حميد م
20-04-2012, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
[مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] الأحزاب:23
هذا قبس منير من حياة تلميذ وحواري زين العابدين وسيد الساجدين
و هو سعيد بن جبير بن هشام الاسدي
وكان يسمى جهيد العلماء و بصير العلماء وكان يقرأ القرآن في ركعتين، وهو من أولئك التابعين الاوائل .
اقتبس من الإمام زين العابدين (ع) روح الإيمان .. كان مثلاً في العبادة والإجتهاد وبلغ من علمه أنه اشتهر بين العلماء أنه ما على الأرض أحد إلاّ وهو محتاج إلى علمه.
قال الإمام الصادق (ع) :
إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين ، فكان علي يثني عليه . وما كان سبب قتل الحجاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيماً ".
ومن خلال حوار ساخن جرى بينه وبين جزار بني أمية الحجاج نعرف مدى استقامة هذا العالم الرباني .
ذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال له : أنت شقي بن كسير
قال : أُمي كانت أعرف بي ، سمتني سعيد بن جبير .
قال : ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار ؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها وإن دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل ، قال : أيهم أحب إليك قال أرضاهم لخالقه . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم . قال : أبيت ان تصدقني ، قال : بل لم أحب ان أكذبك "
وقيل إنه سأله كيف يفضل أن يقتله ؟ قال : اختر لنفسك ، قال وكيف ذلك ؟. قال : لأنه لا تقتلني بقتلة إلاّ وأقتلك بها يوم القيامة .
عن عامر الشعبي قال: بعث إلى الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت واوصيت ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور والسيف مسلول، فسليت عليه فرد على السلام فقال: لا تخف فقد امنتك الليلة وغدا الى الظهر واجلسني عنده، ثم اشار فأتى برجل مقيد بالكبول والاغلال فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول: ان الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتيني بحجة أو لاضربن عنقه فقلت: يجب ان تحل قيده فإنه إذا احتج فلا محالة يذهب وان لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد فحلوا قيوده وكبلوه فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير فحزنت بذلك وقلت: كيف يجد حجة على ذلك من القرآن فقال له الحجاج: إئتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا ضربت عنقك فقال له: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك. فقال: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (ووهبنا له اسحاق ويعقوب - الى قوله: وكذلك نجزى المحسنين) ثم قال الحجاج: إقرا ما بعده فقرأ (وزكريا ويحيى وعيسى) فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى ؟ قال: إنه من ذريته قال: ان كان عيسى من ذريته ابراهيم ولم يكن له اب بل كان ابن ابنته فنسب إليه مع بعده فالحسن والحسين اولى ان ينسبا الى رسول الله مع قرابتهما منه، فأمر له بعشرة آلاف دينار، وامر بأن يحملوه مع الى داره واذن له في الرجوع. قال الشعبي: فلما اصبحت قلت في نفسي قد وجب على ان آتى هذا الشيخ فاتعلم منه معاني القرآن لاني كنت اظن انى اعرفها فإذا انا لا اعرفها، فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها. قال: هذا كله ببركة الحسن والحسين لئن كنا اغممنا واحدا لقد فرحنا الفا وارضينا الله ورسوله، قوله: (لئن كنا اغممنا واحدا - يعنى بذلك الشعبي - لقوله فحزنت).
قتله الحجاج بن يوسف الثقفي في شوال سنة 95 ه، وقيل سنة 94 ه في شهر شعبان، وقيل: إن الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يفق ويقول مالي ولسعيد بن جبير، ويقال: إنه رؤي الحجاج بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال قتلني لكل قتلة قتلة وقتلني لسعيد بن جبير سبعين قتلة، قتل بواسط ودفن في ظاهرها وقبره بها، والحجاج لم يقتل بعده أحدا لدعائه حيث قال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدى وهلك الحجاج بعده بستة اشهر، قاله البخاري، وقيل ثلاثة اشهر.
والحمد لله رب العالمين
[مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] الأحزاب:23
هذا قبس منير من حياة تلميذ وحواري زين العابدين وسيد الساجدين
و هو سعيد بن جبير بن هشام الاسدي
وكان يسمى جهيد العلماء و بصير العلماء وكان يقرأ القرآن في ركعتين، وهو من أولئك التابعين الاوائل .
اقتبس من الإمام زين العابدين (ع) روح الإيمان .. كان مثلاً في العبادة والإجتهاد وبلغ من علمه أنه اشتهر بين العلماء أنه ما على الأرض أحد إلاّ وهو محتاج إلى علمه.
قال الإمام الصادق (ع) :
إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين ، فكان علي يثني عليه . وما كان سبب قتل الحجاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيماً ".
ومن خلال حوار ساخن جرى بينه وبين جزار بني أمية الحجاج نعرف مدى استقامة هذا العالم الرباني .
ذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال له : أنت شقي بن كسير
قال : أُمي كانت أعرف بي ، سمتني سعيد بن جبير .
قال : ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار ؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها وإن دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل ، قال : أيهم أحب إليك قال أرضاهم لخالقه . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم . قال : أبيت ان تصدقني ، قال : بل لم أحب ان أكذبك "
وقيل إنه سأله كيف يفضل أن يقتله ؟ قال : اختر لنفسك ، قال وكيف ذلك ؟. قال : لأنه لا تقتلني بقتلة إلاّ وأقتلك بها يوم القيامة .
عن عامر الشعبي قال: بعث إلى الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت واوصيت ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور والسيف مسلول، فسليت عليه فرد على السلام فقال: لا تخف فقد امنتك الليلة وغدا الى الظهر واجلسني عنده، ثم اشار فأتى برجل مقيد بالكبول والاغلال فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول: ان الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتيني بحجة أو لاضربن عنقه فقلت: يجب ان تحل قيده فإنه إذا احتج فلا محالة يذهب وان لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد فحلوا قيوده وكبلوه فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير فحزنت بذلك وقلت: كيف يجد حجة على ذلك من القرآن فقال له الحجاج: إئتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا ضربت عنقك فقال له: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال: انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك. فقال: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (ووهبنا له اسحاق ويعقوب - الى قوله: وكذلك نجزى المحسنين) ثم قال الحجاج: إقرا ما بعده فقرأ (وزكريا ويحيى وعيسى) فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى ؟ قال: إنه من ذريته قال: ان كان عيسى من ذريته ابراهيم ولم يكن له اب بل كان ابن ابنته فنسب إليه مع بعده فالحسن والحسين اولى ان ينسبا الى رسول الله مع قرابتهما منه، فأمر له بعشرة آلاف دينار، وامر بأن يحملوه مع الى داره واذن له في الرجوع. قال الشعبي: فلما اصبحت قلت في نفسي قد وجب على ان آتى هذا الشيخ فاتعلم منه معاني القرآن لاني كنت اظن انى اعرفها فإذا انا لا اعرفها، فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها. قال: هذا كله ببركة الحسن والحسين لئن كنا اغممنا واحدا لقد فرحنا الفا وارضينا الله ورسوله، قوله: (لئن كنا اغممنا واحدا - يعنى بذلك الشعبي - لقوله فحزنت).
قتله الحجاج بن يوسف الثقفي في شوال سنة 95 ه، وقيل سنة 94 ه في شهر شعبان، وقيل: إن الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يفق ويقول مالي ولسعيد بن جبير، ويقال: إنه رؤي الحجاج بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال قتلني لكل قتلة قتلة وقتلني لسعيد بن جبير سبعين قتلة، قتل بواسط ودفن في ظاهرها وقبره بها، والحجاج لم يقتل بعده أحدا لدعائه حيث قال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدى وهلك الحجاج بعده بستة اشهر، قاله البخاري، وقيل ثلاثة اشهر.
والحمد لله رب العالمين