السيد عبدالجبار
05-04-2012, 10:24 PM
الباب الثاني في فضلها وجلالها وزهدها وعبادتها وعلمها ومكارم أخلاقها وحب النبي صلى الله عليه وآله إياها فصل كانت فاطمة صلوات الله عليها من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير وافتخر جبرئيل بكونه منهم وشهد الله لهم بالصدق ولها أمومة الائمة عليهم السلام وعقب الرسول صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة وهي سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين. وكانت أشبه الناس كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وآله تحكى شيمتها شيمته وما تخرم مشيتها مشيته وكانت إذا دخلت عليه، رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه. وكان النبي صلى الله عليه وآله يكثر تقبيلها وكلما اشتاق إلى رائحة الجنه يشم رائحتها وكان يقول: " فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن سائها فقد سائني، فاطمة أعز الناس الي " (1) الى غير ذلك مما يكشف عن كثرة محبته صلى الله عليه وآله
لها، كندائه إيها ب " يا حبيبة أبيها ". كما روى الطبري الإمامي عن جفعر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، عن فاطمة عليها السلام قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حبيبة أبيها كل مسكر حرام وكل مسكر خمر (2)، وليعلم أنه قد حقق في محله أن محبة المقربين لأولادهم وأقربائهم واحبائهم ليست من جهة الدواعي النفسانية والشهوات البشرية، بل تجردوا عن جميع ذلك، وأخلصوا حبهم، وإرادتهم لله، فهم ما يحبون سوى الله تعالى، وحبهم لغيره تعالى: إنما يرجع إلى حبهم له. ولذا لم يحب يعقوب عليه السلام من سائر أولاده مثل ما أحب يوسف عليه السلام وهم لجهلهم بسبب حبه نسبوه إلى الضلال وقالوا: نحن عصبة ونحن أحق بأن نكون محبوبين له لأنا أقوياء على تمشية ما يريده من أمور الدنيا، ففرط حبه ليوسف إنما كان لحب الله تعالى له وإصطفائه إياه، ومحبوب المحبوب محبوب. روى الشيخ الكليني عطر الله مرقده عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت إختلاف الشيعة، فقال يا محمد: إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم فمكثوا الف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاؤن [ ويحرمون ما يشاؤون ] ولن يشاؤا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى، ثم قال: " يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد " (3). اقول: فظهر من هذا الحديث الشريف، إن فاطمة صلوات الله عليها ممن فوض الله تعالى أمور جميع الاشياء إليهم، فهي تحل ما تشاء وتحرم ما تشاء.
لها، كندائه إيها ب " يا حبيبة أبيها ". كما روى الطبري الإمامي عن جفعر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، عن فاطمة عليها السلام قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حبيبة أبيها كل مسكر حرام وكل مسكر خمر (2)، وليعلم أنه قد حقق في محله أن محبة المقربين لأولادهم وأقربائهم واحبائهم ليست من جهة الدواعي النفسانية والشهوات البشرية، بل تجردوا عن جميع ذلك، وأخلصوا حبهم، وإرادتهم لله، فهم ما يحبون سوى الله تعالى، وحبهم لغيره تعالى: إنما يرجع إلى حبهم له. ولذا لم يحب يعقوب عليه السلام من سائر أولاده مثل ما أحب يوسف عليه السلام وهم لجهلهم بسبب حبه نسبوه إلى الضلال وقالوا: نحن عصبة ونحن أحق بأن نكون محبوبين له لأنا أقوياء على تمشية ما يريده من أمور الدنيا، ففرط حبه ليوسف إنما كان لحب الله تعالى له وإصطفائه إياه، ومحبوب المحبوب محبوب. روى الشيخ الكليني عطر الله مرقده عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت إختلاف الشيعة، فقال يا محمد: إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم فمكثوا الف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاؤن [ ويحرمون ما يشاؤون ] ولن يشاؤا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى، ثم قال: " يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد " (3). اقول: فظهر من هذا الحديث الشريف، إن فاطمة صلوات الله عليها ممن فوض الله تعالى أمور جميع الاشياء إليهم، فهي تحل ما تشاء وتحرم ما تشاء.