إيمان حسن
21-04-2012, 05:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... اقدم بين يديكم بحثي عن مولاي امير المؤمنين علي عليه السلام.. وارجو التثبيت لتعم الفائدة.. ..... بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين خالق السموات والأرضيين,والصلاة والسلام على اشرف الخلق (محمد) وآله الطاهرين... لاسيما صهره وابن عمه ,ووصيه وخليفته, وقاضي دينه, وسيد عترته, الصديق الأكبر, والفاروق الأعظم ,أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) ... الذي قال عنه رسول الله (ص): (ياعلي أنت فاروق هذه الأمة وصديقها )... الذي قال عنه رسول الله (ص): (ياعلي:أنت تعلم الناس من بعدي مالا يعلمون) الذي قال عنه رسول الله (ص): (أقضاكم علي "عليه السلام") (أفقهكم علي"عليه السلام) (أعلمكم علي"عليه السلام") (أول الناس إيمانا علي"عليه السلام") (علي مع الحق والحق مع علي"عليه السلام") ولذالك كان علي عليه السلام هو الرجل الوحيد في الإسلام،بل في تاريخ البشرية كلها- بعد النبي (ص)- الذي استطاع أن يقول في كل مكان وزمان: (سلوني قبل أن تفقدوني) وأجاب عن كل ماسالوه : وماقالها غيره الا افتضح وألجم ولم يحر جوابا... وهذه المقتطفات تحمل بعضا من بحااار علوم الإمام العظيم علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين.. أسجلها كي أسجل اسمي في قائمة علي (عليه السلام)أن شاء الله وكفاني ذالك فوزا.... ((اللهم وفقنا لخدمة علي عليه السلام)) ((اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام)) ((اللهم وفقنا لنسجل اكثر من هذا القليل في حق علي عليه السلام)) .... قصيدة في مدح ووصف الفاروق الأعظم أمير المؤمنين علي عليه السلام.. ... يارسم ُ لارسمتك ريح زعزعُ وسرت بليل في عراصك خروعُ (1) لم أُُلفِ صدري من فؤادي بلقعاً إلا وأنت من الأحبة بلقعُ (2)................................ جارى الغممام مدامعي بك فانثنت جون السحائب فهي حسرى ظُُلعُ (3) لا يمحك الهتنُ الُملثُُ فقد محا صبري دثورك مذ محتك الادمعُ (4) ماتم يومك وهو أسعد أيمن حتى تبدل فهو أنكد اشنعُ ..... _______________ # # # _____________ 1- الرسم: الأثر ورسم مالتصق من اثرها بالارض والرسم إذا كثر ودعا ورسمتك يريد درستك، والزعزع الريح الشديدة، والبليل الريح الباردة الندية والخروع الضعيفة، قال الجوهري كل نبت ضعيف ينثني فهو خروع أي نبت كان. 2- البلقع: الخالي يقول ماوجدت صدري خالياً من قلبي إلا بما خلوته ممن أحبه فكأن الأحباب للدار كالقلب للجسد. 3- جاراه إذا جرى معه، والجوان جمع جون وهو الأسود المقصود هنا والجون ايضا الأبيض هو من الأضداد ،وحسرى منقطعة جمع حسير مثل قتيل وقتلى ،وظلع جمع ظالع وهو الغامز في مشيه، والمعنى أن السحاب جرى مع مدامعي كالسابق لها فرجع السحاب الشديد الماطر كالجمل المنقطع الأعرج وهذا استعارة للمبالغة في كثرة البكاء . 4- الهتن : الجاري، والمللث الدائم دعاء للرسم بأن لايمحو الغيث مجرى الدموع عليه فقد محاه وهو كاف له والمربع كلما درس صبره ايضاً فإذا دثوره يوجب قلة الصبر وقلة الصبر توجب البكاء والبكاء يوجب دثوره وهي أطراف تتجاذب إلى دروس المربع، ويمحك مجزوم بلا النهي وأصله يمحوك فسقطت الواو للجزم . 5- الأسعد: الأيمن المبارك يقال سعد يومنا بفتح العين يسعد سعوداً وسعد الرجل بالكسر فهو سعيد وسعد بالضم فهو مسعود،والأنكد، المشوم والأشنع:القبيح. بعض الأحاديث عن مولانا الجليل الأمام علي عليه السلام ... عن الحرث وعاصم عن علي عليه السلام مرفوعا: إن الله خلقني وعلياً من شجرةً أنا أصلها، وعلي فرعها،والحسن والحسين ثمرتها،والشيعة ورقها ،فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها ،فمن أراد المدينة فليأتها من بابها .. .... أتى عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه فلما لم يساعدها احتالت عليه فأخذت بيضة فألقت صفرتها وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ثم جاءت إلى عمر بن الخطاب صارخة فقالت: هذا الرجل غلبني على نفسي وفضحني في اهلي وهذا اثر فعاله . فسأل عمر النساء فقلن له: إن ببدنها وثوبها أثر المني فهم بعقوبة الشاب فجعل يستغيث ويقول ياأمير المؤمنين ،تثبت في أمري فوالله ماأتيت فاحشة وما هممت بها فلقد راودتني عن نفسي فاعتصمت . فقال عمر: يا أبا الحسن ماترى في أمرهما؟ فنظر علي عليه السلام إلى ما على الثوب ثم دعا بماء حار شديد الغليان فصب على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه وأشتمه وذاقه فعرف طعم البيض وزجر المرأة فاعترفت... ... علي عليه السلام يحكم في ولد لا يشبه أبويه ... أتى عمر برجل أسود ومعه امرأة سوداء فقال: ياأمير المؤمنين إني أغرس غرسا أسود وهذه سوداء على ماترى فقد أتتني بولد أحمر.فقالت المرأة : والله يامير المؤمنين !ماخنته وانه لولده ،فبقى عمر لا يدري مايقول،فسئل عن ذالك علي عليه السلام فقال للأسود:إن سألتك عن شيء أتصدقني؟ قال أجل والله .قال:هل واقعت امرأتك وهي حائض؟ قال : قد كان ذلك ، قال علي عليه السلام: الله أكبر إن النطفة إذا خالطت بالدم فخلق الله عز وجل منها خلقاً كان أحمر فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك.. ... وقوله عليه السلام: وهو على منبر الكوفة وعليه مدرعة رسول الله(ص) وهو تقلد بسيفه،ومتعمم بعمامته (ص)، فجلس على المنبر وكشف عن بطنه، فقال: سلوني قبل ان تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم،هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله(َص)هذا مازقني رسول الله(ص) زقاً زقاً ، فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت اهل التوراة والإنجيل فيقولان: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل في وأنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون .. ... عن عبد الله بن مسعود قال(أنوار النعمانيه ج1 ص17): دخلت على رسول الله (ص)فقلت يارسول الله أرني الحق لأصل إليه قال ياعبدالله ألج المخدع(البيت الصغير توضع فيه الأمتعة).فولجت المخدع وعلي بن ابي طالب عليه السلام يصلي ويقول في ركوعه وسجوده اللهم بحق محمد عبدك أغفر للخاطئين من شيعتي فخرجت حتى أخبر رسول الله (ص) فسمعته يقول اللهم بحق علي بن أبي طالب عبدك ألا ما غفرت للخاطئين من أمتي قال فأخذني من ذلك الهلع العظيم فأوجز النبي (ص) في صلاته وقال ابن مسعود أكفر بعد الإيمان فقلت حاشا وكلا يارسول الله (ص) ولكن رأيت علياً(عليه السلام) يسئل الله بك ورأيتك تسأل الله به ولاأعلم أيكما أفضل عند الله تعالى فقال(ص) : اجلس يابن مسعود فجلست بين يديه . فقال (ص): اعلم ان الله خلقني وعلياً من نور عظمته قبل ان يخلق الله الخلق بألفي عام إذ لا تسبيح ولا تقديس ولا تهليل ففتق نوري فخلق فخلق منه السموات والأرض وأنا والله أجل من السموات والأرض. وفتق نور علي بن أبي طالب عليه السلام فخلق منه العرش والكرسي وعلي والله اجل من العرش والكرسي. وفتق نور الحسن (عليه السلام)فخلق منه اللوح والقلم والحسن والله أجل من اللوح والقلم. وفتق نور الحسين (عليه السلام)وخلق منه الجنان والحور العين والحسين والله أجل من الجنان والحور العين. ثم أظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة ، فتكلم الله جل جلاه بكلمة فخلق منها روحاً. ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الكلمة الأخرى نوراً فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش فازهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلذالك سميت بالزهراء، يابن مسعود اذا كان يوم القيامة يقول الله تعالة لي ولعلي أدخلا الجنة من شئتما وادخلا النار من شئتما وذلك قوله تعال: (القيا في جهنم كل كفار عنيد)..فالكافر من جحد بنبوتي والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.. .... في تسمية علي بأمير المؤمنين: ان النبي (ص)كان في صحن الدار ورأسه في حجر دحية الكلبي فدخل علي عليه السلام فلما رآه دحية الكلبي سلم عليه فقال له أمير المؤمنين عليك السلام كيف أصبح رسول الله –ص- فقال بخير يا أخا رسول الله. فقال علي –عليه السلام- جزاك الله عنا أهل البيت خيراً فقال له دحية إني أحبك وإن لك عندي مدحة أزفها اليك أنت أمير المؤمنين. لواء الحمد بيدك يوم القيامه تزف أنت وشيعتك إلى الجنان (قد أفلح من تولاك) (وخسر من عاداك)أدن مني ياصفوة الله وخذ رأس ابن عمك فأنت أحق به مني فأخذ علي-عليه السلام- رأس النبي-ص- فوضعه فيحجره فأنتبه النبي-ص- وقال ماهذه الهمهة فأخبره علي عليه السلام فقال-ص-لم يكن دحية الكلبي وإنما هو جبرائيل ياعلي سماك بإسم سماك الله به.... .... أن عمر بن الخطاب قال يوما لأمير المؤمنين (عليه السلام)ياأبا الحسن أنك لتعجل في الحكم والفصل للشيء إذا سألت عنه فأبرز عليه السلام كفه وقال له كم هذا فقال عمر خمسة فقال علي عليه السلام عجلت يا أبا حفص قال لم يخف علي فقال علي عليه السلام أنا أسرع فيما لا يخفى علي.. قال الخطيب خوارزم في ذلك: إذا عمر تخطأ في جواب ونبئه علي بالصواب يقول بعدله لولا علي هلكت هلكت في ذاك الجواب .. وقال الصاحب: هل في مثل فتواك إذ قالوا مجاهرة لولا علي هلكنا في فتاوينا .. وقال النبي (ص) بالاجماع من الأمة : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.رواه أحمد بن حنبل من ثمانية طرق : وابن بطة من ستة طرق... ........... بعض من سيرته ودوره الفعال في الإسلام وبطولته الجبارة _عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام- ... ((علي –عليه السلام- يشري نفسه)) .. وجاء جبريل عليه السلام فأخبر النبي (ص) فخرج إلى الغار وأمر علياً فبات على فراشه . روى "الثعلبي" مفسر أهل السنة المعروف في تفسيره أن النبي(ص) لما أراد الهجرة إلى المدينة خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده وأمره ليلة خروجه من الدار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه وقال له: اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ونم على فراشي وإنه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء الله تعالى .ففعل ذلك علي،فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الأخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة،فاختار كلاهما الحياة فأوحى الله تعالى إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحيياة انزلا إلى الأرض فحفظاه من عدوه . فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك ياعلي يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة ، فأنزل الله على رسوله (ص)وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام آلايه: ((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد )) (البقرة،207).. ولهذا سميت هذه الليلة التاريخية بليلة المبيت ،ويقول ابن عباس نزلت الآيه في علي عيله السلام حين هرب رسول الله (ص)من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام علي عليه السلام على فراش النبي(ص) ويقول (أبو جعفر الإسكافي ) "إن حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لأهل الملة". فلما أصبحوا وفتشوا على الفراش، وجدوه علياً عليه السلام وقد رد الله مكرهم فقالو: أين محمد؟ فقال –عليه السلام-: لا أدري ،فاقتصوا أثره وأرسلوا في طلبه ، فلما بلغو الجبل ومروا بالغار رأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو كان هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاثاً ثم تقدم المدينة" .... ((جراح علي- عليه السلام-)) .. عن الإمام الباقر –عليه السلام- أنه قال:إنه أصاب علياً عليه السلام يوم"أحد" إحدى وستون جراحة ،وأن النبي(ص)أمر أم سليم وأم عطية أن تداوياه ، فقالتا إنا لا نعالج منه مكاناً إلا أنفتق مكان أخر، وقد خفنا عليه،فدخل الرسول (ص) والمسلمون يعودونه وهو قرحة واحدة فجعل يمسحه بيده، ويقول:" إن رجلاً لقي هذا في الله فقد أبلى وأعذر" وكان القرح الذي يمسحه رسول الله(ص) يلتئم ،وقال علي-عليه السلام- "الحمد الله إذ لم أفر ولم أُُولِ الدبر" فشكر الله في ذلك في موضعيين من القرأن وهو قوله تعالى ((وسيجزي الله الشاكرين)) وقوله تعالى((وسنجزي الشاكرين))... ... ((برز الإيمان كله إلى الشرك كله)) ... لقد كانت حرب الأحزاب آخر سعي للكفر ،وأخر سهم في كنانته ، وآخر إستعراض لقوى الشرك ،ولهذا قال النبي-ص- "برز الإيمان كله إلى الشرك كله" عندما تقابل أعظم أبطال العدو، وهو عمرو بن عبد ود،وبطل الإسلام الأوحد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –عليه السلام-لأن إنتصار أحدهما على الأخر كان يعني إنتصار الكفر على الإيمان، أو الإيمان على الكفر، وبتعبير أخر: كان عملاً مصيرياً يحدد مستقبل الإسلام والشرك ن ولذلك فإن المشركين لم تقم لهم قائمة بعد إنهزامهم في هذه المواجهة العظيمة، وكانت المبادرة وزمامها بيد المسلمين بعدها دائماً. لقد أفل نجم الأعداء، وإنهدمت قواعد قوتهم ولذلك نقرأ في حديث أن النبي –ص- قال بعد نهاية غزوة الأحزاب"الآن تغزوهم ولا يغزوننا".. .... ((نزال علي-عليه السلام-التاريخي لعمرو بن عبد ود)) من المواقف الحساسة والتاريخية لهذه الحرب مبارزة علي-عليه السلام-لبطل معسكر العدو العظيم "عمرو بن عبد ود".إن جيش الأحزاب كان قد دعا أشداء شجعان العرب للاشتراك والمساهمة في هذه الحرب،وكان الأشهر من بين هؤلاء خمسة :عمرو بن عبد ود،وعكرمة بن أبي جهل ،وهيبرة،ونوفل،وضرار. لقد أستعد هؤلاء في أحد أيام الحرب للمبارزة الفردية، ولبسوا عدة الحرب ،واستطاعوا اختراق الخندق والعبور بخيولهم إلى جانب الآخر من خلال نقطة ضيقة فيه ، كانت بعيدة نسبياً عن مرمى الرماة المسلمين ،وأن يقفوا أمام جيش المسلمين، وكان أشهرهم "عمرو بن عبد ود". فتقدم وقد ركبه الغرور والاعتداد بالنفس ، وكانت له خبرة طويلة في الحرب ، ورفع صوته طالباً من يبارزه. لقد دوى نداؤه (هل من مبارز)في ميدان الأحزاب، ولما لم يجرؤا أحد من المسلمين على قتاله اشتدت جرأته وبدأ يسخر من معتقدات المسلمين، فقال: أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟ هل فيكم من أرسله إلى الجنة، أو يدفعني إلى النار؟ وهنا أنشد أبياته المعروفه: ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز.. ووقفت إذ جبن المشجع موقف البطل المناجز.. إن السماحة والشجاعة في الفتى خير الغرائز.. فأمر النبي –ص- عند ذاك أن يخرج إليه رجل ويبعد شره عن المسلمين ، إلا أن احد لم يجب رسول الله –ص- إلا علي بن أبي طالب-عليه السلام- فقال النبي-ص-"إنه عمرو" فقال علي-عليه السلام- "وإن كان عمرواً" فدعاه النبي-ص- وعممه ، وقلده سيفه الخاص ذا الفقار، ثم دعا له فقال:"اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته". فمشى علي-عليه السلام- إلى الحرب وهو يرتجز: لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة والصدق منجي كل فائز إني لأرجو أن اُقيم عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز ... وهنا قال النبي-ص- كلمته المعروفة"برز الإيمان كله إلى الشرك كله" .. ((ضربة أفضل من عبادة الثقلين)) .. فلما التقيا دعاه أمير المؤمنين علي-عليه السلام- إلى الإسلام أولاً ، فأبى، ثم دعاه إلى اعتزال الحرب فرفض ذالك ، وأعتبره عاراً عليه، وفي الثالثة دعاه إلى أن ينزل عن ظهر جواده ويقاتله راجلاً ، فغضب عمرو وقال: ما كنت أحسب أحداً من العرب يدعوني إلى مثل ذلك، فنزل من على ظهر فرسه وضرب علياً-عليه السلام- على رأسه، فتلقاها علي-عليه السلام- بمهارة خاصة بدرعه، إلا أن السيف قده وشج رأس علي –عليه السلام-. هنا أستعمل علي-عليه السلام- أسلوباً خاصاً، فقال لعمرو: أنت بطل العرب، وأنا أُُقاتلك ،فعلام حضر من خلفك؟فلما التفت عمرو،ضربه علياً-عليه السلام-على ساقه بالسيف، فسقط عمرو، إلى الأرض ،فثارت غبرة ظن معها المنافقون أن عليا –عليه السلام- قد قتل بسيف عمرو، غير أنهم لما سمعوا التكبير قد علا علموا بانتصار علي عليه السلام،ورأوا فجأة علي-عليه السلام- يرجع إلى معسكره،رويدا رويدا والدم ينزم من رأسه ،وعلى شفتيه ابتسامة النصر ،وكانت جثة عمرو قد سقطت في جانب الميدان . لقد أنزل مقتل بطل العرب المعروف ضربة قاصمة بجيش الأحزاب بددت آمالهم وحطمت معنوياتهم وهزمتهم نفسياً هزيمة منكرة ،وخابت آمالهم في النصر والظفر،ولذالك قال الرسول-ص-في حقها:"لو وزن اليوم عملك بعمل جميع أمة محمد لرجح عملك على عملهم، وذاك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا وقد دخله ذل بقتل عمرو، ولم يبق بيت من المسلمين ،إلا وقد دخله عز يقتل عمرو". قد أورد العالم السني المعروف "الحاكم النيسا بوري"هذا القول،لكن بتعبير أخر:لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة". والغاية من هذا الكلام واضحة، لأن كلا من الإسلام والقرآن كان على حافة الهاوية ظاهراً،وكان يمر بأحرج لحظاته وأصعبها ،ولذلك فكانت التضحية في هذه الحرب أعظم التضحيات بعد تضحية النبي –ص-، حيث حفظت الإسلام من السقوط ودرأت عنه الخطر، وضمنت بقاءه إلى يوم القيامة ،وببركة تضحية الإمام عليه السلام تجذر الإسلام وتأصل وشملت غصونه وأوراقه العالمين،وبناءً على هذا فإن عبادة الجميع مرهونة بعمله. المشركون أرسلوا رسولاً منهم يشتري جثة عمرو بن عبد ود بعشرة ألاف درهم- وربما كانوا يتصورون أن المسلمين سيفعلون بجثة عمرو مثل ما فعله قساة القلوب بجسد حمزة يوم أحد – فقال النبي-ص-:"هو لكم ،لا نأكل ثمن الموتى"! وهناك موقف يستحق الذكر والانتباه، وهو: أن أُُخت عمرو لما وصلت لجسد أخيها، ورأت أن عليا-عليه السلام- لم يسلبه درعه الثمين قالت: ما قتله إلا كفؤ كريم. ... ((دعاء النبي-ص- وعلي-عليه السلام فاتح خيبر)) .... قد صممت قبيلة غطفان في البداية أن تحمي يهود خيبر غير أنها خافت بعدئذًً من عواقب أمرها (فاجتنبت حمايتها لهم ). فلما وصل النبي-ص- قريباً من قلاع خيبر أمر أصحابه أن يقفوا ثم رفع رأسه الشريف للسماء ودعا بهذا الدعاء: "اللهم رب السموات وما أظللن ورب الأرضيين وما أقللن، نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها".. ثم قال-ص-:"أقدموا بسم الله " وهكذا وصلوا خيبر ليلاً وعند الصباح- حيث علم أهل خيبر بالخبر- وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل جنود الإسلام، ثم فتح النبي-ص- القلاع قلعة بعد أخرى حتى بلغ أقوى القلاع وأمنعها وآخرها وكان فيها "مرحب" قائد اليهود المعروف. وفي هذه الأيام أصاب رأس النبي –ص- وجع شديد كان ينتابه أحياناً حتى أنه لم يستطع الخروج من خيمته- يوما أو يومين.. وفي هذه الأثناء طبقاً لما ورد في التاريخ الإسلامي، حمل أبو بكر الراية في يده وتوجه بالمسلمين نحو معسكر اليهود غير أنه سرعان ماعاد وهو صفر اليدين دون نتيجة، ومرة أخرى أخذ عمر الراية وحمل بالمسلمين بصورة أشد فما أسرع ماعاد دون جدوى . فلما بلغ الخبر مسمع النبي-ص- قال:"والله لأعطينها غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة!".. فاشرأبت الأعناق من كل جانب تُرى من هو المقصود، وقد حدس جماعة منهم أن مقصوده(علي)-س- ،إلا أن علياً عليه السلام كان مصاباً بوجع في عينه فلم يكن حاضراً حينئذًً، ولما كان الغد أمر النبي-ص- بأن يدعو له علياً عليه السلام ،فجاء راكباً على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول الله –ص- وهو أرمد قد عصب عينيه. فقال رسول الله-ص- مالك؟ قال علي-عليه السلام- : رمدت بعدك. فقال له: أدن مني ، فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شكا وجعاً حتى مضى بسبيله. ثم أعطاه الراية. فتوجه علي- عليه السلام- بجيش الإسلام نحو القلعة الكبرى(من خيبر) فرآه رجلاً يهودي من أعلى الجدار فسأله من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب .فنادى اليهودي:أيتها الجمعة حان اندحاركم، فجاء "مرحب" آمر الحصن ونازل علياً عليه السلام فما كان إلا أن هوى إلى الأرض صريعاً بضربة علي-عليه السلام-،فالتحمت الحرب بين المسلمين واليهود بشدة فاقترب علي-عليه السلام- من باب الحصن فقلعه فدحاه فرماه بقوة خارقة إلى مكان أخر، وهكذا فتحت القلعة فدخلها المسلمون فاتحين . واستسلم اليهود وطلبوا من النبي-ص- أن يحقن دمائهم لاستسلامهم، فقبل النبي-ص-وغنم الجيش الإسلامي الغنائم المنقولة،وأودع النبي-ص الأرض والأشجار بأيدي اليهود على أن يعطوا المسلمين نصف حاصلها. وأخيراً وطبقاً لما نقلته التواريخ فإن النبي الأكرم –ص- وزع غنائم خيبر على أهل الحديبية فحسب،حتى الذين لم يشتركوا في خيبر وكانوا في الحديبية جعل لهم النبي-ص- سهما من غنائم خيبر ،وبالطبع لم يكن لهذا المورد أكثر من مصداق واحد وهو"جابر بن عبد الله الأنصاري" . ((علي-عليه السلام-على أكتاف النبي-ص-)) ... ثم بلغ رسول الله-ص- مع جيش المسلمين منطقة "ذي طوى" وهي مرتفع يشرف على بيوت مكة، فتذكر الرسول-ص- ذلك اليوم الذي خرج فيه مضطرا متخفياً من مكه. وها هو يعود إليها منتصراً ،فوضع رأسه تواضعاً لله وسجد على رحل ناقته شاكراً له سبحانه. ثم ترجل النبي-ص- في" الحجون"إحدى محلات مكة ، وفيها قبر خديجة-رضي الله عنها- واغتسل،ثم ركب ثانية بجهاز الحرب ودخل المسجد الحرام وهو يتلو سورة الفتح. ثم كبر وكبر جند الإسلام معه، فدوى صوت التكبير في أرجاء مكة. ثم نزل من ناقته وأقترب من الكعبة ،وجعل يسقط الأصنام واحداً بعد الأخر وهو يقول: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً). وكان عدداً من الأصنام قد نصب فوق الكعبة ،ولم تصل إليها يد الرسول-ص- فأمر عليا –عليه السلام- يصعد على كتفه المباركة ويرمي الأصنام فامتثل علي عليه السلام أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ثم أخذ مفاتيح الكعبة ، وفتحها ومحا على جدرانها من صور الأنبياء . بعد الانتصار الرائع السريع أخذ رسول الله-ص- حلقة باب الكعبة ،وتوجه إلى أهل مكة وقال لهم : يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً ، أخ كريم. قال: اذهبوا فانتم الطلقاء. ((حادثة الغدير)) ... في السنة الأخيرة من حياة النبي –ص- أدى المسلمون مع رسول الله –ص- حجة الوداع في عظمة وجلال، وكان لهذه الحجة أثر كبير في النفوس، وبعد انتهائها أحاطت بالقلوب هالة من السمو الروحي ،وتشربت في الأعماق لذة هذه العبادة الكبرى . وكانت الجموع الغفيرة من المسلمين المشاركين في تلك الحجة يكادون يطيرون فرحاً لهذه السعادة التي شرفهم الله بها. لم يكن أهل المدينة وحدهم قد رافقوا النبي-ص- في هذه الحجة ،بل التحق بركبة مسلمون توافدوا من سائر أنحاء الجزيرة العربية لينالوا شرف الصحبة في هذه الحجة. كانت أشعة الشمس ترسل أشعتها اللافحة والمحرقة على الوديان والسهول لكن لذة هذا السفر الروحي يسرت كل شيء. اقترب وقت الظهيرة ،واقترب الركب الكبير من أرض الجحفة ، وظهرت من بعيد أرض (غدير خم) القاحلة الجافة المحرقة . كانت المنطقة، في الحقيقة ، تقع على مفترق طرق أربع حيث كان على الحجيج أن يتفرقوا إلى الواجهة التي يقصدونها فطريق يتجه إلى المدينة نحو الشمال ، وأخر يوصل إلى العراق شرقاً، وطريق الغرب يتجه إلى مصر، وطريق الجنوب يتجه إلى اليمن . هاهنا كان يجب أن يتحقق أهم فصل من فصول هذه الرحلة وآخر ذكرياتها. وكان على المسلمين أن يتلقوا أخر تكليف لهم ، أو المرحلة النهائية من المهمات الناجحة التي اضطلع عليها الرسول –ص-، قبل أن يتفرقوا إلى حال سبيلهم . كان يوم الخميس من السنة العاشرة للهجرة ، وقد مضت ثمانية أيام على عيد الأضحى ، وإذا برسول الله –ص- يصدر أمره للحجيج بالتوقف ، فراح المسلمون يتنادون الذين في مقدمة الركب أن يعودوا ، وانتظروا حتى يلتحق بهم من كان في المؤخرة أيضاً. كان الشمس قد تخطت نقطة الزوال ، وصعد مؤذن النبي-ص- ينادي في الناس لصلاة الظهر ، وأخذ الناس يستعدون- مسرعين- لأداء الصلاة . كانت الرياح لافحة محرقة ، حتى أضطر بعضهم إلى أن يضع قسماً من عباءته تحت قدميه وقسماً منها فوق رأسه كي يتقي حرارة الحصى وأشعة الشمس. ما كان في تلك الصحراء ما يستظل به، وما تستريح له العين من خضرة الأعشاب،اللهم إلا بضع شجيرات عجاف عارية تصارع حرارة الجو صراعاً مريراً. كان جمع قد لجأ إلى هذه الشجيرات ونشر رداءه عليها ليستظل به رسول الله –ص- ، إلا أن الرياح الساخنة كانت تعصف بتلك المظلة فتنشر تحتها حرارة الشمس الحارقة . انتهت صلاة الظهر . ... ((خطبة الغدير)) .. هرع الحجيج يريدون نصب خيامهم الصغيرة التي كانوا يحملونها معهم يلوذون بها من حر الهاجرة. إلا أن رسول الله-ص- أخبرهم أن عليهم أن يستعدوا إلى أستماع رسالة إلهية ، جديدة في خطبته، وكان الذين يقفون على مسافة من رسول الله-ص-لا يستطيعون رؤيته،لذلك صنعوا له منبراً من أحداج الإبل ارتقاه رسول الله –ص- فقال: "الحمدالله ونستعينه ،ونؤمن به، ونتوكل عليه ، ونعوذ به من شر أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لاهاي لمن ضل، ولا من مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأنا محمد عبده ورسوله . أما بعد: أيها الناس قد نبأني الطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله وأني أوشك أن أُُدعى فأجيب ، وأني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً. قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله ، وان جنته حق ، وناره حق، وأنا الموت حق، والساعة آتيه لا ريب فيها، وأنا الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذالك. ؟ قالوا: نعم. ثم ساد الجو صمت قال:اللهم اشهد،ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون. قالوا:نعم. ثم ساد صمت عميق ،لم يسمع فيه سوى أزيز الرياح..قال رسول الله-ص-"..فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين" فنادى مناد : وما الثقلان ، يا رسول الله –ص-.؟؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل ، وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الأصغر عترتي ، وأن الطيف الخبير نبأني أنهم لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فسألت بذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا. ثم أخذ بيد علي – عليه السلام- فرفعها حتى رؤي بياض إبطهما ، وعرفه القوم أجمعون ، فقال: أيها الناس من أولى الناس ، بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم . قال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه " يقولها ثلاث مرات.وفي الفظ الإمام أحمد إمام الحنابلة" أربع مرات" ثم قال: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من بغضه ، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب". ... (يوم إكمال الدين) ... ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم،وأتممت عليكم نعمتي..)(المائدة،3.)... فقال رسول الله –ص-:" الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الرب ،برسالتي والولاية لعلي من بعدي". ثم طق القوم يهنئون أمير المؤمنين –عليه السلام- وممن هنأه ،أبو بكر وعمر كل يقول: بخ ب خلك يا علي ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم.(راجع الغدير واحقاق الحق والمراجعات ودلائل الصدق..)... .... ....... (عدله وزهده) وإذا جئت لعدله فهو الإمام الذي أن قال فعل,وان حكم عدل,وتولى الخلافة فأعاد الحق إلى نصابه,ورد المظالم لأصحابها فقسم بالسوية,وعدل في الرعية حتى قال بعد أن عوتب على التسوية في العطاء:أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه , والله لا أطور به ماسمر سمير وما أم نجم في السماء نجماً, ولو كان المال لي لسويت بينهم , فكيف وإنما المال مال الله . وقد كان عدله أهم الأمور التي لم تتحملها الفئة المترفة في عهد من سبقه, فلذا كان أحد أسباب النقة عليه,بل أهم أسبابها التي أخرجت طلحة والزبير وغيرهما لحربه. وإذا جئت لزهده فإنك تقرأه أزهد الناس وأشدهم نسكاَ, إنك ترسم له صورة الصوفي الذي انقطع عن الدنيا وبات همه في آخرته ومعاده,فلو قرأت زهدياته أرجفتك خوفاً إذ تقف أمامها على التجسيد الحي والصور المتحركة لنعيم والعذاب الأخروي ,أنك تشعر خلال استعراضك لزهدياته ,انه الإنسان الذي ليس له من دنياه صغيرة أم كبيرة,أنه اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه, بل قد طلق الدنيا طلاق من لا رجعة له فيها ولا حنين لها.. ......... [عليــــ وعلمَ الغيب] .... إن لأمير المؤمنين عليه السلام مميزاتُ لم يكتب لأحد مثلها, فقد صدرت منه أمور هي أكبر من أن تفسر بشكل اعتيادي, أنها خوارق للعادة أظهرها الله على يديه كي يظهر فضلة وسموه للملأ ويتضح تقدمه وأسبقيته على الناس جميعاً ,فأخبر بأمور هي في طيات الغيب مما خبأه المستقبل, فأتت وكأنها فلق الصبح أصدقت ما أخبر به الإمام وكأنها حوادث مشاهدة لها طابقت إخباره دون زيادة أو نقصان .. وهذا الإخبار منه بهذه المغيبات بأي شكل فسر فإنه يعطيه رقماً جديداً وامتيازاً وتقدماً على سائر المسلمين, إذا ضمناه إلى بقية متفرداته تؤهله بأجمعها إلى القيادة الإسلامية وتقدمه على جميع المسلمين الذين لم تشفع لهم كبر أعمارهم و مشيختهم أن يشاركوه في جزء منها. ونحن نسرد بعض تلك الحوادث دون أن نلم بها جميعاً, إذ نحتاج إلى كتاب مستقل لو أردنا استقصاء ذلك وجمعه... لقد أخبر الإمام عليه السلام بما يجري على بعض أصحابه من القتل فقد أخبر بقتل (ميثم التمار) والصورة التي يتم بها استشهاده . ففي الرواية أن ميثم التمار كان عبداَ لامرأة من بني أسد , فأشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها وأعتقه وقال له ذات يوم : أنك تؤخد بعدي فتصلب وتطعن بحربة , فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخارك وفمك دماً فتخضب لحيتك فأنتظر ذالك الخضاب , وتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها, فأراه إياها وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركتِ من نخلة لكِ. خلقتُ(البحار ج42, وابن ابي الحديد ج2 ص293) ولي غذيتِ. ولما كان زمن عبيد الله بن زياد أُُدخل عليه فقال له ابن زياد: أين ربك؟ قال : ميثم: بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة . قال ابن زياد: أنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد . ثم قال: أخبرني ما أخبرك صاحبك اني فاعل بك . قال ميثم : أنك تصلبني عاشر عشرة أقصرهم خشبة واقربهم إلى المطهرة ، وأنا أول خلق الله أُُلجم في الإسلام. قال ابن زياد: لنخالفنه. ولكن مشيئة الله أبت أن يخالف الدعي ماخبر به الإمام, فقد أمر بصلب ميثم في نفس المكان الذي أشار إليه أمير المؤمنين على نفس الجذع, وبعد أن رفعوه على الخشبة أخذ يحدث بفضائل بني هاشم . فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. فقال : ألجموه, وكان أول خلق الله أُُلجم في الإسلام. ... ومنه قوله عليه السلام لأهل الكوفة أما أنا سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب مالا يجد, فاقتلوه ولن تقتلوه .. ألا وأنه سيأمركم بسبي والبراءة مني, فأما السب فسبوني فأنه لي زكاة ولكم نجاة, وأما البراءة فلا تتبرؤا مني فأني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة . وقد جاء ماأخبر به أمير المؤمنين طابق النعل بالنعل والقذة بالقذة , فقد تقلد معاوية كرسي الخلافة الإسلامية بالقهر والغلبة, وأذاق المسلمين المرارات وجرعهم الآلام , وقد حل بشيعة علي عليه السلام مايحل عن الوصف ولا يقدر القلم على تدوينه.. نعم, لقد استولى الطاغية الأموي على رقاب العباد والبلاد وفعل ماأخبر به الإمام , فقد سب علياً ولعنه على منابر المسلمين التي شيدت بسيف علي عليه السلام وجهاده, وكتب إلى الافاق بذالك حتى أصبح سب الإمام عليه السلام ولعنه سنة يتداولها الناس ويقفون في وجه من يهملها. فهذا هشام بن عبد الملك لما حج بالموسم (1و2 شرح ابن أبي الحديد ج4 ص57) وترك سب علي عليه السلام قام إليه إنسان فقال: يا أمير المؤمنين , أن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب, فقال له هشام : اكفف فما لهذا جئنا .... بل ازداد الأمر وتفاقم حتى وصل إلى أن يتحاشى أحد تسمية وليده بأسم علي , وإن سمي بذالك عُد عقوقاً عقه به والده .. .. وهذا هو حجر بن عدي الكندي الذي مثل النموذج الأكمل للإنسان الواعي حيث وقف أمام طغيان معاوية وجبروته وقفة شجاعة , تحدث بها الزمن ورددتها الأيام بكل أكبار وإعزاز, وافتخرت الإنسانية إذ علمت أن فيها أمثال حجر ممن يمتهن الطغاة ويقدم نفسه وابنه في سبيل قضية آمن بها فملكت عليه كل ما يملك, هذا العبد الصالح سير من بلده _العراق_ إلى مرج عذراء في الشام فصدر أمر معاوية الجائر إلى جلاوزته بالقضاء عليه, ووقف الجلاد فوق رأسه قائلاً: "إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له , فإن فعلتم تركناكم وإن أبيتم قتلناكم, وان أمير المؤمنين يزعم ان دماءكم قد حلت له بشهادة أهل مصركم عليكم ,غير انه قد عفا عن ذالك, فابرؤا من هذا الرجل(علي) نخل سبيلكم " انه الظلم الصارخ و الانحراف الواضح أن يكون حجر, ومن معه من المؤمنين بيد سفاك الأمويين الذي لاحق شيعة علي تحت كل حجر ومدر, وهنا أمام هذا المشهد, وفي هذا الموقف قد يتخيل ان الأمر سهل فليبرأ حجر ويخلص نفسه من الموت الذي أحدق به, ولكن نقول : أن هذا منطق التجار لا الأديان , منطق النفعيين والانتهازيين , وليس موقف المسلمين الرسالين المخلصين لمبادئهم لمبادئهم وقيمهم, ان الإنسان يحب مبدأه وعقيدته, فإذا حيل بينه وبينها استرخص الحياه وأحب طعم الممات مضافاً بذالك وهو بخبثة ومكره, يستطيع أن ثعلبيته عن شِراك أخرى يبتدعها ليتهم بها حجراً ويقضي عليه , وهنا ابتدر حجر رداً على الجلاد. " اللهم إنا لسنا فاعلي ذالك ". وبهذا الرد من حجر تعينت النهاية , أنه الموت ولكن الوقت متأخر, أنه وقت المساء فلتتأخر رحلة الموت إلى الغد, فما هو إلا سواد هذا الليل , فليتزود حجر ومن معه , وقام حجر وأصحابه ذالك الليل رهباناً يتبتلون إلى الله يدعونه رغباً ورهباً, سيرة الإنسان المسلم الذي تعمق الإيمان في قلبه فترجمه حركة وسلوكاً. ورأى القائمون على حراستهم ذالك فقالو لهم : يا هؤلاء لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة وأحسنتم الدعاء, فأخبرونا قولكم في عثمان ؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل غير الحق. فقال اصحاب معاوية: أمير المؤمنين كان أعلم بكم. ثم قاموا إليهم فقالوا: تتبرؤن من هذا الرجل؟ قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه, عندئذً توجهوا لقتلهم فالتفت حجر إلى أصحابه فرأى منهم جزعاً فقال لهم: "قال حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : يا حجر تُقتل في محبة علي صبراً, فإذا وصل رأسك إلى الأرض مادت وانبعث عين ماء فغسلت الرأس, فجعل أصحابه يتهافتون إلى القتل كما يتهافت الذباب على البن ’ فقال لهم أصحاب معاوية:يا أصحاب علي ما أسرعكم إلى القتل ". فقالوا: من عرف مستقره سارع إليه . وكان مع حجر ولده همام, وحين أراد قتل الأب طلب من الجلاد قائلاً : أن كنت أمرت بقتل ولدي فقدمه, فقدم وضرب عنقه. فقيل لحجر: تعجلت الثكل. فقال : خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي, فلا نجتمع في دار المقامة التي وعدها الله الصابرين, ثم قدم حجر للقتل فقيل له: مد عنقك فقال: ان ذالك لدم ما كنت لا عين عليه , ولكن سيف الجلاد لم يمهله, بل كانت ضربة أهوت برأس البطل على الثرى وتقاطرت الدماء لترسم صورة للنضال الإسلامي في مواجهة الباطل, وتتحدى جبروت معاوية وسلطانه ..فسلاما على حجر وأصحاب حجر , وعلى كل قطرة دم سقطت لتزرع بطلاً وتخلق صموداً يتحدى الانحراف والضلال...... ...... وفي ختام الحديث عن علي عليه السلام يتبين لنا انه القائد الرسالي الذي كان أشجع الناس و أعلمهم و أعدلهم و أزهدهم , وهذه الصفات هي أهم ما يجب أن تتوفر في القيادة الصالحة لتولي أمور الناس وبذالك يتحقق شروط ولي الأمر التي حددها الأمام بقوله : (أن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم غليه وأعلمهم بأمر الله فيه..)فإن القائد إذا كان أشجع الناس وأعلمهم ثم أعدلهم وأزهدهم , فالخلافة له وحده دون سواه ، ممن فقد ذالك و أخذ يستجدي الحلول من غيره او كان جشعاً متكالباً على الدنيا أو جائر حائداً عن طريق الحق والصواب , فلا يستحق الخلافة وليس له نصيب منها , وصدق الله تعالى حيث قال:(أفمن يهدي إلى الحق أحق(يونس:35). ان يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي ’ فما لكم كيف تحكمون) وآخر دعوانا أن الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..... الكاتبة : إيمان حسن البقشي ..... ........ المصادر: كتاب : سلوني قبل ان تفقدوني للكاتب >. الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي _ كتاب قصص القرأن >آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي_إلامام علي منتهى الكمال البشري>>عباس غلي الموسوي........