التفرِقَة بين المسلمين . وترعْرَعَتْ بناتُ أفكارهم في ذلك العصر ليقوموا بمهمَّة الانتصار لِمَبادِئِهم التي قضى عليها الإسلام . فقدِ اغتَنَموا الفُرصَة في بَثِّ تلك الآراء الفاسدة في المجتمع الإسلامي ، فكانوا يبثُّونَ الأحاديثَ الكاذبة ، ويسندونها إلى حَمَلَةِ العِلم من آل مُحمَّدٍ ، ليغرِّروا به العامَّة .
فكان المغيرة بن سعيد يدَّعي الاتِّصال بأبي جعفر الباقر( عليه السلام) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=55776)، ويروي عنه الأحاديث المكذوبة ، فأعلَن الإمامُ ‌الصادق ( عليه السلام ) كذبَه والبراءةَ منه . وأعطى الإمام ( عليه السلام ) لأصحابه قاعدةً في الأحاديث التي تروى عنه ، فقال ( عليه السلام ) : ( لا تَقبَلوا عَليْنا حَديثاً إِلاَّ مَا وَافَقَ القُرآنَ وَالسُّنَّةَ ، أوْ تَجِدُونَ مَعَه شَاهِداً مِنَ أحَادِيثِنَا المُتقدِّمَة ) .
ثم إن الإمام ( عليه السلام ) قام بهداية الأمَّة إلى النهج الصواب ، في عصرٍ تضارَبَتْ فيه الآراء والأفكار واشتَعَلَتْ فيه نار الحرب بين الأمويِّين ومُعارِضيهم من العباسيِّين .
ففي ‌تلك الظروف الصعبة و القاسية استغلَّ الإمام ( عليه السلام ) الفرصة ، فنشر من أحاديثِ جَدِّه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلوم آبائه ( عليهم السلام ) ما سارت به الرُكبان ، وتربَّى على يَديه آلافُ من المحدِّثين والفقهاء . ولقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة - على اختلافِ آرائهم ومقالاتهم - فكانوا أربعة آلاف رَجُل ، وهذِه سِمَة امتاز بها الإمام الصادق ‌عن غَيرِه من الأئمَّة ( عليهم السلام ) (http://www.tebyan.net/islamicfeatures/ahlalbait/articles/2004/5/9/28293.html).
شرع الإمام ( عليه السلام ) بالرواية عن جدِّه و آبائه ( عليهم السلام ) عندما اندفع المسلمون إلى تدوين أحاديث ‌النبي ( صلى الله عليه وآله ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=44216) بعد الغفلة التي استمرَّت إلى عام ( 143 هـ ) . حيث اختلط آنذاك ‌الحديث الصحيح بالضعيف ، وتسرَّبت إلى السُنَّة العديد من الروايات الإسرائيلية ‌الموضوعة من قبل أعداء الإسلام ، من الصليبيِّين والمجوس ، بالإضافة إلى ‌المختَلَقَات والمجعولات على يد علماء السلطة ، ومرتزقة البلاط الأموي .
ومِن هنا فقد وجد الإمام ( عليه السلام ) أنَّ أمر السنَّة النبوية قد بدأ يأخذ اتِّجاهات خطيرة ، ‌وانحرافات واضحة . فعمد ( عليه السلام ) للتصدِّي لهذه الظاهرة الخطيرة ، وتفنيد الآراء الدخيلة على الإسلام ، والتي تسرَّب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم .
إن تلك الفترة شكَّلتْ تحدِّياً خطيراً لوجود السنة النبوية ، وخلطاً فاضحاً في كثير من ‌المعتقدات ، لذا فإنَّ الإمام ( عليه السلام ) كان بحقٍّ سَفينَة النجاة من هذا المُعتَرَك العَسِر .
إن علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) متوارثة عن جَدِّهم المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الأمين جبرائيل ( عليه السلام ) ، فلا غرو أن تجدَ الأمَّة ضالَّتها فيهم ( عليهم السلام ) ، وتجدُ مَرْفأ الأمان في هذه اللُّجَجِ العظيمة .
ففي ذلك الوقت ، حيث أخذ كلٌّ يحدِّث عن مجاهيل ونكرات ، ورموز ضعيفة ومطعونة ، أو أسانيد مشوَّشة ، تجد أنَّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : ( حَديثِي حَديثُ أبِي ( عليه السلام ) ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدِّي ( عليه السلام ) ، وحَدِيثُ جَدِّي حَديثُ عَليِّ بن أبي طَالِب ( عليه السلام ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=43862)، وحَديثُ عَليٍّ حَديثُ رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، وحَديثُ رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) قولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ) .
بَيْدَ أنَّ ما يثير العجب أن تجدَ من يُعرض عن دَوحَةِ النُبوَّة إلى رجالٍ قَدْ كانوا وبالاً على الإسلام وأهلِه ، وتلك وَصْمَةُ عارٍ وتقصيرٍ لا عُذرَ فيه ، خُصُوصاً في صَحيح البُخاري .









الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع هشام بن الحكم



كان عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=40096) جماعة من أصحابه ، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يا هشام ) !، قال : لبيك يا ابن رسول الله (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=44216) .
قال ( عليه السلام ) : ( ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ) ؟، قال هشام : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، إني أُجِلُّكَ واستحييك ، ولا يعمل لساني بين يديك .
فقال ( عليه السلام ) : ( إذا أمرتكم بشيء فافعلوه ) ، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، فعظم ذلك عليَّ فخرجت إليه ، ودخلت البصرة يوم الجمعة . وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها ، والناس يسألونه . فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت : أيها العالم ! أنا رجل غريب ، أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟
قال عمرو بن عبيد : سَلْ . قلت له : أَلَكَ عين ؟ قال عمرو : يا بني أي سؤال هذا ؟!!
فقلت : هذه مسألتي . فقال عمرو : يا بني ، سَلْ ، وإن كانت مسألتك حمقاء . قلت : أجبني فيها . قال : نعم .
قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص .
قلت : أَلَكَ أنف ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أَشَمُّ به الرائحة .
قلت : أَلَكَ لسان ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتكلم به .
قلت : أَلَكَ أذن ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات .
قلت : أَلَكَ يدان ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللَّيِّن من الخشن .
قلت : أَلَكَ رجلان ؟ قال : نعم .
قلت فما تصنع بهما ؟ قال : انتقل بهما من مكان إلى آخر .
قلت : أَلَكَ فَم ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها .
قلت : أَلَكَ قلب ؟ قال : نعم .
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أُميِّز به كلما ورد على هذه الجوارح .
قلت : أفليسَ في هذه الجوارح غنىً عن القلب ؟ قال : لا .
قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني ، إن الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّتهُ أو رأتهُ أو ذاقَتْهُ ، ردَّته إلى القلب فَتَيَقَّنَ لها اليقينُ وأُبطِلَ الشك .
فقلت : فإنما أقام الله عزَّ وجلَّ القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم .
قلت : لا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح ؟ قال : نعم .
قلت : يا أبا مروان ، إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكَّت فيه ، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم ، لا يقيم لهم إماماً يردُّون إليه شكَّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك تَرِدُّ إليه حيرتك وشكك ؟!!
فسكت عمرو ولم يقل لي شيئاً ، ثم التفت إليَّ فقال لي : أنت هشام بن الحكم ؟
فقلت : لا . فقال لي : أَجَالَسْتَهُ ؟
فقلت : لا . قال عمرو : فمن أين أنت ؟
قلت : من أهل الكوفة . قال عمرو : فأنت إذاً هو ، ثمَّ ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتَّى قمتُ ، فضحك الإمام الصادق ( عليه السلام ) ثم قال : ( يا هشام ، من علَّمَك هذا ) ؟!
قلت : يا ابن رسول الله ، جرى على لساني .
قال ( عليه السلام ) : ( يا هشام ؟! هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم (http://www.tebyan.net/islamicfeatures/theholyquran/prophetsinquran/2007/12/17/55934.html)و موسى (http://www.tebyan.net/islamicfeatures/theholyquran/prophetsinquran/2006/11/6/30731.html) ) .






مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) العلمية



شهد القاصي والداني ، والمُؤالف والمخالف ، أنَّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=40096) هو صاحب المقام العلميِّ الرفيع ، الذي لا ينازعه فيه أحد . حتى توافدت كلمات الثناء ، والإكبار ، والإعجاب عليه ( عليه السلام ) ، من قِبَل الحكَّام ، وأئمَّة المذاهب ، والعلماء ، والمؤرِّخين ، وأصحاب السِيَر ، وتراجم الرجال ، ما تزدحم ، فلا يجمعها إلاَّ كتاب .
نكتفي من تلك الكلمات بإشارات :

يقول أبو حنيفة : ما رأيت أفقهَ مِن جعفر بن محمَّد ، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال : يا أبا حنيفة ، إنَّ الناس قد افتُتِنُوا بجعفر ، فهيِّئ له من المسائل الشِداد . فهيَّأتُ له أربعين مسألة ، فلمَّا أبصرتُ به دخلَتْني من الهيبة لجعفر ( الصادق ) ما لم يدخلني لأبي جعفر ( المنصور ) . فجعلتُ أُلقي عليه فيُجيبني فيقول : ( أنتم تقولون كذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربَّما تابعناهم ، وربَّما خالفنا جميعاً ) . حتى أتيت على الأربعين مسألة ، ثم قال : ( ألَسْنا رَوينا أنَّ أعلم الناس ، أعلمُهم باختلاف الناس ) ؟ .
واعترف أبو جعفر المنصور ، وأقرَّ بفضله حين قال : إنَّ جعفراً كان ممَّن قال اللهُ فيه : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) ، ( فاطر : 32 ). وكان ممَّن اصطفاه الله ، وكان من السابقين في الخيرات .
ورغم اعترافه بفضل الإمام الصادق ( عليه السلام ) في قوله : سيِّدُ أهل البيت (http://www.tebyan.net/islamicfeatures/ahlalbait/articles/2004/5/9/28293.html) ، وعالِمُهم ، وبقيَّة الأخيار منهم ، إلا أنه كان يضيِّق على الإمام ( عليه السلام ) ، ويكيد له ، حتى اغتاله بعد أن قال : هذا الشجا المعترِضُ في حَلْقي مِن أعلم الناس في زمانه . وقد امتازت الفترة التي عاشها الإمام الصادق ( عليه السلام ) بأنها مرحلة نمو العلوم ، وتزاحم الثقافات المتنوِّعة . وذلك لانفتاح البلاد الإسلاميَّة على الأمم الأخرى ، ولانتشار الترجمة التي ساعدت على نقل الفلسفات الغربيَّة إلى العرب .
فبدأ الغزو الفكري باتجاهاته المنحرفة ، وعاداته الهجينة ، ونشأت على أثره تيَّارات الإلحاد ، وفِرَق الكلام ، والآراء الغريبة ، والعقائد الضالَّة . وقد تطلَّبت تلك الظروف أن ينهض رجل ، عالِم ، شجاع ، يردُّ عادِيَة الضلال عن حصون الرسالة الإسلاميَّة .
فكان أن قيَّض الله جلَّ وعلا وليَّه الإمام الصادق ( عليه السلام ) الذي فاضت حياته بالعطاء ، والعلوم الغزيرة المتعدِّدة ، من : الحديث ، والتفسير ، والعقيدة ، وسائر أبواب الفقه ، والشريعة .
ونَقلَها ( عليه السلام ) نقلاً أميناً ، عن معارف النبوَّة المُحمَّديَّة الخاتمة ، ونقلاً نزيهاً عن منابع التشريع ، والرسالة ، حتى لُقِّب ( عليه السلام ) بـ( المحقِّق ) ، و( كاشف الحقائق ) . لأنه ( عليه السلام ) كان مَرجِعَ الأمَّة بِحَقٍّ ، وإمامَها الذي تتلمذ على يديه مئات الأعلام من الفقهاء ، والمشايخ ، بعد أن فتح لهم باب التخصص العلمي في العلوم العقلية ، والطبيعيَّة ، كالكلام ، والكيمياء ، والرياضيات ، إضافةً إلى أبواب الشريعة الإسلاميَّة .
كما وضع ( عليه السلام ) القواعد الواضحة لمسائل الأصول ، والفقه ، ليُربِّي في تلامذته مَلَكةَ الاجتهاد ، والاستنباط ، كقاعدة الاستصحاب ، والبراءة ، والضمان ، والتخيير ، وغيرها . وبما أنَّ الغزو الفكري الغربي قد رافقَتْه حريَّة غير موجَّهة ، وانفتاح في إبداء الآراء ، هيَّأتهما السلطة الحاكمة . لذا أحدث ذلك الغزو ارتباكاً في عقائد المسلمين ، فجنَّد الإمام الصادق ( عليه السلام ) جهوده العلمية الهائلة لمواجهة الانحراف والتحريف ، بمواقف علميَّةٍ ، وعقائدية . وذلك كان من خلال إجابته ( عليه السلام ) على كلِّ المسائل ، وردِّ كل الشبهات ، وإفحام كلِّ التشكيكات ، والأضاليل ، وبيان كلِّ أمرٍ من أمور الدين ، والدنيا ، ممَّا يُتساءَل عنه . حتى استطاع ( عليه السلام ) بذلك الجهاد العلمي المؤيَّد برعاية الله وعنايته ، أن يوقف الزحف الضلالي على العالم الإسلامي ، ويكشف زيفه ، ويبين أباطيله .
تأسيس المدرسة :

كان الإمام الصادق ( عليه السلام ) قد ساهم مع أبيه الإمام محمَّد الباقر ( عليه السلام ) (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=55776) ، في تأسيس مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) في المدينة المنورة . وقد اتخذا من الحرم النبوي المنور مركزاً لإلقاء الدروس ، حتى تحوّل إلى أكبر معهدٍ من المعاهد الإسلامية في زمانه . فربّى جيلاً عالماً انتشر في أنحاء البلاد ، يبث حقائقَ الدين ، ويُبيِّن معالمه .
وقد أجمع العلماء ، مثل : الشيخ المفيد ، والشيخ الطبرسي ، والفتَّال النيسابوري ، والشهيد الثاني ، وابن شهر آشوب وغيرهم ، أنّه نُقل عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) من العلوم ما لم يُنقَل عن أحد . حتى أن أصحاب الحديث جمعوا أسماء الرواة الذين رووا عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) - على اختلاف آرائهم - ، فكانوا أربعةَ آلاف راوٍ .
وهكذا كانت جهوده المباركة ( عليه السلام ) جهاداً علميّاً كبيراً ، أرسى من خلاله قواعدَ الدين ، وثبَّت أصوله ، وفروعه ، وعقائده .
واليوم ، وبعد مُضِيِّ ما يقرب من ثلاثة عشر قرناً على تأسيس مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لا تزال العلوم الإسلاميَّة ، من : فقهٍ ، أو حديثٍ ، أو تفسير ، أو فلسفة ، أو أخلاق ، وغيرها من العلوم الإسلامية ، عيالاً على مدرسة الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) . تستمد من آراء مؤسسها الحكيمة ، وتوجيهاته القَيِّمَة .وليست العلوم الإسلاميّة وحدها عيالاً على مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل إنَّ كثيراً من العلوم الحديثة كان له ( عليه السلام ) اليدُ الطُّولَى في تأسيسها ، وإنمائها .



نسالكم الدعاء

حميد م
20-03-2012, 01:29 AM
بارك الله بكِ وفقكِ الله لكل خير
وحشرك مع محمد وال محمد

ghada
21-03-2012, 12:17 AM
بارك الله بكِ وفقكِ الله لكل خير


وحشرك مع محمد وال محمد


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اسعدني مرورك اخي الكريم على متصفحي
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني كل التحايا

الشاعر333
21-03-2012, 01:27 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا سيدي ومولاي ياجعفر ابن محمد الصادق
بارك الله بيكم اختي على الموضوع
المعطر بعطر الولاية والسيرة النورانية

ألعترة أالطاهرة
21-03-2012, 03:15 AM
السلام عليك يا مولاي يا جعفر ابن محمد الصادق
بارك الله بكِ اختي ع الموضوع الرائع

ghada
24-03-2012, 02:19 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا سيدي ومولاي ياجعفر ابن محمد الصادق
بارك الله بيكم اختي على الموضوع
المعطر بعطر الولاية والسيرة النورانية




اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اسعدني مرورك اخي الكريم على متصفحي
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني كل التحايا

ghada
24-03-2012, 02:20 AM
السلام عليك يا مولاي يا جعفر ابن محمد الصادق


بارك الله بكِ اختي ع الموضوع الرائع




اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اسعدني مرورك اخي الكريم على متصفحي
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني كل التحايا

حميد م
09-04-2012, 12:33 PM
جزاك الله خيرا في ميزان اعمالك

ghada
10-04-2012, 01:39 AM
جزاك الله خيرا في ميزان اعمالك




اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اسعدني مرورك الجميل اخي الكريم على متصفحي وزينته كلماتك باجمل القول
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني ارق التحايا