زينب مهدي الغانم
21-03-2012, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المرحلة الرابعة \ الحلفة (4)
الاحتمالات
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
الحالة الثاني : هل دخل (فلان) قبل المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟
كيف يحصل هذا ، وكما ذكرته سابقا" ،هو ان المشركين كانوا محطين و مجتمعين في كل الجهات حول بيت الرسول(ص) ليهجموا عليه ليقتلوه ويترقبون من الذي يدخل ويخرج ليقتلوه، كلنا نعرف مدى قسوة كفار قريش وبما كانوا يعذبون اتباع الرسول (ص) والمسلمين ، ولو وجدو (فلان) لقتلوه في حينها، وكلنا نعرف (فلان) لم يقتل.
اذن : الحالة الثانية مرفوضة لا نه خلاف ما جاءت به الروايات .
الحالة الثالث : هل دخل (فلان) مع المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟
حصل هذا وكما ذكرته سابقا" في الروايات والاستنتاجات :
1- دخل (فلان) والمشركين معا" بنفس الوقت يطلبون الرسول (ص) وعندما فجاه (فلان) والمشركين بوجود الامام علي(ع) نائما" مكانه ، سأله وقال : اين الرسول (ص) ، قال: قد انطلق فتبعه.
2- لم يكن هناك فراق زمني بين المشركين و(فلان) وهذا يدل بدخولهما معا" .
اذن : هذه الحالة الثالثة يأخذ به لا نه موافق ما جاءت به الروايات .
وعندما علم (فلان) بخروج النبي (ص) فتبعه ليطلبوه ، فلما سمع رسول (ص) حسه خلفة خاف ان يكون الطالب ، فلما رأى ذلك (فلان) تنحنح ، فلما سمع ذلك رسول الله (ص) عرفة فقام له حتى تبعة فأتيا الغار، وهذا يدل صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه ، فلما عرف الرسول (ص) قد خرج فتبعة ليطلبوه .
اذن : الاحتمال الثالث يأخذ به لا نه موافق ما جاءت به الروايات .
الفصل الثاني
المرحلة الخامسة
قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
في هذه المرحلة نتعرف بشكل مختصر ومفيد للحزن .
ما معنى ( الحزن )؟
الحزن : ذكرة محمد مهدي النراقي (ج2 ص 380 ) في كتاب جامع السعادات يقول : هو التحسر والتألم ،لفقدان شخص ، لفوات مطلوب او اعتراض والانكسار مترتب على الكراهة للمقدرات الالهية .
لنتعرف اكثر نأخذ جزء من خطبة ( سليمان بن محمد العودة ) عنوان الخطبة (الحزن الممنوع والمشروع ) ، تاريخ ( 5 \ 11 \ 1417 ه \ النشر 1\ 10 \ 1423 ه ) ، اسم المدينة (العصيم بريدة السعودية جامع حي سلطانه ) :
يقول في خطبته ، وذكر هذه الرواية ، رواية عند النسائي : كان الرسول (ص) دعوات لا يدعهن كان يقول : (اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل) .
قال العارفون : الهم والحزن قرينان ، وهما الالم الوارد على القلب ، فان كان على ما مضى فهو الحزن ، وان كان ما يستقبل فهو الهم .
الحزن ليس من مقامات الايمان و لا من منازل السائرين ، ولهذا لم يأمر الله به في مواضع قد ، ولا اثنى عليه ، بل نهى في غير موضع ، ال عمران 139 (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا) .
ثم قال : لا تحزن مع الله ابدا" مهما ادهمت الخطوات ، واشد الخصوم ، ولم تجد للحزن والياس في حياة الانبياء والتابعين من المجاهدين والصادقين ، لم يجد للحزن والياس في قلوبهم طريقا" مع شدة البلوى وعظم المصاب .
ومن هنا نقسم ما يلي : للحزن نوعان هما : المذموم والممدوح .
متى يكون حزنا" مذموما" ومتى يكون حزنا" ممدوحا" ، قال : ابن القيم وهو يذكر الحزن : فان الحزن المكروه اذا ورد على النفس فان كانت صغيرة اشتغلت بفكرها فيه وفي حصول على الفكرة في الاسباب التي يدفعها به فأورثها الحزن (مذموم ) ، وان كانت نفسا" كبيرة شريفة لم تفكر فيه ، بل تصرف فكرها الى ما ينفعها فان علمت انه لا مخرج منه فكرت في عبودية الله فيه وكان ذلك عوضا" لها من الحزن ( ممدوح ) .
قال ابن تيمية : يكون الحزن ممدوح حزنة على مصيبة في دينة وعلى مصائب المسلمين عموما" ، اما ان اقض الى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما امر الله ورسوله به لكن مذموما".
المرحلة السادسة
مناقشة التفاسير من كلا الطرفين
1- اهل السنة : كما ذكرته سابقا" ، اذ يقول رسول (ص) ( لصاحبه ) : لا تحزن ولا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا .
3- اهل الشيعة : لا تحزن خوفا" مما تشاهده من الوحدة والغربة ، لفقدان الناصر وتظاهر الاعداء وتعقبهم اياي فان الله سبحانه معنا ينصرني عليهم .
وايضا" الله معنا ( انه مطلع علينا ) ، أي مطلع عليك ما في قلبك وعليه يحفظني منك ومنهم.
هناك عدة اوجه للحديث حول قول الرسول (ص) للصاحبة (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
الوجه الاول : لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام .
الوجه الثاني : لا تحزن يعني لا تخاف على نفسك من القتل .
الوجه الثالث : لا تحزن يعني حزنة وخوفه على مطلب كان يطلبوه ولم يتحقق .
نناقش هذه الاوجه
الوجه الاول : لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام .
1- نعرض هذا الوجه على الآية ، الآية تقول (لا تحزن ) ، و حرف( لا ) هو اداة جزم أي اجزمت بنهي القطعي عن الحزن ، الآية بصيغة النهي التام ، يدل على شيء مذموم فنهت الآية عنه .
2- لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام بطبيعة الحال هذا فعل حسن فكيف نهى الرسول (ص) عنه ، والرسول (ص) لا ينهى عن فعل الحسن ، نهى عنه لأنه حزنة لا يجلب منفعة ولا يدفع عن مضرة ، فلا فائدة فيه ، وما لا فائدة فيه لا يأمر به الله ، هذا يدل على ان حزنة من نوع الحزن المذموم ، ونهى عنه لضعف في الايمان والعقيدة عند صاحبة.
اذن : الوجه الاول مرفوض والسبب محالف ما جاءت به الآية ، و مفهوم الحزن.
الوجه الثاني : لا تحزن يعني لا تخاف على نفسك من القتل .
فكيف يخاف على نفسه و كما ذكرته سابقا" المشركين كانوا يطلبون الرسول(ص) ليقتلوه ، ولم يطلبوا صاحبة (فلان) ليقتلوه ، واثبت سابقا" ( فلان ) كان مع المشركين يطلبون الرسول(ص) .
اذن : الوجه الثاني مرفوض من ناحية الادلة التي ذكرتها سابقا" .
نناقش هذه الاوجه
الوجه الثالث : لا تحزن يعني حزنة وخوفه على مطلب كان يطلبوه ولم يتحقق .
ذكرت سابقا" الآية من بدايتها تذم كافة الناس ومن ضمنهم ( فلان) بعدم نصرتهم للرسول (ص) ، واثبت سابقا" ( فلان ) يطلب الرسول (ص) ، وايضا" الآية نهت عنه لان كان حزنه من نوع المذموم ، لذلك الرسول (ص) نهى عنه ، وليخاف على طلب دنيوي بعيد عن الله فهو حزن مذموم وكما ذكرته سابقا" خول مفهوم الحزن ، متى يكون ممدوح ومذموم .
ومن هنا اتت الآية مكملة لها عندما قالت (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) يعني معي ينصرني عليهم ( يقصد المشركين ) ، ويصرني عليك يقصد (فلان) .
اذن : الوجه الثالث مقبول ومطابق ما جاءت به الآية ومفهوم الحزن .
المرحلة السابعة
ماهي الاسباب التي ادى رسول (ص) أخذ صاحبة للغار :
1- كان خلف الرسول (ص) يتبعه خلستا" فلما سمع رسول (ص) حسه خلفه ، وكما اثبته سابقا" لكي لا يخبر المشركين عنه ، فأخذه معه .
2- الرسول (ص) اطلعه الله ما في قلب صاحبة (فلان) ، فوجده ضعيف الايمان والعقيدة وكما اثبته سابقا" ، فخشي ان يدل عليه تحت ضغط المشركين ، فأخذه معه.
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : كان حزن صاحب الغار =مجموع الرقمي هو = 65 = 6 + 5 = 11 = 1 + 1 =2
ج1 : على الرسول والدين ، مجموع الرقمي هو = 52 = 7
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
ج2 : على نفسه ، مجموع الرقمي هو = 35 = 8
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
ج3 : على طلب كان يطلبوه ، ، مجموع الرقمي هو = 56 = 5 + 6 = 11 = 1 + 1 =2
السؤال = الجواب ، اذن : الجواب مقبول .
س2 : حزن صاحبة في الغار هل هو ذم له ؟ = 99 = 9+9 = 18 = 8 + 1 = 9
ج2: نعم ذما" له ؟ = 36 = 6 + 3 = 9
السؤال = الجواب ، اذن : الجواب مقبول .
س3 : حزن صاحبة في الغار هل هو مدح له ؟ = 96 = 6 + 9 = 15 = 5 + 1 = 6
ج3 : نعم مدحا" له ؟ = 41 = 1 + 4 = 5
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
ملاحظة 1 : نجري على السؤال والجواب الموافق العمليات الحسابية البسيطة وهي (الجمع والطرح والضرب).
ملاحظة 2 : نجري هذه العمليات الحسابية على ترتيب الآية في القران مع رقم الآية .
للتوضيح :(السؤال ، الجواب ) مع الترتيب الآية (9) مع رقم الآية (40 ) .
الضرب : س1 :مجموع الرقمي هو= 2 * 9 * 4 = 72 = 9 = ج3 لان نفس ارقمه.
الجمع : س1 : مجموع الرقمي هو= 2 + 9 + 4 = 15 = 6 =ح3 لان نفس ارقمه.
الطرح : س1 : مجموع الرقمي هو=9 – 2 – 4 = 3 =ج3 لان نفس ارقمه.
الضرب : س2 :مجموع الرقمي هو = 9 * 9 * 4 = 324=9ج2 لان نفس ارقمه.
الجمع : س2 : مجموع الرقمي هو = 9 + 9 +4 = 22 = 4 ج2 لان نفس ارقمه.
الطرح : س2 : مجموع الرقمي هو = 9 – 9 – 4 = 4 ج 2 لان نفس ارقمه ( بغض النظر الاشارة ) .
ملاحظة مهمة : اثبت عن طريق الآية و الروايات والادلة وعلم الحروف والارقام ، حزن صاحب (فلان) الغار كان على طلب يطلبوه ، وحزنة من النوع المذموم .
المرحلة الثامنة
قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) :
_ اهل السنة : ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا وكما ذكرته سابقا".
_ اهل الشيعة : يحفظني منك ( صاحبة ) ، ومنهم (المشركين) ، وكما ذكرته سابقا.
نعرض قول اهل السنة على الأوجه الثلاثة اذا مطابقة لها يؤخذ بها واذا لم تتطابق يترك . وأوجه هي :
الوجه الاول : يقصد به في الزمان والمكان : بان الله معنا في كل زمانا" ومكانا" ومطلع علينا وعلى قلوبنا والدليل هو آية نفسها: في الزمان ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ) ،اما في المكان هو (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) ..
الوجه الثاني : يقصد به التأييد : يعني الله يؤيد رسوله (ص) الحفظ و الرعاية وبالغلبة ، وايده بالجنود لنصرته ، الدليل آية نفسها ، ( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) .
الوجه الثالث : يقصد بها النصر : يعني الله تعالى نصره رسوله(ص) في كل المواقع ، الدليل آية نفسها ، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) .
اذن : قول اهل السنة غير مطابق : والسبب الآية خصت فقط الرسول(ص) من ناحية النصر والغلبة والحفظ ولم تخص غيره .
ارجح من هذه الأوجه في تفسير( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) يعني معنا في كل زمان ومكان .
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : ان الله معنا = 35 = 5 + 3 = 8
ج1 : موجود معنا في كل زمان ومكان = 89 = 9 + 8 = 17 = 7 + 1 = 8
اذن : السؤال = الجواب = 8 مطابق .
نجري هذه العمليات الحسابية على ترتيب الآية في القران مع رقم الآية .
للتوضيح :(السؤال ، الجواب ) مع الترتيب الآية (9) مع رقم الآية (40 ) .
الضرب : س1 = 8 * 9 * 4 = 20 = 2 = الجواب = 2
الجمع : س1 = 8 + 9 + 4 = 21 = 3 = الجواب = 3
الطرح : س1 : 9 – 8 – 4 = 3 = الحواب = 3 بغض النظر الاشارة .
ملاحظة مهمة : اثبت عن طريق الآية و الروايات والادلة وعلم الحروف والارقام ، ان الله معنا في كل زمان ومكان .
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة
المرحلة الرابعة \ الحلفة (4)
الاحتمالات
الاحتمال الثالث : صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه .
الحالة الثاني : هل دخل (فلان) قبل المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟
كيف يحصل هذا ، وكما ذكرته سابقا" ،هو ان المشركين كانوا محطين و مجتمعين في كل الجهات حول بيت الرسول(ص) ليهجموا عليه ليقتلوه ويترقبون من الذي يدخل ويخرج ليقتلوه، كلنا نعرف مدى قسوة كفار قريش وبما كانوا يعذبون اتباع الرسول (ص) والمسلمين ، ولو وجدو (فلان) لقتلوه في حينها، وكلنا نعرف (فلان) لم يقتل.
اذن : الحالة الثانية مرفوضة لا نه خلاف ما جاءت به الروايات .
الحالة الثالث : هل دخل (فلان) مع المشركين للبيت الرسول(ص) ولم يجد الرسول (ص)؟
حصل هذا وكما ذكرته سابقا" في الروايات والاستنتاجات :
1- دخل (فلان) والمشركين معا" بنفس الوقت يطلبون الرسول (ص) وعندما فجاه (فلان) والمشركين بوجود الامام علي(ع) نائما" مكانه ، سأله وقال : اين الرسول (ص) ، قال: قد انطلق فتبعه.
2- لم يكن هناك فراق زمني بين المشركين و(فلان) وهذا يدل بدخولهما معا" .
اذن : هذه الحالة الثالثة يأخذ به لا نه موافق ما جاءت به الروايات .
وعندما علم (فلان) بخروج النبي (ص) فتبعه ليطلبوه ، فلما سمع رسول (ص) حسه خلفة خاف ان يكون الطالب ، فلما رأى ذلك (فلان) تنحنح ، فلما سمع ذلك رسول الله (ص) عرفة فقام له حتى تبعة فأتيا الغار، وهذا يدل صاحبة (فلان) جاء هو بنفسه يريد الرسول (ص) لطلب يطلبه ، فلما عرف الرسول (ص) قد خرج فتبعة ليطلبوه .
اذن : الاحتمال الثالث يأخذ به لا نه موافق ما جاءت به الروايات .
الفصل الثاني
المرحلة الخامسة
قال تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
في هذه المرحلة نتعرف بشكل مختصر ومفيد للحزن .
ما معنى ( الحزن )؟
الحزن : ذكرة محمد مهدي النراقي (ج2 ص 380 ) في كتاب جامع السعادات يقول : هو التحسر والتألم ،لفقدان شخص ، لفوات مطلوب او اعتراض والانكسار مترتب على الكراهة للمقدرات الالهية .
لنتعرف اكثر نأخذ جزء من خطبة ( سليمان بن محمد العودة ) عنوان الخطبة (الحزن الممنوع والمشروع ) ، تاريخ ( 5 \ 11 \ 1417 ه \ النشر 1\ 10 \ 1423 ه ) ، اسم المدينة (العصيم بريدة السعودية جامع حي سلطانه ) :
يقول في خطبته ، وذكر هذه الرواية ، رواية عند النسائي : كان الرسول (ص) دعوات لا يدعهن كان يقول : (اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل) .
قال العارفون : الهم والحزن قرينان ، وهما الالم الوارد على القلب ، فان كان على ما مضى فهو الحزن ، وان كان ما يستقبل فهو الهم .
الحزن ليس من مقامات الايمان و لا من منازل السائرين ، ولهذا لم يأمر الله به في مواضع قد ، ولا اثنى عليه ، بل نهى في غير موضع ، ال عمران 139 (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا) .
ثم قال : لا تحزن مع الله ابدا" مهما ادهمت الخطوات ، واشد الخصوم ، ولم تجد للحزن والياس في حياة الانبياء والتابعين من المجاهدين والصادقين ، لم يجد للحزن والياس في قلوبهم طريقا" مع شدة البلوى وعظم المصاب .
ومن هنا نقسم ما يلي : للحزن نوعان هما : المذموم والممدوح .
متى يكون حزنا" مذموما" ومتى يكون حزنا" ممدوحا" ، قال : ابن القيم وهو يذكر الحزن : فان الحزن المكروه اذا ورد على النفس فان كانت صغيرة اشتغلت بفكرها فيه وفي حصول على الفكرة في الاسباب التي يدفعها به فأورثها الحزن (مذموم ) ، وان كانت نفسا" كبيرة شريفة لم تفكر فيه ، بل تصرف فكرها الى ما ينفعها فان علمت انه لا مخرج منه فكرت في عبودية الله فيه وكان ذلك عوضا" لها من الحزن ( ممدوح ) .
قال ابن تيمية : يكون الحزن ممدوح حزنة على مصيبة في دينة وعلى مصائب المسلمين عموما" ، اما ان اقض الى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما امر الله ورسوله به لكن مذموما".
المرحلة السادسة
مناقشة التفاسير من كلا الطرفين
1- اهل السنة : كما ذكرته سابقا" ، اذ يقول رسول (ص) ( لصاحبه ) : لا تحزن ولا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا .
3- اهل الشيعة : لا تحزن خوفا" مما تشاهده من الوحدة والغربة ، لفقدان الناصر وتظاهر الاعداء وتعقبهم اياي فان الله سبحانه معنا ينصرني عليهم .
وايضا" الله معنا ( انه مطلع علينا ) ، أي مطلع عليك ما في قلبك وعليه يحفظني منك ومنهم.
هناك عدة اوجه للحديث حول قول الرسول (ص) للصاحبة (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) :
الوجه الاول : لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام .
الوجه الثاني : لا تحزن يعني لا تخاف على نفسك من القتل .
الوجه الثالث : لا تحزن يعني حزنة وخوفه على مطلب كان يطلبوه ولم يتحقق .
نناقش هذه الاوجه
الوجه الاول : لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام .
1- نعرض هذا الوجه على الآية ، الآية تقول (لا تحزن ) ، و حرف( لا ) هو اداة جزم أي اجزمت بنهي القطعي عن الحزن ، الآية بصيغة النهي التام ، يدل على شيء مذموم فنهت الآية عنه .
2- لا تحزن يعني لا تخاف على قتلي وذهاب الاسلام بطبيعة الحال هذا فعل حسن فكيف نهى الرسول (ص) عنه ، والرسول (ص) لا ينهى عن فعل الحسن ، نهى عنه لأنه حزنة لا يجلب منفعة ولا يدفع عن مضرة ، فلا فائدة فيه ، وما لا فائدة فيه لا يأمر به الله ، هذا يدل على ان حزنة من نوع الحزن المذموم ، ونهى عنه لضعف في الايمان والعقيدة عند صاحبة.
اذن : الوجه الاول مرفوض والسبب محالف ما جاءت به الآية ، و مفهوم الحزن.
الوجه الثاني : لا تحزن يعني لا تخاف على نفسك من القتل .
فكيف يخاف على نفسه و كما ذكرته سابقا" المشركين كانوا يطلبون الرسول(ص) ليقتلوه ، ولم يطلبوا صاحبة (فلان) ليقتلوه ، واثبت سابقا" ( فلان ) كان مع المشركين يطلبون الرسول(ص) .
اذن : الوجه الثاني مرفوض من ناحية الادلة التي ذكرتها سابقا" .
نناقش هذه الاوجه
الوجه الثالث : لا تحزن يعني حزنة وخوفه على مطلب كان يطلبوه ولم يتحقق .
ذكرت سابقا" الآية من بدايتها تذم كافة الناس ومن ضمنهم ( فلان) بعدم نصرتهم للرسول (ص) ، واثبت سابقا" ( فلان ) يطلب الرسول (ص) ، وايضا" الآية نهت عنه لان كان حزنه من نوع المذموم ، لذلك الرسول (ص) نهى عنه ، وليخاف على طلب دنيوي بعيد عن الله فهو حزن مذموم وكما ذكرته سابقا" خول مفهوم الحزن ، متى يكون ممدوح ومذموم .
ومن هنا اتت الآية مكملة لها عندما قالت (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) يعني معي ينصرني عليهم ( يقصد المشركين ) ، ويصرني عليك يقصد (فلان) .
اذن : الوجه الثالث مقبول ومطابق ما جاءت به الآية ومفهوم الحزن .
المرحلة السابعة
ماهي الاسباب التي ادى رسول (ص) أخذ صاحبة للغار :
1- كان خلف الرسول (ص) يتبعه خلستا" فلما سمع رسول (ص) حسه خلفه ، وكما اثبته سابقا" لكي لا يخبر المشركين عنه ، فأخذه معه .
2- الرسول (ص) اطلعه الله ما في قلب صاحبة (فلان) ، فوجده ضعيف الايمان والعقيدة وكما اثبته سابقا" ، فخشي ان يدل عليه تحت ضغط المشركين ، فأخذه معه.
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : كان حزن صاحب الغار =مجموع الرقمي هو = 65 = 6 + 5 = 11 = 1 + 1 =2
ج1 : على الرسول والدين ، مجموع الرقمي هو = 52 = 7
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
ج2 : على نفسه ، مجموع الرقمي هو = 35 = 8
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
ج3 : على طلب كان يطلبوه ، ، مجموع الرقمي هو = 56 = 5 + 6 = 11 = 1 + 1 =2
السؤال = الجواب ، اذن : الجواب مقبول .
س2 : حزن صاحبة في الغار هل هو ذم له ؟ = 99 = 9+9 = 18 = 8 + 1 = 9
ج2: نعم ذما" له ؟ = 36 = 6 + 3 = 9
السؤال = الجواب ، اذن : الجواب مقبول .
س3 : حزن صاحبة في الغار هل هو مدح له ؟ = 96 = 6 + 9 = 15 = 5 + 1 = 6
ج3 : نعم مدحا" له ؟ = 41 = 1 + 4 = 5
السؤال لا يساوي الجواب ، اذن : الجواب مرفوض .
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
ملاحظة 1 : نجري على السؤال والجواب الموافق العمليات الحسابية البسيطة وهي (الجمع والطرح والضرب).
ملاحظة 2 : نجري هذه العمليات الحسابية على ترتيب الآية في القران مع رقم الآية .
للتوضيح :(السؤال ، الجواب ) مع الترتيب الآية (9) مع رقم الآية (40 ) .
الضرب : س1 :مجموع الرقمي هو= 2 * 9 * 4 = 72 = 9 = ج3 لان نفس ارقمه.
الجمع : س1 : مجموع الرقمي هو= 2 + 9 + 4 = 15 = 6 =ح3 لان نفس ارقمه.
الطرح : س1 : مجموع الرقمي هو=9 – 2 – 4 = 3 =ج3 لان نفس ارقمه.
الضرب : س2 :مجموع الرقمي هو = 9 * 9 * 4 = 324=9ج2 لان نفس ارقمه.
الجمع : س2 : مجموع الرقمي هو = 9 + 9 +4 = 22 = 4 ج2 لان نفس ارقمه.
الطرح : س2 : مجموع الرقمي هو = 9 – 9 – 4 = 4 ج 2 لان نفس ارقمه ( بغض النظر الاشارة ) .
ملاحظة مهمة : اثبت عن طريق الآية و الروايات والادلة وعلم الحروف والارقام ، حزن صاحب (فلان) الغار كان على طلب يطلبوه ، وحزنة من النوع المذموم .
المرحلة الثامنة
قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) :
_ اهل السنة : ان الله يحفظنا ويدفع شر المشركين عنا وكما ذكرته سابقا".
_ اهل الشيعة : يحفظني منك ( صاحبة ) ، ومنهم (المشركين) ، وكما ذكرته سابقا.
نعرض قول اهل السنة على الأوجه الثلاثة اذا مطابقة لها يؤخذ بها واذا لم تتطابق يترك . وأوجه هي :
الوجه الاول : يقصد به في الزمان والمكان : بان الله معنا في كل زمانا" ومكانا" ومطلع علينا وعلى قلوبنا والدليل هو آية نفسها: في الزمان ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ) ،اما في المكان هو (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) ..
الوجه الثاني : يقصد به التأييد : يعني الله يؤيد رسوله (ص) الحفظ و الرعاية وبالغلبة ، وايده بالجنود لنصرته ، الدليل آية نفسها ، ( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) .
الوجه الثالث : يقصد بها النصر : يعني الله تعالى نصره رسوله(ص) في كل المواقع ، الدليل آية نفسها ، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) .
اذن : قول اهل السنة غير مطابق : والسبب الآية خصت فقط الرسول(ص) من ناحية النصر والغلبة والحفظ ولم تخص غيره .
ارجح من هذه الأوجه في تفسير( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) يعني معنا في كل زمان ومكان .
المرحلة السابعة
اثبات من ناحية علم الحروف والارقام
نجري عليه حساب الجمل (الجمع الصغير) : وكما وضحته سابقا" :
س1 : ان الله معنا = 35 = 5 + 3 = 8
ج1 : موجود معنا في كل زمان ومكان = 89 = 9 + 8 = 17 = 7 + 1 = 8
اذن : السؤال = الجواب = 8 مطابق .
نجري هذه العمليات الحسابية على ترتيب الآية في القران مع رقم الآية .
للتوضيح :(السؤال ، الجواب ) مع الترتيب الآية (9) مع رقم الآية (40 ) .
الضرب : س1 = 8 * 9 * 4 = 20 = 2 = الجواب = 2
الجمع : س1 = 8 + 9 + 4 = 21 = 3 = الجواب = 3
الطرح : س1 : 9 – 8 – 4 = 3 = الحواب = 3 بغض النظر الاشارة .
ملاحظة مهمة : اثبت عن طريق الآية و الروايات والادلة وعلم الحروف والارقام ، ان الله معنا في كل زمان ومكان .
التكملة ان شاء الله في الحلقة القادمة