المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من حياه الزهراء (عليها السلام) 8


ghada
17-04-2012, 12:11 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




فيوضات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

http://img.tebyan.net/big/1388/02/23992224100173196202491335610140136152142184.jpg (http://www.tebyan.net/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1388/02/2522501052392192121061818102452481129724191.jpg)

لم تكتفِ الزهراء فاطمة (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=28360)( عليها السلام ) ، بما هيّأ لها بيت الوحي من معارف وعلوم ، و لم تقتصر على الاستنارة العلمية، التي كانت تُهَيِّئُّها لها شموس العلم و المعرفة المحيطة بها من كلِّ جانب .
فقد كانت تحاول في لقاءاتها مع أبيها ، رسول الله (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=44216)( صلى الله عليه وآله ) ، و بَعْلها ( عليه السلام ) باب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أن تكتسبَ من العلوم ما استطاعت .
و إنَّ هذا الجهد المتواصل لها في طلب العلم و نشره ، قد جعلها من كُبرَيات رواة الحديث ، و من حَمَلَة السُنَّة المطهرة .
حتى أصبحَ كتابها الكبير ، الذي كانت تعتزُّ به أشدَّ الاعتزاز يُعرف باسم ( مصحَفْ فاطمة ) ، و انتقل إلى أبنائها الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، يتوارثونه كابراً عن كابر .
و يكفيك دليلاً على ذلك ، و على سُمُوِّهَا فكراً ، و كمالها علماً ، ما جادت به قريحتها من خطبتين ألقتهما ( عليها السلام ) بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إحداهما بحضور كبار الصحابة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، و الأخرى في بيتها على نساء المهاجرين و الأنصار .
و قد تَضَمَّنَتَا صُوَراً رائعةً من عُمقِ فكرها و أصالته ، و اتِّسَاع ثقافتها ، و قُوَّة منطقها ، و صِدق نبوءاتها ، فيما ستنتهي إليه الأمَّة بعد انحراف القيادة .
هذا فضلاً عن رِفعة أدبها ، و عظيم جهادها في ذات الله ، و في سبيل الحقِّ تعالى .
لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) من أهل بيت اتَّقُوا الله ، و علَّمَهم الله - كما صَرَّح بذلك الذكر الحكيم - ، و هكذا فطمها الله بالعلم فَسُمِّيَت بـ( فَاطِمَة ) ، و انقطعت عن النظِير فَسمِّيت بـ( البَتُول ) .


من بيانات فاطمة الزهراء (http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=28356)(ع) لِعِلَلِ الشرائع و الأحكام

http://img.tebyan.net/big/1388/03/6020055138646111898127491652321621724250.jpg (http://www.tebyan.net/bigimage.aspx?img=http://img.tebyan.net/big/1388/03/1502222204124610115511318632072271869277223.jpg)

قالت (عليها السلام) : ( فجعَلَ اللهُ الإيمانَ تطهيراً لكم من الشِّرك ، و الصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكِبْر ، و الزكاةَ تزكيةً للنفس ، و نماءً في الرزق ، و الصيامَ تثبيتاً للإخلاص ، و الحَجَّ تشييداً للدِّين ، و العدلَ تنسيقاً للقلوب ، و طاعتَنا نظاماً للمِلَّة ، و إمامتَنا أماناً مِن الفُرقة ، و الجهادَ عِزّاً للإسلام ، و الصبرَ معونةً على استيجاب الأجر ، و الأمرَ بالمعروفِ مصلحةً للعامَّة ، و بِرَّ الوالدينِ وقايةً من السَّخَط ، و صلةَ الأرحام مَنْماةً للعَدَد ، و القِصاصَ حِصناً للدماء ، و الوفاءَ بالنَّذْر تعريضاً للمغفرة ، و توفيةَ المكاييلِ و الموازينِ تغييراً للبَخْس ، و النهيَ عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرِّجس ، و اجتنابَ القَذْف حجاباً عن اللَّعنة ، و ترك السرقة إيجاباً للعِفَّة ).


عبادة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وزهدها


روى الإمام الصادق (عليه السلام) بسنده إلى الإمام الحسن (عليه السلام)، أنه قال: رأيت أمّي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلةَ جمعةٍ، فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتُسَمِّيهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعوا لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمَّاه، لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟.
فقالت (عليها السلام): يا بُنَي، الجار ثم الدار.
وعن الحسن البصري: ما كان في هذه الأمّة أعبد من فاطمة (عليها السلام)، كانت تقوم حتى تورَّم قدماها.
أما زهدها، فإن الأبرار الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه، فهم الذين قد عرفوا الدنيا وما فيها من نعيم زائل، فأعرضوا عنها بقلوبهم، والتمسوا رضوان الله تعالى في مأكلهم، ومَلبَسِهِم، وأسلوب حياتهم.
فامرأة مثل الزهراء (عليها السلام)، وجلالة قدرها، وعِظَم منزلتها، كانت شَمِلَتها التي تلتف بها خَلِقه، قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل.
فنظر إليها سلمان يوماً فبكى، وقال: واحُزناه، إن بنات قيصر وكسرى لفي السندس والحرير، وابنة محمد (صلى الله عليه وآله) عليها شملة صوف خلقه، قد خيطت في اثني عشر مكاناً.
وجاء في تفسير الثعلبي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وتفسير القشيري، عن جابر الأنصاري قال: رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة، وعليها كساء من أَجِلَّة الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا بِنتَاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة؟ .
فقالت (عليها السلام): يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه.
فأنزل الله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضَى) [الضحى: 5].
وقال ابن شاهين في مناقب فاطمة (عليها السلام)، وأحمد في مسند الأنصار عن أبي هُرَيرَة وثوبان، أنهما قالا: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يبدأ في سَفَره بفاطمة (عليها السلام)، ويختم بها، فَجَعَلَت (عليها السلام) وقتاً ـ أي: مَرَّة ـ ستراً من كساء خَيبَرِيَّة، لِقدوم أبيها (صلى الله عليه وآله)، وزوجها (عليه السلام).
فلما رآها النبي (صلى الله عليه وآله) تجاوز عنها، وقد عُرِف الغضب في وجهه حتى جلس على المنبر.
فنزعت (عليها السلام) قلادتها وقرْطَيْهَا ومسكَتَيْهَا، ونزعت الستر، فبعثت به إلى أبيها (صلى الله عليه وآله)، وقالت: اِجعل هذا في سبيل الله.
فلمّا أتاه، قال (صلى الله عليه وآله): قد فَعَلَت فِداها أَبُوها ـ ثلاث مرات ـ ما لآل محمد وللدنيا، فإنهم خُلِقوا للآخرة، وخلقت الدنيا لهم.
وفي رواية أحمد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإنَّ هؤلاء أهلُ بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طَيِّبَاتِهم في حياتهم الدنيا.
وَلَعلَّ في قصة العقد المبارك ـ الذي قَدَّمَتْهُ الزهراء (عليها السلام) إلى الفقير الذي جاء إلى أبيها (صلى الله عليه وآله)، فأرشده النبي إلى دار فاطمة (عليها السلام) ـ خَيرُ شَاهدٍ على زهدها (عليها السلام)، فإن في ذلك أروع الأمثلة في الإحسان، والإيثار والمواساة.



فاطمة عليها السّلام في مشاهد الآخرة

الدنيا مشاهد زائلة، وقافلة عازمة راحلة.. والحقائق العظمى هناك في الآخرة، حيث يُكشَف فيها عن السرائر والمقامات، ويسطع الصدق والحقّ والخير، ويُخذَل الكذِب والباطل والشرّ.
وأولياء الله تعالى، مهما ظهر لهم من المناقب والفضائل في حياتهم، فإنّ شؤونهم يوم القيامة هي أكبر، تُبهَت لها العقول وتَحار الألباب، وتُدهَش الأفهام. ومن أولئك الأولياء العظام، الكِرامِ على ربِّ الأنام.. مولاتُنا الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السّلام.)
تعالَوا ـ أيّها الأخوة الأحبّة ـ نتأمّل في بعض مقاماتها العليا السامية في عرصات القيامة ومشاهد الآخرة.
• روى الحاكم النيشابوريّ الشافعيّ في كتابه (المستدرك على الصحيحين) بإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
نزل مَلَكٌ من السماء فاستأذن اللهَ أن يسلّم علَيّ، لم ينزل قبلها، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة
المستدرك على الصحيحين 151: 3.">(1) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote1).

• وفي مسنده.. روى أحمد بن حنبل عن ابن عبّاس، قال: خطّ رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) في الأرض أربعة خطوط، وقال: تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عِمران «رضي الله عنهنّ أجمعين» مسند أحمد بن حنبل 293: 1، 135: 3.">(2) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote2).

• وروى الشبلنجيّ الشافعيّ في كتابه (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المُختار) بإسناده عن عائشة أنّها قالت لفاطمة رضي الله عنها:
ألا أُبشّركِ.. أنّي سمعتُ رسولَ الله يقول: سيّدات نساء أهل الجنّة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمّد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون نور الأبصار 52.">(3) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote3).

• ويروي الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ في (ينابيع المودّة) بإسناده عن أبي هريرة، يرفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال:
أوّل مَن يدخل الجنّة فاطمةُ بنت محمّد.. مَثَلُها في هذه الأمّة مَثَل مريم بنت عمران في بني إسرائيل ينابيع المودّة 322: 2 / الخبر 932.">(4) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote4).

• وبإسناده إلى الإمام عليٍّ عليه السّلام.. روى الحاكم النيسابوريّ عنه قولَه:
أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ أوّل مَن يدخل الجنّة: أنا وفاطمةُ والحسن والحسين. قلت: يا رسول الله، فمُحبّونا؟ قال: مِن ورائكم المستدرك على الصحيحين 151: 3.">(5) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote5).

• ويروي الخوارزميّ في (مقتل الحسين عليه السّلام) بإسناده عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
تُحشَر ابنتي فاطمة عليها حُلّة الكرامة قد عُجِنت بماء الحَيَوان (أي الحياة)، فتنظر إليها الخلائق فيتعجّبون منها، ثمّ تُكسى أيضاً حُلّةً مِن حُلل الجنّة ـ وهي ألف حلّة ـ مكتوبٌ على كلّ حلة بخطٍّ أخضر: أَدخِلوا ابنةَ محمّدٍ الجنّةَ على أحسن الصورة وأحسن الكرامة وأحسن المنظر. فتُزَفّ إلى الجنّة كما تُزَفّ العروس، ويُوكَل بها سبعون ألف جارية مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 52: 1. ورواه ابن حجر في (لسان الميزان 417: 2)، ومحب الدين الطبريّ في (ذخائر العقبى 48)، والقندوزيّ الحنفيّ في (ينابيع المودّة 137: 2 / الخبر 387).">(6) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote6).

• وبإسناده عن أبي أيّوب الأنصاريّ.. روى الزرنديّ في (نظم درر السمطَين) قوله: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
إذا كان يومُ القيامة.. جمع الله الأوّلين والآخِرين في صعيد واحد، ثمّ نادى منادٍ من بطون العرش: إنّ الجليل جلّ جلاله يقول: نكِّسوا رؤوسكم وغُضّوا أبصاركم، فإنّ هذه فاطمة بنت محمّد تريد أن تمرّ على الصراط نظم درر السمطين 182 ـ 183. وروى قريباً منه سبط ابن الجوزيّ في (تذكرة خواص الأُمّة 310)، والبدخشيّ في (مفتاح النجاء في مناقب آل العباء 153)، والخطيب البغداديّ في (تاريخ بغداد 141: 8).">(7) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote7).

• وروى ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) بإسناده عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال:
أوّل شخصٍ يدخل الجنّة فاطمة «رضي الله عنها» لسان الميزان 16: 4 / الرقم 34، 237: 3 / الرقم 1052.">(8) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote8).
وبإسناده عن أبي هريرة أيضاً، روى الحاكم النيسابوريّ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله:
تُبعث الأنبياء يوم القيامة على الدوابّ؛ ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويُبعث صالح على ناقته، وأُبعث على البُراق.. خَطوُها عند أقصى طَرْفِها، وتُبعث فاطمة أمامي المستدرك على الصحيحين 152: 3. ورواه الدَّميريّ في (حياة الحيوان 117: 1).">(9) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote9).

• وروى سليمان القندوزيّ الحنفيّ باسنادٍ عن الإمام عليٍّ عليه السّلام، رفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: تُحشَر ابنتي فاطمةُ يومَ القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء، تتعلّق بقائمةٍ من قوائم العرش تقول: يا حَكَمُ احكمْ بيني وبين مَن قتل وَلدي. فيحكم الله لابنتي وربِّ الكعبة ينابيع المودّة 323: 2 / الخبر 935.">(10) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote10).

• وعن الإمام عليّ عليه السّلام أيضاً روى القندوزيّ الحنفيّ في (ينابيع المودّة)، يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله:
إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهلَ القيامة غُضّوا أبصاركم لتجوز فاطمةُ بنت محمّد مع قميص مخضوبٍ بدم الحسين. فتحتوي على ساق العرش فتقول: أنت الجبّار العدل، إقضِ بيني وبين مَن قتل وَلَدي. فيقضي الله لابنتي وربِّ الكعبة.
ثمّ تقول: اللهمّ اشفعني فيمن بكى على مصيبته.
فيشفّعها الله فيهم ينابيع المودّة 323: 2 / الخبر 936.">(11) (http://us.mg4.mail.yahoo.com/neo/#footnote11)


الهوامش

1- المستدرك على الصحيحين 151: 3.
2- مسند أحمد بن حنبل 293: 1، 135: 3.
3- نور الأبصار 52.
4- ينابيع المودّة 322: 2 / الخبر 932.
5- المستدرك على الصحيحين 151: 3.
6- مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 52: 1. ورواه ابن حجر في (لسان الميزان 417: 2)، ومحب الدين الطبريّ في (ذخائر العقبى 48)، والقندوزيّ الحنفيّ في (ينابيع المودّة 137: 2 / الخبر 387).
7- نظم درر السمطين 182 ـ 183. وروى قريباً منه سبط ابن الجوزيّ في (تذكرة خواص الأُمّة 310)، والبدخشيّ في (مفتاح النجاء في مناقب آل العباء 153)، والخطيب البغداديّ في (تاريخ بغداد 141: 8).
8- لسان الميزان 16: 4 / الرقم 34، 237: 3 / الرقم 1052.
9- المستدرك على الصحيحين 152: 3. ورواه الدَّميريّ في (حياة الحيوان 117: 1).
10- ينابيع المودّة 323: 2 / الخبر 935.
11- ينابيع المودّة 323: 2 / الخبر 936.