المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زهرت الأرض بولادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )


صادق العارضي
08-04-2012, 04:10 PM
زهرت الأرض بولادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

كأنَّها كانَت تَشعُرُ بما حَصَلَ لاَُمِّها من مقاطعةِ نِساءِ مكّةَ لَها ، بَل حتّى قَرِيباتِها لم يَعُدنَ يَسألنَ عَنها أو يَتَفَقَّدنَ أَحوالَها ، لِذلِكَ فَهيَ وحيدةٌ في بيتِها ، لا أنيسَ لها أثناءَ غيابِ رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) عَنها .
نَعَم كانت تَشعُرُ بِما حَصَلَ لاَُمِّها بسببِ زَواجِها مِن رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) رَغمَ أنَّها ما تَزالُ في ظُلمَةِ أَحشائِها .
لِذلِكَ رَأت مِن واجبها أن تُسلّيها بالحَديثِ مَعَها ، فَأشرَقَت على وجهِ خديجةَ ابتسامَةُ فَرَحٍ بَعدَ أن غَمَرَت قَلبَها سعادةٌ لم تَكُن تَشعُرُ بِها أثناءَ وَحدَتِها .
( خديجةُ مَعَ مَن تَتَحدَّثِينَ ؟ ) ، قَالَها رسولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) مُندَهِشاً بعدَ أن رأى خديجةَ تُتَمتِمُ فَرِحةً وكَأنَّها تُكلِّمُ شَخصاً أمامَها .
فقالت لهُ : يا رسولَ اللهِ ، الجنينُ الذي في بَطني يُحدِّثُني ، فَتُؤنِسُني عُذوبَةُ حديثِهِ .
وفي هذِهِ الأثناءِ نَزَلَ الأمينُ جبرائيلُ ( عليه السلام ) وَهَمَسَ في أُذُنِ رسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِمّا جَعَلَهُ يَبتَسِمُ فَرِحاً وهو ينقُلُ كلامَ جِبرائيلَ ( عليه السلام ) إلى زوجتِهِ خديجةَ قائلاً : ( يا خديجةُ ، إنّها ابنَتي ، نَسمةٌ طاهرةٌ مطهّرةٌ ، وَقَد أمرَني اللهُ تعالى أن أُسمِّيها فاطمةَ ، وَسَيَجعَلُ من ذُرِّيَتها أئمّةً يُهتَدى بِهم ) ، مِمّا جعلَ فرحةَ خَديجةَ تَتَعاظَمُ ، فملأت آفاقَها سعادةً عَوّضَتها عَن حِرمانِ مُقاطَعةِ النساءِ لَها .
ثم تمرُّ لحظاتُ الولادةِ وخديجةُ وحيدةٌ لا تُوجَدُ امرأةٌ قُربَها ، ممّا اضطرَّها أنّ تُرسِلَ إلى قريباتِها مِن نِساءِ مَكّةَ ، وراحت تَنتَظِرُ حتّى أتاها جَوابهُنَّ : ياخديجةُ ، أنتِ عَصَيتِنا ، وَلَم تَقبَلي مِنّا قولَنا ، فَتزوّجتِ ذلِكَ الفقيرَ الذي لا مالَ لَهُ ، لِذلِكَ لَن نَجِيءَ إليكِ .
فَاغتَمَّت خَديجةُ لِذلِكَ غَمّاً شديداً ، وَبَينَما هِي كَذلِكَ وَإذا بِها تَتَفاجَأُ بأربعِ نِساءٍ يَدخُلنَ عَليها كَأنَّهُنَّ مِن نِساءِ قُريشٍ .
فَقالت إحدَاهُنَّ : يا خديجةُ لا تَحزَني ، لَقَد بَعَثَنَا اللهُ تَعالى إليكِ لِمُساعَدَتِكِ .
كانَت تِلكَ المرأةُ هي آسيةُ بنتُ مُزاحمٍ ، وَمَعَها مريمُ بنتُ عِمرانَ ، وسارةُ زوجةُ النبي إبراهيمَ ( عليه السلام ) وصفراءُ بنتُ شُعيبٍ ( عليهن السلام ) فَجَلَسنَ حَولَها ، فقُمنَ بِواجِبِهِنَّ حَتّى وَضَعت فاطمةَ ( عليها السلام ) كما قالَ رسولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) طاهرةً مطهّرةً .
ثم تَلَقّتها إحداهُنَّ فَغَسَّلَتها بِماءِ الكَوثرِ ونَشَّفتها ، ثُمَ أخرَجَت مِنَ القماشِ قِطعَتَينِ بَيضاوَتينِ أشدَّ بَياضاً مِنَ اللبَنِ ، وأطيبَ رائحةً مِنَ المِسكِ والعَنبَرِ ، فَلَفَّتها بواحدةٍ وقَنّعتها بالثانيةِ ، ثُمَّ استَنطَقَتها ، فَنَطَقَت فاطِمَةُ ( عليها السلام ) بالشَهادةِ قائِلةً : ( أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ ، وأنّ أبيَ محمّداً رسولُ اللهِ ، وأنَّ عليّاً سَيّدُ الأوصياءِ ، ووُلدي سادةُ الأسباطِ ) .
ثُمَّ سَلَّمَت على كلِّ واحدةٍ منهنَّ باسمِها ، فَأقبَلنَ عَلَيها ضاحكاتٍ ، ثُمَّ عَرَجنَ إلى السَماءِ بَعدَ أن تَناولَتها خديجةُ فَرِحةً بها مستبشرةً ، فَوضَعَتها في حِجرِها ، وألقَمَتها ثَديَها فَدَرَّ عليها لَبناً .
وما أسرعَ ما لُقِّبَت فاطمةُ ( عليها السلام ) بالزهراءِ ، ففي ولادَتِها أزهَرَت الأرضُ وأشرَقَت الفَلَواتُ ، وأنارَت الجبالُ والربواتُ ، وَهَبَطَت الملائكةُ إلى الأرضِ ، فَنَشَرَت أجنِحَتَها في المشرِقِ والمغرِبِ ، وضَرَبَت عليها سُرادِقُ البَهاءِ ، وغَشيَ أهلَ مَكّةَ ما غَشِيَهُم مِنَ النورِ .
ثم دَخَلَ رسولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) على خديجةَ فَرِحاً مُستَبشِراً وهو يقولُ لَها : ( يا خديجةُ ، لا تَحزَني إن كانَ قَد هَجَرَكِ نساءُ مَكّةَ ، وَلَن يَدخُلنَ عَليكِ ، فها أنا أرى الحُورَ يَنزِلنَ مِنَ السماءِ عَطِراتٍ ، يَشُعُّ مِنهُنَّ نورٌ يَلتَهِبُ التِهاباً ، وتَفُوحُ مِنهُنَّ رائحةٌ تَسُرُّ أهلَ مَكّةَ جَميعاً ، سَلَّمنَ فأحسَنَّ ، وحيَّينَ فأَبلغنَ .
بَعَثَهُنَّ اللهُ تَعالى لِيصبَحنَ في خدمةِ خديجةَ وابنَتِها فاطمةَ الزهراءَ ( عليها السلام ) بَعدَ أن استَبشَرَتِ الحورُ العِينُ ، وبَشَّرَ أهلُ السماواتِ بعضُهم بَعضَاً بولادةِ فاطمةَ الزهراءَ ( عليها السلام ) فَقَد حَدَثَ في السماءِ نورٌ زاهرٌ لَم ترَ مِثلَهُ الملائِكةُ مِن قبلُ ) .
مَرَّتِ الأعوامُ وفاطمةُ الزهراءُ ( عليها السلام ) تَنمُو في اليومِ كَما يَنمُو غيرُها في شهرٍ ، وَتَنمُو في الشَهرِ كَما يَنمُو غَيرُها في سنةٍ .
إلى أن جاءَ ذلِكَ اليومُ الذي كانَ فيه رسولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) جالساً مع أصحابِهِ في المسجِدِ ، وَبِصُحبَتِهِ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ ( عليه السلام ) ، إذ هَبَطَ مِنَ السماءِ مَلَكٌ على هَيئةٍ لَم يألَفها الرسولُ ( صلى الله عليه وآله ) مِن قبلُ ، إذ ظنَّهُ جبرائِيلَ وهَمَّ يُقبِّلُ رأسَهُ ، فقالَ لَهُ المَلَكُ : مَه يا أحمد - حيث أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) اسمه في السماء ( أحمد ) وفي الأرض ( محمد ) - أنتَ أكرَمُ عِندَ اللهِ تَعالى من أهلِ السماواتِ وأهلِ الأرضِ أجمعينَ .
فَقَامَ الملَكُ بِتَقبِيلِ رأسِ الرسولِ ( صلى الله عليه وآله ) ويَدَهُ ، وفي أثناءِ ذلِكَ قالَ لَهُ الرسُولُ : حَبيبي جبرائيلُ ، ما هذِهِ الصورةُ التي لَم تَهبِط عليَّ بِمثلِها ؟!
فَقَالَ الملَكُ : ما أنا بِجبرائيلُ ، لكنّي مَلَكٌ يَقالُ لِي محمودٌ ، وبَينَ كَتفَيَّ مكتوبٌ : لا إلهَ إلاّ اللهُ ، محمّدٌ رسولُ اللهِ - وعلى رواية : عليٌّ وليّهُ ووصيّهُ - .
وفي هذهِ الأثناءِ نَزَلَ مِنَ السماءِ جِبرائيلُ ، ومِيكائيلُ ، وإسرافيلُ ، وَسبعونَ ألفاً مِنَ الملائكةِ قَد حَضَروا مَعَهُم .
فبَينما كان المَلكُ يقولُ لِرَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) : بَعَثَني اللهُ تعالى لأُزوِّجَ النورَ مِنَ النورِ ، فقالَ الرسولُ ( صلى الله عليه وآله ) : ( والنورُ من ؟ ) ، فَأجابَهُ : فاطمةَ ( عليها السلام ) من عليٍّ ( عليه السلام ) .
فَالتَفَتَ النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى عليٍّ بنِ أبي طالبٍ ( عليه السلام ) وَهُوَ يقولُ لَهُ : ( قَد زَوَّجتُكَ على ما زَوَّجكَ اللهُ مِن فوقِ سَبعِ سماواتٍ ، فَخُذها إليكَ ) .
ثمَّ التَفتَ النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) إليه قائلاً لَهُ : ( مُنذُ متى كُتِبَ هذا بينَ كَتفَيكَ ؟ ) .
فقال : مِن قبلِ أن يَخلُقَ اللهُ آدم بألفَي عامٍ ، ثُمَّ ناولَ جِبرائيلُ النبيَّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) قَدَحاً فيهِ طيبٌ مِن طِيبِ الجنَّةِ ، وَهُوَ يَقولُ : يا حَبيبي يا محمّدُ ، مُر فاطمةَ أن تُدهِنَ رَأسَها وَبَدَنَها مِن هذا الطيبِ .
فَصارت فاطمةُ الزهراءُ ( عليها السلام ) كلَّما مَرَّرَت يَدَها على رأسِها أو بَدنِها شَمَّ أهلُ المدينةِ رائحةَ ذلِكَ الطيبِ .
وكانَت فاطمةُ الزهراءُ ( عليها السلام ) دائماً تَشتَغِلُ بالعبادةِ ، وفي إحدى لَيالي الجُمَعِ وَهيَ مشغولةٌ كانَ وَلَدُها الإمامُ الحسنُ ( عليه السلام ) يُراقِبُها وهيَ في مِحرابِها راكعةٌ ساجدةٌ ، ثُمَّ راحَ يَتأمَّلُها وَهيَ تَدعُو إلى جميعِ النساءِ والرجالِ ، والأطفالِ مِنَ الجيرانِ الذينَ يَسكُنونَ حَولَ بَيتِها الشريفِ ، وَمَضَت ساعاتُ الليلِ شَيئاً فَشَيئاً حتّى بَزَغَ الفَجرُ .
والإمامُ الحسنُ ( عليه السلام ) يَتَأمَّلُ أُمَّهُ فاطمةَ الزهراءَ ( عليها السلام ) وكأنَّهُ يَنتَظِرُ مِنها شَيئاً ، يا تُرى مَاذا كانَ يَنتظِرُ الإمامُ الحسنُ ( عليه السلام ) ؟! .
وحِينَ انتهت فاطمةُ الزهراءُ ( عليها السلام ) من عبادَتِها ودُعائِها بادَرَها الإمامُ الحسنُ ( عليه السلام ) سائلاً : ( لِمَ لَم تَدعِ لِنَفسِكِ يا أمّاهُ كما دعوتِ لغَيرِكِ ؟ ) .
فأجابَت ( عليها السلام ) وَلدَها قائلةً : ( يا بُنيَّ ، الجارُ ثُمَّ الدارُ ) .
هَكذا كانت بَضعَةُ المصطفى ( عليها السلام ) تَهتَمُّ بِأُمورِ المُسلمينَ وتَحرِصُ على طَلَبِ الخَيرِ .

زخات مطر
08-04-2012, 05:18 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
السلام على سيدتي ومولاتي فاطمة
بوركت لهذه الكلمات التي سبحت بنا الى عالم النور
جعلت من شيعة فاطمة

الميرزا النجفي
08-04-2012, 11:18 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
السلام على سيدتي ومولاتي فاطمة
بوركت اخي الفاضل
تحيتي.

عَآشِق الْكَرَار
09-04-2012, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلآم على أهل بيت النبوة
أحسنتم .. جزآكم ربي خير لهذآ الطرح النوراني ..
رزقنآ المولى وإيآكم شفآعة مولآتنآ الزهرآء
دمتم بحفظ البآري

نرجس*
09-04-2012, 12:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( إنا أعطيناك الكوثر , فصلِّ لربك وانحر , إن شانئك هو الأبتر )


نبارك لكم مولد أم الائمة الأطهار ابناء رسول الله سيدتنا الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)


https://ba7rain.net/cards/fatema_alzahraa.gif


نسأل الله العلي القدير أن يفرج عنا وينصر المقاومة ويثبت أقدامهم

صادق العارضي
10-04-2012, 08:00 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
شكرا لتعليقك اختنا زخات مطــر
ونسأله تبارك وتعالى ان نكون كذلك
وللجميع من شيعتها ومحبيها لتكون
لنا شافعة مشفعة

صادق العارضي
10-04-2012, 08:01 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اخي الميرزا النجفي شكرا لك
على المرور الجميل

صادق العارضي
10-04-2012, 08:02 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اخي الميرزا النجفي شكرا لك
على المرور الجميل

صادق العارضي
10-04-2012, 08:02 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اخي الغالي عاشق الكرار اسعدني
مروركم وتعليقكم الرائع شكرا لك

صادق العارضي
10-04-2012, 08:04 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اختنا في الله نرجس شكرا لــــك
على هذا المرور العطر ونسأله
تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم
لنكون بخدمة ال البيت عليهم
السلام امين يارب العالمين

صادق العارضي
10-04-2012, 08:05 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اختنا في الله نرجس شكرا لــــك
على هذا المرور العطر ونسأله
تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم
لنكون بخدمة ال البيت عليهم
السلام امين يارب العالمين

صادق العارضي
10-04-2012, 08:09 AM
اختنا في الله نرجس شكرا لــــك
على هذا المرور العطر ونسأله
تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم
لنكون بخدمة ال البيت عليهم
السلام امين يارب العالمين

ghada
12-04-2012, 01:01 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يا سيدتي ويا مولاتي يا فاطمة الزهراء ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم على هذا الطرح القيم
جعله الله لك في ميزان حسناتك
لك مني ارق التحايا

صادق العارضي
12-04-2012, 04:17 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
اختنا فضاء شكرا لتعليقك وتواجدك
العطر جزاكم الله خيرا

باقر الركابي
16-04-2012, 06:51 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام على ام ابيها وبعلها وبنيها

الميرزا النجفي
17-04-2012, 12:27 AM
جعله الله في ميزان حسناتك
تحيتي .

صادق العارضي
17-04-2012, 07:22 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
شكرا لك اخي باقر على المرور الجميل

صادق العارضي
17-04-2012, 07:23 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
اخي الميرزا النجفي شكرا لك من
الاعماق على تفضلك بالمرور العطر
بارك الله فيكم