مرتضى علي الحلي
06-04-2012, 08:16 AM
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه:14
: إستنطاقٌ دلالي :
====================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
من المعلوم قطعاً أنَّ القرآن الكريم يَهدفُ إلى التربية والتعليم
وخاصة بالتذكر والفهم والتعقل للمعلومة المُتلقاة من الله تعالى
أو من النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلَّم : المُعلِّم المعصوم :
أومن الأئمة المعصومين :عليهم السلام:
لذا نجدُ القرآن الكريم وجَّه الرسول الأكرم:ص: بهذا الإتجاه
مُخاطباً إيَّاه بقانون إلهي تربوي وتعليمي ينصُ على:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }
وبناءاً على ذلك يكون التذكر هو روح العبادة والتربية والتعلم والتخلق
ونلاحظ إهتمام القرآن الكريم بُمعطيات التذكر حال ممارسة العبادة
والتي هي عملية تربوية ذاتية يُمارسها الفرد كبرنامج هادف وقيمي
فيقول الله تعالى ::
(( إنَّّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر)):45: العنكبوت.
فإذن يكون الهدف من العبادة هو جعل الفرد المسلم إنساناً ذاكرا ومتذكرا وإنتشاله من حيز الجهل والغفلة الممقوتة عباديا وتربويا .
وخاصية التذكر التي عمل الرسول الأكرم :ص: على تفعيلها بين أوساط المسلمين تجعل منهم في وعي متحرك لا راكد
إذ إنَّ العبادات التربوية الإسلامية تشبه مراحل التدرج العمري للإنسان زمنيا
مثلما يكبر الإنسان بعمره زمنيا
فالمفروض به يتكامل وينمو ويتطور بطويه مراحل العبادات أخلاقيا وتربويا وإيمانيا .
وهذه الحقيقة التربوية قد ركّزها القرآن الكريم في نصوصه السرمدية بصورة واضحة وجليّة
حيثُ قال تعالى::
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11
بمعنى:
يرفع الله درجة ومكانة المؤمنين المخلصين منكم، ويرفع درجة ومكانة أهل العلم درجات كثيرة في التكامل وتطوير الذات والحصول على الثواب ومراتب الرضوان
والله تعالى خبير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها وهو مجازيكم عليها.
وفي الآية تنويه بمكانة العلماء وفضلهم، ورفع درجاتهم.
وفيها أيضا إشعارٌ بضرورة الإشراف والمراقبة الذاتية والغيرية
وهنا نلاحظ القرآن الكريم يُركِّز على أهميّة التدرج والترفع والتكامل في تلقي التربية والتعليم وإستثمار تلك التربية في بناء الشخصية بناءً سليما وصالحا
وهنا يظهرُ أيضا:
أنَّ الترابط والتعالق التربوي والتعليمي بين حقيقيّة قبول المعلومة وتلقيها وتعقلها وبين ثمرتها العلمية والعملية عنصرا قويا في تحصيل التكامل والنضوج المعرفي والتربوي
((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))
هذا هو المنهج القرآني الذي يعمل على دمج الإيمان بالعلم دمجا
يأخذ بصاحبه إلى النجاح والفوز في الدنيا والأخرة
لأنَّ الإنسان المسلم أو المؤمن إذا لم يهضم عملية التربية والتعليم
وإن كانت من طريق العبادات الربانية
فسوف يبقى يُراوح مكانه ولايبرحه أبدا ولايُسمى عاقلا أو مُتربيا أو مُتعلِّما
ذلك أنَّ تلك مسميات لها أثارها ونتائجها في الحياة ميدانيا
حيث أنَّ القرآن الكريم مقتَ وذمّ حالة التفكيك بين التعلم وترك العمل به
فقال تعالى::
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الجمعة5
بمعنى:
شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها كشَبه الحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها
قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله, ولم ينتفعوا بها
والله لا يوفِّق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده, ويخرجون عن طاعته.
وهذه الأية الكريمة كافية كمصداق حيٌّ في قيمته التربوية والتعليمية
إذ نرى أنَّ القرآن وصَم التاركين لهضم التعلم والعلم وعدم العمل به أو تفعيله إجتماعيا
بحالة الإستحمارالتي تطغى بغريزتها الطبيعية على صاحبها إن لم يعقل
ويَعِ ماهو فيه وما يحمله من فكرة أو منهج.
وهذه الاية أعلاه جاءت أيضا في سياق الآيات التربوية قرآنيا
مما يُعزز منهج الرسول الأكرم :ص: الذي كان يتلقاه من لدن حكيم عليم.
وينبغي بنا الإهتمام بنصوص القرآن الكريم التربوية والتعليمية
من جهة النتظير للمنهج والفكر الإلهي التربوي
إذ لا أرصن ولا أفضل من منهج الله تعالى في تربية عباده وتعليمهم .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف:
: إستنطاقٌ دلالي :
====================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
من المعلوم قطعاً أنَّ القرآن الكريم يَهدفُ إلى التربية والتعليم
وخاصة بالتذكر والفهم والتعقل للمعلومة المُتلقاة من الله تعالى
أو من النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلَّم : المُعلِّم المعصوم :
أومن الأئمة المعصومين :عليهم السلام:
لذا نجدُ القرآن الكريم وجَّه الرسول الأكرم:ص: بهذا الإتجاه
مُخاطباً إيَّاه بقانون إلهي تربوي وتعليمي ينصُ على:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }
وبناءاً على ذلك يكون التذكر هو روح العبادة والتربية والتعلم والتخلق
ونلاحظ إهتمام القرآن الكريم بُمعطيات التذكر حال ممارسة العبادة
والتي هي عملية تربوية ذاتية يُمارسها الفرد كبرنامج هادف وقيمي
فيقول الله تعالى ::
(( إنَّّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر)):45: العنكبوت.
فإذن يكون الهدف من العبادة هو جعل الفرد المسلم إنساناً ذاكرا ومتذكرا وإنتشاله من حيز الجهل والغفلة الممقوتة عباديا وتربويا .
وخاصية التذكر التي عمل الرسول الأكرم :ص: على تفعيلها بين أوساط المسلمين تجعل منهم في وعي متحرك لا راكد
إذ إنَّ العبادات التربوية الإسلامية تشبه مراحل التدرج العمري للإنسان زمنيا
مثلما يكبر الإنسان بعمره زمنيا
فالمفروض به يتكامل وينمو ويتطور بطويه مراحل العبادات أخلاقيا وتربويا وإيمانيا .
وهذه الحقيقة التربوية قد ركّزها القرآن الكريم في نصوصه السرمدية بصورة واضحة وجليّة
حيثُ قال تعالى::
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11
بمعنى:
يرفع الله درجة ومكانة المؤمنين المخلصين منكم، ويرفع درجة ومكانة أهل العلم درجات كثيرة في التكامل وتطوير الذات والحصول على الثواب ومراتب الرضوان
والله تعالى خبير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها وهو مجازيكم عليها.
وفي الآية تنويه بمكانة العلماء وفضلهم، ورفع درجاتهم.
وفيها أيضا إشعارٌ بضرورة الإشراف والمراقبة الذاتية والغيرية
وهنا نلاحظ القرآن الكريم يُركِّز على أهميّة التدرج والترفع والتكامل في تلقي التربية والتعليم وإستثمار تلك التربية في بناء الشخصية بناءً سليما وصالحا
وهنا يظهرُ أيضا:
أنَّ الترابط والتعالق التربوي والتعليمي بين حقيقيّة قبول المعلومة وتلقيها وتعقلها وبين ثمرتها العلمية والعملية عنصرا قويا في تحصيل التكامل والنضوج المعرفي والتربوي
((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))
هذا هو المنهج القرآني الذي يعمل على دمج الإيمان بالعلم دمجا
يأخذ بصاحبه إلى النجاح والفوز في الدنيا والأخرة
لأنَّ الإنسان المسلم أو المؤمن إذا لم يهضم عملية التربية والتعليم
وإن كانت من طريق العبادات الربانية
فسوف يبقى يُراوح مكانه ولايبرحه أبدا ولايُسمى عاقلا أو مُتربيا أو مُتعلِّما
ذلك أنَّ تلك مسميات لها أثارها ونتائجها في الحياة ميدانيا
حيث أنَّ القرآن الكريم مقتَ وذمّ حالة التفكيك بين التعلم وترك العمل به
فقال تعالى::
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الجمعة5
بمعنى:
شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها كشَبه الحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها
قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله, ولم ينتفعوا بها
والله لا يوفِّق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده, ويخرجون عن طاعته.
وهذه الأية الكريمة كافية كمصداق حيٌّ في قيمته التربوية والتعليمية
إذ نرى أنَّ القرآن وصَم التاركين لهضم التعلم والعلم وعدم العمل به أو تفعيله إجتماعيا
بحالة الإستحمارالتي تطغى بغريزتها الطبيعية على صاحبها إن لم يعقل
ويَعِ ماهو فيه وما يحمله من فكرة أو منهج.
وهذه الاية أعلاه جاءت أيضا في سياق الآيات التربوية قرآنيا
مما يُعزز منهج الرسول الأكرم :ص: الذي كان يتلقاه من لدن حكيم عليم.
وينبغي بنا الإهتمام بنصوص القرآن الكريم التربوية والتعليمية
من جهة النتظير للمنهج والفكر الإلهي التربوي
إذ لا أرصن ولا أفضل من منهج الله تعالى في تربية عباده وتعليمهم .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف: