م_علي
25-03-2012, 03:42 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://gareebtouse.com/vb/images/smilies/ga10.png
قال امير المؤمنين عليه السلام ( لو احبني جبل لتهافت )
حديثي عن هذه الكلمة الشريفة يدور في ثلاث نقاط :
النقطة الاولى :
الملابسات التاريخية لهذه الكلمة الشريفة.
النقطة الثانية :
منشأ حبنا لعلي ابن ابي طالب (ع)
النقطة الثالثة :
ابعاد هذه الكلمة الشريفة
النقطة الاولى :
هذه الكلمة قالها الامام علي (ع) بعد ماوصله خبر وفاة سهل ابن حنيف تالم الامام(ع) وقال : ( لواحبني جبل لتهافت ) .
وذلك لان سهل من خيرة اصحاب رسول الله (ص وآله) ومن البدريين وشارك مع الرسول (ص وآله) في كل حروبه ، وحتى في احد حينما فرّ جمع من اصحاب النبي (ص وآله) بقي سهل ملازما للرسول (ص وآله) وهو من اصحاب امير المؤمنين المقربين وقد جعله امير المؤمنين (ع) واليا على المدينة وطلبه معه في واقعة صفين ، وقد رافق امير المؤمنين (ع) في صفين ، وتحمل هم واقعة صفين مع امير المؤمنين واصحابه، وكما تعلمون بان واقعة صفين كادت ان توقع بمعاوية لولا انه لجأ الى الحيلة والمكر والخديعة والا فقد كان مالك الأشتر سيظفر بمعاوية ، ولكن معاوية لجأ الى عمرو ابن العاص قال له خلصنا مما وقعنا فيه .
فقال عمرو : نرفع المصاحف على رؤوس الرماح وننادي لاحكم الا لله . فرفعت المصاحف على رؤوس الأسنة ، وهنا انقلب جماعة كبيرة ممن كان مع امير المؤمنين (ع) وقالوا لاحكم الا لله .
فقال لهم امير المؤمنين ( كلمة حق يراد بها باطل ) فلم ينصاعوا إليه وأصروا عليه بان يأمر مالك بالرجوع . فارسل (ع) لمالك الأشتر أمره بان يرجع .
فقال له مالك ان الموضوع على وشك ان ينتهي .
فقال امير المؤمنين (ع) اليه قائلا : ان اردت سلامة امامك فارجع .
فرجع مالك واذا بالموازين مقلوبة والناس تنادي بالتحكيم بين علي ومعاوية .
وهنا أخذ القوم الذين انقلبوا على علي باختيار رجل يمثل جماعة علي (ع) فقال لهم امير المؤمنين (ع)هذا مالك الأشتر .
فقالوا لانريده فهو رجل متهور فتاك .
فقال هذا عبدالله ابن عباس حبر الامة فقالوا له هو ابن عمك ويجر النار الى قرصك .
فقال أمير المؤمنين (ع) لهم من تريدون ؟
فقالوا نريد ابوموسى الاشعري ‘ وقال أصحاب معاوية نريد عمرو ابن العاص ، فحصلت مهزلة التحكيم فاجتمع الرجلان واتفقا بان كل واحد ينزع صاحبه على المنبر امام الناس . ويترك للناس شأن اختيار خليفتهم .
فركب أبوموسى على المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال أني انزع صاحبي علي ابن ابي طالب كما انزع خاتمي هذا ونزل .
فركب عمرو ابن العاص فقال كما تعلمون بان صاحبكم قد نزع صاحبه .
وأما أنا فاني اثبت صاحبي معاوية كما اثبت خاتمي هذا ونزل من على المنبر .
وهنا ادرك الناس انها خدعة فانقسموا الى قسمين:
قسم خرج على امير المؤمنين (ع) وكون له حزبا لوحده وأخذوا يحاربون عليا وهؤلاء هم الخوارج .
وقسم بقي مع امير المؤمنين وحملها غصة في قلبه مثل سهل ابن حنيف حتى رجع الى الكوفة فوافته المنية سنة 38هجرية وأثنى عليه إلامام كثيرا وقال هذه الكلمة الشريفة .
هذا تمام الكلام في النقطة الاولى .
النقطة الثانية : ماهو اساس حبنا لعلي ابن ابي طالب(ع) ؟
الجواب : اساس محبتها لعلي ابن ابي طالب (ع) ناشئة من ثلاثة امور :
الامر الاول : الفطرة السليمة
حيث ان حب علي إيمان ، كما قال الرسول (ص وآله) حب علي إيمان وبغضه كفر. فكل مولود يولد على الفطرة ، ومن لوازمها حب امير المؤمنين (ع) .
الامر الثاني :
المنبت الحسن لإيفِ بغض عليا الا ابناء الحرام ، كما قال الرسول الكريم (ص وآله) لايحبك ياعلي الا مؤمن ، ولايبغضك الا خبث اصله وكان من ابليس نسله .
يقول عبد الله ابن عباس حبر الامة حينما قال الرسول (ص وآله) هذه الكلمة كان الرجل يقف على قارعة الطريق وبيده ولده الصغير فإذا مر علي (ع) قال الرجل لولده اتحب هذا وأشار لعلي .
فإذا قال الولد : بلى احبه ، اعتنق الرجل ولده وقال حقا انك ولدي .
وأما اذا قال الولد : لا احبه . قال الرجل لولده إلحق بامك فلست ولدي .
فحب علي معيار لمعرفة اولاد الحلال .
الامر الثالث :
الإحسان الممزوج بالإخلاص لله الذي تفجر من شخصية علي ابن ابي طالب (ع) جعل القلوب تتوجه الى حبه لان القلوب قد جبلت على حب من احسن اليها ، كما قال الرسول (ص وآله) هذا تمام الكلام في النقطة الثانية .
النقطة الثالثة :أبعاد كلمة الامام (ع)
من خلال تاملي القاصر لكلمة الامام عليه السلام وقفت على ثلاثة أبعاد وعنونها بثلاثة عناوين :
البعد الاول : عنونته بعنوان ( طهارة القلب بحب علي (ع)) .
البعد الثاني :عنونته بعنوان ( التضحية والفداء لعلي ) .
البعد الثالث :عنونته بعنوان ( الألم الجسدي لحب علي ) .
البعد الاول: يقول الإمام ( لواحبني جبل لتهافت ) التهافت بمعنى التفتت والتساقط .. فلو كان الانسان كالجبل في صلابته على موقفه في بغضه وحقده لعلي ابن ابي طالب (ع) وبعد ذلك ارعوى من جهله واحب عليا فان ذلك الغل الذي في قلبه يزول ويتهافت ويطهرقلبه بحب علي (ع) وذلك كرامة من كرامات حب علي (ع)
البعد الثاني :الانسان المحب لعلي هو كالجبل في شموخه وصلابته ، ويتمنى ان يتفتت ويتساقط فداء وتضحية لعلي (ع)
البعد الثالث : المحب لعلي (ع) حينما يعيش المحن التي انصبت على علي ابن ابي طالب(ع) ينهار جسديا ولايتحمل ولوكان جسده كالجبل ولكن يبقى قلبه متعلقا بعلي (ع) كما قد حصل لسهل ابن حنيف حينما رجع الى الكوفة وهو يحمل الم خيانة القوم لعلي (ع) حتى وافته المنية بغصته ، وهذ مما دعى عليا يقول فيه هذه الكلمة العظيمة.
والحمد لله رب العالمين
حديث الجمعة في مصلى النعيم
الشيخ سعيد السلاطنة
18رمضان 1432هجري . .
نسألكم الدعــاء
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://gareebtouse.com/vb/images/smilies/ga10.png
قال امير المؤمنين عليه السلام ( لو احبني جبل لتهافت )
حديثي عن هذه الكلمة الشريفة يدور في ثلاث نقاط :
النقطة الاولى :
الملابسات التاريخية لهذه الكلمة الشريفة.
النقطة الثانية :
منشأ حبنا لعلي ابن ابي طالب (ع)
النقطة الثالثة :
ابعاد هذه الكلمة الشريفة
النقطة الاولى :
هذه الكلمة قالها الامام علي (ع) بعد ماوصله خبر وفاة سهل ابن حنيف تالم الامام(ع) وقال : ( لواحبني جبل لتهافت ) .
وذلك لان سهل من خيرة اصحاب رسول الله (ص وآله) ومن البدريين وشارك مع الرسول (ص وآله) في كل حروبه ، وحتى في احد حينما فرّ جمع من اصحاب النبي (ص وآله) بقي سهل ملازما للرسول (ص وآله) وهو من اصحاب امير المؤمنين المقربين وقد جعله امير المؤمنين (ع) واليا على المدينة وطلبه معه في واقعة صفين ، وقد رافق امير المؤمنين (ع) في صفين ، وتحمل هم واقعة صفين مع امير المؤمنين واصحابه، وكما تعلمون بان واقعة صفين كادت ان توقع بمعاوية لولا انه لجأ الى الحيلة والمكر والخديعة والا فقد كان مالك الأشتر سيظفر بمعاوية ، ولكن معاوية لجأ الى عمرو ابن العاص قال له خلصنا مما وقعنا فيه .
فقال عمرو : نرفع المصاحف على رؤوس الرماح وننادي لاحكم الا لله . فرفعت المصاحف على رؤوس الأسنة ، وهنا انقلب جماعة كبيرة ممن كان مع امير المؤمنين (ع) وقالوا لاحكم الا لله .
فقال لهم امير المؤمنين ( كلمة حق يراد بها باطل ) فلم ينصاعوا إليه وأصروا عليه بان يأمر مالك بالرجوع . فارسل (ع) لمالك الأشتر أمره بان يرجع .
فقال له مالك ان الموضوع على وشك ان ينتهي .
فقال امير المؤمنين (ع) اليه قائلا : ان اردت سلامة امامك فارجع .
فرجع مالك واذا بالموازين مقلوبة والناس تنادي بالتحكيم بين علي ومعاوية .
وهنا أخذ القوم الذين انقلبوا على علي باختيار رجل يمثل جماعة علي (ع) فقال لهم امير المؤمنين (ع)هذا مالك الأشتر .
فقالوا لانريده فهو رجل متهور فتاك .
فقال هذا عبدالله ابن عباس حبر الامة فقالوا له هو ابن عمك ويجر النار الى قرصك .
فقال أمير المؤمنين (ع) لهم من تريدون ؟
فقالوا نريد ابوموسى الاشعري ‘ وقال أصحاب معاوية نريد عمرو ابن العاص ، فحصلت مهزلة التحكيم فاجتمع الرجلان واتفقا بان كل واحد ينزع صاحبه على المنبر امام الناس . ويترك للناس شأن اختيار خليفتهم .
فركب أبوموسى على المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال أني انزع صاحبي علي ابن ابي طالب كما انزع خاتمي هذا ونزل .
فركب عمرو ابن العاص فقال كما تعلمون بان صاحبكم قد نزع صاحبه .
وأما أنا فاني اثبت صاحبي معاوية كما اثبت خاتمي هذا ونزل من على المنبر .
وهنا ادرك الناس انها خدعة فانقسموا الى قسمين:
قسم خرج على امير المؤمنين (ع) وكون له حزبا لوحده وأخذوا يحاربون عليا وهؤلاء هم الخوارج .
وقسم بقي مع امير المؤمنين وحملها غصة في قلبه مثل سهل ابن حنيف حتى رجع الى الكوفة فوافته المنية سنة 38هجرية وأثنى عليه إلامام كثيرا وقال هذه الكلمة الشريفة .
هذا تمام الكلام في النقطة الاولى .
النقطة الثانية : ماهو اساس حبنا لعلي ابن ابي طالب(ع) ؟
الجواب : اساس محبتها لعلي ابن ابي طالب (ع) ناشئة من ثلاثة امور :
الامر الاول : الفطرة السليمة
حيث ان حب علي إيمان ، كما قال الرسول (ص وآله) حب علي إيمان وبغضه كفر. فكل مولود يولد على الفطرة ، ومن لوازمها حب امير المؤمنين (ع) .
الامر الثاني :
المنبت الحسن لإيفِ بغض عليا الا ابناء الحرام ، كما قال الرسول الكريم (ص وآله) لايحبك ياعلي الا مؤمن ، ولايبغضك الا خبث اصله وكان من ابليس نسله .
يقول عبد الله ابن عباس حبر الامة حينما قال الرسول (ص وآله) هذه الكلمة كان الرجل يقف على قارعة الطريق وبيده ولده الصغير فإذا مر علي (ع) قال الرجل لولده اتحب هذا وأشار لعلي .
فإذا قال الولد : بلى احبه ، اعتنق الرجل ولده وقال حقا انك ولدي .
وأما اذا قال الولد : لا احبه . قال الرجل لولده إلحق بامك فلست ولدي .
فحب علي معيار لمعرفة اولاد الحلال .
الامر الثالث :
الإحسان الممزوج بالإخلاص لله الذي تفجر من شخصية علي ابن ابي طالب (ع) جعل القلوب تتوجه الى حبه لان القلوب قد جبلت على حب من احسن اليها ، كما قال الرسول (ص وآله) هذا تمام الكلام في النقطة الثانية .
النقطة الثالثة :أبعاد كلمة الامام (ع)
من خلال تاملي القاصر لكلمة الامام عليه السلام وقفت على ثلاثة أبعاد وعنونها بثلاثة عناوين :
البعد الاول : عنونته بعنوان ( طهارة القلب بحب علي (ع)) .
البعد الثاني :عنونته بعنوان ( التضحية والفداء لعلي ) .
البعد الثالث :عنونته بعنوان ( الألم الجسدي لحب علي ) .
البعد الاول: يقول الإمام ( لواحبني جبل لتهافت ) التهافت بمعنى التفتت والتساقط .. فلو كان الانسان كالجبل في صلابته على موقفه في بغضه وحقده لعلي ابن ابي طالب (ع) وبعد ذلك ارعوى من جهله واحب عليا فان ذلك الغل الذي في قلبه يزول ويتهافت ويطهرقلبه بحب علي (ع) وذلك كرامة من كرامات حب علي (ع)
البعد الثاني :الانسان المحب لعلي هو كالجبل في شموخه وصلابته ، ويتمنى ان يتفتت ويتساقط فداء وتضحية لعلي (ع)
البعد الثالث : المحب لعلي (ع) حينما يعيش المحن التي انصبت على علي ابن ابي طالب(ع) ينهار جسديا ولايتحمل ولوكان جسده كالجبل ولكن يبقى قلبه متعلقا بعلي (ع) كما قد حصل لسهل ابن حنيف حينما رجع الى الكوفة وهو يحمل الم خيانة القوم لعلي (ع) حتى وافته المنية بغصته ، وهذ مما دعى عليا يقول فيه هذه الكلمة العظيمة.
والحمد لله رب العالمين
حديث الجمعة في مصلى النعيم
الشيخ سعيد السلاطنة
18رمضان 1432هجري . .
نسألكم الدعــاء