د. حامد العطية
02-04-2012, 03:09 AM
هل يعرف أهل البحرين بأن قلوب العراقيين معهم؟
د. حامد العطية
ليست المرة الأولى التي تخذل الحكومة العراقية شعب البحرين المضطهد، وهي الحكومة المنتخبة من غالبية الشعب العراقي، وأكثريته من الشيعة.
قبل أكثر من عام خرج علينا رئيس الوزراء المالكي بتصريح حول البحرين، وبدلاً من الوقوف بصلابة مع مطالب أهلها المشروعة ولو بنصف أو حتى ربع صلابة تضامن السعودية أو قطر اليوم مع الجماعات المسلحة المعادية للنظام السوري استعطف رضا وقبول حكام السعودية المشاركين في قمع انتفاضة البحرين بالقوة، وخاطبهم بعبارة "اصدقائنا في السعودية".
ولم يمض وقت طويل حتى نشرت وسائل إعلام النظام العراقي تصريحات لوكيل وزارة الخارجية العراقي المدعو لبيد عباوي يوبخ فيها القلة القليلة من السياسيين العراقيين الشيعة الذين تضامنوا مع قضية أهل البحرين ومطالبهم المشروعة، ويعلن بصراحة ووضوح براءة الحكومة العراقية من هذه التصريحات.
وبالأمس تواطأت الحكومة العراقية مع دول الخليج والنظم العربية العميلة لها وللغرب لتخرج مقرارات مؤتمر قمة بغداد من دون ذكر للإنتفاضة البحرينية ومقابل ثمن بخس، هو حضور موظف بالدرجة الخامسة العشر ممثلاً للملك السعودي.
كنت أعجب لوصف الشاعر الفرزدق لأهل الكوفة رداً على سؤال الإمام الحسين عليه السلام: قلوبهم معك وسيوفهم عليك، وتحيرت في ايجاد تفسير منطقي لهذا الوصف، فالقلب سواء دل على العاطفة أم العقل هو المهيمن والمحرك، والسيف ما هو سوى آلة أو وسيلة يحركها القلب فكيف يكون القلب في جبهة وتكون اليد الشاهرة للسيف في الجبهة الآخرى؟
لو اكتفى أهل الكوفة بالتفرج على المعركة بين قوة الخير الحسينية وقوى الشر اليزيدية الأموية لكان ذلك برهاناً كافياً على بطلان وصف الفرزدق، فما بالك وسيوفهم رهن مشيئة الأمويين، حاربت في صفهم، وتسابقت لتسفك الدم الطاهر.
لنحتكم للعقل والمنطق، وأمامنا مقررات مؤتمر قمة بغداد التي أغفلت وبمشاركة الحكومة العراقية ذكر قضية البحرين، وهي الدليل على أن الأيادي التي خطت هذه المقررات بما في ذلك الأيادي العراقية في صف حكام البحرين الطغاة وأعوانهم، والأيادي أدوات العقل كما اسلفنا لذا فالعقول المشاركة في القمة – إن صح الوصف - بما فيها العقول العراقية متضامنة مع طغاة البحرين.
لو استحضر أهل البحرين اليوم روح الفرزدق وسألوه عن أهل العراق فلن يجيبهم بأن قلوب شيعة العراق معكم لكن الحكومة العراقية هي عليكم أو هي على الأقل ساكتة عن الحق والعدل، لأن الحكومة العراقية صنعتها أصوات العراقيين في الانتخابات النيابية، وكل من صوت لها مشارك في المسؤولية الشرعية والأخلاقية عن قراراتها وتصريحاتها وافعالها إلا إذا تبرأ منها علناً، لذا فكما أن جدلية القلب والسيف مرفوضة فكذلك ازدواجية مواقف الحكومة والشعب العراقي غير مقبولة.
إن لم يعجبكم مقالي فعليكم أن تكتبوا لأهل البحرين المضطهدين شارحين ومبررين مواقف حكومتكم.
1 نيسان 2012م
د. حامد العطية
ليست المرة الأولى التي تخذل الحكومة العراقية شعب البحرين المضطهد، وهي الحكومة المنتخبة من غالبية الشعب العراقي، وأكثريته من الشيعة.
قبل أكثر من عام خرج علينا رئيس الوزراء المالكي بتصريح حول البحرين، وبدلاً من الوقوف بصلابة مع مطالب أهلها المشروعة ولو بنصف أو حتى ربع صلابة تضامن السعودية أو قطر اليوم مع الجماعات المسلحة المعادية للنظام السوري استعطف رضا وقبول حكام السعودية المشاركين في قمع انتفاضة البحرين بالقوة، وخاطبهم بعبارة "اصدقائنا في السعودية".
ولم يمض وقت طويل حتى نشرت وسائل إعلام النظام العراقي تصريحات لوكيل وزارة الخارجية العراقي المدعو لبيد عباوي يوبخ فيها القلة القليلة من السياسيين العراقيين الشيعة الذين تضامنوا مع قضية أهل البحرين ومطالبهم المشروعة، ويعلن بصراحة ووضوح براءة الحكومة العراقية من هذه التصريحات.
وبالأمس تواطأت الحكومة العراقية مع دول الخليج والنظم العربية العميلة لها وللغرب لتخرج مقرارات مؤتمر قمة بغداد من دون ذكر للإنتفاضة البحرينية ومقابل ثمن بخس، هو حضور موظف بالدرجة الخامسة العشر ممثلاً للملك السعودي.
كنت أعجب لوصف الشاعر الفرزدق لأهل الكوفة رداً على سؤال الإمام الحسين عليه السلام: قلوبهم معك وسيوفهم عليك، وتحيرت في ايجاد تفسير منطقي لهذا الوصف، فالقلب سواء دل على العاطفة أم العقل هو المهيمن والمحرك، والسيف ما هو سوى آلة أو وسيلة يحركها القلب فكيف يكون القلب في جبهة وتكون اليد الشاهرة للسيف في الجبهة الآخرى؟
لو اكتفى أهل الكوفة بالتفرج على المعركة بين قوة الخير الحسينية وقوى الشر اليزيدية الأموية لكان ذلك برهاناً كافياً على بطلان وصف الفرزدق، فما بالك وسيوفهم رهن مشيئة الأمويين، حاربت في صفهم، وتسابقت لتسفك الدم الطاهر.
لنحتكم للعقل والمنطق، وأمامنا مقررات مؤتمر قمة بغداد التي أغفلت وبمشاركة الحكومة العراقية ذكر قضية البحرين، وهي الدليل على أن الأيادي التي خطت هذه المقررات بما في ذلك الأيادي العراقية في صف حكام البحرين الطغاة وأعوانهم، والأيادي أدوات العقل كما اسلفنا لذا فالعقول المشاركة في القمة – إن صح الوصف - بما فيها العقول العراقية متضامنة مع طغاة البحرين.
لو استحضر أهل البحرين اليوم روح الفرزدق وسألوه عن أهل العراق فلن يجيبهم بأن قلوب شيعة العراق معكم لكن الحكومة العراقية هي عليكم أو هي على الأقل ساكتة عن الحق والعدل، لأن الحكومة العراقية صنعتها أصوات العراقيين في الانتخابات النيابية، وكل من صوت لها مشارك في المسؤولية الشرعية والأخلاقية عن قراراتها وتصريحاتها وافعالها إلا إذا تبرأ منها علناً، لذا فكما أن جدلية القلب والسيف مرفوضة فكذلك ازدواجية مواقف الحكومة والشعب العراقي غير مقبولة.
إن لم يعجبكم مقالي فعليكم أن تكتبوا لأهل البحرين المضطهدين شارحين ومبررين مواقف حكومتكم.
1 نيسان 2012م