جلباب الولاء
16-04-2012, 09:53 PM
أبي سفيان وعلاقته بعمر.. ((نظرة عامة إلى أصل ونسب بني أمية))
من ينظر إلى التاريخ بالبحث والتنقيب والتحليل الصحيح يجد في صفحات التاريخ المزيف من الأفائك والدسائس ما يذهل العقل، فالسياسة الغاشمة في العهدين الأموي والعباسي أخفت الكثير من الحقائق التي تكشف أن بني أميّة – تلك الشجرة الملعونة - لم يكونوا من العرب ومن بني عبد شمس بن عبد مناف إطلاقا، بل أن هناك ما يثبت أنّ أميّة كان فتى من الروم تبناه عبد شمس على عادة العرب في الجاهلية من تبنيهم أولاد الأسرى كما في قضية زيد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) . وقد بين لنا أهل البيت (عليهم السلام) في جملة من أسرارهم المودعة عند رواة حديثهم أنّ بني أميّة ليسوا من قريش ولذا ورد عنهم في تأويل قوله تعالى (غلبت الروم) أنّ (الروم هم بني أميّة)، وعن أمير المؤمنين-ع- قال قوله تعالى (الم غلبت الروم) (فينا وفي بني أميّة) . قال علي بن أحمد الكوفي المتوفى(352) في كتاب الاستغاثة: لقد روينا من علماء أهل البيت (عليهم السلام) في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم إلى علماء شيعتهم أنّ قوماً ينسبون لقريش وليسوا من قريش بحقيقة النسب وهذا مما لا يعرفه إلا معدن النبوة وورثة علم الرسالة وذلك مثل بني أمية ذكروا أنهم ليسوا من قريش وأن أصلهم من الروم وفيهم تأويل هذه الآية (الم غلبت الروم) معنا أنهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العباس . ومن هنا يظهر للقارئ الفطن أنّ قصة تولد هاشم وعبد شمس توأمين من الأساطير التي وضعتها يد السياسة في العصر الأموي لإثبات اتّصال نسبهما ووحدته وهي أكذوبه اختلقتها أيدي أثيمة ونقلها بعض المؤرخين من دون تحقيق كما هو ديدنهم في نقل أغلب القصص والقضايا كما يقول المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم ص18 طبعة مصر ما هذا لفظه: وقد كانت المنافرة لا تزال بين بني هاشم وبني عبد شمس بحيث أنه يقال أن هاشما وعبد شمس ولدا توأمين فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر فلما نُزعت دُمي المكان فقيل سيكون بينهما أو بين ولديهما دم فكان كذلك، ويقال أن عبد شمس وهاشماً كانا يوم ولدا في بطن واحد كانت جباههما ملصقة بعضها ببعض فأُخذ السيف ففرق بين جباههما بالسيف فقال بعض العرب ألا فُرّق ذلك بالدرهم فإنّه لايزال السيف بينهم وبين أولادهم إلى الأبد . وفي بعض التواريخ كان ظهر كل واحد منهما ملتصق بالآخر ففرق بينهما بالسيف . وليسمح لي قارئي العزيز أن أقول: هذه القصة كاذبة منحوته وضعتها يد السياسة الغاشمة الأمويّة لإثبات اتّصال نسب بني هاشم وبني أميّة وأنّهم من قريش والستر على كون أميّة لصيقا ولبيان علة العدواة الواقعة بين بني هاشم وبني أميّة أيضاً وهي علّة منحوته مجعوله واضطرابها دليل على بطلانها وخير دليل على ذلك ما جاء في محاسن النهج للشريف الرضي في جواب ما جاء من كتاب لمعاوية يقول فيه لأمير المؤمنين (ع): ألسنا نحن- أي بني أميّة - وأنتم - أي بني هاشم - من شجرة واحدة..فيقول له سلام الله عليه في الجواب: (نعم ولكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللّصيق) وما أروع ما يكشفه لنا مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فالدلالة اللفظية لمفردة اللصيق تعد فضحاً وكشفاً في نفس الوقت لنسب بني أمية، فالمتداول لهذه اللفظة كمفهوم في تلك الفترة يشير إلى الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب كما ورد عن أبن منظور في لسان العرب، وهذا واضح من خلال قوله (عليه السلام): (ولا الصريح كاللّصيق)، ويعني بالصريح نفسه فقط و باللّصيق معاوية فقط! بل قد علم في بيان لغة الكتاب أن الصريح بمعنى خالص النسب، واللصيق بمعنى الدعيّ في قوم، الملصق بهم و ليس منهم . (وأمّا قولك إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن و لكن ليس أميّة كهاشم، ولا حرب كعبد المطلّب، ولا أبو سفيان كأبي طالب،ولا المهاجر كالطّليق، ولا الصّريح كاللّصيق) . وجاء في كتاب (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) ما نصه: في بيان نسب بني أمية: (فأقول في البحار من كامل البهائي أن أميّة كان غلاما روميّا لعبد الشمس فلما لقاه كيّسا فطنا أعتقه و تبناه فقيل: أميّة بن عبد الشمس كما كانوا يقولون قبل نزول الآية: زيد بن محمد، ولذا روى عن الصّادقين عليهما السّلام في قوله تعالى: (الم غلبت الرّوم)، (أنّهم بنو أميّة) ومن هنا يظهر نسب عثمان ومعاوية وحسبهما و أنّهما لا يصلحان للخلافة لقوله صلّى اللّه عليه وآله: (الأئمة من قريش) . وقال مؤلف كتاب إلزام النواصب: (أميّة لم يكن من صلب عبد شمس وإنما هو من الرّوم فاستلحقه عبد شمس فنسب إليه، فبنو أميّة كلّهم ليس من صميم قريش وإنّما هم يلحقون بهم ويصدّق ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) إن بني أمية لصّاق و ليسوا صحيحي النسب إلى عبد مناف و لم يستطع معاوية إنكار ذلك) . ونظرا إلى أنّ أصل بني أميّة من الروم كان لمعاوية ميلاً ومحبّة لهم كما كان لأبي سفيان، ففي خبر قال عبد الله بن الزبير: كنت مع أبي باليرموك وأنا صبي لا أقاتل، فلما اقتتل الناس نظرت إلى ناسٍ على تل لا يقاتلون، فركبت وذهبت إليهم وإذا أبو سفيان بن حرب ومشيخة من قريش من مهاجرة الفتح فرأوني حدثاً فلم يتقوني، قال: فجعلوا والله إذا مال المسلمون وركبتهم الروم يقولون: إيه بني الأصفر! فإذا مالت الروم وركبهم المسلمون: قال: ويح بني الأصفر! فلما هزم الله الروم أخبرت أبي فضحك فقال: قاتلهم الله!أبوا إلا ضغناً، لنحن خير لهم من الروم..وفي اليرموك أصيبت عين أبي سفيان بن حرب.(الكامل في التاريخ... باب: من العراق إلى الشام ج 1 ص 393) أقول: نعم كنتم خيراً له من الروم ولكن عداوته للإسلام دعته للتكلّم بتلك الكلمة الخبيثه . ويرى من سبر سيرة معاوية وأمعن النظر في أحواله وأعماله ميله ومحبته إلى الروم واضحاً جلياً ولذا صالح مع الروم على تفصيل مذكر في التواريخ وصار هذا الصلح سبباً لزوال هيبة الإسلام على قلوب الكفار، وفي اتّخاذ معاوية سرجون بن منصور الرومي وهو بطريق مسيحي كان على دين النصارى نديما ومشاورا لنفسه في الأمور وكان عاملا في آرائه في أكثر الشؤون دليل واضح على ما ادعيناه وفيه تأييد لما رمناه . أنظر إلى تفسير لوامع التنزيل للسيد علي الرضوي اللاهوري ج15 ص211 وكتاب كامل الطبري لعماد الدين الطبري ج1 ص269 ط قم والزام النواصب ص104 والأنوار النعمانيه ج1 ص67 ط تبريز والنزاع والتخاصم للمقريزي ص18 ط مصر والتدوين في أحوال جبال شروين لوزير العلوم محمد حسن خان المراغي, وقد تعرض لمعاهدة معاوية وصلحه مع الروم وكشف أحوال سرجون بن منصور الرومي البطريق، العلامه محمد كاظم القزويني في كتابه رد على رد السقيفه ص140.
هل كان أبو سفيان أيزيديا؟..
لعل من بين تلك الحقائق التي تم التعتيم عليها، ولم يذكرها كتّاب التاريخ العربي، طالما بدأت كتابته في الزمن الأموي الذي حرص على أن يخفي تلك الحقيقة، مادامت قيادة الأمة الإسلامية لبني أمية، وكان الحاكم أميراً للمؤمنين!!مما يصطدم بتلك الحقيقة، لذلك استوجب الأمر على المؤرخ أن يغض النظر عن التركيز والبحث في تلك الروايات التي تتناقض مع قيادة الأمة، إذ ليس من المقبول أن يكون أمير المؤمنين يدين بديانة أخرى غير ديانة المؤمنين.. كان أبو سفيان (صخر بن حرب 57 هـ ) من أسياد مكة وكان يعبد تمثالا يجسد الطاووس يضعه داخل حجرة الكعبة، ويميّز مكانه وموضعه، ويشرف على تنظيفه وتقديسه، ولطالما انسحب من بين الجموع التي تقف خاشعة أمام اللات والعزى وهبل ليدخل إلى داخل حجرة الكعبة ويجثو على ركبتيه، أمام الطاووس رافعا كلتا يديه إليه، يرجوه إن يشفع له عند الله، وكان أحيانا ينقله معه إلى حجرته في بيته يتعبده مع أهله، وحين شعر أن هجوم الجيش الإسلامي وشيك لفتح مكة، وحين تأكد له أن الرسول محمد (ص) وجيش المسلمين قادم لا محال، وأنه سينتصر عليهم، قام بنقله بمعاونة معاوية إلى بيته القريب من الكعبة، وبقي التمثال في بيته دون أن يتعرض له بالرغم من زعمه الدخول في الدين الجديد تحت وطأة الخوف من القتل..واللافت للنظر أن فكرة الإسلام لم تدخل عقل أبا سفيان فبقي لا يؤمن بالنبوة حيث يعتبرها مُلكا عضوضا، ولا يؤمن بجنة أو نار الإسلام، غير أن أحدا لم يبحث عن الدين الخفي الذي بقي يتمسك به، وعن مصير تلك الطواويس التي كان يتعبد بها الله . كانت القبائل العربية تعبد الأصنام ولكل قبيلة صنمها الخاص، فما علاقة الطاووس بأبي سفيان، وهو المعروف بكثرة أسفارة وترحاله التجاري في مدن تقدس الطاووس وتتبرك به إلى الله، ومدن أخرى تدين بديانات أخرى، خصوصا وأن القوافل العربية كانت تمر بمناطق عديدة للوصول إلى الشام، والديانة الأيزيدية كانت موجودة حتى حدود تكريت التي خصص لها رجال الدين سنجقا خاصا يدعى (سنجق تكريت)، والسنجق الثالث كان على تكريت وسامراء كما يقول إسماعيل بك جول في الصفحة (79) من كتابه اليزيدية قديما وحديثا، بالإضافة إلى انتشار الأيزيدية في سوريا وتركيا ضمن طريق القوافل التجارية . يقول سعيد الديوه جي في الصفحة 129 من كتابه اليزيدية: إن لليزيدية سبعة طواويس منها رقم 3 لمنطقة تكريت، كما يؤكد الباحث صديق الدملوجي في الصفحة 10 من كتابه اليزيدية الصادر في العام 1949 بأن لليزيدية سبعة طواويس وكل سنجق يذهب إلى الجهة المختصة به. اللافت للنظر أن الأيزيدية لاتقبل الانتماء إليها من خارج ديانتها، غير أن هذا الأمر لا يمنع من أنها كانت منتشرة في مناطق عدة، وهذا الانتشار يدلل على وجود من يعتقد بتلك الديانات القديمة بدليل وجود أيزيدية حتى اليوم في مناطق عدة من العالم، والعديد من العشائر العربية كانت تدين بالديانة الأيزيدية ثم تحولت إلى المسيحية أو إلى الإسلام تحت تأثيرات عدة ومختلفة، ويمكن للباحث والمتابع أن يستقصي تلك الحقيقة من عشائر وبيوتات الموصل العربية، ولكن أبو سفيان لم يكن يلتزم بدين معروف ومحدد قبل أن يدخل الإسلام عنوة، ولعله اعتقد بقدرة التمثال على التقرب إلى الإله كما يعتقد الآلاف غيره من أبناء الجزيرة قبل أن يحل الإسلام وينتشر، وربما جلبه معه أثناء سفراته التجارية ومروره بأقوام تعبد الإله وتقدس الطاووس ملك وتتخذ له شكلا رمزيا، أو أنه حقا كان يعتقد بعبادة دين الأيزيدية وتقديس طاووس ملك ولم يتسن له أن يحضر احتفالات السناجق السبعة في كل عام ومن ثم أسلم ظاهرا مذعنا لمنطق الخوف والخشية من أن تضرب عنقه في تلك اللحظات الحرجة، مخفيا ما يعتقد به من إيمانه بالأيزيدية، وكلنا نعرف ما نقلته كتب التاريخ وأجمع عليه الرواة والمؤرخين من أن أبا سفيان جادل الرسول في قضية الإسلام وهو يقف جوار العباس بن عبد المطلب عم النبي، وحين سأله الرسول عما إذا كان يؤمن بأن الله واحد أجاب بنعم، إذ لو كان إله غيره لنصرهم عليه، ولما سأله وهل تقر بأني رسول الله، أجابه وعلى الفور بكلمة (لا إن في القلب منها شيء)، ولما همس العباس بأذنه إنه سيقتلك يا أبا سفيان، عاد ليقول بنعم نعم أنت رسول الله، حتى يضمن سلامته وتطبيقا لنصيحة العباس بن عبد المطلب في تلك اللحظة الحرجة، وأردف ولكن ماذا أنت فاعل بنا؟ فأطلق عليهم الرسول كلمة الطلقاء . وجاء في الصفحة 329 وما بعدها من كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: (فلما نزل مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: يا هلاك قريش?! والله لئن بغتها رسول الله، (صلى الله عليه وآله)، في بلادها فدخل عنوة إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر..فجلس على بغلة النبي، (صلى الله عليه وآله)، وقال: أخرج لعلي أرى حطاباً أو رجلاً يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيأتونه ويستأمنونه. قال: فخرجت أطوف في الأراك إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء الخزاعي قد خرجوا يتجسسون..فقال أبو سفيان: ما رأيت نيراناً أكثر من هذه..فقال بديل: هذه نيران خزاعة..فقال أبو سفيان: خزاعة أذل من ذلك..فقلت: يا أبا حنظلة، يعني أبا سفيان كان يكنى بذلك، فقال: أبو الفضل قلت: نعم. قال: لبيك فداك أبي وأمي، ما ورائك؟ فقلت: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في المسلمين أتاكم في عشرة آلاف. قال: ما تأمرني؟ قلت: تركب معي فأستأمن لك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك..فردفني، فخرجت أركض به نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين يقولون: عم رسول الله على بغلة رسول الله، حتى مررنا بنار عمر بن الخطاب، فقال أبو سفيان: الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد..ثم اشتد نحو النبي (صلى الله عليه وآله)، وركضت البغلة فسبقت عمر، ودخل عمر على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخبره وقال: دعني أضرب عنقه..فقلت: يا رسول الله إني قد أجرته..ثم أخذت برأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقلت: لا يناجيه اليوم أحد دوني..فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلاً يا عمر، فوالله ما تصنع هذا إلا لأنه من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي ما قلت هذه المقالة..فقال: مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب من إسلام الخطاب لو أسلم. فقال رسول الله، (صلى الله عليه وآله): اذهب فقد آمناه حتى تغدو علي به بالغداة..فرجعت به إلى منزلي وغدوت به على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً..فقال: ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي، أما هذه ففي النفس منها شيء..قال العباس: فقلت له: ويحكم تشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك! قال: فتشهد، وأسلم معه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء..فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، للعباس: إذهب فاحبس أبا سفيان عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمر عليه جنود الله..فقلت: يا رسول الله إنه يحب الفخر فاجعل له شيئاً يكون في قومه.. فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن . قال: فخرجت به فحبسته عند خطم الجبل، فمرت عليه القبائل فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: أمسلم . فيقول: ما لي ولأسلم..ويقول: من هؤلاء؟ فأقول: جهينة..فيقول: ما لي ولجهينة..حتى مر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في كتيبته الخضراء مع المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق..فقال: من هؤلاء؟ فقلت: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في المهاجرين والأنصار.. فقال: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً..فقلت: ويحك إنها النبوة. فقال: نعم إذن..فقلت: إلحق بقومك سريعاً فحذرهم..فخرج حتى أتى مكة ومعه حكيم بن حزام، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش هذا محمد قد جائكم بما لا قبل لكم به..فقالوا: فمه. قال: من دخل داري فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن؛ ثم قال: يا معشر قريش أسلموا تسلموا..فأقبلت إمرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب أقتلوا هذا الشيخ الأحمق.. فقال: أرسلي لحيتي وأقسم لئن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك، أدخلي بيتك! فتركته) . وجاء أيضاً في الأغاني 6 / 355ـ356والاستيعاب ص690 راجع النزاع والتخاصم للمقريزي ص20 (عـندما ولي عثمان الخلافة دخل عليه أبو سفيان, فقال: يا معشر بني أمية تيم وعدي حتى طمعت فيها, وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي الكرة, فو الله ما من جنة ولا نار, فصاح به عثمان: قم عني, فعل الله بك وفعل) . أقول: إن عثمان صاح به لا لأنه حريص على الإسلام أبداً ولكن خاف من أبي سفيان أن يفضح الأمر أكثر وإلا لو كان صادقاً لأقام عليه بعض الأحكام التي تليق وتتناسب مع قول أبي سفيان، أليس هذا ألكلام صريح ويشير بكفر أبو سفيان؟! .
هند بنت عتبة وعلاقتها بعمر..
هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة أهل مكة لنبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الشخصية التي كانت تمتاز بسلوك غريب ولا أحد يتجرأ في مواجهتها أو ردها، حتى زوجها أبو سفيان الذي كان يعد سيداً لمدينة مكة ومن أعيانها كان هو ألآخر غير قادر على كبح سلوك زوجته وجماحها، فهل لنقص في أبو سفيان يجعله لا يستطيع أن يردّ زوجته عن الزنا؟! أم هو راضٍ بأفعالها؟! وإن كان راضياً فما هو الداعي من ذلك.. إن لهذه الشخصية أقصد (هند) طقوس خاصة كانت تمارسها وما شاع عنها هو ممارستها للزنا بشكل علني، كان البعض ولازال يعتقد أن هذه الحالة هي نزوة ورغبة في الجنس كانت أغلب النساء تشتهر بها في تلك الفترة الزمنية، وهذا الرأي لا يستقيم فللعرب أعرافها وتقاليدها وتعتبر هذا السلوك حالة اجتماعية شاذة..وإن اتهام هند بنت عتبة بالفجور تهمة مذكورة في كتب التاريخ، وأول من اتهمها زوجها الفاكه، والخبر رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)(تاريخ دمشق لابن عساكر ج7 ص168) وابن كثير في (البداية والنهاية)(البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص124)، والذي برأها من ذلك هو كاهن رجع إليه أهلها، فهل يريد الكاتب منا الاعتماد على أقوال الكهنة، كما أن الأمر المنسوب إليها قد قامت به في زمن كفرها، فكيف يستبعد منها ذلك، وقد فعلت برسول الله (ص) وبعمه الحمزة ما فعلت من جرائم لا تقل عن الفجور . قال الزمخشري في (ربيع الأبرار): "وكان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو وإلى عمارة بن الوليد وإلى العباس بن عبد المطلب وإلى الصباح مغن أسود كان لعمارة، قالوا كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما فدعته هند إلى نفسها . وقالوا إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا، وإنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت إلى الأجياد فوضعته هناك وفي ذلك قال حسان: لمن الصبي بجانب البطحاء ملــقى غير ذي ســــهد نجلت به بيضـــاء آنســة من عبد شمس صلته الخد.(ربيع الأبرار للزمخشري ج3 ص551) وقال ابن أبي الحديد: "وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر"(شرح نهج البلاغة ج1 ص336) وقال الأصفهاني في (الأغاني): "إن مسافر بن أبي عمرو بن أمية كان من فتيان قريش جمالا وشعرا وسخاء قالوا: فعشق هندا بنت عتبة بن ربيعة وعشقته فاتهم بها وحملت منه..وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها فلقي مسافرا فسأله عن حال قريش والناس فأخبره وقال له فيما يقول: وتزوجت هندا بنت عتبة فدخله من ذلك ما اعتل معه"(الأغاني ج9 ص 62) هل تتصور أخي القارئ امرأة تغني وتقفز راقصة بين أشلاء القتلى والجثث وترتجز بأبياتها الشعرية المشهورة:
نحن بنات طارق.... نمشي على النمارق الدر في المخانق.... والمسك في المفــــارق إن تقبلوا نعانق.... ونفرشوا النمـــارق أو تدبروا نفارق .... عرس المولى طالـق
كان من أحد أدوار المرأة العربية في الجاهلية أثناء الحرب، تشجيع الرجال على القتال حتى النهاية، وأن لا يستسلموا، ومواجهة الموت في ساحة المعركة وكان هذا الدور محفز ومشجع للرجل..وبدون شك، ليس لهذا الدور الذي تقوم به (هند) ما يرى في صورة المرأة المواسية التي تضمد الجراح وتحمل الغوث للموتى..إن (هند) وغنائها القتالي يعبران على العكس تماماً من ذلك، فتجدها صورة محرضة على الموت، وعندما ينهزم أحد الرجال من ساحة المعركة كانت تعترضه وتعطيه ميل ومكحلة وتقول له اذهب أنت امرأة!!..ومن جهة أخرى، فقد وصفت (هند) من قبل المؤرخين المسلمين، بآكلة للحوم البشرية إذ أنها أكلت كبد الحمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، فهل تعتقد أخي القارئ أنها قتلته كما يبرر لها ابن حجر وباقي المؤرخين بحجة أنه قتل عمها شعبة وساهم في الكمائن التي أدت لموت أبيها عتبة (كما يقولون)..ومن جهة أخرى يقولون أن حقدها على الإسلام لم يكن معروفا فحسب بل كان معترفا به كحقيقي لأن الإسلام أودى بقبيلتها، ولكن الذي كانت تطلبه وتريد قتله أكثر من الحمزة بن عبد المطلب هو النبي محمد أو الإمام علي (عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام) وهذا ما تم إخفاءه أو القضاء عليه حين تم تزوير التاريخ في وقت الدولة الأموية..وحتى إن تم إعلان هذا الشيء فسيبرر لها هذا الأمر على أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من أتى بهذا الدين الذي أودى بقبيلتها وأهلها، وكرهها لعلي (عليه السلام) فهو قتال العرب! وإلى غير ذلك من الحجج والأعذار التي يندى لها الجبين . لقد بهرت شخصية هند المؤرخين الذين كرسوا لها صفحات، وأكثر هذه الصفحات كانت تركز على حقدها المفرط وأكلها اللحم البشري الذي جعلها تزدرد لحم رجل مسلم من جهة، وبمواهبها التي لا تنكر من جهة أخرى..حيث أنها كانت تمارس الزنا بشكل فاضح وبحرية كبيرة رغم أن زوجها كان أبو سفيان رئيس المدينة، ويبدو أن هذه الحرية الجنسية مرتبطة بديانتها التي لم يتناولها أو يكتشفها المؤرخون، فأنت تلاحظ أخي القارئ أن شخصية هند تتميز بتعقيدها المتمثل بـ: أولاً: ممارسة الجنس بحرية تامة . ثانياً: شرب الدم . ثالثاً: أكل اللحوم البشرية . وما تلاحظه هنا وفي هذه الممارسات الثلاثة ما هو إلا طقوس مرتبطة بعبادة الشيطان التي كانت تنطلق من بيت أبا سفيان كما ستلاحظ من خلال ديانته هو الآخر . وأن هذه الممارسات أو الطقوس العبادية لا زالت تستخدم إلى يومنا هذا وتسمى هذه العبادة بعبادة الشيطان فهل ما فعلته (هند) في ذلك الوقت مجرد صدفة؟ ويا لها من صدفة تنطبق انطباق تام مع ما يجري ويطبق اليوم في هذه الديانة الشيطانية! . إن هذا المذهب الشيطاني يجسّد عبادة تلك القوى السلبية المدمرة التي حملت على مر التاريخ أسماء مختلفة، وهذا المذهب يشّوه كل ما هو إيجابي، لذلك ولأول مرة نفهم مقاصد النص القرآني عندما يحرم بعض الأشياء على المؤمنين، فكثيراً ما كان التركيز على أن النص يحرم بعض السلوكيات والممارسات على أنها مجلبة للضرر البيولوجي أي تؤثر سلبا بصحة الإنسان، ولكننا نجد أن علة التحريم أوسع من هذا والنص يريد أن يكشف عن عبادة الشيطان وبرنامجه العبادي أو طقوسه العبادية: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً )(النساء: 23) هذا التحريم يكشف علناً أن هنالك طقس خاص بالزنا ولكن هذه المرة يعلن النص طبيعة هذا الطقس وهو الزنا بالمحارم الذي لا زال يمارس في عبادة الشيطان في وقتنا الحاضر!..وكما أود أن الفت عناية القارئ أن بني أمية لم يتخلوا عن هذا الطقس أي الزنا بالمحارم فضلا عن الزنا الآخر رغم دخولهم الظاهري في المنظومة الإسلامية، وعليك أن تسأل أخي القارئ من كان يزني بعمته ويتغزل بها!!ومن كان يزني بأمه!!وأخته!!وابنته؟! أليس يزيد بن معاوية تربية هذه العبادة الشيطانية؟! . (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(النور: 31) (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)(النور: 30) هل تعلم أخي القارئ لماذا أوصى النص الشريف في أن يغضض المؤمن والمؤمنة من أبصارهما؟ إن مخلوقات الظلام تحتاج إلى الطاقة المتولدة عن طريق الانفعال وأقصد بالانفعال بشتى أنواعه ومنه الانفعال الجنسي الناتج عن الرؤية المباشرة لممارسات الزنا أو الأشياء الإباحية وبذلك نلاحظ أن ما يبث على الهواء مباشرة ما هو إلا إعلان لهذه الطقوس ومن ثم الاستفادة بجلب الطاقة وتوليدها وربط النفوس بمصدر (الظلمات) لإشباع بعدهم الآخر البعد الرابع الأدنى . وهذا ما كانت تفعله (هند) كانت تأمر غلمانها وخدامها في أن يمارسوا الزنا أمامها وهي تنظر إليهم!..وهذه أحدى الطرق التي كانت تستخدمها هند في استحضار القوى (الطاقة) السلبية لإشباع بعدها الرابع . وباقي الآية واضحة في إبداء زينتها لكل ناضر بل أنها كانت تتزين بأشياء تلفت الناظرين إليها لتمتص طاقتهم المثارة باتجاهها . وعلى القارئ الكريم أن يراجع موارد التحريم التي وردت في النص الشريف ليتعرف بشكل إجمالي على طبيعة هذه العبادة، فالشيطان يُلزم أتباعه في انتهاك كل شيء محرم ومخالف للفطرة الإنسانية ومنها تلاحظ شرب الدم وأكل الميتة وإباحة الممارسات الجنسية حتى في المحارم بل ممارسة الأساليب الجنسية وإفشائها بشكل علني وبحرية تامة كما رأيت هذا السلوك لدى (هند)، وكما يشاع هذا الأمر في يومنا وتحت نفس التسمية (عبادة الشيطان)، نعم عزيزي القارئ لقد تم إعلانهم عن ديانتهم بشكل صريح، وهذه القنوات الإباحية التي تنتشر بشكل كبير في وقتنا هذا ليست لنزوة أو ما يبرر لها في الأوساط الغربية من حرية الرأي وغيره! بل هي شعيرة عبادية من ضمن طقوس عبادة الشيطان ترعاها منظمات وقوى شيطانية ظلاميّة لتوليد طاقات ظلمانيّة وسلبية يتغذى عليها البعد الرابع الأدنى . نعود الآن إلى هند وطقوسها التي مارستها في معركة أحد أو لنقل إعلانها في ذلك الوقت ولماذا أعلنتها أصلا.. إن أفعال هند خصوصا في معركة أحد كانت تنم عن معتقد ما، وسلوك المنتشي بلذة النصر الذي حصلت عليه كما كانت تعتقد، جعلها تظهر علنا ما كانت تخفيه في ذلك الوقت من طقوس عبادية تتصل بالشيطان مباشرة، فهي تعلم وواعية تماماً لما فعلته أثناء أكلها لكبد الحمزة وهو تحدي سافر للنص السماوي لأنها تعلم أن النص يحرم هكذا سلوك، أعلنت أنها تعمل بخلاف النص وتحديدا تعمل على منهج الشيطان الذي كان هو أستاذاً لها كما سترى .
ماذا حدث عندما وفدت هند طالبة العفو من النبي الأكرم؟
إن بيعة هند التي نقلها المؤرخون كلمة فكلمة، تبقى عملا رئيسيا من الدعابة والجرأة السياسية من جانب امرأة مكرهة على الخضوع، كانت تعارض النبي (صلى الله عليه وآله) في كل كلام يقوله، ولكن لماذا يتواجد عمر بن الخطاب في وقت مبايعة أبو سيفيان وهند تحديداً، فهو كان حاضراً عندما أتى العباس بأبي سفيان ليعلن البيعة للنبي قبل هند وقبل دخول النبي إلى مكة وأصر عمر على أن يقتل أبا سفيان لولا تدخل العباس ومنعه من قبل النبي!..لماذا كان يصر كل هذا الإصرار على قتله؟ سيتضح هذا الأمر فلا تعجل وانظر إلى ما ينقله المؤرخون في بيعة هند، فالنبي لم يكلمها ومن حظر معها من النساء بالمباشر بل كان يقول لعمر قل لهنّ أنظر إلى رواية الطبري عن ابن العباس..وقال لعمر: (قل لهن ولا يسرقن)، قالت هند: والله إني لأصيب من أبي سفيان الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا؟..فقال: (ولا يزنين)، فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة؟، فقال: (لا والله ما تزني الحرة)، قال: (ولا يقتلن أولادهن)، قالت هند: أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر . والرواية تكشف جرأة عجيبة لهند حينما تخاطب رسول الله أنت قتلتهم، ولذا ذكرها ابن كثير في تفسيره ثم علق بقوله: "وهذا أثر غريب في بعضه نكارة والله أعلم "( تفسير ابن كثير ج4 ص378) ولكن هل المقصود أن رسول الله (ص) قد أقر أنها حرة لا تفعل الفاحشة؟ أم أراد أن يقول نعم الحرة لا تزني ولكن من غير المعلوم أنك حرة بل عشت طوال عمرك أمة للشهوات وطقوسك وعبادتك للشيطان واقع ملموس، فامرأة كهند بنت عتبة قضت ثلاث وعشرين سنة هي عمر عهد الرسالة المباركة تحارب الرسول (ص) بكل جهدها وبكل وحشية، حتى جاء يوم دخوله إلى مكة وهي تناضل في معسكر الكفر، فاستسلمت هند وخضعت للمد الإسلامي فهل يقال لمثلها حرة؟ ولكن حين طلب إليها النبي أن تحلف بأن (لا ترتكب الزنا مطلقا) لماذا نظر نظرة مداعبة نحو عمر بن الخطاب؟ أتعرف لماذا أخي القارئ لأن النبي كان يعرف مغامرات هند وعلاقتها مع عمر، قبل الإسلام حيث كانت على علاقة زنا فاحش مع عمر بن الخطاب الخليفة المؤمن الراشدي الثاني!! وتم ضبطها عدة مرات مع عمر بن الخطاب في الخباء، هذا من جهة ومن جهة أخرى ليميز الخبيث من الطيب: (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)(الأنفال: 37) أما اختيار هند لعمر بالذات ليس باختيار عادي بل هو اختيار متبادل وطقسي متعلق بالطقوس العبادية فهي ومع عمر بالذات تتواصل مباشرة مع القوى السلبية أي تتواصل مع الظلام، أنظر قوله تعالى: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )(النور: 3) هل تعرف لماذا حرم على المؤمن أن ينكح الزانية؟ هذا الشيء مرتبط بالبعد الرابع الذي تكلمنا عنه فالزواحف والممسوخات من القردة والخنازير وهم من البعد الرابع الأدنى لا يمكن بحال أن يتجانسوا مع بعد المؤمن الذي أسميناه البعد الرابع الأعلى وإن تجانسوا سيكون في ذلك إخلال بالنظم الاجتماعية فضلاً عن النظم الكونية التي تتعلق بأصل كليهما فهل يجتمع النقيضان (النور / الظلام)؟! لذلك تجد النص الشريف المتعلق بعمر يؤكد على هذه النظم بشكل واضح أنظر قوله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )(النور: 26) .....
مقتبس مستل من بحث عبادة السيطان..
http://adoomobeen.net/public_files/details.php?post_id=41
من ينظر إلى التاريخ بالبحث والتنقيب والتحليل الصحيح يجد في صفحات التاريخ المزيف من الأفائك والدسائس ما يذهل العقل، فالسياسة الغاشمة في العهدين الأموي والعباسي أخفت الكثير من الحقائق التي تكشف أن بني أميّة – تلك الشجرة الملعونة - لم يكونوا من العرب ومن بني عبد شمس بن عبد مناف إطلاقا، بل أن هناك ما يثبت أنّ أميّة كان فتى من الروم تبناه عبد شمس على عادة العرب في الجاهلية من تبنيهم أولاد الأسرى كما في قضية زيد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) . وقد بين لنا أهل البيت (عليهم السلام) في جملة من أسرارهم المودعة عند رواة حديثهم أنّ بني أميّة ليسوا من قريش ولذا ورد عنهم في تأويل قوله تعالى (غلبت الروم) أنّ (الروم هم بني أميّة)، وعن أمير المؤمنين-ع- قال قوله تعالى (الم غلبت الروم) (فينا وفي بني أميّة) . قال علي بن أحمد الكوفي المتوفى(352) في كتاب الاستغاثة: لقد روينا من علماء أهل البيت (عليهم السلام) في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم إلى علماء شيعتهم أنّ قوماً ينسبون لقريش وليسوا من قريش بحقيقة النسب وهذا مما لا يعرفه إلا معدن النبوة وورثة علم الرسالة وذلك مثل بني أمية ذكروا أنهم ليسوا من قريش وأن أصلهم من الروم وفيهم تأويل هذه الآية (الم غلبت الروم) معنا أنهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العباس . ومن هنا يظهر للقارئ الفطن أنّ قصة تولد هاشم وعبد شمس توأمين من الأساطير التي وضعتها يد السياسة في العصر الأموي لإثبات اتّصال نسبهما ووحدته وهي أكذوبه اختلقتها أيدي أثيمة ونقلها بعض المؤرخين من دون تحقيق كما هو ديدنهم في نقل أغلب القصص والقضايا كما يقول المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم ص18 طبعة مصر ما هذا لفظه: وقد كانت المنافرة لا تزال بين بني هاشم وبني عبد شمس بحيث أنه يقال أن هاشما وعبد شمس ولدا توأمين فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر فلما نُزعت دُمي المكان فقيل سيكون بينهما أو بين ولديهما دم فكان كذلك، ويقال أن عبد شمس وهاشماً كانا يوم ولدا في بطن واحد كانت جباههما ملصقة بعضها ببعض فأُخذ السيف ففرق بين جباههما بالسيف فقال بعض العرب ألا فُرّق ذلك بالدرهم فإنّه لايزال السيف بينهم وبين أولادهم إلى الأبد . وفي بعض التواريخ كان ظهر كل واحد منهما ملتصق بالآخر ففرق بينهما بالسيف . وليسمح لي قارئي العزيز أن أقول: هذه القصة كاذبة منحوته وضعتها يد السياسة الغاشمة الأمويّة لإثبات اتّصال نسب بني هاشم وبني أميّة وأنّهم من قريش والستر على كون أميّة لصيقا ولبيان علة العدواة الواقعة بين بني هاشم وبني أميّة أيضاً وهي علّة منحوته مجعوله واضطرابها دليل على بطلانها وخير دليل على ذلك ما جاء في محاسن النهج للشريف الرضي في جواب ما جاء من كتاب لمعاوية يقول فيه لأمير المؤمنين (ع): ألسنا نحن- أي بني أميّة - وأنتم - أي بني هاشم - من شجرة واحدة..فيقول له سلام الله عليه في الجواب: (نعم ولكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللّصيق) وما أروع ما يكشفه لنا مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فالدلالة اللفظية لمفردة اللصيق تعد فضحاً وكشفاً في نفس الوقت لنسب بني أمية، فالمتداول لهذه اللفظة كمفهوم في تلك الفترة يشير إلى الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب كما ورد عن أبن منظور في لسان العرب، وهذا واضح من خلال قوله (عليه السلام): (ولا الصريح كاللّصيق)، ويعني بالصريح نفسه فقط و باللّصيق معاوية فقط! بل قد علم في بيان لغة الكتاب أن الصريح بمعنى خالص النسب، واللصيق بمعنى الدعيّ في قوم، الملصق بهم و ليس منهم . (وأمّا قولك إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن و لكن ليس أميّة كهاشم، ولا حرب كعبد المطلّب، ولا أبو سفيان كأبي طالب،ولا المهاجر كالطّليق، ولا الصّريح كاللّصيق) . وجاء في كتاب (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) ما نصه: في بيان نسب بني أمية: (فأقول في البحار من كامل البهائي أن أميّة كان غلاما روميّا لعبد الشمس فلما لقاه كيّسا فطنا أعتقه و تبناه فقيل: أميّة بن عبد الشمس كما كانوا يقولون قبل نزول الآية: زيد بن محمد، ولذا روى عن الصّادقين عليهما السّلام في قوله تعالى: (الم غلبت الرّوم)، (أنّهم بنو أميّة) ومن هنا يظهر نسب عثمان ومعاوية وحسبهما و أنّهما لا يصلحان للخلافة لقوله صلّى اللّه عليه وآله: (الأئمة من قريش) . وقال مؤلف كتاب إلزام النواصب: (أميّة لم يكن من صلب عبد شمس وإنما هو من الرّوم فاستلحقه عبد شمس فنسب إليه، فبنو أميّة كلّهم ليس من صميم قريش وإنّما هم يلحقون بهم ويصدّق ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) إن بني أمية لصّاق و ليسوا صحيحي النسب إلى عبد مناف و لم يستطع معاوية إنكار ذلك) . ونظرا إلى أنّ أصل بني أميّة من الروم كان لمعاوية ميلاً ومحبّة لهم كما كان لأبي سفيان، ففي خبر قال عبد الله بن الزبير: كنت مع أبي باليرموك وأنا صبي لا أقاتل، فلما اقتتل الناس نظرت إلى ناسٍ على تل لا يقاتلون، فركبت وذهبت إليهم وإذا أبو سفيان بن حرب ومشيخة من قريش من مهاجرة الفتح فرأوني حدثاً فلم يتقوني، قال: فجعلوا والله إذا مال المسلمون وركبتهم الروم يقولون: إيه بني الأصفر! فإذا مالت الروم وركبهم المسلمون: قال: ويح بني الأصفر! فلما هزم الله الروم أخبرت أبي فضحك فقال: قاتلهم الله!أبوا إلا ضغناً، لنحن خير لهم من الروم..وفي اليرموك أصيبت عين أبي سفيان بن حرب.(الكامل في التاريخ... باب: من العراق إلى الشام ج 1 ص 393) أقول: نعم كنتم خيراً له من الروم ولكن عداوته للإسلام دعته للتكلّم بتلك الكلمة الخبيثه . ويرى من سبر سيرة معاوية وأمعن النظر في أحواله وأعماله ميله ومحبته إلى الروم واضحاً جلياً ولذا صالح مع الروم على تفصيل مذكر في التواريخ وصار هذا الصلح سبباً لزوال هيبة الإسلام على قلوب الكفار، وفي اتّخاذ معاوية سرجون بن منصور الرومي وهو بطريق مسيحي كان على دين النصارى نديما ومشاورا لنفسه في الأمور وكان عاملا في آرائه في أكثر الشؤون دليل واضح على ما ادعيناه وفيه تأييد لما رمناه . أنظر إلى تفسير لوامع التنزيل للسيد علي الرضوي اللاهوري ج15 ص211 وكتاب كامل الطبري لعماد الدين الطبري ج1 ص269 ط قم والزام النواصب ص104 والأنوار النعمانيه ج1 ص67 ط تبريز والنزاع والتخاصم للمقريزي ص18 ط مصر والتدوين في أحوال جبال شروين لوزير العلوم محمد حسن خان المراغي, وقد تعرض لمعاهدة معاوية وصلحه مع الروم وكشف أحوال سرجون بن منصور الرومي البطريق، العلامه محمد كاظم القزويني في كتابه رد على رد السقيفه ص140.
هل كان أبو سفيان أيزيديا؟..
لعل من بين تلك الحقائق التي تم التعتيم عليها، ولم يذكرها كتّاب التاريخ العربي، طالما بدأت كتابته في الزمن الأموي الذي حرص على أن يخفي تلك الحقيقة، مادامت قيادة الأمة الإسلامية لبني أمية، وكان الحاكم أميراً للمؤمنين!!مما يصطدم بتلك الحقيقة، لذلك استوجب الأمر على المؤرخ أن يغض النظر عن التركيز والبحث في تلك الروايات التي تتناقض مع قيادة الأمة، إذ ليس من المقبول أن يكون أمير المؤمنين يدين بديانة أخرى غير ديانة المؤمنين.. كان أبو سفيان (صخر بن حرب 57 هـ ) من أسياد مكة وكان يعبد تمثالا يجسد الطاووس يضعه داخل حجرة الكعبة، ويميّز مكانه وموضعه، ويشرف على تنظيفه وتقديسه، ولطالما انسحب من بين الجموع التي تقف خاشعة أمام اللات والعزى وهبل ليدخل إلى داخل حجرة الكعبة ويجثو على ركبتيه، أمام الطاووس رافعا كلتا يديه إليه، يرجوه إن يشفع له عند الله، وكان أحيانا ينقله معه إلى حجرته في بيته يتعبده مع أهله، وحين شعر أن هجوم الجيش الإسلامي وشيك لفتح مكة، وحين تأكد له أن الرسول محمد (ص) وجيش المسلمين قادم لا محال، وأنه سينتصر عليهم، قام بنقله بمعاونة معاوية إلى بيته القريب من الكعبة، وبقي التمثال في بيته دون أن يتعرض له بالرغم من زعمه الدخول في الدين الجديد تحت وطأة الخوف من القتل..واللافت للنظر أن فكرة الإسلام لم تدخل عقل أبا سفيان فبقي لا يؤمن بالنبوة حيث يعتبرها مُلكا عضوضا، ولا يؤمن بجنة أو نار الإسلام، غير أن أحدا لم يبحث عن الدين الخفي الذي بقي يتمسك به، وعن مصير تلك الطواويس التي كان يتعبد بها الله . كانت القبائل العربية تعبد الأصنام ولكل قبيلة صنمها الخاص، فما علاقة الطاووس بأبي سفيان، وهو المعروف بكثرة أسفارة وترحاله التجاري في مدن تقدس الطاووس وتتبرك به إلى الله، ومدن أخرى تدين بديانات أخرى، خصوصا وأن القوافل العربية كانت تمر بمناطق عديدة للوصول إلى الشام، والديانة الأيزيدية كانت موجودة حتى حدود تكريت التي خصص لها رجال الدين سنجقا خاصا يدعى (سنجق تكريت)، والسنجق الثالث كان على تكريت وسامراء كما يقول إسماعيل بك جول في الصفحة (79) من كتابه اليزيدية قديما وحديثا، بالإضافة إلى انتشار الأيزيدية في سوريا وتركيا ضمن طريق القوافل التجارية . يقول سعيد الديوه جي في الصفحة 129 من كتابه اليزيدية: إن لليزيدية سبعة طواويس منها رقم 3 لمنطقة تكريت، كما يؤكد الباحث صديق الدملوجي في الصفحة 10 من كتابه اليزيدية الصادر في العام 1949 بأن لليزيدية سبعة طواويس وكل سنجق يذهب إلى الجهة المختصة به. اللافت للنظر أن الأيزيدية لاتقبل الانتماء إليها من خارج ديانتها، غير أن هذا الأمر لا يمنع من أنها كانت منتشرة في مناطق عدة، وهذا الانتشار يدلل على وجود من يعتقد بتلك الديانات القديمة بدليل وجود أيزيدية حتى اليوم في مناطق عدة من العالم، والعديد من العشائر العربية كانت تدين بالديانة الأيزيدية ثم تحولت إلى المسيحية أو إلى الإسلام تحت تأثيرات عدة ومختلفة، ويمكن للباحث والمتابع أن يستقصي تلك الحقيقة من عشائر وبيوتات الموصل العربية، ولكن أبو سفيان لم يكن يلتزم بدين معروف ومحدد قبل أن يدخل الإسلام عنوة، ولعله اعتقد بقدرة التمثال على التقرب إلى الإله كما يعتقد الآلاف غيره من أبناء الجزيرة قبل أن يحل الإسلام وينتشر، وربما جلبه معه أثناء سفراته التجارية ومروره بأقوام تعبد الإله وتقدس الطاووس ملك وتتخذ له شكلا رمزيا، أو أنه حقا كان يعتقد بعبادة دين الأيزيدية وتقديس طاووس ملك ولم يتسن له أن يحضر احتفالات السناجق السبعة في كل عام ومن ثم أسلم ظاهرا مذعنا لمنطق الخوف والخشية من أن تضرب عنقه في تلك اللحظات الحرجة، مخفيا ما يعتقد به من إيمانه بالأيزيدية، وكلنا نعرف ما نقلته كتب التاريخ وأجمع عليه الرواة والمؤرخين من أن أبا سفيان جادل الرسول في قضية الإسلام وهو يقف جوار العباس بن عبد المطلب عم النبي، وحين سأله الرسول عما إذا كان يؤمن بأن الله واحد أجاب بنعم، إذ لو كان إله غيره لنصرهم عليه، ولما سأله وهل تقر بأني رسول الله، أجابه وعلى الفور بكلمة (لا إن في القلب منها شيء)، ولما همس العباس بأذنه إنه سيقتلك يا أبا سفيان، عاد ليقول بنعم نعم أنت رسول الله، حتى يضمن سلامته وتطبيقا لنصيحة العباس بن عبد المطلب في تلك اللحظة الحرجة، وأردف ولكن ماذا أنت فاعل بنا؟ فأطلق عليهم الرسول كلمة الطلقاء . وجاء في الصفحة 329 وما بعدها من كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: (فلما نزل مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: يا هلاك قريش?! والله لئن بغتها رسول الله، (صلى الله عليه وآله)، في بلادها فدخل عنوة إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر..فجلس على بغلة النبي، (صلى الله عليه وآله)، وقال: أخرج لعلي أرى حطاباً أو رجلاً يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيأتونه ويستأمنونه. قال: فخرجت أطوف في الأراك إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء الخزاعي قد خرجوا يتجسسون..فقال أبو سفيان: ما رأيت نيراناً أكثر من هذه..فقال بديل: هذه نيران خزاعة..فقال أبو سفيان: خزاعة أذل من ذلك..فقلت: يا أبا حنظلة، يعني أبا سفيان كان يكنى بذلك، فقال: أبو الفضل قلت: نعم. قال: لبيك فداك أبي وأمي، ما ورائك؟ فقلت: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في المسلمين أتاكم في عشرة آلاف. قال: ما تأمرني؟ قلت: تركب معي فأستأمن لك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك..فردفني، فخرجت أركض به نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين يقولون: عم رسول الله على بغلة رسول الله، حتى مررنا بنار عمر بن الخطاب، فقال أبو سفيان: الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد..ثم اشتد نحو النبي (صلى الله عليه وآله)، وركضت البغلة فسبقت عمر، ودخل عمر على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخبره وقال: دعني أضرب عنقه..فقلت: يا رسول الله إني قد أجرته..ثم أخذت برأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقلت: لا يناجيه اليوم أحد دوني..فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلاً يا عمر، فوالله ما تصنع هذا إلا لأنه من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي ما قلت هذه المقالة..فقال: مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب من إسلام الخطاب لو أسلم. فقال رسول الله، (صلى الله عليه وآله): اذهب فقد آمناه حتى تغدو علي به بالغداة..فرجعت به إلى منزلي وغدوت به على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً..فقال: ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي، أما هذه ففي النفس منها شيء..قال العباس: فقلت له: ويحكم تشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك! قال: فتشهد، وأسلم معه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء..فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، للعباس: إذهب فاحبس أبا سفيان عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمر عليه جنود الله..فقلت: يا رسول الله إنه يحب الفخر فاجعل له شيئاً يكون في قومه.. فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن . قال: فخرجت به فحبسته عند خطم الجبل، فمرت عليه القبائل فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: أمسلم . فيقول: ما لي ولأسلم..ويقول: من هؤلاء؟ فأقول: جهينة..فيقول: ما لي ولجهينة..حتى مر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في كتيبته الخضراء مع المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق..فقال: من هؤلاء؟ فقلت: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في المهاجرين والأنصار.. فقال: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً..فقلت: ويحك إنها النبوة. فقال: نعم إذن..فقلت: إلحق بقومك سريعاً فحذرهم..فخرج حتى أتى مكة ومعه حكيم بن حزام، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش هذا محمد قد جائكم بما لا قبل لكم به..فقالوا: فمه. قال: من دخل داري فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن؛ ثم قال: يا معشر قريش أسلموا تسلموا..فأقبلت إمرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب أقتلوا هذا الشيخ الأحمق.. فقال: أرسلي لحيتي وأقسم لئن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك، أدخلي بيتك! فتركته) . وجاء أيضاً في الأغاني 6 / 355ـ356والاستيعاب ص690 راجع النزاع والتخاصم للمقريزي ص20 (عـندما ولي عثمان الخلافة دخل عليه أبو سفيان, فقال: يا معشر بني أمية تيم وعدي حتى طمعت فيها, وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي الكرة, فو الله ما من جنة ولا نار, فصاح به عثمان: قم عني, فعل الله بك وفعل) . أقول: إن عثمان صاح به لا لأنه حريص على الإسلام أبداً ولكن خاف من أبي سفيان أن يفضح الأمر أكثر وإلا لو كان صادقاً لأقام عليه بعض الأحكام التي تليق وتتناسب مع قول أبي سفيان، أليس هذا ألكلام صريح ويشير بكفر أبو سفيان؟! .
هند بنت عتبة وعلاقتها بعمر..
هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة أهل مكة لنبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الشخصية التي كانت تمتاز بسلوك غريب ولا أحد يتجرأ في مواجهتها أو ردها، حتى زوجها أبو سفيان الذي كان يعد سيداً لمدينة مكة ومن أعيانها كان هو ألآخر غير قادر على كبح سلوك زوجته وجماحها، فهل لنقص في أبو سفيان يجعله لا يستطيع أن يردّ زوجته عن الزنا؟! أم هو راضٍ بأفعالها؟! وإن كان راضياً فما هو الداعي من ذلك.. إن لهذه الشخصية أقصد (هند) طقوس خاصة كانت تمارسها وما شاع عنها هو ممارستها للزنا بشكل علني، كان البعض ولازال يعتقد أن هذه الحالة هي نزوة ورغبة في الجنس كانت أغلب النساء تشتهر بها في تلك الفترة الزمنية، وهذا الرأي لا يستقيم فللعرب أعرافها وتقاليدها وتعتبر هذا السلوك حالة اجتماعية شاذة..وإن اتهام هند بنت عتبة بالفجور تهمة مذكورة في كتب التاريخ، وأول من اتهمها زوجها الفاكه، والخبر رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)(تاريخ دمشق لابن عساكر ج7 ص168) وابن كثير في (البداية والنهاية)(البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص124)، والذي برأها من ذلك هو كاهن رجع إليه أهلها، فهل يريد الكاتب منا الاعتماد على أقوال الكهنة، كما أن الأمر المنسوب إليها قد قامت به في زمن كفرها، فكيف يستبعد منها ذلك، وقد فعلت برسول الله (ص) وبعمه الحمزة ما فعلت من جرائم لا تقل عن الفجور . قال الزمخشري في (ربيع الأبرار): "وكان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو وإلى عمارة بن الوليد وإلى العباس بن عبد المطلب وإلى الصباح مغن أسود كان لعمارة، قالوا كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما فدعته هند إلى نفسها . وقالوا إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا، وإنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت إلى الأجياد فوضعته هناك وفي ذلك قال حسان: لمن الصبي بجانب البطحاء ملــقى غير ذي ســــهد نجلت به بيضـــاء آنســة من عبد شمس صلته الخد.(ربيع الأبرار للزمخشري ج3 ص551) وقال ابن أبي الحديد: "وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر"(شرح نهج البلاغة ج1 ص336) وقال الأصفهاني في (الأغاني): "إن مسافر بن أبي عمرو بن أمية كان من فتيان قريش جمالا وشعرا وسخاء قالوا: فعشق هندا بنت عتبة بن ربيعة وعشقته فاتهم بها وحملت منه..وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها فلقي مسافرا فسأله عن حال قريش والناس فأخبره وقال له فيما يقول: وتزوجت هندا بنت عتبة فدخله من ذلك ما اعتل معه"(الأغاني ج9 ص 62) هل تتصور أخي القارئ امرأة تغني وتقفز راقصة بين أشلاء القتلى والجثث وترتجز بأبياتها الشعرية المشهورة:
نحن بنات طارق.... نمشي على النمارق الدر في المخانق.... والمسك في المفــــارق إن تقبلوا نعانق.... ونفرشوا النمـــارق أو تدبروا نفارق .... عرس المولى طالـق
كان من أحد أدوار المرأة العربية في الجاهلية أثناء الحرب، تشجيع الرجال على القتال حتى النهاية، وأن لا يستسلموا، ومواجهة الموت في ساحة المعركة وكان هذا الدور محفز ومشجع للرجل..وبدون شك، ليس لهذا الدور الذي تقوم به (هند) ما يرى في صورة المرأة المواسية التي تضمد الجراح وتحمل الغوث للموتى..إن (هند) وغنائها القتالي يعبران على العكس تماماً من ذلك، فتجدها صورة محرضة على الموت، وعندما ينهزم أحد الرجال من ساحة المعركة كانت تعترضه وتعطيه ميل ومكحلة وتقول له اذهب أنت امرأة!!..ومن جهة أخرى، فقد وصفت (هند) من قبل المؤرخين المسلمين، بآكلة للحوم البشرية إذ أنها أكلت كبد الحمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، فهل تعتقد أخي القارئ أنها قتلته كما يبرر لها ابن حجر وباقي المؤرخين بحجة أنه قتل عمها شعبة وساهم في الكمائن التي أدت لموت أبيها عتبة (كما يقولون)..ومن جهة أخرى يقولون أن حقدها على الإسلام لم يكن معروفا فحسب بل كان معترفا به كحقيقي لأن الإسلام أودى بقبيلتها، ولكن الذي كانت تطلبه وتريد قتله أكثر من الحمزة بن عبد المطلب هو النبي محمد أو الإمام علي (عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام) وهذا ما تم إخفاءه أو القضاء عليه حين تم تزوير التاريخ في وقت الدولة الأموية..وحتى إن تم إعلان هذا الشيء فسيبرر لها هذا الأمر على أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من أتى بهذا الدين الذي أودى بقبيلتها وأهلها، وكرهها لعلي (عليه السلام) فهو قتال العرب! وإلى غير ذلك من الحجج والأعذار التي يندى لها الجبين . لقد بهرت شخصية هند المؤرخين الذين كرسوا لها صفحات، وأكثر هذه الصفحات كانت تركز على حقدها المفرط وأكلها اللحم البشري الذي جعلها تزدرد لحم رجل مسلم من جهة، وبمواهبها التي لا تنكر من جهة أخرى..حيث أنها كانت تمارس الزنا بشكل فاضح وبحرية كبيرة رغم أن زوجها كان أبو سفيان رئيس المدينة، ويبدو أن هذه الحرية الجنسية مرتبطة بديانتها التي لم يتناولها أو يكتشفها المؤرخون، فأنت تلاحظ أخي القارئ أن شخصية هند تتميز بتعقيدها المتمثل بـ: أولاً: ممارسة الجنس بحرية تامة . ثانياً: شرب الدم . ثالثاً: أكل اللحوم البشرية . وما تلاحظه هنا وفي هذه الممارسات الثلاثة ما هو إلا طقوس مرتبطة بعبادة الشيطان التي كانت تنطلق من بيت أبا سفيان كما ستلاحظ من خلال ديانته هو الآخر . وأن هذه الممارسات أو الطقوس العبادية لا زالت تستخدم إلى يومنا هذا وتسمى هذه العبادة بعبادة الشيطان فهل ما فعلته (هند) في ذلك الوقت مجرد صدفة؟ ويا لها من صدفة تنطبق انطباق تام مع ما يجري ويطبق اليوم في هذه الديانة الشيطانية! . إن هذا المذهب الشيطاني يجسّد عبادة تلك القوى السلبية المدمرة التي حملت على مر التاريخ أسماء مختلفة، وهذا المذهب يشّوه كل ما هو إيجابي، لذلك ولأول مرة نفهم مقاصد النص القرآني عندما يحرم بعض الأشياء على المؤمنين، فكثيراً ما كان التركيز على أن النص يحرم بعض السلوكيات والممارسات على أنها مجلبة للضرر البيولوجي أي تؤثر سلبا بصحة الإنسان، ولكننا نجد أن علة التحريم أوسع من هذا والنص يريد أن يكشف عن عبادة الشيطان وبرنامجه العبادي أو طقوسه العبادية: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً )(النساء: 23) هذا التحريم يكشف علناً أن هنالك طقس خاص بالزنا ولكن هذه المرة يعلن النص طبيعة هذا الطقس وهو الزنا بالمحارم الذي لا زال يمارس في عبادة الشيطان في وقتنا الحاضر!..وكما أود أن الفت عناية القارئ أن بني أمية لم يتخلوا عن هذا الطقس أي الزنا بالمحارم فضلا عن الزنا الآخر رغم دخولهم الظاهري في المنظومة الإسلامية، وعليك أن تسأل أخي القارئ من كان يزني بعمته ويتغزل بها!!ومن كان يزني بأمه!!وأخته!!وابنته؟! أليس يزيد بن معاوية تربية هذه العبادة الشيطانية؟! . (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(النور: 31) (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)(النور: 30) هل تعلم أخي القارئ لماذا أوصى النص الشريف في أن يغضض المؤمن والمؤمنة من أبصارهما؟ إن مخلوقات الظلام تحتاج إلى الطاقة المتولدة عن طريق الانفعال وأقصد بالانفعال بشتى أنواعه ومنه الانفعال الجنسي الناتج عن الرؤية المباشرة لممارسات الزنا أو الأشياء الإباحية وبذلك نلاحظ أن ما يبث على الهواء مباشرة ما هو إلا إعلان لهذه الطقوس ومن ثم الاستفادة بجلب الطاقة وتوليدها وربط النفوس بمصدر (الظلمات) لإشباع بعدهم الآخر البعد الرابع الأدنى . وهذا ما كانت تفعله (هند) كانت تأمر غلمانها وخدامها في أن يمارسوا الزنا أمامها وهي تنظر إليهم!..وهذه أحدى الطرق التي كانت تستخدمها هند في استحضار القوى (الطاقة) السلبية لإشباع بعدها الرابع . وباقي الآية واضحة في إبداء زينتها لكل ناضر بل أنها كانت تتزين بأشياء تلفت الناظرين إليها لتمتص طاقتهم المثارة باتجاهها . وعلى القارئ الكريم أن يراجع موارد التحريم التي وردت في النص الشريف ليتعرف بشكل إجمالي على طبيعة هذه العبادة، فالشيطان يُلزم أتباعه في انتهاك كل شيء محرم ومخالف للفطرة الإنسانية ومنها تلاحظ شرب الدم وأكل الميتة وإباحة الممارسات الجنسية حتى في المحارم بل ممارسة الأساليب الجنسية وإفشائها بشكل علني وبحرية تامة كما رأيت هذا السلوك لدى (هند)، وكما يشاع هذا الأمر في يومنا وتحت نفس التسمية (عبادة الشيطان)، نعم عزيزي القارئ لقد تم إعلانهم عن ديانتهم بشكل صريح، وهذه القنوات الإباحية التي تنتشر بشكل كبير في وقتنا هذا ليست لنزوة أو ما يبرر لها في الأوساط الغربية من حرية الرأي وغيره! بل هي شعيرة عبادية من ضمن طقوس عبادة الشيطان ترعاها منظمات وقوى شيطانية ظلاميّة لتوليد طاقات ظلمانيّة وسلبية يتغذى عليها البعد الرابع الأدنى . نعود الآن إلى هند وطقوسها التي مارستها في معركة أحد أو لنقل إعلانها في ذلك الوقت ولماذا أعلنتها أصلا.. إن أفعال هند خصوصا في معركة أحد كانت تنم عن معتقد ما، وسلوك المنتشي بلذة النصر الذي حصلت عليه كما كانت تعتقد، جعلها تظهر علنا ما كانت تخفيه في ذلك الوقت من طقوس عبادية تتصل بالشيطان مباشرة، فهي تعلم وواعية تماماً لما فعلته أثناء أكلها لكبد الحمزة وهو تحدي سافر للنص السماوي لأنها تعلم أن النص يحرم هكذا سلوك، أعلنت أنها تعمل بخلاف النص وتحديدا تعمل على منهج الشيطان الذي كان هو أستاذاً لها كما سترى .
ماذا حدث عندما وفدت هند طالبة العفو من النبي الأكرم؟
إن بيعة هند التي نقلها المؤرخون كلمة فكلمة، تبقى عملا رئيسيا من الدعابة والجرأة السياسية من جانب امرأة مكرهة على الخضوع، كانت تعارض النبي (صلى الله عليه وآله) في كل كلام يقوله، ولكن لماذا يتواجد عمر بن الخطاب في وقت مبايعة أبو سيفيان وهند تحديداً، فهو كان حاضراً عندما أتى العباس بأبي سفيان ليعلن البيعة للنبي قبل هند وقبل دخول النبي إلى مكة وأصر عمر على أن يقتل أبا سفيان لولا تدخل العباس ومنعه من قبل النبي!..لماذا كان يصر كل هذا الإصرار على قتله؟ سيتضح هذا الأمر فلا تعجل وانظر إلى ما ينقله المؤرخون في بيعة هند، فالنبي لم يكلمها ومن حظر معها من النساء بالمباشر بل كان يقول لعمر قل لهنّ أنظر إلى رواية الطبري عن ابن العباس..وقال لعمر: (قل لهن ولا يسرقن)، قالت هند: والله إني لأصيب من أبي سفيان الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا؟..فقال: (ولا يزنين)، فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة؟، فقال: (لا والله ما تزني الحرة)، قال: (ولا يقتلن أولادهن)، قالت هند: أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر . والرواية تكشف جرأة عجيبة لهند حينما تخاطب رسول الله أنت قتلتهم، ولذا ذكرها ابن كثير في تفسيره ثم علق بقوله: "وهذا أثر غريب في بعضه نكارة والله أعلم "( تفسير ابن كثير ج4 ص378) ولكن هل المقصود أن رسول الله (ص) قد أقر أنها حرة لا تفعل الفاحشة؟ أم أراد أن يقول نعم الحرة لا تزني ولكن من غير المعلوم أنك حرة بل عشت طوال عمرك أمة للشهوات وطقوسك وعبادتك للشيطان واقع ملموس، فامرأة كهند بنت عتبة قضت ثلاث وعشرين سنة هي عمر عهد الرسالة المباركة تحارب الرسول (ص) بكل جهدها وبكل وحشية، حتى جاء يوم دخوله إلى مكة وهي تناضل في معسكر الكفر، فاستسلمت هند وخضعت للمد الإسلامي فهل يقال لمثلها حرة؟ ولكن حين طلب إليها النبي أن تحلف بأن (لا ترتكب الزنا مطلقا) لماذا نظر نظرة مداعبة نحو عمر بن الخطاب؟ أتعرف لماذا أخي القارئ لأن النبي كان يعرف مغامرات هند وعلاقتها مع عمر، قبل الإسلام حيث كانت على علاقة زنا فاحش مع عمر بن الخطاب الخليفة المؤمن الراشدي الثاني!! وتم ضبطها عدة مرات مع عمر بن الخطاب في الخباء، هذا من جهة ومن جهة أخرى ليميز الخبيث من الطيب: (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)(الأنفال: 37) أما اختيار هند لعمر بالذات ليس باختيار عادي بل هو اختيار متبادل وطقسي متعلق بالطقوس العبادية فهي ومع عمر بالذات تتواصل مباشرة مع القوى السلبية أي تتواصل مع الظلام، أنظر قوله تعالى: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )(النور: 3) هل تعرف لماذا حرم على المؤمن أن ينكح الزانية؟ هذا الشيء مرتبط بالبعد الرابع الذي تكلمنا عنه فالزواحف والممسوخات من القردة والخنازير وهم من البعد الرابع الأدنى لا يمكن بحال أن يتجانسوا مع بعد المؤمن الذي أسميناه البعد الرابع الأعلى وإن تجانسوا سيكون في ذلك إخلال بالنظم الاجتماعية فضلاً عن النظم الكونية التي تتعلق بأصل كليهما فهل يجتمع النقيضان (النور / الظلام)؟! لذلك تجد النص الشريف المتعلق بعمر يؤكد على هذه النظم بشكل واضح أنظر قوله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )(النور: 26) .....
مقتبس مستل من بحث عبادة السيطان..
http://adoomobeen.net/public_files/details.php?post_id=41