المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نقتدي بفاطمة عليها السلام؟


صادق العارضي
18-04-2012, 09:45 AM
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-ed440d3858.jpg
الاعتقاد بولاية أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين انما يعني فيما يعنيه الاعتقاد بولايتهم في نهجهم وسيرتهم ، بل ويعني موالاتهم في رؤاهم وبصائرهم والتخلق بأخلاقهم واخذ المعارف والعلوم عنهم عليهم السلام. ومن هذا المنطلق يجدر بالإنسان أن يسأل نفسه عن مدى معرفته بثقافة الصديقة الكبرى سلام الله عليها، وعن حدود اطلاعه على معارفها وكلماتها . فقد يتعلل البعض بالافتقار لصحيفتها التي كانت بإملاء جبرائيل عليه السلام، بإملاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكتابة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وإنها ليست موجودة فعلا بين ظهرانينا بل هي موجودة عند الإمام الحجة سلام الله عليه. الكتاب الذي ضم - كما في أحاديثنا - حتى اصغر الأمور في الشرائع. لكن هذا تعلل مرفوض وعذر مردود، فكلماتها المضيئة مازالت وستبقى تفيض بالحياة وترسم لشيعتها بل وللناس أجمعين مسار الإنسانية القويم من خلال خطبتها التي تلألأت بين خطب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي والإمام الحسين وسيد الساجدين عليهم افضل الصلاة والسلام.
فالصديقة الكبرى المفجوعة بفقد أبيها، تقف والحال هذه أمام رجال خذلوها وغصبوا حقها ولم ينصروها، وترتجل في مسجد أبيها خطبة عصماء ، تلك الخطبة المعروفة بـ " الخطبة الفدكية ". والتي هي خلاصة للفكر الإسلامي والمعارف الإلهية بما انطوت عليه كلماتها من سلاسة في الأسلوب وعمق في المحتوى، قد يعجز المتخصصون عن كشف مضامينها والوقوف على خصائصها، لما احتوته من بيان فلسفة الخلق وحكمة خلق الإنسان وحكمة الشرائع الإلهية وبيان الواقع الاجتماعي قبل البعثة وأبانهـا وبعدها.
ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة حينما نذكر انه كانت لنا جلسات عديدة سادتها مناقشة واسعة مفتوحة مع العشرات من علماء طهران وخطبائها.. لكننا ومع بذل الساعات العديدة والليالي المديدة لم نستطع ان نفسر الا القليل اليسير الذي لم يتجاوز عُشر خطبة الصديقة سلام الله عليها، تلك الخطبة العصماء التي روتها سيدتنا زينب عليها السلام وعمرها الشريف آنذاك لم يكن يتجاوز السادسة ، ولعله مما يثلج قلوبنا ويقع موقع الاعتزاز والفخر ان نرى اليوم فقيها ومرجعا كبيرا وقد انبرى لكتابة كتاب وسماه بـ "فقه الزهراء" (22) استنبط فيه الفروع الفقهية الغزيرة التي تضمنتها كلمات السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، فليس بعد هذا وذاك من الإنصاف ولا المروءة بمكان ان يركن من يدعي ولايته للصديقة الكبرى سلام الله عليها إلى إضاعة هذه السويعات الثمينة من حياته وحياة أبنائه بالجلوس أمام التلفاز لمشاهدة قصص خيالية من الصين أو اليابان ، بما فيها من الترهات، مبرراً عزوبه عن هذه الفضائل والحقائق المتمثلة بتعاليم فاطمة الزهراء سلام الله عليها بضعف في حافظته مثلا أو ما شابه ذلك من التبريرات الواهية، بدلا من ان يسعى لتحفيظ أبنائه إياها وان لم يدركوا معانيها وحقائقها لتكون زادهم في الدنيا والآخرة، وتلك هي الخطوة الأولى لمن أراد ان يتمثل بالصديقة عليها السلام .
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-e1862c38a0.jpg

من كتاب فاطمة الزهراء عليها السلام للمؤلف
السيد محمد تقي المدرسي

نرجس*
19-04-2012, 02:05 AM
اللهم صلِ على محمدو آل محمد
عوافي أخوي على هالموضوع الرائع
تسلم ايدك وذائقتك ابدعت الله يسعدك
في اختيارك مشكور وماقصرت
لك خالص احترامي وتقديري

صادق العارضي
19-04-2012, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
شكرا لك اختنا الفاضلة مشرفة
المنتدى نرجس على المرور العطر

عَآشِق الْكَرَار
19-04-2012, 08:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
ربي يبــآرك فيك أخي العزيز .. موضوع قيم
رزقنآ الله وأيآكم شفآعة مولآتنآ الزهرآء عليهآ السلآم
دمتم بحفــظ البــآري

صادق العارضي
19-04-2012, 04:48 PM
اللهم صلِ على محمدو آل محمد
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها
وبنيها والسر المستودع فيها
شكرا لك اخي عاشق الكرار
على المرور الرائع

صادق العارضي
25-04-2012, 09:00 AM
عمّموا الشعائر الفاطمية واجعلوها عالمية

عمّموا الشعائر الفاطمية واجعلوها عالمية
قال الله تعالى في كتابه الكريم: «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»
إنّ النعمة التي سنُسأل عنها يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم، كما صرّحت بذلك روايات المعصومين صلوات الله عليهم، وذلك لأن الله تعالى بعد أن منّ على الخلق بنعمة الولاية نزل قوله عزّ من قائل: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً». وهذا يعني ان الله تعالى سيسأل الإنسان يوم القيامة عن النعمة التي أكلمها له.
إذن فإنّ الأموال والأولاد والبيت والسيارة وغيرها، هي من النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان كي يسلك بها الطريق الصحيح. وإنّ الله تعالى أكمل هذه النعم على الإنسان بأن بيّن له السبيل والطريق الصحيح الذي عليه أن يسلكه.
لاشكّ إنّ المقصود من النعيم في الآية الكريمة التي افتتحنا بها الحديث هو: مولانا رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، وهذه النعمة هي النعمة الحقيقية، وخارجة عن دائرة المجاز. وعليه فإن كل من يتنعّم بالدنيا من نِعَم الله، سيُسأل يوم القيامة: هل عرفت قدر هذه النعمة؟ وما الذي أدّيته قبال هذه النعمة؟ وأكثر ما يُسأل عليه الإنسان يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم، وانه ما الذي قدّمه تجاه هذه النعمة؟ وهل عرف أهل البيت صلوات الله عليهم حقّ المعرفة؟ وهل امتثل لتعاليمهم وعمل بما أمروا به؟
نعم، سيُسأل الإنسان عن باقي النعم أيضاً، حيث يُسأل بأن الله تعالى قد منّ عليك بالشرف، والقوة، وبموهبة التأليف، وغيرها من النعم، فكيف استفدت منها في سبيل أهل البيت صلوات الله عليهم؟
إنّ مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي محور أهل البيت صلوات الله عليهم، كما بيّن ذلك العديد من الروايات الشريفة، ومنها ما نقرأه في حديث الكساء الشريف: «فقال الأمين جبرائيل ياربّ ومن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجلّ هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها».
يوجد في هذه الدنيا الكثير من الناس ممن لايعرفون رسول الله ولايعرفون أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، أي إنّ الكثير من الناس محرومين من هذه النعمة. فمن الذي يعرّف الناس بهذه النعمة؟
إن تعريف نعمة أهل البيت صلوات الله عليهم للناس هي مسؤوليتنا نحن جميعاً، فعلينا أن نقوم بتعريف الشعائر والثقافة الفاطمية، وتعريف مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها للناس جميعاً، كي يتنعّموا بالنعمة الكبرى، وهي النعمة الفاطمية صلوات الله عليها.
ولأجل إحياء الشعائر الفاطمية المقدّسة، أدعو شيعة مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كافّة، أن يقوموا بإيصال صوت مظلومية أهل البيت صلوات الله عليهم للعالمين أجمع، وأن يقوموا بتشجيع ودعوة الآخرين من الأرحام والأقارب والأصدقاء، في القرى والأرياف، والمدن والمحافظات، القريبة والبعيدة، أن يدعوهم إلى العمل على إحياء وتعظيم الشعائر الفاطمية، كل حسب إمكاناته واستعداده.
اعلموا أنه إن لم يكن لكم أموال تصرفونها في سبيل إحياء الشعائر الفاطمية فاستعينوا باللسان، وإن لم تتمكنوا باللسان فاستعينوا بشخصيتكم ومنزلتكم، وإن لم يتيسّر لكم ذلك فاستعينوا بمن عنده ذلك وبأقاربكم ومعارفكم، حتى تقام الشعائر الفاطمية المقدّسة بنحو أفضل، وأكثر، وأوسع، وأكثر تأثيراً وعمقاً، وأحسن، وحتى تنتشر القضية الفاطمية المقدّسة في العالم كلّه.
إن مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي الشفيعة في يوم المحشر، فأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون صلوات الله عليها شفيعتكم، وأن تعينكم في عملكم الذي تبذلونه في سبيل إحياء ونشر وتعميم الشعائر الفاطمية المقدّسة.


من وصايا المرجع الشيرازي في الصديقة فاطمة سلام الله عليها