المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزة النفس، وعلو الهمة ...


الحوزويه الصغيره
01-05-2012, 07:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد


عزة النفس، وعلو الهمة

معرفة الإنسان بقيمته تستدعي طويلاً من التأمل، كثيراً من التيقظ والانتباه، فقد يسرف به حب الذات فيعطي نفسه أكثر مما تستحق من القيمة، وقد يسف به الصغار فيظلمها أقبح الظلم، وعزة النفس تتطلب من الإنسان شيئين:


1ـ ان يحدد قيمة نفسه تحديداً صحيحاً


2ـ ان يحدد منازل من يتصل بهم من الأصدقاء، وقيمة ما يباشره من الأعمال، فيضع نفسه في موضعها الذي يليق بها بمن يناسبه من الأصدقاء ويباشر ما يليق بشأنه من الأعمال، والتعدي عن ذلك إذلال للنفس وتعريض بكرامتها إلى الانتقاص، وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع): (ان الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه ان يكون ذليلاً )[19] ويقول: " لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه " وسأله الراوي عن معنى إذلاله لنفسه فقال: " يدخل فيما يعتذر منه "[20] .


أما علو الهمة فهو استشراف الإنسان إلى المعالي، ونزوعه إلى الرفعة والسمو.


خلق الإنسان مجبولا على حب السعادة، والحصول على الكمال، ولكن الوصول إلى هذه الغاية دونه عقبات ومصائب، ولذلك فالذين يجتهدون في طلب الكمال قليلون، والذين يصلون إلى الغاية أقل هذا القليل، وعلو الهمة وحده هو الذي يسهل هذه العقبات، ويذلل هذه المصاعب.


أما قاصر الهمة فقد يقعد به العجز عن السعي وقد يرجع إلى الوراء من منتصف الطريق وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع) " ثلاثة يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمة، وقلة الحيلة، وضعف الرأي "[21] .


كثيرون أولئك الذين يفهمون من عزة النفس معنى الكبرياء، ومن علو الهمة معنى العظمة الزائفة، وهي نظرة خاطئة ترسل من غير تدبر، عزة النفس ترفعها عن الدنايا والنقائص، وعلو الهمة هو طموح الإنسان إلى شريف الأعمال والأخلاق، وهما أساسان لرقي الفرد ورقي الأمة.


يقدم الإنسان غيره عند تساوي الحقوق فيسمى مؤثراً، ويتسامح في بعض شؤونه فيكون متواضعاً، ويتغاضى عن جهل الجاهل فيسمى حليماً وهو عزيز النفس عالي الهمة في جميع ذلك، من عزة النفس ان يؤثر في موضع الإيثار، ومن علو الهمة ان يحلم في موضع الحلم، وعلو الهمة أداة ينال بها الإنسان ما لا يناله بالثروة، ويدرك بها ما لا يدرك بالمناصب، المنصب عادية والثروة زائلة، وعلو الهمة ثروة نفسية باقية ما بقى الإنسان، وتظل أنظر إلى من هو فوقك في الكمال، وثق بنفسك قبل المسير، وإذا سرت فضع قدمك يتثبت وانقله بجزم فستجد اللذة عند أول قدم تضعها، وستفوز بعد قليل بالغاية، ستعترضك في الطريق أشباح وأوهام يسميها العامة من الناس مصاعب فلا تعرها التفاتا، ولا تلق لها بالا، فإن السلم لا بد له من المدارج. تقدم ولو خطوة فإنها تمهد سبيل الخطوة الثانية ولا تقف في مسيرك إلا حين يأمرك العقل بالأناة فإن الوقوف تضييع للفرصة وتبذير في الزمن، ولتكن العقبات بعد ذلك ما كانت، فإن العقبات لا تصد الحر عن قصيده، ولا تضعف من إرادته " ومن انتظر بمعالجة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته لأن من شأن الأيام السلب وسبيل الزمن الفوت "[22] .

[19] فروع الكافي الحديث1 باب كراهة التعرض لما لا يطيق.

[20] الحديث5 من الباب المتقدم.

[21] تحف العقول ص77.

[22] تحف العقول ص93.

مما راق لي
تحيتي

نرجس*
01-05-2012, 08:03 PM
طرح قيم ومهم

الله يعطيك العافيه

غاليتي الحوزويه الصغيرة
نورتي المنتدى العام و عودا حميداً
و مشكورة
على الطرح الهادف

جزاك الله خيرا

الحوزويه الصغيره
03-05-2012, 06:19 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم

شرفتم اختي الفاضلة نرجس

واشكركم على طيب المرور والتعقيب

في حفظ الله ورعايته

زخات مطر
03-05-2012, 07:12 PM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
طرح قيم وذو مضمون رائع
بوركتِ

rafedy
03-05-2012, 07:45 PM
اللهم صل وسلم على محمد واله الاطهار

جزاكم الله خير الجزاء

تحياتي
الرافضي

حميد م
03-05-2012, 09:47 PM
دائماً متميز في الانتقاء
سلمت على روعة طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودامت لنا روعة مواضيعك

لكـ خالص التحايا

طالب لافاده
04-05-2012, 12:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد


عزة النفس، وعلو الهمة

معرفة الإنسان بقيمته تستدعي طويلاً من التأمل، كثيراً من التيقظ والانتباه، فقد يسرف به حب الذات فيعطي نفسه أكثر مما تستحق من القيمة، وقد يسف به الصغار فيظلمها أقبح الظلم، وعزة النفس تتطلب من الإنسان شيئين:


1ـ ان يحدد قيمة نفسه تحديداً صحيحاً


2ـ ان يحدد منازل من يتصل بهم من الأصدقاء، وقيمة ما يباشره من الأعمال، فيضع نفسه في موضعها الذي يليق بها بمن يناسبه من الأصدقاء ويباشر ما يليق بشأنه من الأعمال، والتعدي عن ذلك إذلال للنفس وتعريض بكرامتها إلى الانتقاص، وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع): (ان الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه ان يكون ذليلاً )[19] ويقول: " لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه " وسأله الراوي عن معنى إذلاله لنفسه فقال: " يدخل فيما يعتذر منه "[20] .


أما علو الهمة فهو استشراف الإنسان إلى المعالي، ونزوعه إلى الرفعة والسمو.


خلق الإنسان مجبولا على حب السعادة، والحصول على الكمال، ولكن الوصول إلى هذه الغاية دونه عقبات ومصائب، ولذلك فالذين يجتهدون في طلب الكمال قليلون، والذين يصلون إلى الغاية أقل هذا القليل، وعلو الهمة وحده هو الذي يسهل هذه العقبات، ويذلل هذه المصاعب.


أما قاصر الهمة فقد يقعد به العجز عن السعي وقد يرجع إلى الوراء من منتصف الطريق وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع) " ثلاثة يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمة، وقلة الحيلة، وضعف الرأي "[21] .


كثيرون أولئك الذين يفهمون من عزة النفس معنى الكبرياء، ومن علو الهمة معنى العظمة الزائفة، وهي نظرة خاطئة ترسل من غير تدبر، عزة النفس ترفعها عن الدنايا والنقائص، وعلو الهمة هو طموح الإنسان إلى شريف الأعمال والأخلاق، وهما أساسان لرقي الفرد ورقي الأمة.


يقدم الإنسان غيره عند تساوي الحقوق فيسمى مؤثراً، ويتسامح في بعض شؤونه فيكون متواضعاً، ويتغاضى عن جهل الجاهل فيسمى حليماً وهو عزيز النفس عالي الهمة في جميع ذلك، من عزة النفس ان يؤثر في موضع الإيثار، ومن علو الهمة ان يحلم في موضع الحلم، وعلو الهمة أداة ينال بها الإنسان ما لا يناله بالثروة، ويدرك بها ما لا يدرك بالمناصب، المنصب عادية والثروة زائلة، وعلو الهمة ثروة نفسية باقية ما بقى الإنسان، وتظل أنظر إلى من هو فوقك في الكمال، وثق بنفسك قبل المسير، وإذا سرت فضع قدمك يتثبت وانقله بجزم فستجد اللذة عند أول قدم تضعها، وستفوز بعد قليل بالغاية، ستعترضك في الطريق أشباح وأوهام يسميها العامة من الناس مصاعب فلا تعرها التفاتا، ولا تلق لها بالا، فإن السلم لا بد له من المدارج. تقدم ولو خطوة فإنها تمهد سبيل الخطوة الثانية ولا تقف في مسيرك إلا حين يأمرك العقل بالأناة فإن الوقوف تضييع للفرصة وتبذير في الزمن، ولتكن العقبات بعد ذلك ما كانت، فإن العقبات لا تصد الحر عن قصيده، ولا تضعف من إرادته " ومن انتظر بمعالجة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته لأن من شأن الأيام السلب وسبيل الزمن الفوت "[22] .

[19] فروع الكافي الحديث1 باب كراهة التعرض لما لا يطيق.

[20] الحديث5 من الباب المتقدم.

[21] تحف العقول ص77.

[22] تحف العقول ص93.

مما راق لي
تحيتي


الهم صلي على محمد وال محمد جزاك الله حير الجزاء

الحوزويه الصغيره
04-05-2012, 06:29 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم


اشكركم على طيب المرور والتعقيب
تحيتي

طيار عراقي
06-05-2012, 07:32 PM
طرح راقي اختي الفاضله
دمتي ودام عطائكِ
تقبلي مروري المتواضع

وردة الزهراء
06-05-2012, 07:55 PM
موضوع رائع بالفعل...

انا كانت صديقتي متكبرة وتكول هاي عزة نفس ياريتها لو تقره هذا الموضوع وتعرف الحقيقه......

مشكووورة اختي على الموضوع....

طالب لافاده
06-05-2012, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد


عزة النفس، وعلو الهمة

معرفة الإنسان بقيمته تستدعي طويلاً من التأمل، كثيراً من التيقظ والانتباه، فقد يسرف به حب الذات فيعطي نفسه أكثر مما تستحق من القيمة، وقد يسف به الصغار فيظلمها أقبح الظلم، وعزة النفس تتطلب من الإنسان شيئين:


1ـ ان يحدد قيمة نفسه تحديداً صحيحاً


2ـ ان يحدد منازل من يتصل بهم من الأصدقاء، وقيمة ما يباشره من الأعمال، فيضع نفسه في موضعها الذي يليق بها بمن يناسبه من الأصدقاء ويباشر ما يليق بشأنه من الأعمال، والتعدي عن ذلك إذلال للنفس وتعريض بكرامتها إلى الانتقاص، وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع): (ان الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه ان يكون ذليلاً )[19] ويقول: " لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه " وسأله الراوي عن معنى إذلاله لنفسه فقال: " يدخل فيما يعتذر منه "[20] .


أما علو الهمة فهو استشراف الإنسان إلى المعالي، ونزوعه إلى الرفعة والسمو.


خلق الإنسان مجبولا على حب السعادة، والحصول على الكمال، ولكن الوصول إلى هذه الغاية دونه عقبات ومصائب، ولذلك فالذين يجتهدون في طلب الكمال قليلون، والذين يصلون إلى الغاية أقل هذا القليل، وعلو الهمة وحده هو الذي يسهل هذه العقبات، ويذلل هذه المصاعب.


أما قاصر الهمة فقد يقعد به العجز عن السعي وقد يرجع إلى الوراء من منتصف الطريق وفي ذلك يقول الإمام الصادق (ع) " ثلاثة يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمة، وقلة الحيلة، وضعف الرأي "[21] .


كثيرون أولئك الذين يفهمون من عزة النفس معنى الكبرياء، ومن علو الهمة معنى العظمة الزائفة، وهي نظرة خاطئة ترسل من غير تدبر، عزة النفس ترفعها عن الدنايا والنقائص، وعلو الهمة هو طموح الإنسان إلى شريف الأعمال والأخلاق، وهما أساسان لرقي الفرد ورقي الأمة.


يقدم الإنسان غيره عند تساوي الحقوق فيسمى مؤثراً، ويتسامح في بعض شؤونه فيكون متواضعاً، ويتغاضى عن جهل الجاهل فيسمى حليماً وهو عزيز النفس عالي الهمة في جميع ذلك، من عزة النفس ان يؤثر في موضع الإيثار، ومن علو الهمة ان يحلم في موضع الحلم، وعلو الهمة أداة ينال بها الإنسان ما لا يناله بالثروة، ويدرك بها ما لا يدرك بالمناصب، المنصب عادية والثروة زائلة، وعلو الهمة ثروة نفسية باقية ما بقى الإنسان، وتظل أنظر إلى من هو فوقك في الكمال، وثق بنفسك قبل المسير، وإذا سرت فضع قدمك يتثبت وانقله بجزم فستجد اللذة عند أول قدم تضعها، وستفوز بعد قليل بالغاية، ستعترضك في الطريق أشباح وأوهام يسميها العامة من الناس مصاعب فلا تعرها التفاتا، ولا تلق لها بالا، فإن السلم لا بد له من المدارج. تقدم ولو خطوة فإنها تمهد سبيل الخطوة الثانية ولا تقف في مسيرك إلا حين يأمرك العقل بالأناة فإن الوقوف تضييع للفرصة وتبذير في الزمن، ولتكن العقبات بعد ذلك ما كانت، فإن العقبات لا تصد الحر عن قصيده، ولا تضعف من إرادته " ومن انتظر بمعالجة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته لأن من شأن الأيام السلب وسبيل الزمن الفوت "[22] .

[19] فروع الكافي الحديث1 باب كراهة التعرض لما لا يطيق.

[20] الحديث5 من الباب المتقدم.

[21] تحف العقول ص77.

[22] تحف العقول ص93.

مما راق لي
تحيتي


دائماً متميز في الانتقاء
سلمت على روعة طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودامت لناروعة مواضيعك

لكـ خالص التحايا