زينب مهدي الغانم
21-03-2012, 01:47 PM
بسم الله الرحمن الحيم
الفصل الثاني \ الحلقة (3)
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
ملاحظة : نفسر الآية على الظاهر وهي لم تذكر اسم الصاحب ( بغض النظر من يكون).
1- اهل السنة : كما جاء في الدر المنثور و باقي التفاسير ومنهم الطبري في تفسيره (ت360ه) وابن العربي ، معناه : اذ يقول رسول (ص) ( لصاحبه ) : لا تحزن ولا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا .
2- اهل الشيعة : كما جاء في الميزان للطباطبائي (ج9،ص236،234) ومنهم مجمع البيان للطوسي (ج 5 ، ص30) وباقي علماء اهل الشيعة : لا تحزن خوفا" مما تشاهده من الوحدة والغربة ، لفقدان الناصر وتظاهر الاعداء وتعقبهم اياي فان الله سبحانه معنا ينصرني عليهم .
وايضا" الله معنا ( انه مطلع علينا ) ، أي مطلع عليك ما في قلبك وعليه يحفظني منك ومنهم.
المرحلة الثانية
الاعراب
اذ : بدل ، يقول : فعل مضارع مرفوع ، الواو : فاعله ضمير مستتر تقدير هو .
لصاحبة : جار و مجرور ، الهاء : ضمير متصل في محل جر مضاف اليه .
لا : حرف جزم ، تحزن : فعل مضارع مجزوم ، فاعل انت ، ان : حرف مشبه بالفعل او حرف نفي ناسخ ، الله : اسم ان ، معنا : ظرف منصوب او في محل نصب مفعول به .
المرحلة الثالثة
نبذه مختصرة على الصاحب
نتعرف بشكل بسيط ومختصر ما معنى الصاحب ، بغض النظر من يكون اسمه ، قبل ما نبدأ بالمناقشة :
الصاحب : كما جاء في كتاب عيون اخبار الرضا (4 \ 86 ) ، مجمع البلاغة(1 \ 501) ، مالي الفالي ( 2 \ 196 ) هو الملازم انسانا" كان او حيوانا" او مكانا" ، او زمانا" ، ولا فرق بين ان تكون مصاحبته بالبدن – وهو الاصل ( الاكثر – او بالعناية و المهمة ) .
ولا يقال في العرف الا لمن كثرت ملازمته ، ويقال للمالك للشيء : هو صاحبة ، وكذلك لمن يملك التصرف فيه .
1- قال تعالى (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34))الكهف .
2- قال تعالى (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)) الحج .
3- قال تعالى (وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)) البقرة .
4- قال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)) فاطر .
5- قال تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً (31)) المدثر ، معنى الملائكة المؤكلين بها لا المعذبين بها .
6- قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(40 )) التوبة .
المرحلة الثالثة
نبذه مختصرة على الصاحب
والاصحاب للشيء : الانقياد له ، واصله ان يصير له صاحبا" ، ويقال اصحب فلان ، اذا كبر ابنه فصار صاحبه ، واصحب فلان فلانا" ، جعل صاحبا" له .
ومن خلال هذه النبذة المختصرة نستنتج ما يلي :
1- قد يكون الصاحب انسانا" ، والانسان قد يكون كافرا" او منافقا" او مؤمنا" .
2- قد يكون الصاحب حيوانا" (وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) 48 \ القلم .
3- قد يكون الصاحب مكانا" (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) 9 \ الكهف ، (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ) 44 \ الحج .او يقال ( هما معا في الدار ) .
4- قد يكون صاحب في نفس الزمان ( ولدا معا" ) .
في هذه الآية تدل ما يلي : الصاحب هو انسان ليس بشرط ان يكون مؤمنا" ، قد يكون كافرا" او منافقا" ، والمصاحبة كانت بنفس المكان والزمان .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
هناك عدة احتمالات للمصاحبة ( فلان ) بغض النظر من هو :
الاحتمال الاول : الرسول (ص) ذهب بنفسة الى بيت صاحبة (فلان) لليلا" ثم خرجا معا" وذهبا الى الغار .
الاحتمال الثاني : التقى الرسول(ص) بصاحبة(فلان) صدفتا" في الطريق ثم ذهبا الى الغار.
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمالات :
الوجه الاول : الآية نفسها ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الثاني : الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الاول : الآية نفسها قال تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ )، يخاطب الله تعالى كافة الناس ومن ضمنهم الصحابة لعدم نصرتهم للرسول (ص) أي تعود له وحدة وكما ذكرته سابقا"(أي الخطاب للجميع وبخصوص فرد واحد هو الرسول (ص) بعدم نصرته ، بدون ذكر صاحبة .
1- قال تعالى (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، يعني الله تعالى نصره رسوله (ص) ولم يذكر صاحبة .
2- قال تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، ولم تقل (اذ اخرجهما او اذ خرجا) ليدل على الاثنان او الكثرة .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الوجه الثاني :الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
1- عند اهل السنة : اخرج ابن مردوية وابو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : لما خرج رسول الله (ص) من الليل لحق بغار ثور ، قال : وتبعة ( فلان ) ، فلما سمع رسول (ص) حسه خلفة خاف ان يكون الطالب ، فلما رأى ذلك (فلان) تنحنح ، فلما سمع ذلك رسول الله (ص) عرفة فقام له حتى تبعة فأتيا الغار .وكما جاء في مسند ابن حنبل (1 \ 709 \ 3062 )، فضائل الصحابة لابن حنبل( 2 \ 684 \ 1168)
، المستدرك على الصحيحين ( 3 \ 143 \ 4652 ) ، ص 5 \ 4263 نحوه خصائص امير المؤمنين للنسائي (72 \ 23 ) .
2- اهل الشيعة : ( تفسير العياشي ج1 الحديث السابع ) : عن ابن عباس قال : شرى علي (ع) بنفسه لبس ثوب النبي (ص) ، ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله (ص) ، قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ فقال علي(ع) : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادك ، قال : فانطلق (فلان) فدخل معه الغار ، وايضا" في تفسير العياشي (1 \ 101\ ج 293)، في تفسيره (نهج البيان) محمد بن الحسن الشيباني، ذكرة ايضا" اهل السنة: في المستدرك وفي نسند احمد بن حنبل (ج1ص330)، الدر المنثور (ج4ص53و ج9ص157)، وراه احمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار وغيرهم.
3- سيرة الرسول (ص) من قصص الانبياء : كلنا نعرف كانت دعوة الرسول (ص) في بدايتها سرية، وايضا" خروجه اعتمده فيه الكتمان والسرية التامة والسبب ذكرته سابقا" وكما ذكرة القرطبي(ج2 ص21) ، تاريخ الطبري(ج2 ص102،100)، البحر المحيط لابي حيان (ج2ص118) .
4- لم تذكر رواية واحد بخصوص الكفار مكة يطلبون صاحبة (فلان) ليقتلوه .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الاول : الرسول (ص) ذهب بنفسة الى بيت صاحبة (فلان) لليلا" ثم خرجا معا" وذهبا الى الغار .
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمال:
الوجه الاول : الآية نفسها ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الثاني : الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
هناك عدة امور :
الامر الاول : هي الآية نفسها ، كيف حصل ذلك ، وقول الله تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، ولم تقل (اذ اخرجهما او اذ خرجا) ليدل على الاثنان او الكثرة .
الامر الثاني : الروايات نفسها من كلا الطرفين ، ذكرت حالتين :
الحالة الاولى : (اهل السنة ) قالوا : وتبعة ( فلان )، ومعنى تبعة ، الرسول (ص) خرجة قبل صاحبه(فلان) بفترة معينة ويدل على الفارق الزمني بينهما ، وهذا يدل على ان (الرسول (ص) لم يذهب الى بيت صاحبة (فلان) ) ، بدليل القطعي .
الحالة الثانية : (اهل الشيعة). قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ وهذا يدل بعدم معرفة صاحبة (فلان) اصلا" بموضوع الهجرة و الخروج الرسول(ص) من مكة ، بدليل القطعي .
اذن : الاحتمال الاول مرفوض والسبب هو : يخالف الوجهان :
الوجه الاول : الآية نفسها ، الوجه الثاني : الروايات من اهل (السنة والشيعة ) .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الثاني : التقى الرسول(ص) بصاحبة ( فلان) صدفتا" في الطريق ثم ذهبا الى الغار.
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمال: الوجه الاول : الآية نفسها .
الوجه الثاني : الروايات من اهل ( السنة و الشيعة ) .
كيف التقى الرسول(ص) بصاحبة( فلان) صدفتا" ؟ هناك عدة امور :
الامر الاول : هي الآية نفسها ، قال تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، و تظاهرت عليه الاعداء واحاطوا به من كل جهة وذلك اذهم المشركون به وعزموا على قتله فاضطر الرسول (ص) الى الخروج من مكة، وهذا يدل بعدم طلبهم للصاحبة ( فلان )لكي يخرج من بيته خوفا" من المشركين ليقتلوه لان غير مطلوب من قبلهم ، والمطلوب من قبل المشركين فقط الرسول (ص) وليس ( فلان )، بدليل القطعي .
الامر الثاني : الروايات نفسها من كلا الطرفين : معنى الصدفة ( الصدفة من غير ميعاد له ، ويعني حصل الشيء من غير ميعاد ، ولا واقع للصدفة عقلا" ونقلا" ) ، فكيف ذلك ، الروايات ذكرت حالتان مهمتان : الحالة الاول : اهل السنة : قال : وتبعة ( فلان ) ( يعني عرف بالأمر بعدما ذهب الى بيت الرسول (ص) ولم يجده فتبعة ( فلان ) ) ، فهذا مخالف لمعنى الصدفة ، بدليل القطعي ،الحالة الثاني : اهل الشيعة : قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ فقال علي(ع) : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادرك ، قال : فانطلق (فلان) ، يعني عرف بالأمر بعدما ذهب الى بيت الرسول (ص) ولم يجده ، فهذا مخالف لمعنى الصدفة ، بدليل القطعي .
اذن : الاحتمال الثاني مرفوض والسبب هو : يخالف الوجهان : الوجه الاول : الآية نفسها .
الوجه الثاني : الروايات من اهل (السنة والشيعة )
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
هناك عدة حالات حول دخول (فلان) الى البيت ولم يجد الرسول (ص) :
الحالة الاول : هل دخل (فلان) بعد المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ الحالة الثاني : هل دخل (فلان) قبل المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ الحالة الثالث : هل دخل (فلان) مع المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ للأثبات صحة هذه الاحالات : هي الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك ، ونستنتج من الروايات ما يلي :
1- المشركين كانوا يطلبون الرسول(ص) ليقتلوه ، ولم يطلبوا صاحبة (فلان) ليقتلوه .
2- كلنا نعرف مدى قسوة كفار قريش وبما كانوا يعذبون اتباع الرسول (ص) والمسلمين و كما جاء في كتب السيرة النبوية من قصص الانبياء .
3- المشركين كانوا محطين و مجتمعين في كل الجهات حول بيت الرسول(ص) ليهجموا عليه ليقتلوه ويترقبون من الذي يدخل ويخرج ليقتلوه ، الرواية ( اخرجه ابن سعد عن ابن عباس وعلي وعائشة بنت ابي بكر ، وعائشة بنت قدامة و سراقة بن جعثم : خرج الرسول (ص) والقوم جلوس على بابة فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو (يس والقرآن الحكيم ) .
4- ذكرت الروايات الامام علي (ع) نامه في فراش الرسول(ص) مرة واحدة .
الحالة الاول : هل دخل (فلان) بعد المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟كيف يحصل هذا ، وكما ذكرته سابقا" ، يعني :الامرة الاولى : جاء المشركين ووجدوا الامام علي (ع) نائم . الامرة الثاني : جاء (فلان) بعد المشركين ووجده الامام علي (ع) نائم مرة اخرى .
اذن : الحالة الاولى مرفوضة لا نه خلاف ما جاءت به الروايات ، وهو الامام علي(ع) نامه مرة واحدة ، ولم تذكر أي رواية واحدة تثبت الامام (ع) نامه مرتين.
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة .
الفصل الثاني \ الحلقة (3)
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
ملاحظة : نفسر الآية على الظاهر وهي لم تذكر اسم الصاحب ( بغض النظر من يكون).
1- اهل السنة : كما جاء في الدر المنثور و باقي التفاسير ومنهم الطبري في تفسيره (ت360ه) وابن العربي ، معناه : اذ يقول رسول (ص) ( لصاحبه ) : لا تحزن ولا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا .
2- اهل الشيعة : كما جاء في الميزان للطباطبائي (ج9،ص236،234) ومنهم مجمع البيان للطوسي (ج 5 ، ص30) وباقي علماء اهل الشيعة : لا تحزن خوفا" مما تشاهده من الوحدة والغربة ، لفقدان الناصر وتظاهر الاعداء وتعقبهم اياي فان الله سبحانه معنا ينصرني عليهم .
وايضا" الله معنا ( انه مطلع علينا ) ، أي مطلع عليك ما في قلبك وعليه يحفظني منك ومنهم.
المرحلة الثانية
الاعراب
اذ : بدل ، يقول : فعل مضارع مرفوع ، الواو : فاعله ضمير مستتر تقدير هو .
لصاحبة : جار و مجرور ، الهاء : ضمير متصل في محل جر مضاف اليه .
لا : حرف جزم ، تحزن : فعل مضارع مجزوم ، فاعل انت ، ان : حرف مشبه بالفعل او حرف نفي ناسخ ، الله : اسم ان ، معنا : ظرف منصوب او في محل نصب مفعول به .
المرحلة الثالثة
نبذه مختصرة على الصاحب
نتعرف بشكل بسيط ومختصر ما معنى الصاحب ، بغض النظر من يكون اسمه ، قبل ما نبدأ بالمناقشة :
الصاحب : كما جاء في كتاب عيون اخبار الرضا (4 \ 86 ) ، مجمع البلاغة(1 \ 501) ، مالي الفالي ( 2 \ 196 ) هو الملازم انسانا" كان او حيوانا" او مكانا" ، او زمانا" ، ولا فرق بين ان تكون مصاحبته بالبدن – وهو الاصل ( الاكثر – او بالعناية و المهمة ) .
ولا يقال في العرف الا لمن كثرت ملازمته ، ويقال للمالك للشيء : هو صاحبة ، وكذلك لمن يملك التصرف فيه .
1- قال تعالى (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34))الكهف .
2- قال تعالى (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)) الحج .
3- قال تعالى (وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)) البقرة .
4- قال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)) فاطر .
5- قال تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً (31)) المدثر ، معنى الملائكة المؤكلين بها لا المعذبين بها .
6- قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(40 )) التوبة .
المرحلة الثالثة
نبذه مختصرة على الصاحب
والاصحاب للشيء : الانقياد له ، واصله ان يصير له صاحبا" ، ويقال اصحب فلان ، اذا كبر ابنه فصار صاحبه ، واصحب فلان فلانا" ، جعل صاحبا" له .
ومن خلال هذه النبذة المختصرة نستنتج ما يلي :
1- قد يكون الصاحب انسانا" ، والانسان قد يكون كافرا" او منافقا" او مؤمنا" .
2- قد يكون الصاحب حيوانا" (وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) 48 \ القلم .
3- قد يكون الصاحب مكانا" (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) 9 \ الكهف ، (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ) 44 \ الحج .او يقال ( هما معا في الدار ) .
4- قد يكون صاحب في نفس الزمان ( ولدا معا" ) .
في هذه الآية تدل ما يلي : الصاحب هو انسان ليس بشرط ان يكون مؤمنا" ، قد يكون كافرا" او منافقا" ، والمصاحبة كانت بنفس المكان والزمان .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
هناك عدة احتمالات للمصاحبة ( فلان ) بغض النظر من هو :
الاحتمال الاول : الرسول (ص) ذهب بنفسة الى بيت صاحبة (فلان) لليلا" ثم خرجا معا" وذهبا الى الغار .
الاحتمال الثاني : التقى الرسول(ص) بصاحبة(فلان) صدفتا" في الطريق ثم ذهبا الى الغار.
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمالات :
الوجه الاول : الآية نفسها ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الثاني : الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الاول : الآية نفسها قال تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ )، يخاطب الله تعالى كافة الناس ومن ضمنهم الصحابة لعدم نصرتهم للرسول (ص) أي تعود له وحدة وكما ذكرته سابقا"(أي الخطاب للجميع وبخصوص فرد واحد هو الرسول (ص) بعدم نصرته ، بدون ذكر صاحبة .
1- قال تعالى (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، يعني الله تعالى نصره رسوله (ص) ولم يذكر صاحبة .
2- قال تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، ولم تقل (اذ اخرجهما او اذ خرجا) ليدل على الاثنان او الكثرة .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الوجه الثاني :الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
1- عند اهل السنة : اخرج ابن مردوية وابو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : لما خرج رسول الله (ص) من الليل لحق بغار ثور ، قال : وتبعة ( فلان ) ، فلما سمع رسول (ص) حسه خلفة خاف ان يكون الطالب ، فلما رأى ذلك (فلان) تنحنح ، فلما سمع ذلك رسول الله (ص) عرفة فقام له حتى تبعة فأتيا الغار .وكما جاء في مسند ابن حنبل (1 \ 709 \ 3062 )، فضائل الصحابة لابن حنبل( 2 \ 684 \ 1168)
، المستدرك على الصحيحين ( 3 \ 143 \ 4652 ) ، ص 5 \ 4263 نحوه خصائص امير المؤمنين للنسائي (72 \ 23 ) .
2- اهل الشيعة : ( تفسير العياشي ج1 الحديث السابع ) : عن ابن عباس قال : شرى علي (ع) بنفسه لبس ثوب النبي (ص) ، ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله (ص) ، قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ فقال علي(ع) : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادك ، قال : فانطلق (فلان) فدخل معه الغار ، وايضا" في تفسير العياشي (1 \ 101\ ج 293)، في تفسيره (نهج البيان) محمد بن الحسن الشيباني، ذكرة ايضا" اهل السنة: في المستدرك وفي نسند احمد بن حنبل (ج1ص330)، الدر المنثور (ج4ص53و ج9ص157)، وراه احمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار وغيرهم.
3- سيرة الرسول (ص) من قصص الانبياء : كلنا نعرف كانت دعوة الرسول (ص) في بدايتها سرية، وايضا" خروجه اعتمده فيه الكتمان والسرية التامة والسبب ذكرته سابقا" وكما ذكرة القرطبي(ج2 ص21) ، تاريخ الطبري(ج2 ص102،100)، البحر المحيط لابي حيان (ج2ص118) .
4- لم تذكر رواية واحد بخصوص الكفار مكة يطلبون صاحبة (فلان) ليقتلوه .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الاول : الرسول (ص) ذهب بنفسة الى بيت صاحبة (فلان) لليلا" ثم خرجا معا" وذهبا الى الغار .
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمال:
الوجه الاول : الآية نفسها ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
الوجه الثاني : الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك .
هناك عدة امور :
الامر الاول : هي الآية نفسها ، كيف حصل ذلك ، وقول الله تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، ولم تقل (اذ اخرجهما او اذ خرجا) ليدل على الاثنان او الكثرة .
الامر الثاني : الروايات نفسها من كلا الطرفين ، ذكرت حالتين :
الحالة الاولى : (اهل السنة ) قالوا : وتبعة ( فلان )، ومعنى تبعة ، الرسول (ص) خرجة قبل صاحبه(فلان) بفترة معينة ويدل على الفارق الزمني بينهما ، وهذا يدل على ان (الرسول (ص) لم يذهب الى بيت صاحبة (فلان) ) ، بدليل القطعي .
الحالة الثانية : (اهل الشيعة). قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ وهذا يدل بعدم معرفة صاحبة (فلان) اصلا" بموضوع الهجرة و الخروج الرسول(ص) من مكة ، بدليل القطعي .
اذن : الاحتمال الاول مرفوض والسبب هو : يخالف الوجهان :
الوجه الاول : الآية نفسها ، الوجه الثاني : الروايات من اهل (السنة والشيعة ) .
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الثاني : التقى الرسول(ص) بصاحبة ( فلان) صدفتا" في الطريق ثم ذهبا الى الغار.
هناك وجهين للأثبات صحة هذه الاحتمال: الوجه الاول : الآية نفسها .
الوجه الثاني : الروايات من اهل ( السنة و الشيعة ) .
كيف التقى الرسول(ص) بصاحبة( فلان) صدفتا" ؟ هناك عدة امور :
الامر الاول : هي الآية نفسها ، قال تعالى (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الخطاب يعود للرسول (ص) وحدة ، حيث امر الله تعالى رسوله (ص) بالخروج بدون ذكر صاحبة ، و تظاهرت عليه الاعداء واحاطوا به من كل جهة وذلك اذهم المشركون به وعزموا على قتله فاضطر الرسول (ص) الى الخروج من مكة، وهذا يدل بعدم طلبهم للصاحبة ( فلان )لكي يخرج من بيته خوفا" من المشركين ليقتلوه لان غير مطلوب من قبلهم ، والمطلوب من قبل المشركين فقط الرسول (ص) وليس ( فلان )، بدليل القطعي .
الامر الثاني : الروايات نفسها من كلا الطرفين : معنى الصدفة ( الصدفة من غير ميعاد له ، ويعني حصل الشيء من غير ميعاد ، ولا واقع للصدفة عقلا" ونقلا" ) ، فكيف ذلك ، الروايات ذكرت حالتان مهمتان : الحالة الاول : اهل السنة : قال : وتبعة ( فلان ) ( يعني عرف بالأمر بعدما ذهب الى بيت الرسول (ص) ولم يجده فتبعة ( فلان ) ) ، فهذا مخالف لمعنى الصدفة ، بدليل القطعي ،الحالة الثاني : اهل الشيعة : قال : فجاء (فلان) وعلي (ع) نائم و (فلان) يحسبه نبي الله ؟ فقال : اين نبي الله ؟ فقال علي(ع) : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادرك ، قال : فانطلق (فلان) ، يعني عرف بالأمر بعدما ذهب الى بيت الرسول (ص) ولم يجده ، فهذا مخالف لمعنى الصدفة ، بدليل القطعي .
اذن : الاحتمال الثاني مرفوض والسبب هو : يخالف الوجهان : الوجه الاول : الآية نفسها .
الوجه الثاني : الروايات من اهل (السنة والشيعة )
المرحلة الرابعة
الاحتمالات
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
هناك عدة حالات حول دخول (فلان) الى البيت ولم يجد الرسول (ص) :
الحالة الاول : هل دخل (فلان) بعد المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ الحالة الثاني : هل دخل (فلان) قبل المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ الحالة الثالث : هل دخل (فلان) مع المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟ للأثبات صحة هذه الاحالات : هي الروايات من كلا الطرفين (اهل السنة والشيعة ) ، اذا وافقها يأخذ واذا خلفها يترك ، ونستنتج من الروايات ما يلي :
1- المشركين كانوا يطلبون الرسول(ص) ليقتلوه ، ولم يطلبوا صاحبة (فلان) ليقتلوه .
2- كلنا نعرف مدى قسوة كفار قريش وبما كانوا يعذبون اتباع الرسول (ص) والمسلمين و كما جاء في كتب السيرة النبوية من قصص الانبياء .
3- المشركين كانوا محطين و مجتمعين في كل الجهات حول بيت الرسول(ص) ليهجموا عليه ليقتلوه ويترقبون من الذي يدخل ويخرج ليقتلوه ، الرواية ( اخرجه ابن سعد عن ابن عباس وعلي وعائشة بنت ابي بكر ، وعائشة بنت قدامة و سراقة بن جعثم : خرج الرسول (ص) والقوم جلوس على بابة فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو (يس والقرآن الحكيم ) .
4- ذكرت الروايات الامام علي (ع) نامه في فراش الرسول(ص) مرة واحدة .
الحالة الاول : هل دخل (فلان) بعد المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟كيف يحصل هذا ، وكما ذكرته سابقا" ، يعني :الامرة الاولى : جاء المشركين ووجدوا الامام علي (ع) نائم . الامرة الثاني : جاء (فلان) بعد المشركين ووجده الامام علي (ع) نائم مرة اخرى .
اذن : الحالة الاولى مرفوضة لا نه خلاف ما جاءت به الروايات ، وهو الامام علي(ع) نامه مرة واحدة ، ولم تذكر أي رواية واحدة تثبت الامام (ع) نامه مرتين.
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة .