ghada
31-03-2012, 12:21 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليهما السلام)
اسمها ونسبها :
زينب بنت ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أمها سيدة نساء العالمين ، فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي( صلى الله عليه وآله).
ولادتها :
ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من جمادي الأول في السنة الخامسةللهجرة .
سيرتها وفضائلها :
كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، و فهِمة غير مفهمة ، عاقلة ، لبيبة ، جزلة ، و كانت في فصاحتها و زهدها و عبادتها كأبيها أمير المؤمنين و أمهاالزهراء (عليهما السلام).
اتصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، و أوصاف جليلة ، و خصال حميدة ، و شيم سعيدة، و مفاخر بارزة ، و فضائل طاهرة .
حدثت عن أمها الزهراء ( عليها السلام ) ، و كذلك عن اسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمد بن عمرو ، و عطاء بن السائب ، و فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام)، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و عَبَّاد العامري .
عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجد ، شأنها في ذلك شأن جدها الرسول (صلى الله عليه وآله ) ، و أهل البيت ( عليهم السلام)
و روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله
«ما رأيت عمتي تصلي الليل عن جلوس ، إلا ليلة الحادي عشر» .
أي أنها ما تركت تهجدها و عبادتها المستحبة ، حتى تلك الليلة الحزينة ، بحيث ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء ، قال لها : « يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل
و ذكر بعض أهل السِيَر ، أن زينب ( عليها السلام ) ، كان لها مجلس خاص لتفسير
القرآن الكريم ، تحضره النساء ، و ان دعاءها ، كان مستجاباً .
أم المصائب :
سُميت أم المصائب ، و حق لها أن تسمى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدهاالنبي (صلى الله عليه وآله) ، و أمها الزهراء ( عليها السلام ) ، و شهادة أبيها أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، و مصيبة أخيهاالحسن ( عليه السلام ) ، و أخيراً المصيبةالعظمى ، و هي شهادة أخيها الحسين ( عليه السلام ) ، في واقعة الطف مع باقي الشهداء رضوان الله عليهم
أخبارها في كربلاء :
كان لها ( عليها السلام ) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن ، فهي التي كانت تشفي العليل ، و تراقب أحوال أخيها الحسين ( عليه السلام) ساعةً فساعة .
و تخاطبه ، و تسأله عند كل حادث ، وهي التي كانت تدبر أمر العيال و الأطفال ، و تقوم في ذلك مقام الرجال .
و الذي يلفت النظر ، أنها في ذلك الوقت كانت متزوجة بعبد الله بن جعفر ،فاختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها ، و زوجها راضٍ بذلك ، و قد أمر ولديه بلزوم خالهما و الجهاد بين يديه ، فمن كان لها أخ مثل الحسين ( عليه السلام ) ، و هي بهذاالكمال الفائق ، فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها .
و روي أنه لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم بعد مقتل الإمام الحسين (عليهالسلام) ، حمل ابن سعد النساء ، فمروا بهن على مصرع الحسين ( عليه السلام ) ، فندبت زينب (عليها السلام ) أخاها ، و هي تقول :
«بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى ، بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ، و لا جريح فيُداوى ، بأبي مَن نفسي له الفدا ء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ،بأبي مَن شيبته تقطر بالدما ، بأبي مَن جده رسول إله السماء ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى » .
أخبارها في الكوفة :
لما جيء بسبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الكوفة بعد واقعة الطف أخذ أهل الكوفة ، ينوحون ، و يبكون ، فقال بشر بن خزيم الأسدي :
و نظرتُ إلى زينب بنت علي ( عليهما السلام ) يومئذ ، فلم أرَ خَفِرة ( عفيفة) أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قد أومأتْ إلى الناس ، أن اسكتوا فارتدتْ الأنفاس ، و سكنتْ الأجراس ، ثم قالت :
«الحمد الله و الصلاة على محمد و آله الطاهرين ، يا أهل الكوفة يا أهل الختل و الغدر ، أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا قطعت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة ، أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، ألا و هل فيكم إلا الصلف النطف …»
، إلى آخر الخطبة الشريفة ، و هي معروفة .
أخبارها في الشام :
أرسل ابن زياد ، زينب ( عليها السلام ) مع سبايا آل البيت ( عليهم السلام) بناءً على طلب يزيد و معهم رأس الحسين ( عليه السلام ) و باقي الرؤوس ، فعندمادخلوا على يزيد دعا برأس الحسين ( عليه السلام ) ، فوضع بين يديه ، فلما رأت زينب(عليها السلام ) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب : « يا حسيناه ، ياحبيب رسول الله ، يا ابن فاطمة الزهراء ».
فأبكت جميع الحاضرين في المجلس و يزيد ساكت .
و روي ، أن يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام)، بقضيب خيزران ، قامت له زينب في ذلك المجلس ، و خطبت قائلة :
«الحمد لله رب العالمين و صلى الله على رسوله و آله أجمعين ، أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، و آفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إنبنا هواناً على الله ، و بك عليه كرامة ، و إن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إمائك وسوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، و أبدَيتَوجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد » .
وفاتها :
توفيت أم المصائب زينب ( عليها السلام ) في سنة ( 62 هـ ) ، واختُلِفَ في محل دفنها ، فمنهم من قال في
مصر ، و منهم من قال في الشام ، و منهم من قال في المدينة .السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليهما السلام) .
بعض كرامات زينب الکبري(ع) الجارية مجرى المعجزات
الكرامات المروية عن زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام والمنقولة في الكتب العربية والفارسية كثيرة، ونحن اعتمدنا في كتابنا هذا على أمور حصل عندنا القطع بصحتّها.
- فمن ذلك: تسخير الأسد لها صلوات الله عليهاقال الفاضل في الأسرار: لما قتل الحسين عليه السلام أمر عمر بن سعد لعنه الله أن تطأ الخيل عليه غداً، فسمعت جارية الحسين عليه السلام، فحكت لزينب أخته فقالت: ما الحيلة؟ قالت زينب: إنّ (سفينة)، عبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نجّاه الأسد على ظهره لما قال له: أنا عبد رسول الله، وسمعت أنّ في هذه الجزيرة أسداً، فامضي إليه فقولي له: إنّ عسكر ابن سعد يريدون غداً أن يطئوا بخيولهم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فهل أنت تاركهم؟ فلمّا مَضتْ إليه الجارية وقالت ما قالته زينب، إلى قولها: فهل
أنت تاركهم؟ أشار برأسه: لا، فلمّا كان الغد أقبل الأسد يأزّ أزّاً، والعسكر واقف، فظنّ ابن سعد أنّه جاء يأكل من لحوم الموتى، فقال: دعوه نرى ما يصنع، فأقبل يدور حول القتلى حتّى وقف على جسد الحسين عليه السلام، فوضع يده على صدره، وجعل يمرّغ خده بدمه ويبكي، فلم يجسر أحد أن يقربه فقال ابن سعد: فتنة فلا تهيّجوها، فانصرفوا عنه.
ومن ذلك: استجابة دعائهاقال أبو إسحاق الإسفرائيني في كتاب نور العين في مشهد الحسين: روي عن زينب أُخت الحسين عليه السلام عند هجوم القوم على الخيام أنّها قالت: دخل علينا رجال وفيهم رجل أزرق العيون، فأخذ كلّ ما كان في خيمتنا الّتي كنّا مجتمعين فيها، إلى أن قالت: فقلت له: قطع الله يديك ورجليك، وأذاقك الله النار في الدنيا قبل الآخرة: قال: فما كان إلاّ قليل حتّى ظهر المختار الثقفي طالباً بثار الحسين عليه السلام، فوقع في يده ذلك الرجل- وهو خولي بن يزيد الأصبحي – فقال المختار: ما فعلت بعد قتل الحسين؟ فذكر أفعاله التي فعلها ودعوتها عليه،
فقطع المختار يديه ورجليه وأحرقه بالنار. - ومن ذلك: ما رواه أرباب المقاتل وغيرهم: أنّ شاميّاً تعرّض لفاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام، فدعَتْ عليه زينب عليها السلام بقولها: قطع الله لسانك وأعمى عينيك وأيبس يديك، فأجاب الله دعاءها في ذلك الرجل، فقالت: الحمد لله الّذي عجّل لكَ العقوبة في الدنيا قبل الآخرة. - ومن ذلك: أنها أنها حين وقفت على أخيها الحسين عليه السلام في مصرعه كُشِفَ عن بصرها، فرأت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واقفاً في المعركة وقد قبض على كريمته الشريفة ودموعه تجري على خدّيه، فنادت: يا جدّاه يا رسول الله، هذا
حسينك بالعراء …. الخ.
ولهذا الخبر مؤيدات:منها: ما في البحار عن الصادق عليه السلام: أن الحسين عليه السلام لما قتل أتاهم آت وهم في العسكر، فصرخ فزبر، فقال لهم: وكيف لا أصرخ ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائم ينظر إلى الأرض مرة وينظر إلى حزبكم مرة، وأنا أخاف أن يدعو الله على أهل الأرض فأهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا انسان مجنون، فقال التوابون: تالله ما صنعنا بأنفسنا، قتلنا لابن سميّة شباب أهل الجنّة، فخرجوا على عبيد الله بن زياد، فكان من أمرهم ما كان، قلت: جُعلتُ فداكَ من هذا الصارخ؟ قال: ما نراه ألا جبرائيل، أما إنّه لو أُذن له فيهم لصاح صيحةً تخطف
منها أرواحهم من أبدانهم إلى النار، ولكن أمهل لهم ليزدادوا إثماَ ولهم عذاب أليم. - ومنها: خبر الطرمّاح وحاصله: أنّ الطرمّاح بعدما جرح ووقع في القتلى رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عند جسد الحسين عليه السلام وهو ينادي: يا ولدي قتلوكَ، أتراهم ما عرفوكَ؟! ومن شرب الماء منعوك، ما أجرأهم على الله، الخبر. - ومن ذلك: ما نقله جماعة من الناس: أن امرأة من الكوفة تسمّى أمّ هجام أهانت رأس الحسين عليه السلام عند المرور به على قصرها، فدعت زينب على قصرها بالهجوم، فوقع القصر في الحال وهلك مَن فيه، وكانت هذه الإِمرأة الخبيثة من نساء الخوارج.
اسالكم الدعاء
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليهما السلام)
اسمها ونسبها :
زينب بنت ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أمها سيدة نساء العالمين ، فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي( صلى الله عليه وآله).
ولادتها :
ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من جمادي الأول في السنة الخامسةللهجرة .
سيرتها وفضائلها :
كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، و فهِمة غير مفهمة ، عاقلة ، لبيبة ، جزلة ، و كانت في فصاحتها و زهدها و عبادتها كأبيها أمير المؤمنين و أمهاالزهراء (عليهما السلام).
اتصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، و أوصاف جليلة ، و خصال حميدة ، و شيم سعيدة، و مفاخر بارزة ، و فضائل طاهرة .
حدثت عن أمها الزهراء ( عليها السلام ) ، و كذلك عن اسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمد بن عمرو ، و عطاء بن السائب ، و فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام)، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و عَبَّاد العامري .
عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجد ، شأنها في ذلك شأن جدها الرسول (صلى الله عليه وآله ) ، و أهل البيت ( عليهم السلام)
و روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله
«ما رأيت عمتي تصلي الليل عن جلوس ، إلا ليلة الحادي عشر» .
أي أنها ما تركت تهجدها و عبادتها المستحبة ، حتى تلك الليلة الحزينة ، بحيث ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء ، قال لها : « يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل
و ذكر بعض أهل السِيَر ، أن زينب ( عليها السلام ) ، كان لها مجلس خاص لتفسير
القرآن الكريم ، تحضره النساء ، و ان دعاءها ، كان مستجاباً .
أم المصائب :
سُميت أم المصائب ، و حق لها أن تسمى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدهاالنبي (صلى الله عليه وآله) ، و أمها الزهراء ( عليها السلام ) ، و شهادة أبيها أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، و مصيبة أخيهاالحسن ( عليه السلام ) ، و أخيراً المصيبةالعظمى ، و هي شهادة أخيها الحسين ( عليه السلام ) ، في واقعة الطف مع باقي الشهداء رضوان الله عليهم
أخبارها في كربلاء :
كان لها ( عليها السلام ) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن ، فهي التي كانت تشفي العليل ، و تراقب أحوال أخيها الحسين ( عليه السلام) ساعةً فساعة .
و تخاطبه ، و تسأله عند كل حادث ، وهي التي كانت تدبر أمر العيال و الأطفال ، و تقوم في ذلك مقام الرجال .
و الذي يلفت النظر ، أنها في ذلك الوقت كانت متزوجة بعبد الله بن جعفر ،فاختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها ، و زوجها راضٍ بذلك ، و قد أمر ولديه بلزوم خالهما و الجهاد بين يديه ، فمن كان لها أخ مثل الحسين ( عليه السلام ) ، و هي بهذاالكمال الفائق ، فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها .
و روي أنه لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم بعد مقتل الإمام الحسين (عليهالسلام) ، حمل ابن سعد النساء ، فمروا بهن على مصرع الحسين ( عليه السلام ) ، فندبت زينب (عليها السلام ) أخاها ، و هي تقول :
«بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى ، بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ، و لا جريح فيُداوى ، بأبي مَن نفسي له الفدا ء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ،بأبي مَن شيبته تقطر بالدما ، بأبي مَن جده رسول إله السماء ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى » .
أخبارها في الكوفة :
لما جيء بسبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الكوفة بعد واقعة الطف أخذ أهل الكوفة ، ينوحون ، و يبكون ، فقال بشر بن خزيم الأسدي :
و نظرتُ إلى زينب بنت علي ( عليهما السلام ) يومئذ ، فلم أرَ خَفِرة ( عفيفة) أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قد أومأتْ إلى الناس ، أن اسكتوا فارتدتْ الأنفاس ، و سكنتْ الأجراس ، ثم قالت :
«الحمد الله و الصلاة على محمد و آله الطاهرين ، يا أهل الكوفة يا أهل الختل و الغدر ، أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا قطعت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة ، أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، ألا و هل فيكم إلا الصلف النطف …»
، إلى آخر الخطبة الشريفة ، و هي معروفة .
أخبارها في الشام :
أرسل ابن زياد ، زينب ( عليها السلام ) مع سبايا آل البيت ( عليهم السلام) بناءً على طلب يزيد و معهم رأس الحسين ( عليه السلام ) و باقي الرؤوس ، فعندمادخلوا على يزيد دعا برأس الحسين ( عليه السلام ) ، فوضع بين يديه ، فلما رأت زينب(عليها السلام ) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب : « يا حسيناه ، ياحبيب رسول الله ، يا ابن فاطمة الزهراء ».
فأبكت جميع الحاضرين في المجلس و يزيد ساكت .
و روي ، أن يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام)، بقضيب خيزران ، قامت له زينب في ذلك المجلس ، و خطبت قائلة :
«الحمد لله رب العالمين و صلى الله على رسوله و آله أجمعين ، أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، و آفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إنبنا هواناً على الله ، و بك عليه كرامة ، و إن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إمائك وسوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، و أبدَيتَوجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد » .
وفاتها :
توفيت أم المصائب زينب ( عليها السلام ) في سنة ( 62 هـ ) ، واختُلِفَ في محل دفنها ، فمنهم من قال في
مصر ، و منهم من قال في الشام ، و منهم من قال في المدينة .السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليهما السلام) .
بعض كرامات زينب الکبري(ع) الجارية مجرى المعجزات
الكرامات المروية عن زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام والمنقولة في الكتب العربية والفارسية كثيرة، ونحن اعتمدنا في كتابنا هذا على أمور حصل عندنا القطع بصحتّها.
- فمن ذلك: تسخير الأسد لها صلوات الله عليهاقال الفاضل في الأسرار: لما قتل الحسين عليه السلام أمر عمر بن سعد لعنه الله أن تطأ الخيل عليه غداً، فسمعت جارية الحسين عليه السلام، فحكت لزينب أخته فقالت: ما الحيلة؟ قالت زينب: إنّ (سفينة)، عبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نجّاه الأسد على ظهره لما قال له: أنا عبد رسول الله، وسمعت أنّ في هذه الجزيرة أسداً، فامضي إليه فقولي له: إنّ عسكر ابن سعد يريدون غداً أن يطئوا بخيولهم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فهل أنت تاركهم؟ فلمّا مَضتْ إليه الجارية وقالت ما قالته زينب، إلى قولها: فهل
أنت تاركهم؟ أشار برأسه: لا، فلمّا كان الغد أقبل الأسد يأزّ أزّاً، والعسكر واقف، فظنّ ابن سعد أنّه جاء يأكل من لحوم الموتى، فقال: دعوه نرى ما يصنع، فأقبل يدور حول القتلى حتّى وقف على جسد الحسين عليه السلام، فوضع يده على صدره، وجعل يمرّغ خده بدمه ويبكي، فلم يجسر أحد أن يقربه فقال ابن سعد: فتنة فلا تهيّجوها، فانصرفوا عنه.
ومن ذلك: استجابة دعائهاقال أبو إسحاق الإسفرائيني في كتاب نور العين في مشهد الحسين: روي عن زينب أُخت الحسين عليه السلام عند هجوم القوم على الخيام أنّها قالت: دخل علينا رجال وفيهم رجل أزرق العيون، فأخذ كلّ ما كان في خيمتنا الّتي كنّا مجتمعين فيها، إلى أن قالت: فقلت له: قطع الله يديك ورجليك، وأذاقك الله النار في الدنيا قبل الآخرة: قال: فما كان إلاّ قليل حتّى ظهر المختار الثقفي طالباً بثار الحسين عليه السلام، فوقع في يده ذلك الرجل- وهو خولي بن يزيد الأصبحي – فقال المختار: ما فعلت بعد قتل الحسين؟ فذكر أفعاله التي فعلها ودعوتها عليه،
فقطع المختار يديه ورجليه وأحرقه بالنار. - ومن ذلك: ما رواه أرباب المقاتل وغيرهم: أنّ شاميّاً تعرّض لفاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام، فدعَتْ عليه زينب عليها السلام بقولها: قطع الله لسانك وأعمى عينيك وأيبس يديك، فأجاب الله دعاءها في ذلك الرجل، فقالت: الحمد لله الّذي عجّل لكَ العقوبة في الدنيا قبل الآخرة. - ومن ذلك: أنها أنها حين وقفت على أخيها الحسين عليه السلام في مصرعه كُشِفَ عن بصرها، فرأت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واقفاً في المعركة وقد قبض على كريمته الشريفة ودموعه تجري على خدّيه، فنادت: يا جدّاه يا رسول الله، هذا
حسينك بالعراء …. الخ.
ولهذا الخبر مؤيدات:منها: ما في البحار عن الصادق عليه السلام: أن الحسين عليه السلام لما قتل أتاهم آت وهم في العسكر، فصرخ فزبر، فقال لهم: وكيف لا أصرخ ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائم ينظر إلى الأرض مرة وينظر إلى حزبكم مرة، وأنا أخاف أن يدعو الله على أهل الأرض فأهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا انسان مجنون، فقال التوابون: تالله ما صنعنا بأنفسنا، قتلنا لابن سميّة شباب أهل الجنّة، فخرجوا على عبيد الله بن زياد، فكان من أمرهم ما كان، قلت: جُعلتُ فداكَ من هذا الصارخ؟ قال: ما نراه ألا جبرائيل، أما إنّه لو أُذن له فيهم لصاح صيحةً تخطف
منها أرواحهم من أبدانهم إلى النار، ولكن أمهل لهم ليزدادوا إثماَ ولهم عذاب أليم. - ومنها: خبر الطرمّاح وحاصله: أنّ الطرمّاح بعدما جرح ووقع في القتلى رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عند جسد الحسين عليه السلام وهو ينادي: يا ولدي قتلوكَ، أتراهم ما عرفوكَ؟! ومن شرب الماء منعوك، ما أجرأهم على الله، الخبر. - ومن ذلك: ما نقله جماعة من الناس: أن امرأة من الكوفة تسمّى أمّ هجام أهانت رأس الحسين عليه السلام عند المرور به على قصرها، فدعت زينب على قصرها بالهجوم، فوقع القصر في الحال وهلك مَن فيه، وكانت هذه الإِمرأة الخبيثة من نساء الخوارج.
اسالكم الدعاء