زينب مهدي الغانم
20-03-2012, 10:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 5
الفصل الثاني
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
قال تعالى ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
1- اهل السنة : في الدر المنثور \ اخرجة ابن ابي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس في قوله : ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) ، قال : على ( صاحبه ) ، لم تزل السكينة معه ، واخرج ابن مردويه عن انس بن مالك قال : دخل النبي (ص) و(فلان) غار، فقال (فلان) للنبي (ص) : لو ان احدهم ليبصر موقع قدمه لا يبصرني واياك ، فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ يا(فلان) ان الله انزل سكينته عليك وايدني بجنود لم تروها ، عن ابن عباس قالوا لان الرسول لم تزل معه سكينه ، وهذا لا ينافي تجديد سكينه خاصة بتلك الحال وبهذا قال( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ) ، واخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن ابي ثابت (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) قال : على (فلان) ، فأما النبي(ص) فقد كانت السكينة ، ابن كثير فجعل النبي(ص) سكينة ويثبته ونصره عليه (ص) وفي اشهر القولين وقيل على (فلان) .
2- هل الشيعة : في الميزان \ (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) أي انزل عليه سكينة وايد رسوله بجنود لم تروها يصرفون القوم عنهم بوجوه من الصرف يجمع العوامل في انصراف القوم عن دخول الغار والظفر به (ص) ، وقد روي في ذلك أشياء .
الفصل الثاني
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
اولا" : رجوع الضمائر التي قبله وبعده اليه كقول:(إِلَّا تَنْصُرُوهُ)و( نَصَرَهُ) و(أَخْرَجَهُ)(لِصَاحِبِهِ) و (أَيَّدَهُ) فلا سبيل الى رجوع ضمير (عَلَيْهِ) من بينها وحده الى غيره – قاطعة تدل عليه .
ثانيا" : ان الكلام في لآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه (ص) حيث لم يكن ممن يتمكن من نصرته اذ يقول تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ......) لآية وانزل السكينة والتقوية بالجنود من النصر فذاك له (ص) خاصه ويدل على ذلك تكرار (اذ) وذكرها في لآية ثلاث مرات كل منها بيان لما قبله يوجه فقول : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بيان الوقت قوله : (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) وقوله : (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ) وقوله (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ) بيان لتشخيص لوقت الذي يدل قوله (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) .
ثالثا" : ان لآية تجري في سياق واحد حتى يقول (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ولا ريب انه بيان لما قبله ، وان المراد بكلمه الذين كفروا هي ما قضوا به في دار الندوة وعزموا عليه من قتلة (ص) واطفاء نور الله ، وبكلمة الله هي ما وعده من نصره واتمام نورة ، وكيف يجوز ان يفرق بين البيان والمبين وجعل راجعا" الى نصره تعالى اياه (ص) ، والمبين راجعا" الى نصره غيره .
الفصل الثاني
المرحلة الثانية
نتعرف بشكل مختصر ومفيد على السكينة ثم نعرض اراء العلماء عليها ، ونأخذ منها اصح من قولين وحسب الادلة الواردة لدينا بعد عرضها على الاحتمالات والمناقشات وايهما مطابق الى الادلة الصحيحة يؤخذ بها .
ما معنى السكينة : اصلاحنا" ولغويا" :
يقول العلماء ان السكينة في اللغة : هي خلاف الاضطراب والحركة ، وهذا المعنى هو بالضبط الذي ستدل حوله ، الا وهو شعار الساكن دائما" ، لا يتحرك يمنه ولا يسره ولا يضطرب فؤاده بل يثبت ويسكن ، نجده عند البلاء ثابت راسخ لا يعرف زوغان القلب .
معنى السكينة اصطلاحا" : يقول الجوزاني ( في التعريفات ) السكينة : هي ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزيل الغيب دائما" تكون هناك فجأة لأمر دائما" هناك نازلة من التوازن ، فيحدث له شيء من الطمأنينة ، وهي نور في القلب يسكن اليه شاهده و يطمئن .
الخلاصة : من هنا نتعرف على السكينة : هي نوع من انواع الخشوع وهي التي تنزل على قلب تكسره فتجعله خاشع لله تعالى ، يحمده ويشكره ، ويحدث هذ الشيء لأمر غيبي ، وعند البلاء ثابت .
المرحلة الثالثة
الاحتمالات
هناك ثلاثة احتمالات للسكينة وهي :
الاحتمال الاول : السكينة نزلت على صاحبه فقط .
الاحتمال الثاني : السكينة نزلت على الرسول (ص) و صاحبه .
الاحتمال الثالث : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
المرحلة الرابعة
مناقشة الاحتمالات
نناقش هذه الاحتمالات حسب الأوجه الخمسة وهي :
الوجه الاول : من ناحية النصر لمن تعود .
الوجه الثاني : من ناحية التوجه والامر الالهي ولمن يعود .
الوجه الثالث : من ناحية الضمائر لمن يعود .
الوجه الرابع : من ناحية الحزن والخزف لمن يعود .
الوجه الخامس : من ناحية الامور الغيبة لمن تعود .
الاحتمال الاول : احتمال السكينة نزلت على صاحبه فقط .
نعرض هذا الاحتمال على الاوجه الخمسة ، ذا كانت مطابقة لها يؤخذ ، واذا لم يطابقها يرفض.
1- من ناحية النصر والدليل : الآية نفسها عندما قال الله تعالى (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) ، تعود على الرسول (ص) بعدم نصرتهم له .
2- من ناحية التوجه والامر الالهي : بخصوص هجرته وخروجه من مكة يخص بها الرسول(ص) وحدة والدليل الآية نفسها ، قال الله تعالى(إِذْ أَخْرَجَهُ) ، ولم تقل (اذ خرجا او اخرجهما ) ، وهناك دليل اخر هي الرواية ، كما جاء في اعلام الورى ، وقصص الانبياء ، قال : اخرج من مكة يا محمد (ص) فليس لك بها ناصرا" بعد ابي طالب فحرج رسول الله (ص) .
3- ناحية الضمائر : كلها تعود على الرسول (ص) فقط ودليل هي الآية نفسها عندما قالت(إِلَّا تَنْصُرُوهُ) ، (نَصَرَهُ ) ، (أَخْرَجَهُ ) ، ( لِصَاحِبِهِ ) ، (وَأَيَّدَهُ ) .فلا سبيل الى رجوع ضمير ( عليه ) من بينهما وحده الى غير قرينة قاطعة تدل عليه .
4- من ناحية الحزن والخوف : يعود على صاحبة واثبت سابقا" حزنه من النوع المذموم فنهى الرسول (ص) ، اذن : فكيف تنزل السكينة على شخص غير ثابت عند البلاء.
5- من ناحية الامور الغبية : كلها تعود على الرسول (ص) وحدة قاطعة والدليل هذه الرواية ( اخرجه ابن سعد عن ابن عباس وعلي وعائشة بنت ابي بكر ، وعائشة بنت قدامة و سراقة بن جعثم : خرج الرسول (ص) والقوم جلوس على بابة فأخذ حفنة
البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو (يس والقرآن الحكيم ) ولم يشاهده احدا من المشركين والكفار والمنافقين مكة " .
وايضا" الآية نفسها قال الله تعالى(وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) والجنود هم الملائكة كانوا مع الرسول (ص) لحفظة وسلامته ونصرته ولم يشاهدها صاحبة ولم تشمل صاحبة فيها .
اذن : الاحتمال الاول مرفوض حسب الآية والادلة .
الاحتمال الثاني : السكينة نزلت على الرسول (ص) و صاحبه .
من ناحية النصر والتوجه والامر الالهي والضمائر والامور الغيبة كلها تعود على الرسول(ص) وحدة بدون ذكر صاحبة ، وكما وضحته سابقا" في الاحتمال الاول .
اذن : الاحتمال الثاني مرفوض حسب الآية والادلة المذكورة .
الاحتمال الثالث : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
من ناحية النصر والتوجه والامر الالهي والضمائر والامور الغيبة كلها تعود على الرسول(ص) وحدة ، وكما وضحته سابقا" في الاحتمال الاول .
اذن : الاحتمال الثالث مقبول حسب الآية والادلة .
ملاحظة مهمة : : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
المرحلة الرابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
( فانزل الله سكينته علية ) ؟
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : فانزل الله سكينته علية ؟ = 75 = 5 + 7 = 12 = 2 + 1 = 3
ج1 : انزل الله سكينته على صاحبة = 87 = 7 + 8 = 15 = 5 + 1 = 6
اذن : السؤال لا يساوي الجواب ، السؤال = 3 غير مطابق للجواب = 6 ، يرفض .
ج2 : انزل الله سكينته على رسوله (ص) و صاحبة = 115 = 5 + 1 + 1 = 7
اذن : السؤال لا يساوي الجواب ، السؤال = 3 غير مطابق للجواب = 7 ، يرفض .
ج3 : انزل الله سكينته على رسوله (ص) = 84 = 4 + 8 = 12 = 1 + 2 =3
اذن : السؤال = الجواب = 3 ، مطابق ، يأخذ به .
السؤال 1: ناتج الجمع السؤال مع ترتيب الآية(9) مع رقم لآية (40=0+4=4) \ فقط على السؤال والجواب المطابق :
مرحلة الضرب : 9 * 3 * 4 = 108 = 9 = الجواب ايضا" = 9 ، مطابق .
مرحلة الجمع : 9 + 3 + 4 = 7 = الجواب ايضا"= 7 ، مطابق .
مرحلة الطرح : 9 – 3 – 4 = 2 الجواب ايضا" = 2 ، مطابق .
ملاحظة : اثبت التطابق من ناحيه التفسير والاعراب ومناقشة وعلم الحروف والارقام ، السكينة نزلت على الرسول (ص) .
الفصل الثالث
الروايات حول اسم الصاحب
من خلال هذا الفصل نتعرف ما اسم صاحب الرسول (ص) في الغار من كلا الفرقين اهل (السنة والشيعة ) :
_ روايات تذكر فيها اسم صاحبة وهو ( ابو بكر ) .
_ روايات تذكر فيها اسم صاحبة هو ( عبد الله بن اريقط (الدليل)).
اولا" : اهل السنة : روايات تذكر فيها اسم صاحبة وهو ( ابو بكر ) .
_ في تفسير الدر المنثور في تفسير المأثور للسيوطي (ت 911 ه ) :اخرجة ابن مردويه وابو نعيم في الدلائل عن بن عباس قال : لما خرج رسول الله (ص) من الليل لحق بغار ثور ، قال : وتبعة ابو بكر ، وذكرة التفسير الكبير \ الطبراني ( ت 360 ه).
_ تفسير ابن كثير : وصاحبة ابو بكر بن قحافة الى غار ثور .
_ مسند حنبل (1\709\3062) ، فضائل الصحابة لابن حنبل( 2\ 684\1168) عن ابي عباس ( قال : فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار ) .
وذكرها ايضا" تفسير القرطبي ج 3 ص21 ، تاريخ الطبري ج2 ص102 ، البحر المحيط وغيرها .
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة
الحلقة 5
الفصل الثاني
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
قال تعالى ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
1- اهل السنة : في الدر المنثور \ اخرجة ابن ابي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس في قوله : ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) ، قال : على ( صاحبه ) ، لم تزل السكينة معه ، واخرج ابن مردويه عن انس بن مالك قال : دخل النبي (ص) و(فلان) غار، فقال (فلان) للنبي (ص) : لو ان احدهم ليبصر موقع قدمه لا يبصرني واياك ، فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ يا(فلان) ان الله انزل سكينته عليك وايدني بجنود لم تروها ، عن ابن عباس قالوا لان الرسول لم تزل معه سكينه ، وهذا لا ينافي تجديد سكينه خاصة بتلك الحال وبهذا قال( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ) ، واخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن ابي ثابت (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) قال : على (فلان) ، فأما النبي(ص) فقد كانت السكينة ، ابن كثير فجعل النبي(ص) سكينة ويثبته ونصره عليه (ص) وفي اشهر القولين وقيل على (فلان) .
2- هل الشيعة : في الميزان \ (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) أي انزل عليه سكينة وايد رسوله بجنود لم تروها يصرفون القوم عنهم بوجوه من الصرف يجمع العوامل في انصراف القوم عن دخول الغار والظفر به (ص) ، وقد روي في ذلك أشياء .
الفصل الثاني
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
اولا" : رجوع الضمائر التي قبله وبعده اليه كقول:(إِلَّا تَنْصُرُوهُ)و( نَصَرَهُ) و(أَخْرَجَهُ)(لِصَاحِبِهِ) و (أَيَّدَهُ) فلا سبيل الى رجوع ضمير (عَلَيْهِ) من بينها وحده الى غيره – قاطعة تدل عليه .
ثانيا" : ان الكلام في لآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه (ص) حيث لم يكن ممن يتمكن من نصرته اذ يقول تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ......) لآية وانزل السكينة والتقوية بالجنود من النصر فذاك له (ص) خاصه ويدل على ذلك تكرار (اذ) وذكرها في لآية ثلاث مرات كل منها بيان لما قبله يوجه فقول : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بيان الوقت قوله : (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) وقوله : (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ) وقوله (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ) بيان لتشخيص لوقت الذي يدل قوله (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) .
ثالثا" : ان لآية تجري في سياق واحد حتى يقول (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ولا ريب انه بيان لما قبله ، وان المراد بكلمه الذين كفروا هي ما قضوا به في دار الندوة وعزموا عليه من قتلة (ص) واطفاء نور الله ، وبكلمة الله هي ما وعده من نصره واتمام نورة ، وكيف يجوز ان يفرق بين البيان والمبين وجعل راجعا" الى نصره تعالى اياه (ص) ، والمبين راجعا" الى نصره غيره .
الفصل الثاني
المرحلة الثانية
نتعرف بشكل مختصر ومفيد على السكينة ثم نعرض اراء العلماء عليها ، ونأخذ منها اصح من قولين وحسب الادلة الواردة لدينا بعد عرضها على الاحتمالات والمناقشات وايهما مطابق الى الادلة الصحيحة يؤخذ بها .
ما معنى السكينة : اصلاحنا" ولغويا" :
يقول العلماء ان السكينة في اللغة : هي خلاف الاضطراب والحركة ، وهذا المعنى هو بالضبط الذي ستدل حوله ، الا وهو شعار الساكن دائما" ، لا يتحرك يمنه ولا يسره ولا يضطرب فؤاده بل يثبت ويسكن ، نجده عند البلاء ثابت راسخ لا يعرف زوغان القلب .
معنى السكينة اصطلاحا" : يقول الجوزاني ( في التعريفات ) السكينة : هي ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزيل الغيب دائما" تكون هناك فجأة لأمر دائما" هناك نازلة من التوازن ، فيحدث له شيء من الطمأنينة ، وهي نور في القلب يسكن اليه شاهده و يطمئن .
الخلاصة : من هنا نتعرف على السكينة : هي نوع من انواع الخشوع وهي التي تنزل على قلب تكسره فتجعله خاشع لله تعالى ، يحمده ويشكره ، ويحدث هذ الشيء لأمر غيبي ، وعند البلاء ثابت .
المرحلة الثالثة
الاحتمالات
هناك ثلاثة احتمالات للسكينة وهي :
الاحتمال الاول : السكينة نزلت على صاحبه فقط .
الاحتمال الثاني : السكينة نزلت على الرسول (ص) و صاحبه .
الاحتمال الثالث : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
المرحلة الرابعة
مناقشة الاحتمالات
نناقش هذه الاحتمالات حسب الأوجه الخمسة وهي :
الوجه الاول : من ناحية النصر لمن تعود .
الوجه الثاني : من ناحية التوجه والامر الالهي ولمن يعود .
الوجه الثالث : من ناحية الضمائر لمن يعود .
الوجه الرابع : من ناحية الحزن والخزف لمن يعود .
الوجه الخامس : من ناحية الامور الغيبة لمن تعود .
الاحتمال الاول : احتمال السكينة نزلت على صاحبه فقط .
نعرض هذا الاحتمال على الاوجه الخمسة ، ذا كانت مطابقة لها يؤخذ ، واذا لم يطابقها يرفض.
1- من ناحية النصر والدليل : الآية نفسها عندما قال الله تعالى (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) ، تعود على الرسول (ص) بعدم نصرتهم له .
2- من ناحية التوجه والامر الالهي : بخصوص هجرته وخروجه من مكة يخص بها الرسول(ص) وحدة والدليل الآية نفسها ، قال الله تعالى(إِذْ أَخْرَجَهُ) ، ولم تقل (اذ خرجا او اخرجهما ) ، وهناك دليل اخر هي الرواية ، كما جاء في اعلام الورى ، وقصص الانبياء ، قال : اخرج من مكة يا محمد (ص) فليس لك بها ناصرا" بعد ابي طالب فحرج رسول الله (ص) .
3- ناحية الضمائر : كلها تعود على الرسول (ص) فقط ودليل هي الآية نفسها عندما قالت(إِلَّا تَنْصُرُوهُ) ، (نَصَرَهُ ) ، (أَخْرَجَهُ ) ، ( لِصَاحِبِهِ ) ، (وَأَيَّدَهُ ) .فلا سبيل الى رجوع ضمير ( عليه ) من بينهما وحده الى غير قرينة قاطعة تدل عليه .
4- من ناحية الحزن والخوف : يعود على صاحبة واثبت سابقا" حزنه من النوع المذموم فنهى الرسول (ص) ، اذن : فكيف تنزل السكينة على شخص غير ثابت عند البلاء.
5- من ناحية الامور الغبية : كلها تعود على الرسول (ص) وحدة قاطعة والدليل هذه الرواية ( اخرجه ابن سعد عن ابن عباس وعلي وعائشة بنت ابي بكر ، وعائشة بنت قدامة و سراقة بن جعثم : خرج الرسول (ص) والقوم جلوس على بابة فأخذ حفنة
البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو (يس والقرآن الحكيم ) ولم يشاهده احدا من المشركين والكفار والمنافقين مكة " .
وايضا" الآية نفسها قال الله تعالى(وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) والجنود هم الملائكة كانوا مع الرسول (ص) لحفظة وسلامته ونصرته ولم يشاهدها صاحبة ولم تشمل صاحبة فيها .
اذن : الاحتمال الاول مرفوض حسب الآية والادلة .
الاحتمال الثاني : السكينة نزلت على الرسول (ص) و صاحبه .
من ناحية النصر والتوجه والامر الالهي والضمائر والامور الغيبة كلها تعود على الرسول(ص) وحدة بدون ذكر صاحبة ، وكما وضحته سابقا" في الاحتمال الاول .
اذن : الاحتمال الثاني مرفوض حسب الآية والادلة المذكورة .
الاحتمال الثالث : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
من ناحية النصر والتوجه والامر الالهي والضمائر والامور الغيبة كلها تعود على الرسول(ص) وحدة ، وكما وضحته سابقا" في الاحتمال الاول .
اذن : الاحتمال الثالث مقبول حسب الآية والادلة .
ملاحظة مهمة : : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
المرحلة الرابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
( فانزل الله سكينته علية ) ؟
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : فانزل الله سكينته علية ؟ = 75 = 5 + 7 = 12 = 2 + 1 = 3
ج1 : انزل الله سكينته على صاحبة = 87 = 7 + 8 = 15 = 5 + 1 = 6
اذن : السؤال لا يساوي الجواب ، السؤال = 3 غير مطابق للجواب = 6 ، يرفض .
ج2 : انزل الله سكينته على رسوله (ص) و صاحبة = 115 = 5 + 1 + 1 = 7
اذن : السؤال لا يساوي الجواب ، السؤال = 3 غير مطابق للجواب = 7 ، يرفض .
ج3 : انزل الله سكينته على رسوله (ص) = 84 = 4 + 8 = 12 = 1 + 2 =3
اذن : السؤال = الجواب = 3 ، مطابق ، يأخذ به .
السؤال 1: ناتج الجمع السؤال مع ترتيب الآية(9) مع رقم لآية (40=0+4=4) \ فقط على السؤال والجواب المطابق :
مرحلة الضرب : 9 * 3 * 4 = 108 = 9 = الجواب ايضا" = 9 ، مطابق .
مرحلة الجمع : 9 + 3 + 4 = 7 = الجواب ايضا"= 7 ، مطابق .
مرحلة الطرح : 9 – 3 – 4 = 2 الجواب ايضا" = 2 ، مطابق .
ملاحظة : اثبت التطابق من ناحيه التفسير والاعراب ومناقشة وعلم الحروف والارقام ، السكينة نزلت على الرسول (ص) .
الفصل الثالث
الروايات حول اسم الصاحب
من خلال هذا الفصل نتعرف ما اسم صاحب الرسول (ص) في الغار من كلا الفرقين اهل (السنة والشيعة ) :
_ روايات تذكر فيها اسم صاحبة وهو ( ابو بكر ) .
_ روايات تذكر فيها اسم صاحبة هو ( عبد الله بن اريقط (الدليل)).
اولا" : اهل السنة : روايات تذكر فيها اسم صاحبة وهو ( ابو بكر ) .
_ في تفسير الدر المنثور في تفسير المأثور للسيوطي (ت 911 ه ) :اخرجة ابن مردويه وابو نعيم في الدلائل عن بن عباس قال : لما خرج رسول الله (ص) من الليل لحق بغار ثور ، قال : وتبعة ابو بكر ، وذكرة التفسير الكبير \ الطبراني ( ت 360 ه).
_ تفسير ابن كثير : وصاحبة ابو بكر بن قحافة الى غار ثور .
_ مسند حنبل (1\709\3062) ، فضائل الصحابة لابن حنبل( 2\ 684\1168) عن ابي عباس ( قال : فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار ) .
وذكرها ايضا" تفسير القرطبي ج 3 ص21 ، تاريخ الطبري ج2 ص102 ، البحر المحيط وغيرها .
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة