خادمة فاطمة
25-04-2012, 12:48 AM
وتبدأ المأساة حينما استبق ثلاثة من المهاجرين ـ وهم
عمر
و أبوبكر
و أبو عبيدة
ـ إلي سقيفة بني ساعدة ليفجروا الموقف علي الأنصار ويزعزعوا وحدتهم بطرح موضوع الخليفة الذي يلي النبيّ(ص).
ذكر الطبري:
وأتى عمر إلي
منزل النبيّ(صلى الله عليه وآله)
فأرسل إلي أبي بكر، وأبو بكر في الدار وعليّ بن أبي طالب دائب في جهاز رسول الله
فأرسل إلى أبي بكر أن أخرج، فأرسل إليه أني مشتغل، فأرسل إليه أنّه قد حدث أمرّ لابدّ لك من حضوره فخرج إليه فقال: أما علمت أنّ الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة؟ وأحسنهم مقالة من يقول منّا أمير ومن قريش أمير، فمضيا مسرعين نحوهم فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فتماشوا ثلاثتهم.
وهكذا مضى كلّ شيء بسريّة تامة وخفاء ودهاء دون إعلام الاُمّة، بل دون إخبار الكبار من ذوي الرأي والخطر ثمّ قالوا:
إنّه إجماع... وأجمعت الاُمّة؛ فأين الإجماع أيّها المنصفون؟
وجرى ماجرى في السقيفة المشؤومة واندفعت الأوس تبايع أبا بكر،
ولم تدفعها القناعات...
ولا الإجماع...
ولا الحبّ
بل دفعها العداء التاريخي الذي يضمرونه تجاه إخوانهم الخزرج... كما قالها أسيد بن حضير:
والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر].
فانحسرت الخزرج وأخذوا زعيمهم سعداً ولم يبايعوا أحدا
، فكانت فلتة من فلتات الجاهلية
كما قال عمر
قصة استشهاد اُم أبيها
يقول ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:
وإنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند عليّ ـ كرم الله وجهه ـ فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لاٌحرقنا على من فيها، فقيل له:
يا أبا حفص إن فيها فاطمة؟
فقال وإن
فوقفت فاطمة(س) على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله جنازة بين أيدنا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقّاً...
حتّى أتوا باب فاطمة فدقّوا الباب فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله؟ ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة
فهجموا على دار فاطمة وأحرقوا بابه واستخرجوا عليّاً منه كرهاً
وضغطوا سيدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً.
وقال النظام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة الزهراء(س)
يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها وصاحت يا أبتاه
يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه...
ثمّ ضربها قنفذ الملعون بالسوط على عضدها فماتت حين ماتت وأنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فألجأها إلي عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينها من بطنها؛ فلم تزل صاحبة فراش
حتّي ماتت(سلام الله عليها )
" من ذلك شهيدة"
والتحقت فاطمة(س) بأبيها
وإثر هذه الحادثة المؤلمة مرضت فاطمة (س) ولازمت الفراش حتّى مضت شهيدة في سبيل الله،
ولا يهمّنا كم هي فترة المرض بقدر ما يهمّنا الحدث المؤلم والواقعة المفجعة،
وقبل أن ترحل عن الدنيا أوصت إلى أمير المؤمنين علي(ع)
أن يدفنها ليلاً ويشيّعها في الخفاء ويخفي قبرها
إعلاناً منها أنها
استشهدت ...
واغضبت ...
وظُلِمت.
فكانت فاطمة(سلام الله عليها)
ضحيّة أوّل انحراف أنبأ عنه القرآن الكريم:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}
آل عمران: 144
وكانت(سلام الله عليها )
شهيدة ما جرى؛ كما وصفها إمامنا الكاظم(سلام الله عليه ) بحديثه:
«إنّ فاطمة(سلام الله عليها) صدّيقة شهيدة
(الصدّيقة) أي
من جملة الذين أمرنا بالكون معهم ومتابعتهم وملازمتهم وطاعتهم كما قال تعالى:
{وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}.
الصدّيقة:
هي من جملة الذين قال الله تعالى فيهم:
{هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
(شهيدة )
أي أنّها قُتلت قتلاً عمدياً في سبيل الله
وما كان قصر عمرها إلّا دليل على موتها بشكل غير طبيعي
حتّى ذكر العقّاد ـ الذي اُشرب حبّ عمر بن الخطاب ـ ذلك على سبيل الاحتمال حيث قال:
ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يُعرف من وصفه فإن العرب لوصّافون وإن من كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم، فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أغراض الاٌمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب وكل ما يتبين من كلامهم أنّه الجهد والضعف والحزن،
ربّما اجتمع إليها إعياء الولادة في غير موعدها
إن صح
أنّها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله ) كما جاء في بعض الأخبار.
في كفر من ظلمها
واستدل السهيلي بالأحاديث الدالّة على أن فاطمة بضعة رسول الله(ص) على أن شتمها (يوجب الكفر)
جامع العلوم المعروف، (دستور العلماء) 1: 9.
فإذا كان شاتمها كافراً عند علماء السُنّة ،
فما حال من: غصبها حقّها؟
وضربها؟
وأسقط جنينها؟
وكسر ضلعها؟
وصغّر شأنها؟
وأحرق دارها؟
وأدخل الرعب والذُل في منزلها؟
ثمّ يقول في مرض موته:
ليتني لم اُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله واُدخله الرجال!!!!].
بل وقد شتمها في حياته وحياتها يوماً؛
إذ قال لعلي(صلوات الله علبه ) في معرض رده على الأدلّة التي قدمتها فاطمة:
إنّما هو ثعالة شهيدة ذنبه مرب لكلّ فتنة هو
الذي يقول: كرّوها جذعة بعدما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء كأم
طحال أحبّ أهلها إليها البغي ـ
شرح نهج البلاغة16: 214 – 215،
اُم طحال إمرأة فاجرة وقد شبه أبوبكر فاطمة القديسة(س) بها!!
ومثّل الإمام علي(ع) بذنب الثعلب!!.
وهاهو أبو بكر قد شتمها وظلمها.
فاحكموا أيّها المسلمون. . .
المصادر:
ـ تاريخ الطبري 2: 456، ط الأعلمي.
ـ الإمامة والسياسة 1: 30، ط الرضي.
ـ إثبات الوصية للمسعودي: 124.
ـ الملل والنحل للشهرستاني 1 : 57، شرح نهج البلاغة: 14: 193 ، الوافي بالوقيات 6 : 17.
ـ البحار 43: 197 – 198.
ـ كتاب سليم بن قيس تحقيق الأنصاري: 151 – 153.
ـ تأويل مختلف الحديث:
300، شرح نهج البلاغة 16 : 281.
ـ الكافي 1: 458.
ـ فطمة الزهراء والفاطميون للعقاد.
.
ـ تاريخ اليعقوبي 2: 137،
ميزان الاعتدال 2: 215.
عمر
و أبوبكر
و أبو عبيدة
ـ إلي سقيفة بني ساعدة ليفجروا الموقف علي الأنصار ويزعزعوا وحدتهم بطرح موضوع الخليفة الذي يلي النبيّ(ص).
ذكر الطبري:
وأتى عمر إلي
منزل النبيّ(صلى الله عليه وآله)
فأرسل إلي أبي بكر، وأبو بكر في الدار وعليّ بن أبي طالب دائب في جهاز رسول الله
فأرسل إلى أبي بكر أن أخرج، فأرسل إليه أني مشتغل، فأرسل إليه أنّه قد حدث أمرّ لابدّ لك من حضوره فخرج إليه فقال: أما علمت أنّ الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة؟ وأحسنهم مقالة من يقول منّا أمير ومن قريش أمير، فمضيا مسرعين نحوهم فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فتماشوا ثلاثتهم.
وهكذا مضى كلّ شيء بسريّة تامة وخفاء ودهاء دون إعلام الاُمّة، بل دون إخبار الكبار من ذوي الرأي والخطر ثمّ قالوا:
إنّه إجماع... وأجمعت الاُمّة؛ فأين الإجماع أيّها المنصفون؟
وجرى ماجرى في السقيفة المشؤومة واندفعت الأوس تبايع أبا بكر،
ولم تدفعها القناعات...
ولا الإجماع...
ولا الحبّ
بل دفعها العداء التاريخي الذي يضمرونه تجاه إخوانهم الخزرج... كما قالها أسيد بن حضير:
والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر].
فانحسرت الخزرج وأخذوا زعيمهم سعداً ولم يبايعوا أحدا
، فكانت فلتة من فلتات الجاهلية
كما قال عمر
قصة استشهاد اُم أبيها
يقول ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:
وإنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند عليّ ـ كرم الله وجهه ـ فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لاٌحرقنا على من فيها، فقيل له:
يا أبا حفص إن فيها فاطمة؟
فقال وإن
فوقفت فاطمة(س) على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله جنازة بين أيدنا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقّاً...
حتّى أتوا باب فاطمة فدقّوا الباب فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله؟ ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة
فهجموا على دار فاطمة وأحرقوا بابه واستخرجوا عليّاً منه كرهاً
وضغطوا سيدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً.
وقال النظام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة الزهراء(س)
يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها وصاحت يا أبتاه
يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه...
ثمّ ضربها قنفذ الملعون بالسوط على عضدها فماتت حين ماتت وأنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فألجأها إلي عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينها من بطنها؛ فلم تزل صاحبة فراش
حتّي ماتت(سلام الله عليها )
" من ذلك شهيدة"
والتحقت فاطمة(س) بأبيها
وإثر هذه الحادثة المؤلمة مرضت فاطمة (س) ولازمت الفراش حتّى مضت شهيدة في سبيل الله،
ولا يهمّنا كم هي فترة المرض بقدر ما يهمّنا الحدث المؤلم والواقعة المفجعة،
وقبل أن ترحل عن الدنيا أوصت إلى أمير المؤمنين علي(ع)
أن يدفنها ليلاً ويشيّعها في الخفاء ويخفي قبرها
إعلاناً منها أنها
استشهدت ...
واغضبت ...
وظُلِمت.
فكانت فاطمة(سلام الله عليها)
ضحيّة أوّل انحراف أنبأ عنه القرآن الكريم:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}
آل عمران: 144
وكانت(سلام الله عليها )
شهيدة ما جرى؛ كما وصفها إمامنا الكاظم(سلام الله عليه ) بحديثه:
«إنّ فاطمة(سلام الله عليها) صدّيقة شهيدة
(الصدّيقة) أي
من جملة الذين أمرنا بالكون معهم ومتابعتهم وملازمتهم وطاعتهم كما قال تعالى:
{وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}.
الصدّيقة:
هي من جملة الذين قال الله تعالى فيهم:
{هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
(شهيدة )
أي أنّها قُتلت قتلاً عمدياً في سبيل الله
وما كان قصر عمرها إلّا دليل على موتها بشكل غير طبيعي
حتّى ذكر العقّاد ـ الذي اُشرب حبّ عمر بن الخطاب ـ ذلك على سبيل الاحتمال حيث قال:
ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يُعرف من وصفه فإن العرب لوصّافون وإن من كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم، فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أغراض الاٌمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب وكل ما يتبين من كلامهم أنّه الجهد والضعف والحزن،
ربّما اجتمع إليها إعياء الولادة في غير موعدها
إن صح
أنّها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله ) كما جاء في بعض الأخبار.
في كفر من ظلمها
واستدل السهيلي بالأحاديث الدالّة على أن فاطمة بضعة رسول الله(ص) على أن شتمها (يوجب الكفر)
جامع العلوم المعروف، (دستور العلماء) 1: 9.
فإذا كان شاتمها كافراً عند علماء السُنّة ،
فما حال من: غصبها حقّها؟
وضربها؟
وأسقط جنينها؟
وكسر ضلعها؟
وصغّر شأنها؟
وأحرق دارها؟
وأدخل الرعب والذُل في منزلها؟
ثمّ يقول في مرض موته:
ليتني لم اُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله واُدخله الرجال!!!!].
بل وقد شتمها في حياته وحياتها يوماً؛
إذ قال لعلي(صلوات الله علبه ) في معرض رده على الأدلّة التي قدمتها فاطمة:
إنّما هو ثعالة شهيدة ذنبه مرب لكلّ فتنة هو
الذي يقول: كرّوها جذعة بعدما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء كأم
طحال أحبّ أهلها إليها البغي ـ
شرح نهج البلاغة16: 214 – 215،
اُم طحال إمرأة فاجرة وقد شبه أبوبكر فاطمة القديسة(س) بها!!
ومثّل الإمام علي(ع) بذنب الثعلب!!.
وهاهو أبو بكر قد شتمها وظلمها.
فاحكموا أيّها المسلمون. . .
المصادر:
ـ تاريخ الطبري 2: 456، ط الأعلمي.
ـ الإمامة والسياسة 1: 30، ط الرضي.
ـ إثبات الوصية للمسعودي: 124.
ـ الملل والنحل للشهرستاني 1 : 57، شرح نهج البلاغة: 14: 193 ، الوافي بالوقيات 6 : 17.
ـ البحار 43: 197 – 198.
ـ كتاب سليم بن قيس تحقيق الأنصاري: 151 – 153.
ـ تأويل مختلف الحديث:
300، شرح نهج البلاغة 16 : 281.
ـ الكافي 1: 458.
ـ فطمة الزهراء والفاطميون للعقاد.
.
ـ تاريخ اليعقوبي 2: 137،
ميزان الاعتدال 2: 215.