جودت الانصاري
23-03-2012, 05:46 PM
كان عيدا
القصه واقعيه سوى بعض الاضافات الضروريهً
خيّم الظلام سريعا تلك الّليله,,, وامتلأت النفوس حتى الثمالة بذلك الهم الثقيل الذي يجثم على القلوب فيجعلها تنبض برتابة ,,,وكأن العيد يذّكرنا بما يجب ان يكون.
بدأت الحركة تدب بين المواضع المتناثرة وخنادق القتال ,,,فالحركة في النهار شبه مستحيلة للجانبين حيث تكون منطقة الحرام كما يسميها العسكريون لا تتجاوز مدى الرؤية بالعين ,,احيانا.
انها ليلة العيد,, والارواح تطوف بعيدا هناك,, في شارع خطيبة عزيزه, او زوجة منتظره وطفل يوشك ان ينطق ,, بابا.
غيمة من الحزن حطّت على الجانبين, فللكل مشاعر وذكريات وقلب في صدر ,,وربما حبيبة لم تتسن رؤيتها في الاجازة الماضيه.
يا ترى كيف هم الان ؟,,هل يتذكروننا ,ام شغلتهم تحضيرات العيد وبهجته التي تجبر الانسان على السهر تحت اضوائها وبرامج التلفزيون والزيارات و,,,
انتصف الليل وانتهت الاعمال المعتادة ,, تحصين ما خرّبه القصف في النهار , وتوزيع الطعام والذخائر.
كان بين العلب الدبغية لون غريب ,,علبة لكل مجموعه بأوراق شفافة مزركشه تكاد تعلن عن نفسها رغم العتمة,, شيء مميز لا ينتمي الى المكان بوضوح..
,,, يمزّق الغلاف على عجاله فتظهر ورقه صغيره بلون زهري تنام برقّة فوق قطع الحلوى ,,كل عام وانتم بخير.
كان آمر التشكيل رجلا: صلبا كصخره,, لكنه يحمل تحت تلك البزة المرقطة :قلبا رقيقا كزهرة ياسمين.
رمى الجميع سجائرهم التي لم تفارق الشفاه تلك الليلة وبدأوا بتناول الحلوى التي طلبها الآمر من البصرة على حسابه الخاص ليصنع بها عيدا لجنوده في تلك الظروف الصعبة,,
بدا الصباح غريبا ,, فلم نتبادل في ذلك اليوم النار , او السباب حتى ,, فقد انشغلت مكبرات الصوت بالتكبير والتهليل في الجانبين احتفالاً بالعيد .
وكأن وقفا لإطلاق نار تلقائي, تم الإتفاق عليه
مرت الدقائق الاولى حذره والكل ينتظر , والظاهر هم ايضاً في الجانب المقابل كانوا يأملون مثلنا أن يكون ذلك اليوم أبيضاً .
دبَت الحركة وارتفعت أصوات الجنود بالتهاني والضحكات الهستيرية , والصفكة البصرية وبعض الاغاني السريعة بلحن خليجي ,,, سويعة وبدأت صلاة العيد ,, ألكل يصلي الا بعض الراصدين بمناظيرَهم المقربة .
كان الإخوة الأعداء أيضاً يصلّون , وعبر مكبرات الصوت بدأت خطبة العيد في المعسكرين, نسمعهم ويسمعون,,, تكبير وصلوات على الرسول الأكرم وبعض شؤون المسلمين وو ,,,
ولكن لم يكن مقدراً لذلك الصمت أن يدوم فقد هنّأهم خطيبنا العزيز ,, كل عام وانتم بخير يا ابناء الـ (...) كوكوش ,, يقصد المطربة الايرانية المعروفة حين ذاك,,, وطبعاً لم يفتْهم ان يردوا التحية بأحسن منها ,, كل عام .. يا ابناء الـ (... ) مي,,, المغنية العراقية الاستعراضية..!!
نفض الجميع الغبار الذي علق في الجباه اثر السجود على الارض الرملية , وتوجهوا الى مواقعهم ليعود التراشق من جديد, لكن ليس بالمغنيات والراقصات بل بالرشاشات الثقيلة هذه المرة
فهل شهد أحدكم أعزّائي عيدا اسعد ؟؟؟
كل عام وانتم بألف خير
القصه واقعيه سوى بعض الاضافات الضروريهً
خيّم الظلام سريعا تلك الّليله,,, وامتلأت النفوس حتى الثمالة بذلك الهم الثقيل الذي يجثم على القلوب فيجعلها تنبض برتابة ,,,وكأن العيد يذّكرنا بما يجب ان يكون.
بدأت الحركة تدب بين المواضع المتناثرة وخنادق القتال ,,,فالحركة في النهار شبه مستحيلة للجانبين حيث تكون منطقة الحرام كما يسميها العسكريون لا تتجاوز مدى الرؤية بالعين ,,احيانا.
انها ليلة العيد,, والارواح تطوف بعيدا هناك,, في شارع خطيبة عزيزه, او زوجة منتظره وطفل يوشك ان ينطق ,, بابا.
غيمة من الحزن حطّت على الجانبين, فللكل مشاعر وذكريات وقلب في صدر ,,وربما حبيبة لم تتسن رؤيتها في الاجازة الماضيه.
يا ترى كيف هم الان ؟,,هل يتذكروننا ,ام شغلتهم تحضيرات العيد وبهجته التي تجبر الانسان على السهر تحت اضوائها وبرامج التلفزيون والزيارات و,,,
انتصف الليل وانتهت الاعمال المعتادة ,, تحصين ما خرّبه القصف في النهار , وتوزيع الطعام والذخائر.
كان بين العلب الدبغية لون غريب ,,علبة لكل مجموعه بأوراق شفافة مزركشه تكاد تعلن عن نفسها رغم العتمة,, شيء مميز لا ينتمي الى المكان بوضوح..
,,, يمزّق الغلاف على عجاله فتظهر ورقه صغيره بلون زهري تنام برقّة فوق قطع الحلوى ,,كل عام وانتم بخير.
كان آمر التشكيل رجلا: صلبا كصخره,, لكنه يحمل تحت تلك البزة المرقطة :قلبا رقيقا كزهرة ياسمين.
رمى الجميع سجائرهم التي لم تفارق الشفاه تلك الليلة وبدأوا بتناول الحلوى التي طلبها الآمر من البصرة على حسابه الخاص ليصنع بها عيدا لجنوده في تلك الظروف الصعبة,,
بدا الصباح غريبا ,, فلم نتبادل في ذلك اليوم النار , او السباب حتى ,, فقد انشغلت مكبرات الصوت بالتكبير والتهليل في الجانبين احتفالاً بالعيد .
وكأن وقفا لإطلاق نار تلقائي, تم الإتفاق عليه
مرت الدقائق الاولى حذره والكل ينتظر , والظاهر هم ايضاً في الجانب المقابل كانوا يأملون مثلنا أن يكون ذلك اليوم أبيضاً .
دبَت الحركة وارتفعت أصوات الجنود بالتهاني والضحكات الهستيرية , والصفكة البصرية وبعض الاغاني السريعة بلحن خليجي ,,, سويعة وبدأت صلاة العيد ,, ألكل يصلي الا بعض الراصدين بمناظيرَهم المقربة .
كان الإخوة الأعداء أيضاً يصلّون , وعبر مكبرات الصوت بدأت خطبة العيد في المعسكرين, نسمعهم ويسمعون,,, تكبير وصلوات على الرسول الأكرم وبعض شؤون المسلمين وو ,,,
ولكن لم يكن مقدراً لذلك الصمت أن يدوم فقد هنّأهم خطيبنا العزيز ,, كل عام وانتم بخير يا ابناء الـ (...) كوكوش ,, يقصد المطربة الايرانية المعروفة حين ذاك,,, وطبعاً لم يفتْهم ان يردوا التحية بأحسن منها ,, كل عام .. يا ابناء الـ (... ) مي,,, المغنية العراقية الاستعراضية..!!
نفض الجميع الغبار الذي علق في الجباه اثر السجود على الارض الرملية , وتوجهوا الى مواقعهم ليعود التراشق من جديد, لكن ليس بالمغنيات والراقصات بل بالرشاشات الثقيلة هذه المرة
فهل شهد أحدكم أعزّائي عيدا اسعد ؟؟؟
كل عام وانتم بألف خير