الشيخ علي محمد حايك
05-04-2012, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ولدت السيدة فاطمة الزهراء –عليها السلام- بعد مبعث الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والإمامة .
وفاطمة هو اسم عظيم ومقدس، وقد ارتبطت به العظمة والقداسة منذ أن ارتبط هذا الاسم بشخصية هذه السيدة العظيمة والمقدسة الطاهرة.
وكانت عليها السلام قرةَ عين أبيها وسلوةَ أحزانه فكانت في اهتمامها به كالأم الحنون حتى قال عنها كما في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) (أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت تكنى أم أبيها )،
وهنا لأجل الكشف عن عظمة الزهراء لا بد من إطلالة صغيرة على النساء اللواتي تميزن منذ آدم عليه السلام، لنرى القاسم المشترك بينهن والذي على أساسه كانت لهن السيادة فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : أربع نسوة سادات عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد:
- آسيا بنت مزاحم والتي ذكرها الله في كتابه(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" [التحريم: 11
فهي امرأة قد واكبت رعاية النبي موسى منذ أن كان طفلا وكانت من أول المؤمنين بدعوته بعد بعثته. ، فأمر فرعون بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .
ويذكر أن فرعون أمر جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله. فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة، فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة
أما مريم بنت عمران فقد قال الله فيها) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ (
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك.
هذه المرأة التي تحملت في سبيل راعية نبي من أنبياء الله الكثير ويكفي أنها تحملت أن تكون واسطة في وجود النبي عيسى من غير أب فاتهمت حتى تمنت الموت عندما ( قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)مريم 23
وكذلك السيدة ( هاجر ) زوجة إبراهيم الخليل وأم إسماعيل والتي تركها زوجها وحدها بوادي غير ذي زرع عند البيت وتحملت المتاعب والآلام في رعاية نبي من أنبياء الله.
اما فاطمة عليها السلام فقد واكبت النبي الاكرم في سائر مراحل الدعوة وعاشت جميع آلام الدعوة وآمالها مع ابيها وكانت سلوة واقعية للنبي حيث عاشت آلام النبي لحظة بلحظة، وعاشت وجع النبي لحظة بلحظة، بل شعرت وتأذت مع النبي في كل ما تعرض له من أذى والذي بلغ درجة قال النبي عنها (ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت)
يرى الإمام الخميني أن هذا الحديث يشير إلى آلام أبعد وأعمق من البعد الخارجي, فآلام النبي إنما هو تحرّقه وشوقه الأكيد لهداية الأمة, وأسفه الشديد لما يعيش الواقع البشري من الابتعاد عن الله تعالى. (صحيفة الإمام 16: 160 وكذا 19 : 183)
وقد تحدّث القرآن الكريم عن ذلك الحرص في العديد من الآيات القرآنية ( ....فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر : 8] , (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف : 6], (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء : 3], (طه, مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه :1- 2].
فالقاسم المشترك الذي ميّز هذه الكوكبة من النساء السيدات انهن شاركن في مواكبة نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء رعاية ومواساة وصبرا ومؤازرة وتحملا
وحديث أنها سيدة نساء العالمين يعني أن السيدة فاطمة وصلت إلى منتهى الكمال البشريّ في قبيل النساء كما أن أباها وبعلها كانا سيدا العالمين في قبيل الرجال وقد وصلا إلى منتهى الكمال البشري على الإطلاق ، نعم قد وصلت السيدة الزهراء إلى منتهى الكمال البشري، وإلا فما معنى أنها سيدة نساء العالمين، فليست سيدة جاه ولا سلطة ولا مال ونحو ذلك، بل هي سيدة نساء العالمين تقى وورعا وعبادة، وفي الوصول إلى ارقي مقامات القرب والزلفى من الله.
وعندما نتحدث عن قدسيتها وطهارتها عليها السلام فإننا نتحدث عن طهارة ذاتية، نابعة من أعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليه، وعجنها به حتى تأهلت لأن تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من أبينا آدم عليه السلام إلى قيام يوم الدين. فهي سلام الله عليها بهرت العقول والألباب، وخسأت الأنظار والأبصار عندما أرادت أن تتطلع على عظمتها، وترنو إلى جلالها، لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام، فإنه لا أحد يعلم من هي إلا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار عليهم السلام
وقد برزت علومها الإلهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للإسلام وأحكامه
ولدت السيدة فاطمة الزهراء –عليها السلام- بعد مبعث الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والإمامة .
وفاطمة هو اسم عظيم ومقدس، وقد ارتبطت به العظمة والقداسة منذ أن ارتبط هذا الاسم بشخصية هذه السيدة العظيمة والمقدسة الطاهرة.
وكانت عليها السلام قرةَ عين أبيها وسلوةَ أحزانه فكانت في اهتمامها به كالأم الحنون حتى قال عنها كما في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) (أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت تكنى أم أبيها )،
وهنا لأجل الكشف عن عظمة الزهراء لا بد من إطلالة صغيرة على النساء اللواتي تميزن منذ آدم عليه السلام، لنرى القاسم المشترك بينهن والذي على أساسه كانت لهن السيادة فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : أربع نسوة سادات عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد:
- آسيا بنت مزاحم والتي ذكرها الله في كتابه(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" [التحريم: 11
فهي امرأة قد واكبت رعاية النبي موسى منذ أن كان طفلا وكانت من أول المؤمنين بدعوته بعد بعثته. ، فأمر فرعون بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل اللَّه .
ويذكر أن فرعون أمر جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة، لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله. فاستجاب اللَّه دعاءها، وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة، فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون من نساء الجنة
أما مريم بنت عمران فقد قال الله فيها) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ (
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك.
هذه المرأة التي تحملت في سبيل راعية نبي من أنبياء الله الكثير ويكفي أنها تحملت أن تكون واسطة في وجود النبي عيسى من غير أب فاتهمت حتى تمنت الموت عندما ( قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)مريم 23
وكذلك السيدة ( هاجر ) زوجة إبراهيم الخليل وأم إسماعيل والتي تركها زوجها وحدها بوادي غير ذي زرع عند البيت وتحملت المتاعب والآلام في رعاية نبي من أنبياء الله.
اما فاطمة عليها السلام فقد واكبت النبي الاكرم في سائر مراحل الدعوة وعاشت جميع آلام الدعوة وآمالها مع ابيها وكانت سلوة واقعية للنبي حيث عاشت آلام النبي لحظة بلحظة، وعاشت وجع النبي لحظة بلحظة، بل شعرت وتأذت مع النبي في كل ما تعرض له من أذى والذي بلغ درجة قال النبي عنها (ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت)
يرى الإمام الخميني أن هذا الحديث يشير إلى آلام أبعد وأعمق من البعد الخارجي, فآلام النبي إنما هو تحرّقه وشوقه الأكيد لهداية الأمة, وأسفه الشديد لما يعيش الواقع البشري من الابتعاد عن الله تعالى. (صحيفة الإمام 16: 160 وكذا 19 : 183)
وقد تحدّث القرآن الكريم عن ذلك الحرص في العديد من الآيات القرآنية ( ....فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر : 8] , (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف : 6], (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء : 3], (طه, مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه :1- 2].
فالقاسم المشترك الذي ميّز هذه الكوكبة من النساء السيدات انهن شاركن في مواكبة نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء رعاية ومواساة وصبرا ومؤازرة وتحملا
وحديث أنها سيدة نساء العالمين يعني أن السيدة فاطمة وصلت إلى منتهى الكمال البشريّ في قبيل النساء كما أن أباها وبعلها كانا سيدا العالمين في قبيل الرجال وقد وصلا إلى منتهى الكمال البشري على الإطلاق ، نعم قد وصلت السيدة الزهراء إلى منتهى الكمال البشري، وإلا فما معنى أنها سيدة نساء العالمين، فليست سيدة جاه ولا سلطة ولا مال ونحو ذلك، بل هي سيدة نساء العالمين تقى وورعا وعبادة، وفي الوصول إلى ارقي مقامات القرب والزلفى من الله.
وعندما نتحدث عن قدسيتها وطهارتها عليها السلام فإننا نتحدث عن طهارة ذاتية، نابعة من أعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليه، وعجنها به حتى تأهلت لأن تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من أبينا آدم عليه السلام إلى قيام يوم الدين. فهي سلام الله عليها بهرت العقول والألباب، وخسأت الأنظار والأبصار عندما أرادت أن تتطلع على عظمتها، وترنو إلى جلالها، لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام، فإنه لا أحد يعلم من هي إلا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار عليهم السلام
وقد برزت علومها الإلهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للإسلام وأحكامه