أبو حيدر11
01-04-2012, 11:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/12932716575.jpg (http://c.shia4up.net/)
خطاب المرجع جواد التبريزي بخصوص شهادة الزهراء (ع) و الإنكار على تشكيك بعض المضلين!
نص ترجمة خطاب سماحة آية الله العظمي الميرزا جواد التبريزي في درس خارج الفقه صباح يوم 12 جمادي الأولي 1418 ه.ق بخصوص شهادة الزهراء (ع) و الإنكار علي تشكيك بعض المضلين!
...و عندما بلغ بنا الكلام إلي هذا الموضع فإنني سأتعرض لأمر صار محل ابتلاء في زماننا هذا ، فالبعض يظن و الآخر يتعمد في أن يصوّر أن التآلف و المماشاة مع العامة – و هم إخواننا في الدين و يجب أن نعتبر حقوقهم محترمة ، و أموالهم محترمة ، و هم مسلمون و إخوة في الدين – يعني رفع اليد عن عقائدنا الشيعية . (و لقدسعي) البعض جهلا و البعض الآخر عن عمد وقصد ضالا و مضلا (تحريف) عقائد الشيعة ، هذه العقائد التي عاني أصحاب الأئمة (ع) و علماؤنا المصاعب (الجمة) طوال الأزمنة للحفاظ عليها ، و هي أساس التشيع . (إن هؤلاء يحرفون) أولئك الشباب الذين لا اطلاع لهم و لافحص لديهم في حقائق المسائل الدينية و تاريخ الإسلام ، و لا معرفة لديهم بالمباني (والأسس) التي يجب أن تؤخذ منها المطالب (والعقائد الحقة) . إن هؤلاء (المضلين) يتحدثون بأمور (لمجرد أن) يستسيغها و يتقبلها أولئك الشباب (غير المطلعين) ، و بدلا من أن يبينوا الحقائق ليتعلم منها شباب الشيعة فإنهم (يحرفون) شباب الشيعة أنفسهم !! إن طريقة ترويج مذهب الشيعة كانت قائمة علي بيان الحقائق و في كل فرصة مناسبة باللسان اللين (وبالأسلوب الأمثال) ، أما في المواضع التي لا تكون كذلك فإن الواجب هو الإمساك و التحرز عن التحدث . و هؤلاء (المضلون) بدلا أن يوصلوا عقائد الشيعة و يبينوا أدلتها و مداركها فإنهم – وفضلا عن حيدتهم الشخصية في عقائد الشيعة – يلقون هؤلاء الناس المساكين في الضلالة . إن قضية التشيع و ما يقوله الشيعة واضحة جدا ، فلو كان لأي شخص وصية ما (فإن وصية) رسول الله صلي الله عليه و آله باتفاق الفريقين هي : "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض " ، و نحن نأخذ فيما يرجع إلي الإسلام من الأئمة (ع) . و من الأدلة القاطعة للشيعة التي لا مجال للخدشة فيها ولا يمكن أن يقطع فيها الجهل وعمي البصيرة – لمن كانت له بصيرة! – هو ما يتعلق بفاطمة الزهراء سلام الله عليها ، ففاطمة الزهراء (ع) كان لها مقام و منزلة (رفيعة) عند الله عزوجل ، فقد روي الشيخ الكليني قدس الله نفسه الشريفة في الكافي بسند صحيح إن جبرائيل (ع) كان ينزل بعد رسول الله (ص) علي فاطمة الزهراء (ع) ، و كان يحدّثها بما سيجري علي ذريتها ، و كان علي بن أبي طالب (ع) يكتب ذلك .(الكافي ج1 ص241 ح5.) و لقد أكثر رسول الله (ص) من الوصية بابنته ، (ولكن) هذه البنت توفيت بعد خمسة وسبعين يوما من وفاة أبيها ، و دفنوها في الليل ، وغسلوها في الليل (يتعالي صوت البكاء) فماذا حدث في هذا الظلام ؟ فلو كان للمودة في القربي قدر متيقن فهو فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، فما الذي حدث بحيث دفنت في الليل و أخفي قبرها ؟ إن هذا آية للجميع ، فقد تم علي أساس الحكمة ، ففاطمة الزهراء سلام الله عليها (أوصت بذلك) في وصيتها و عمل المولي أمير المؤمنين (ع) بتلك الوصية بحذافيرها ، و هذا (العمل إنما كان لغرض) إقامة الحجة علي الأجيال اللاحقة لكي تفكر في ذلك ، و لماذا كان قبرها مخفيا . فالكليني ينقل رواية صحيحة عن الإمام موسي بن جعفر (ع) بثلاث وسائط فقط ، فقد روي عن محمد بن يحيی، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر أخ الإمام ، عن موسي بن جعفر عليه السلام : " إن فاطمه صديقة شهيدة " . (الكافي ج1 ص45 ح2.) إنها صديقة شهيدة . (بكاء الحضور) إن الزهراء (ع) كانت تبيين مقام علي بن أبي طالب (ع) ، و كانت تقول إن بعلي قدم الخدمات الجليلة (للإسلام) ، و أخبرت أن الحق معه ، " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، و لن يفترقا" . إن فاطمة الزهراء (ع) كانت صديقة شهيدة ، و لاحظوا ف بلك الرواية التي رواها الكليني ، (الكافي ج1 ص458 باب مولد الزهراء ح3) و جاء فيها ان مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه عندما دفن فاطمة الزهراء (ع) حول وجهه نحو قبر رسول الله (ص) و قال : " قل يا رسول الله عن صفيتك صبري " ، (يعلو صوت البكاء) فعلي بن ابي طالب (ع) الذي صبر خمسا وعشرين سنة ، وهو الذي قال : "صبرت و في العين قذي و في الحلق شجي" ، و هو الذي صبر في القتال و الجهاد ، يقول بعد وفاة فاطمة الزهراء (ع) :" قل يا رسول الله صبري " ، ثم يقول في النفس هذه الرواية : " و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي هضمها " ، (ترتفع أصوات البكاء) التفتوا جيدا إلي ما سأقول ، لقد فسروا الهضم بالظلم ، و الهضم في أصله بمعني النقص ، و عندما ينقصون شيئا من شخص فهذا ظلم له ، و النقص تارة يرد علي الحق فيقال هضمها حقها كما في غصب فدك ، لا ، (ولكن الهضهم هنا لم يكن كذلك) فقد أسند الهضم هنا إلي نفس الزهراء (ع) ، فإذا ضممنا هذا إلي قول ولدها موسي بن جعفر (ع) : " فاطمة صديقة الشهيدة" ، فماذا ستكون النتيجة ؟ ولكن ظهر أشخاص و بعضهم معممون و منتسبون للسادات ، (ذرية النبي صلي الله عليه و آله و سلم) فهؤلاء ينكرون (شهادة الزهراء عليها السلام) يعني ينكرون قول موسي بن جعفر (ع) من أنها صديقة شهيدة ، فاحذروا ونبّهوا غيركم ! و قد سمعت – و إن شاأالله لا يكون الأمر كذلك – إنهم في هذه الحوزة العلمية يريدون أن يعقدوا مجلسا باسم شهيد عظيم و أن يدعوا ذلك الشخص الضال المضل ليخطب (في تلك الجلسة) ، و نسأل الله أن لا يتم الأمر بهذه النحو ، فهذه الحوزة هي ركن التشييع ، و الحوزة هي المكلفة بحفظ التشيع ، و هؤلاء الذين هم علي هذه الحال (من الضلال) يجب أن لا يتخذ معهم هذا النوع من التعامل في الحوزة بحيث ينعكس الأمر عند الشباب و يكون دليلا لهم (علي حسن حاله) ، ويقال إن مثل هذا الشخص ذهب إلي الحوزة و كانت له جلالة (و احترام) في مجلس ابن السيد الخميني رضوان الله عليه ، فقد جعلوا ذلك الشهيد العظيم (السيد مصطفي الخميني) قميص عثمان و هو الذي خدم الإسلام و الشيعة و هذا البلد ، إنهم يريدون أن يعقدوا باسم هذا الشهيد مجلسا (مؤتمرا) ليأتي مثل هؤلاء الأشخاص (المضلين) و يحاضروا . إنني أقول والله شاهد علي ما أقول إن قلوبنا مليئة بالدم ، فهؤلاء يفسدون عقائد الشباب ، و الرسائل التي تصل إلينا من الخارج جعلتنا في حيرة من الأمر . إن الترويج لأولئك فيه إشكال شرعي و غير جائز إلا أن يعود هذا الشخص و يقول إن ما قلته من الكلام كان اشتباها ، و لا عيب في ذلك فالإنسان غير معصوم ، وحينها سيكون أخا لنا و شخصا كبيرا ، ولكنه ما دام باقيا علي حاله فلا . لقد قلنا إننا نريد الإتحاد و لكن ليس بالشكل الذي نحذف فيه عقائد الشيعة و نبطلها ، كلا فنحن لا نريد الإتحاد بهذا النحو، و إن إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) يتألم قلبه من ذلك ، و إن ما نصبو إليه هو التآلف . و لقد ذكرنا في أول حديثنا إن الأسلوب الذي ينبغي أن يبلغ الإنسان فيه هو (الأسلوب الأمثل) و "جادلهم بالتي هي أحسن" ، وهذا الأسلوب و الخطاب شامل للكفار فضلا عن أخواننا في الدين . إن أكثر هؤلاء المخالفين قاصرون ولا يعلمون (الحقيقة) ، و لقد سافرت كثيرا للتبليغ إلي شمال العراق حيث يمتزج السنة بالشيعة ، و ذات يوم سألت سنيا : ماهو مذهبك ؟ فأجاب : حنفي ، فقلت له : هل إن إسم أبي حنيفة مذكور في القرآن ؟ فقال : بالطبع ! و يجب أن يذكر اسمه في القرآن ، و هل يعقل آن لا يكون اسمه موجودا ! و لم يكن يعلم بحقيقة الأمر ، وكانوا قد لقّنوه بذلك فصدّق مقولتهم ، فهؤلاء معذورون و وظيفتنا في زمان الهدنة هي مداراتهم لا أن نرفع اليد عن عقائدنا . إن أساس الدين قائم علي التبليغ ، وهو الدور الذي تضطلعون به ، و عليكم أن توصلوا هذه الأمور (التي ذكرناها) إلي الناس ، و أن تظهروا الحزن علي فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي يصادف وفاتها يوم غد ، وأن تذكروا مصائبها لأنها تذكر فيما بيننا (وفي مجالسنا الخاصة ، فالموالون صفتهم أنهم) "يحزنون لحزننا و يفرحون لفرحنا" . (و كما ذكرنا سابقا عن رواية الكليني) فإن أمير المؤمنين (ع) خاطب رسول الله (ص) بعد دفن فاطمة (ع) : "فأحفها السؤال ، و استخبرها الحال "أي اسألها كثيراً عما أصابها من هذه الأمة، "فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلی بثه سبيلاً" فقد أضمرت في قلبها الكثير من المصائب و لم تجد في الدنيا موضعا لكي تتحدث بغصصها ، ويعلم من هذا أنه كان في قلبها بعض المصائب التي لم تذكرها حتي لعلي عليه السلام .(بكاء الحاضرين) أقسم علي الله بعزته وجلاله أن يهدينا واياكم ،" وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، إن هذه أبواب أهل البيت (ع) التي أظهرها الله لنا ، فلو لم يكن لطف الله و رحمته لم نكن لنحظي بهذه الهداية ، واعلموا أن أهل البيت الذين لاقوا هذه المصائب في هذه المصائب في هذه الدنيا فلن يضيع أجرهم عندالله ، أما ما تعقد الأمة (المؤمنة) آمالها عليه للحصول علی شفاعة رسول الله (ص) وخاصة فاطمة الزهراء (ع) فهو هذا البكاء وهذه المجالس، فهذه أسباب الشفاعة، فإذا خاطبت فاطمة الزهراء (ع) الله سبحانه و تعالي يوم المحشر ، و قالت : إن هذا قضي عمرا و هو يبكي علي أولادي ، (ترفع أصوات البكاء) فالله لا يرد و لا يلغي شفاعتها ، و يجب أن نغتنم أسباب النعمة التي في أيدينا لكي تبقي في أيدينا إلي الختام إن شاءالله . و أسأل الله أن يوفقكم و جميع المؤمنين للعمل و التمسك بأهل البيت (ع) ، و نسأله أن يهدي من يقبل الهداية من هؤلاء الأشخاص الذين يمشون علي هذا الطريق (الضلال و إنكار شهادة الزهراء) سواء عن علم أو جهل ، أما الآخرون (الذين لا يقبلون الهداية) فالله تعالي هو الأعرف بما فيه الصلاح فيما سيفعله معهم .
والحمدلله رب العالمين.
ونسألكم الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/12932716575.jpg (http://c.shia4up.net/)
خطاب المرجع جواد التبريزي بخصوص شهادة الزهراء (ع) و الإنكار على تشكيك بعض المضلين!
نص ترجمة خطاب سماحة آية الله العظمي الميرزا جواد التبريزي في درس خارج الفقه صباح يوم 12 جمادي الأولي 1418 ه.ق بخصوص شهادة الزهراء (ع) و الإنكار علي تشكيك بعض المضلين!
...و عندما بلغ بنا الكلام إلي هذا الموضع فإنني سأتعرض لأمر صار محل ابتلاء في زماننا هذا ، فالبعض يظن و الآخر يتعمد في أن يصوّر أن التآلف و المماشاة مع العامة – و هم إخواننا في الدين و يجب أن نعتبر حقوقهم محترمة ، و أموالهم محترمة ، و هم مسلمون و إخوة في الدين – يعني رفع اليد عن عقائدنا الشيعية . (و لقدسعي) البعض جهلا و البعض الآخر عن عمد وقصد ضالا و مضلا (تحريف) عقائد الشيعة ، هذه العقائد التي عاني أصحاب الأئمة (ع) و علماؤنا المصاعب (الجمة) طوال الأزمنة للحفاظ عليها ، و هي أساس التشيع . (إن هؤلاء يحرفون) أولئك الشباب الذين لا اطلاع لهم و لافحص لديهم في حقائق المسائل الدينية و تاريخ الإسلام ، و لا معرفة لديهم بالمباني (والأسس) التي يجب أن تؤخذ منها المطالب (والعقائد الحقة) . إن هؤلاء (المضلين) يتحدثون بأمور (لمجرد أن) يستسيغها و يتقبلها أولئك الشباب (غير المطلعين) ، و بدلا من أن يبينوا الحقائق ليتعلم منها شباب الشيعة فإنهم (يحرفون) شباب الشيعة أنفسهم !! إن طريقة ترويج مذهب الشيعة كانت قائمة علي بيان الحقائق و في كل فرصة مناسبة باللسان اللين (وبالأسلوب الأمثال) ، أما في المواضع التي لا تكون كذلك فإن الواجب هو الإمساك و التحرز عن التحدث . و هؤلاء (المضلون) بدلا أن يوصلوا عقائد الشيعة و يبينوا أدلتها و مداركها فإنهم – وفضلا عن حيدتهم الشخصية في عقائد الشيعة – يلقون هؤلاء الناس المساكين في الضلالة . إن قضية التشيع و ما يقوله الشيعة واضحة جدا ، فلو كان لأي شخص وصية ما (فإن وصية) رسول الله صلي الله عليه و آله باتفاق الفريقين هي : "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض " ، و نحن نأخذ فيما يرجع إلي الإسلام من الأئمة (ع) . و من الأدلة القاطعة للشيعة التي لا مجال للخدشة فيها ولا يمكن أن يقطع فيها الجهل وعمي البصيرة – لمن كانت له بصيرة! – هو ما يتعلق بفاطمة الزهراء سلام الله عليها ، ففاطمة الزهراء (ع) كان لها مقام و منزلة (رفيعة) عند الله عزوجل ، فقد روي الشيخ الكليني قدس الله نفسه الشريفة في الكافي بسند صحيح إن جبرائيل (ع) كان ينزل بعد رسول الله (ص) علي فاطمة الزهراء (ع) ، و كان يحدّثها بما سيجري علي ذريتها ، و كان علي بن أبي طالب (ع) يكتب ذلك .(الكافي ج1 ص241 ح5.) و لقد أكثر رسول الله (ص) من الوصية بابنته ، (ولكن) هذه البنت توفيت بعد خمسة وسبعين يوما من وفاة أبيها ، و دفنوها في الليل ، وغسلوها في الليل (يتعالي صوت البكاء) فماذا حدث في هذا الظلام ؟ فلو كان للمودة في القربي قدر متيقن فهو فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، فما الذي حدث بحيث دفنت في الليل و أخفي قبرها ؟ إن هذا آية للجميع ، فقد تم علي أساس الحكمة ، ففاطمة الزهراء سلام الله عليها (أوصت بذلك) في وصيتها و عمل المولي أمير المؤمنين (ع) بتلك الوصية بحذافيرها ، و هذا (العمل إنما كان لغرض) إقامة الحجة علي الأجيال اللاحقة لكي تفكر في ذلك ، و لماذا كان قبرها مخفيا . فالكليني ينقل رواية صحيحة عن الإمام موسي بن جعفر (ع) بثلاث وسائط فقط ، فقد روي عن محمد بن يحيی، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر أخ الإمام ، عن موسي بن جعفر عليه السلام : " إن فاطمه صديقة شهيدة " . (الكافي ج1 ص45 ح2.) إنها صديقة شهيدة . (بكاء الحضور) إن الزهراء (ع) كانت تبيين مقام علي بن أبي طالب (ع) ، و كانت تقول إن بعلي قدم الخدمات الجليلة (للإسلام) ، و أخبرت أن الحق معه ، " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، و لن يفترقا" . إن فاطمة الزهراء (ع) كانت صديقة شهيدة ، و لاحظوا ف بلك الرواية التي رواها الكليني ، (الكافي ج1 ص458 باب مولد الزهراء ح3) و جاء فيها ان مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه عندما دفن فاطمة الزهراء (ع) حول وجهه نحو قبر رسول الله (ص) و قال : " قل يا رسول الله عن صفيتك صبري " ، (يعلو صوت البكاء) فعلي بن ابي طالب (ع) الذي صبر خمسا وعشرين سنة ، وهو الذي قال : "صبرت و في العين قذي و في الحلق شجي" ، و هو الذي صبر في القتال و الجهاد ، يقول بعد وفاة فاطمة الزهراء (ع) :" قل يا رسول الله صبري " ، ثم يقول في النفس هذه الرواية : " و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي هضمها " ، (ترتفع أصوات البكاء) التفتوا جيدا إلي ما سأقول ، لقد فسروا الهضم بالظلم ، و الهضم في أصله بمعني النقص ، و عندما ينقصون شيئا من شخص فهذا ظلم له ، و النقص تارة يرد علي الحق فيقال هضمها حقها كما في غصب فدك ، لا ، (ولكن الهضهم هنا لم يكن كذلك) فقد أسند الهضم هنا إلي نفس الزهراء (ع) ، فإذا ضممنا هذا إلي قول ولدها موسي بن جعفر (ع) : " فاطمة صديقة الشهيدة" ، فماذا ستكون النتيجة ؟ ولكن ظهر أشخاص و بعضهم معممون و منتسبون للسادات ، (ذرية النبي صلي الله عليه و آله و سلم) فهؤلاء ينكرون (شهادة الزهراء عليها السلام) يعني ينكرون قول موسي بن جعفر (ع) من أنها صديقة شهيدة ، فاحذروا ونبّهوا غيركم ! و قد سمعت – و إن شاأالله لا يكون الأمر كذلك – إنهم في هذه الحوزة العلمية يريدون أن يعقدوا مجلسا باسم شهيد عظيم و أن يدعوا ذلك الشخص الضال المضل ليخطب (في تلك الجلسة) ، و نسأل الله أن لا يتم الأمر بهذه النحو ، فهذه الحوزة هي ركن التشييع ، و الحوزة هي المكلفة بحفظ التشيع ، و هؤلاء الذين هم علي هذه الحال (من الضلال) يجب أن لا يتخذ معهم هذا النوع من التعامل في الحوزة بحيث ينعكس الأمر عند الشباب و يكون دليلا لهم (علي حسن حاله) ، ويقال إن مثل هذا الشخص ذهب إلي الحوزة و كانت له جلالة (و احترام) في مجلس ابن السيد الخميني رضوان الله عليه ، فقد جعلوا ذلك الشهيد العظيم (السيد مصطفي الخميني) قميص عثمان و هو الذي خدم الإسلام و الشيعة و هذا البلد ، إنهم يريدون أن يعقدوا باسم هذا الشهيد مجلسا (مؤتمرا) ليأتي مثل هؤلاء الأشخاص (المضلين) و يحاضروا . إنني أقول والله شاهد علي ما أقول إن قلوبنا مليئة بالدم ، فهؤلاء يفسدون عقائد الشباب ، و الرسائل التي تصل إلينا من الخارج جعلتنا في حيرة من الأمر . إن الترويج لأولئك فيه إشكال شرعي و غير جائز إلا أن يعود هذا الشخص و يقول إن ما قلته من الكلام كان اشتباها ، و لا عيب في ذلك فالإنسان غير معصوم ، وحينها سيكون أخا لنا و شخصا كبيرا ، ولكنه ما دام باقيا علي حاله فلا . لقد قلنا إننا نريد الإتحاد و لكن ليس بالشكل الذي نحذف فيه عقائد الشيعة و نبطلها ، كلا فنحن لا نريد الإتحاد بهذا النحو، و إن إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) يتألم قلبه من ذلك ، و إن ما نصبو إليه هو التآلف . و لقد ذكرنا في أول حديثنا إن الأسلوب الذي ينبغي أن يبلغ الإنسان فيه هو (الأسلوب الأمثل) و "جادلهم بالتي هي أحسن" ، وهذا الأسلوب و الخطاب شامل للكفار فضلا عن أخواننا في الدين . إن أكثر هؤلاء المخالفين قاصرون ولا يعلمون (الحقيقة) ، و لقد سافرت كثيرا للتبليغ إلي شمال العراق حيث يمتزج السنة بالشيعة ، و ذات يوم سألت سنيا : ماهو مذهبك ؟ فأجاب : حنفي ، فقلت له : هل إن إسم أبي حنيفة مذكور في القرآن ؟ فقال : بالطبع ! و يجب أن يذكر اسمه في القرآن ، و هل يعقل آن لا يكون اسمه موجودا ! و لم يكن يعلم بحقيقة الأمر ، وكانوا قد لقّنوه بذلك فصدّق مقولتهم ، فهؤلاء معذورون و وظيفتنا في زمان الهدنة هي مداراتهم لا أن نرفع اليد عن عقائدنا . إن أساس الدين قائم علي التبليغ ، وهو الدور الذي تضطلعون به ، و عليكم أن توصلوا هذه الأمور (التي ذكرناها) إلي الناس ، و أن تظهروا الحزن علي فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي يصادف وفاتها يوم غد ، وأن تذكروا مصائبها لأنها تذكر فيما بيننا (وفي مجالسنا الخاصة ، فالموالون صفتهم أنهم) "يحزنون لحزننا و يفرحون لفرحنا" . (و كما ذكرنا سابقا عن رواية الكليني) فإن أمير المؤمنين (ع) خاطب رسول الله (ص) بعد دفن فاطمة (ع) : "فأحفها السؤال ، و استخبرها الحال "أي اسألها كثيراً عما أصابها من هذه الأمة، "فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلی بثه سبيلاً" فقد أضمرت في قلبها الكثير من المصائب و لم تجد في الدنيا موضعا لكي تتحدث بغصصها ، ويعلم من هذا أنه كان في قلبها بعض المصائب التي لم تذكرها حتي لعلي عليه السلام .(بكاء الحاضرين) أقسم علي الله بعزته وجلاله أن يهدينا واياكم ،" وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، إن هذه أبواب أهل البيت (ع) التي أظهرها الله لنا ، فلو لم يكن لطف الله و رحمته لم نكن لنحظي بهذه الهداية ، واعلموا أن أهل البيت الذين لاقوا هذه المصائب في هذه المصائب في هذه الدنيا فلن يضيع أجرهم عندالله ، أما ما تعقد الأمة (المؤمنة) آمالها عليه للحصول علی شفاعة رسول الله (ص) وخاصة فاطمة الزهراء (ع) فهو هذا البكاء وهذه المجالس، فهذه أسباب الشفاعة، فإذا خاطبت فاطمة الزهراء (ع) الله سبحانه و تعالي يوم المحشر ، و قالت : إن هذا قضي عمرا و هو يبكي علي أولادي ، (ترفع أصوات البكاء) فالله لا يرد و لا يلغي شفاعتها ، و يجب أن نغتنم أسباب النعمة التي في أيدينا لكي تبقي في أيدينا إلي الختام إن شاءالله . و أسأل الله أن يوفقكم و جميع المؤمنين للعمل و التمسك بأهل البيت (ع) ، و نسأله أن يهدي من يقبل الهداية من هؤلاء الأشخاص الذين يمشون علي هذا الطريق (الضلال و إنكار شهادة الزهراء) سواء عن علم أو جهل ، أما الآخرون (الذين لا يقبلون الهداية) فالله تعالي هو الأعرف بما فيه الصلاح فيما سيفعله معهم .
والحمدلله رب العالمين.
ونسألكم الدعاء.