ضياء عارف
01-04-2012, 12:14 PM
عندما عادت أمي حزينة
كانت قد جلبت قرص شعير
وفي سلتها فقير يأن من الجوع
قد أكل اصبعها
ومن فرط تعب الشمس على وجنتها
غابت في دهاليز العين
كالكهف ينصب احجاره القديمة على رصيف امي
المتعبة من طول الطريق ...
((خرجت والدتي ذات صباح تحمل كيس من ذكريات العمر , توجهت به الى رصيف في سوق مزدحم بجشع الرجال , تنوي بيع ذكرياتها لاجلي , حتى لا يبكيني الجوع , ولا يذلني الفقر , او ينكس رأسي بين الطلاب ثوبي))
سافر الفرح عنها ليرديها وحيدة
وبقيت اراقب مشيتها
تمشي كالصنوبر
على الماء كالماء يدغدغ الماء
ويشرب الحياء منها الحياء
يرتل على سطورها ايات الحب
والعزة والكبرياء
((عندما وجدت السوق مزدحم التحفت كيس (كونية) واتخذت زاوية فيها بصيص من نور وافترشت بضاعتها ))
ينظر العز اليها خجلا
وفي اعينهم سؤال
أهذه المبعوثة من ارض الحلال
ارض الجمال والكمال والدلال
جائت والذكريات اسيرتها
لتنحرها على جبل
عليه كاد ان ينحر
ابراهيم ع وحيده
لكنها نحرته
لاجلي
وأخذت من دموعه شرابا سائغا
طيبا للشاربين والشاردين
والمبعدين قهرا عن الحياة
امي وهي تفاوض على ذكرياتها :
رجل : بكم هذا الفستان ايتها السيدة ؟
اشارت الى عنقود عنب وهي تقول :
بهذا ان يروي عطشه
الرجل: ماذا لم اسمع!
امي تكتم انفاسها وقد علمت ان لها صوت
لم يسمعه سوى والدي
فاشارت الى التمر
وهي تقول :بهذا ان يحلو له .
فقال الرجل : لا لن يعجب حبيبتي .
وذهب لينال رضاها
((والدتي جالسة ولما يشتري ذلك الجمع منها شيء ))
نظرت بعيون الشبعانين
واصحاب الكروش
تستنكر جشعهم
ولما لم تجد من يشتري
غير خاتمها
باعته
مقابل ان اضحك
.
.
.
.
الناثر
ضياء عارف
كانت قد جلبت قرص شعير
وفي سلتها فقير يأن من الجوع
قد أكل اصبعها
ومن فرط تعب الشمس على وجنتها
غابت في دهاليز العين
كالكهف ينصب احجاره القديمة على رصيف امي
المتعبة من طول الطريق ...
((خرجت والدتي ذات صباح تحمل كيس من ذكريات العمر , توجهت به الى رصيف في سوق مزدحم بجشع الرجال , تنوي بيع ذكرياتها لاجلي , حتى لا يبكيني الجوع , ولا يذلني الفقر , او ينكس رأسي بين الطلاب ثوبي))
سافر الفرح عنها ليرديها وحيدة
وبقيت اراقب مشيتها
تمشي كالصنوبر
على الماء كالماء يدغدغ الماء
ويشرب الحياء منها الحياء
يرتل على سطورها ايات الحب
والعزة والكبرياء
((عندما وجدت السوق مزدحم التحفت كيس (كونية) واتخذت زاوية فيها بصيص من نور وافترشت بضاعتها ))
ينظر العز اليها خجلا
وفي اعينهم سؤال
أهذه المبعوثة من ارض الحلال
ارض الجمال والكمال والدلال
جائت والذكريات اسيرتها
لتنحرها على جبل
عليه كاد ان ينحر
ابراهيم ع وحيده
لكنها نحرته
لاجلي
وأخذت من دموعه شرابا سائغا
طيبا للشاربين والشاردين
والمبعدين قهرا عن الحياة
امي وهي تفاوض على ذكرياتها :
رجل : بكم هذا الفستان ايتها السيدة ؟
اشارت الى عنقود عنب وهي تقول :
بهذا ان يروي عطشه
الرجل: ماذا لم اسمع!
امي تكتم انفاسها وقد علمت ان لها صوت
لم يسمعه سوى والدي
فاشارت الى التمر
وهي تقول :بهذا ان يحلو له .
فقال الرجل : لا لن يعجب حبيبتي .
وذهب لينال رضاها
((والدتي جالسة ولما يشتري ذلك الجمع منها شيء ))
نظرت بعيون الشبعانين
واصحاب الكروش
تستنكر جشعهم
ولما لم تجد من يشتري
غير خاتمها
باعته
مقابل ان اضحك
.
.
.
.
الناثر
ضياء عارف