الشيخ علي محمد حايك
06-04-2012, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال تعالى في سورة هود (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ( 118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( 119 )
تفيد هذه الآية أن الغاية التي خلق من اجلها الناس هي أن يكونوا متحدين مرحومين ، ولأجل أن نعرف المعيار الصحيح الذي تقره الآية الكريمة والذي على أساسه ننفي الاختلاف وبالتالي نعرف كيفية الوصول إلى الاتحاد لنكون من الطائفة المرحومة التي ذكرت في الاستثناء أعني(إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لا بد من معرفة المراد من قوله (ولا يزالون مختلفين)، والاحتمالات التي ذكرها المفسرون عديدة:
الاختلاف
1- أن يكون المراد أنهم مختلفون في الميول والطباع.
2- أن يكون الاختلاف في الأرزاق والأحوال.
3- ان يكون المعنى ليس ما يقابل الاتحاد بل من الخلف بالفتح أي يخلف بعضهم بعضا في تقليد أسلافهم وتعاطى باطلهم.
4- أن يكون بمعنى أنهم مستعدون للاختلاف والتفرق في علومهم ومعارفهم وآرائهم وشعورهم وما يتبع ذلك من إرادتهم واختيارهم في أعمالهم ومن ذلك الدين والإيمان والطاعة والعصيان، وبالجملة الغاية هو مطلق الاختلاف أعم مما في الدين أو في غيره .
5- ما ذكره السيد الطباطبائي من انه خلقهم على إمكان الاختلاف فلا يزالون مختلفين في الاهتداء والضلال إلى الدين الحق، والمراد الاختلاف في الدين فحسب، خلافا لما ذكر في القول الرابع من انه مطلق الاختلاف، ويؤيد هذا القول أمور:
الأول:إن الآية صريحة في رفع الاختلاف عن الطائفة المرحومة ، والاختلاف في غير الدين لم يرفعه الله تعالى حتى عن الطائفة المرحومة، فهم مختلفون في الميول والطباع وفي الأرزاق والأحوال والتقليد والعلوم وسائر ما ذكر في الوجوه المتقدمة
الثاني: ما في الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك " فقال : (كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة) .ودور الحجة نبيا كان أو وصيا هداية الناس الى الدين الحق، وهذا هو الصحيح في المراد من الاختلاف.
الطائفة المرحومة
أما الاستثناء اعني قوله تعالى(إلا من رحم ربك) فمعناه إلا من أخذته العناية الإلهية ، وشملته رحمة الهداية ولذلك خلقهم أي ولهذه الرحمة خلقهم ، فالآية تثبت للخلقة غاية ، هي الرحمة المقارنة للعبادة والاهتداء ولا يكون ذلك في كل الناس ولا في أكثرهم بل في البعض القليل ،قال تعالى: " فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه " (البقرة : 213) .وتشير الكثير من الآيات إلى أنهم قلة دائما.
الرحمة غاية الخلق
وكون الرحمة أعني الهداية غاية مقصودة في الخلقة إنما هو لاتصالها بما هو الغاية الأخيرة اعني السعادة كما في قوله حكاية عن أهل الجنة : " وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا " (الأعراف : 43) حيث حمدوا الله على ما هم فيه من نعيم وسعادة، وهذا نظير عد العبادة غاية للخلقة أيضا لاتصالها بالسعادة في قوله : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " (الذاريات : 56).
والخلاصة أن غاية الخلق الموصلة إلى السعادة الأبدية هي الرحمة الإلهية المتمثلة في هداية الناس إلى الدين الحق.
نبي الرحمة غاية الخلق
ومن جهة ثانية: قال تعالى للنبي صلى الله عليه وآله( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) لأنه جاءهم بالدين الحق الذي يسعدهم وينالون به كل خير إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى ، والنبي الأكرم هو رحمة لكل البشر إلا أن الكثير منهم لم يحسن الاستفادة منها ، وحال الناس جمعيا بالنسبة للرحمة النبوية حال من فجر الله لهم عين ماء عذبة ، فشرب بعضهم منها، وسقوا زرعهم ومواشيهم بمائها ، فتتابعت عليهم النعم بذلك ، وبقي أناس مفرطون كسالى عن العمل ، فضيعوا نصيبهم من تلك العين - فالعين المفجرة في نفسها رحمة من الله ، ونعمة للفريقين، إلا أن الكسالى حرموا أنفسهم من نفعها. وهؤلاء كالذين قال الله (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) .
والخلاصة: أن محمداً (صلى الله عليه وآله) بوصفه مرسلا ونبياً هو رحمة وهداية للبشر جمعيا.
ومن جهة ثالثة: فإن القرآن الكريم هو كتاب هداية، وقد فسرنا الرحمة بالهداية إلى الدين الحق فهذا يعني انه رحمة للعالمين أيضا بما جاء به من كتاب ،وفيما تضمنه هذا القرآن العظيم من حقائق. وقد ذكر ذلك في الكثير من الآيات منها قوله تعالى(وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك) ، ولكن القرآن الكريم ككتاب صامت يحتاج دائما إلى الترجمان، ولا يمكن لنا أن نصل إلى الغاية إلا من خلال هذين العنصرين اعني القرآن والترجمان.
أهل البيت استمرار لغاية الخلق
ويترتب على ذلك كله أن الضمانة لعدم الاختلاف وبالتالي الدخول في الطائفة المرحومة هو شخص النبي الأكرم بوجوده المبارك بوصفه مرسلا وبما أنزل عليه من كتاب،وهذه الضمانة لا بد من أن تستمر إلى يوم القيامة طالما أن نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)هي الخاتمة وذلك حتى لا يكون للناس على الله الحجة،بل لا بد من استمرار الحجة وبقاء الضمانة وقد قال الصادق في الرواية المتقدمة : (كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة) ولا يعقل أن تقف هذه الحجة عند حد! وكيف يكون النبي رحمة للعالمين جمعيا من كان في عصره ومن سوف يولد عبر الأجيال ؟ مع أن وجوده المبارك لم يمتد سوى عشرات السنين، فكان لا بد من أن يستمر رحمة للعالمين بعد وفاته، لذا قال النبي إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فكان الاستمرار -إضافة للكتاب- عبر الحجج والمعصومين.
السيدة الزهراء قطب رحى غاية الخلق
انطلاقا من كل ما تقدم فلا بد من معرفة دور السيدة الزهراء عليها السلام في غاية الخلق اعني الرحمة المفسرة بالهداية فنقول : إن السيدة الزهراء هي القطب الجامع بين النبوة والإمامة، وليس عبثا أو اتفاقا أن يكون استمرار هذه الرحمة عبر بيت علي وفاطمة بل إن فاطمة عليها السلام تشكل قطب الرحى في استمرارية هذه الرحمة والهداية الإلهية ، فهي حلقة وصل بين الرحمة النبوية في الابتداء والحدوث وبين رحمة الإمامة في البقاء والاستمرار، من هنا وحيث إن الرحمة هي غاية الخلق في قوله (ولذلك خلقهم) تكون الزهراء فاطمة عليها السلام داخلة في هذه الغاية ولولاها لما كان للخلق معنى، وعلى ذلك يحمل الحديث القدسي(لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما) لأن هذا الحديث بصدد بيان العلة الغائية للخلق دون العلة الفاعلية، وهذا يعني انه لولا فاطمة عليها السلام لما تحقق الهدف ولما تمت الغاية من الخلق، ومن المعروف أن أي معلول لا بد له من علة غائية وإلا كان عبثيا.
ومن جهة ثانية: فانه من المعروف أيضا أن العلة الغائية هي اسبق وجودا من المعلول، وهذا ما يفسر ما ورد من أن الله خلق ذوات أهل البيت قبل الخلق بآلاف السنين.
ومن جهة ثالثة: فان قوله تعالى في الحديث القدسي (لولا فاطمة لما خلقتكما) لا يعني أنها سلام الله عليها أفضل من أبيها وبعلها، لأنهم جمعيهم يشكلون العلة الغائية للخلق كل من حيثيته الخاصة.
والحمد لله رب العالمين
قال تعالى في سورة هود (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ( 118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( 119 )
تفيد هذه الآية أن الغاية التي خلق من اجلها الناس هي أن يكونوا متحدين مرحومين ، ولأجل أن نعرف المعيار الصحيح الذي تقره الآية الكريمة والذي على أساسه ننفي الاختلاف وبالتالي نعرف كيفية الوصول إلى الاتحاد لنكون من الطائفة المرحومة التي ذكرت في الاستثناء أعني(إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لا بد من معرفة المراد من قوله (ولا يزالون مختلفين)، والاحتمالات التي ذكرها المفسرون عديدة:
الاختلاف
1- أن يكون المراد أنهم مختلفون في الميول والطباع.
2- أن يكون الاختلاف في الأرزاق والأحوال.
3- ان يكون المعنى ليس ما يقابل الاتحاد بل من الخلف بالفتح أي يخلف بعضهم بعضا في تقليد أسلافهم وتعاطى باطلهم.
4- أن يكون بمعنى أنهم مستعدون للاختلاف والتفرق في علومهم ومعارفهم وآرائهم وشعورهم وما يتبع ذلك من إرادتهم واختيارهم في أعمالهم ومن ذلك الدين والإيمان والطاعة والعصيان، وبالجملة الغاية هو مطلق الاختلاف أعم مما في الدين أو في غيره .
5- ما ذكره السيد الطباطبائي من انه خلقهم على إمكان الاختلاف فلا يزالون مختلفين في الاهتداء والضلال إلى الدين الحق، والمراد الاختلاف في الدين فحسب، خلافا لما ذكر في القول الرابع من انه مطلق الاختلاف، ويؤيد هذا القول أمور:
الأول:إن الآية صريحة في رفع الاختلاف عن الطائفة المرحومة ، والاختلاف في غير الدين لم يرفعه الله تعالى حتى عن الطائفة المرحومة، فهم مختلفون في الميول والطباع وفي الأرزاق والأحوال والتقليد والعلوم وسائر ما ذكر في الوجوه المتقدمة
الثاني: ما في الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك " فقال : (كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة) .ودور الحجة نبيا كان أو وصيا هداية الناس الى الدين الحق، وهذا هو الصحيح في المراد من الاختلاف.
الطائفة المرحومة
أما الاستثناء اعني قوله تعالى(إلا من رحم ربك) فمعناه إلا من أخذته العناية الإلهية ، وشملته رحمة الهداية ولذلك خلقهم أي ولهذه الرحمة خلقهم ، فالآية تثبت للخلقة غاية ، هي الرحمة المقارنة للعبادة والاهتداء ولا يكون ذلك في كل الناس ولا في أكثرهم بل في البعض القليل ،قال تعالى: " فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه " (البقرة : 213) .وتشير الكثير من الآيات إلى أنهم قلة دائما.
الرحمة غاية الخلق
وكون الرحمة أعني الهداية غاية مقصودة في الخلقة إنما هو لاتصالها بما هو الغاية الأخيرة اعني السعادة كما في قوله حكاية عن أهل الجنة : " وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا " (الأعراف : 43) حيث حمدوا الله على ما هم فيه من نعيم وسعادة، وهذا نظير عد العبادة غاية للخلقة أيضا لاتصالها بالسعادة في قوله : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " (الذاريات : 56).
والخلاصة أن غاية الخلق الموصلة إلى السعادة الأبدية هي الرحمة الإلهية المتمثلة في هداية الناس إلى الدين الحق.
نبي الرحمة غاية الخلق
ومن جهة ثانية: قال تعالى للنبي صلى الله عليه وآله( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) لأنه جاءهم بالدين الحق الذي يسعدهم وينالون به كل خير إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى ، والنبي الأكرم هو رحمة لكل البشر إلا أن الكثير منهم لم يحسن الاستفادة منها ، وحال الناس جمعيا بالنسبة للرحمة النبوية حال من فجر الله لهم عين ماء عذبة ، فشرب بعضهم منها، وسقوا زرعهم ومواشيهم بمائها ، فتتابعت عليهم النعم بذلك ، وبقي أناس مفرطون كسالى عن العمل ، فضيعوا نصيبهم من تلك العين - فالعين المفجرة في نفسها رحمة من الله ، ونعمة للفريقين، إلا أن الكسالى حرموا أنفسهم من نفعها. وهؤلاء كالذين قال الله (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) .
والخلاصة: أن محمداً (صلى الله عليه وآله) بوصفه مرسلا ونبياً هو رحمة وهداية للبشر جمعيا.
ومن جهة ثالثة: فإن القرآن الكريم هو كتاب هداية، وقد فسرنا الرحمة بالهداية إلى الدين الحق فهذا يعني انه رحمة للعالمين أيضا بما جاء به من كتاب ،وفيما تضمنه هذا القرآن العظيم من حقائق. وقد ذكر ذلك في الكثير من الآيات منها قوله تعالى(وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك) ، ولكن القرآن الكريم ككتاب صامت يحتاج دائما إلى الترجمان، ولا يمكن لنا أن نصل إلى الغاية إلا من خلال هذين العنصرين اعني القرآن والترجمان.
أهل البيت استمرار لغاية الخلق
ويترتب على ذلك كله أن الضمانة لعدم الاختلاف وبالتالي الدخول في الطائفة المرحومة هو شخص النبي الأكرم بوجوده المبارك بوصفه مرسلا وبما أنزل عليه من كتاب،وهذه الضمانة لا بد من أن تستمر إلى يوم القيامة طالما أن نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)هي الخاتمة وذلك حتى لا يكون للناس على الله الحجة،بل لا بد من استمرار الحجة وبقاء الضمانة وقد قال الصادق في الرواية المتقدمة : (كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة) ولا يعقل أن تقف هذه الحجة عند حد! وكيف يكون النبي رحمة للعالمين جمعيا من كان في عصره ومن سوف يولد عبر الأجيال ؟ مع أن وجوده المبارك لم يمتد سوى عشرات السنين، فكان لا بد من أن يستمر رحمة للعالمين بعد وفاته، لذا قال النبي إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فكان الاستمرار -إضافة للكتاب- عبر الحجج والمعصومين.
السيدة الزهراء قطب رحى غاية الخلق
انطلاقا من كل ما تقدم فلا بد من معرفة دور السيدة الزهراء عليها السلام في غاية الخلق اعني الرحمة المفسرة بالهداية فنقول : إن السيدة الزهراء هي القطب الجامع بين النبوة والإمامة، وليس عبثا أو اتفاقا أن يكون استمرار هذه الرحمة عبر بيت علي وفاطمة بل إن فاطمة عليها السلام تشكل قطب الرحى في استمرارية هذه الرحمة والهداية الإلهية ، فهي حلقة وصل بين الرحمة النبوية في الابتداء والحدوث وبين رحمة الإمامة في البقاء والاستمرار، من هنا وحيث إن الرحمة هي غاية الخلق في قوله (ولذلك خلقهم) تكون الزهراء فاطمة عليها السلام داخلة في هذه الغاية ولولاها لما كان للخلق معنى، وعلى ذلك يحمل الحديث القدسي(لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما) لأن هذا الحديث بصدد بيان العلة الغائية للخلق دون العلة الفاعلية، وهذا يعني انه لولا فاطمة عليها السلام لما تحقق الهدف ولما تمت الغاية من الخلق، ومن المعروف أن أي معلول لا بد له من علة غائية وإلا كان عبثيا.
ومن جهة ثانية: فانه من المعروف أيضا أن العلة الغائية هي اسبق وجودا من المعلول، وهذا ما يفسر ما ورد من أن الله خلق ذوات أهل البيت قبل الخلق بآلاف السنين.
ومن جهة ثالثة: فان قوله تعالى في الحديث القدسي (لولا فاطمة لما خلقتكما) لا يعني أنها سلام الله عليها أفضل من أبيها وبعلها، لأنهم جمعيهم يشكلون العلة الغائية للخلق كل من حيثيته الخاصة.
والحمد لله رب العالمين