hawk1968
08-05-2012, 09:58 AM
قال هارون الرشيد لجَعفر بن يحيى البرمكي:
إنّي أُحِبُّ أنْ أسمَعَ كلام المتكلّمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجّون عن بعض ما
يريدون، فأمر جَعفر المتكلّمين فاُحضروا دارَه، وصار هارون في مجلس يسمعُ كلامهم، وأرخى
بينه وبين المتكلِّمين ستراً، فاجتمع المتكلِّمون وغَصَّ المجلس بأهلِه ينتظرون هشام بن الحكم،
فدخل عليهم هشام فسَلَّم على الجميع ولم يخصّ جَعفراً بشيء فقال له رجلٌ من القوم:
لِمَ فَضَّلْتَ عليّاً على أبي بكر والله يقول:
(ثاني اثنين إذْ هُما في الغارِ إذْ يَقولُ لِصاحبهِ لا تحزنْ إنّ الله مَعَنا) ؟
فقال هشام: فأخبرني عن حُزنِه في ذلك الوقت أكانَ لله رضى أم غيررضى؟
ضى؟فسكت، فقال هشام:
إنْ زعَمتَ أنـّه كان لله رضىً فلِمَ نَهاهُ رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال:
(لا تَحزَنْ) أنَهاهُ عن طاعة الله ورضاه؟!
وإنْ زعَمتَ أنـّه كان لله غير رِضى فَلِمَ تَفْتَخِر بشيء كان لله غير رضى؟
وقد علمت ما قد قال الله تبارك وتعالى حين قال:
(فأنزَلَ اللهُ سَكينَتَهُ على رَسُولِهِ وعَلى المُؤمنين)
ولكنّكم قلتم وقلنا وقالت العامّة:
«الجنَّةُ اشتاقَت الى أربَعة نفر الى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) والمقداد بن الأسود وعمّار
بن ياسر وأبي ذرّ الغفاري» فأرى صاحِبَنا قد دخلَ مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتَخَلَّفَ عنها
صاحبكم، فَفَضَّلنا صاحِبَنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة «إنّ الذابِّين عن الاسلام اربعة نفر:
علي بن أبي طالب(عليه السلام)والزبير بن العوّام وأبو دجانة الانصاري وسلمان الفارسي».
فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاءِ في هذه الفضيلة وتخلّف عنها صاحبكم، ففضّلنا صاحبنا على
صاحبك بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامّة:
«إنّ المطّهرين من السماء أربعة نفر:
عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، فأرى صاحِبنا قد
دَخَل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلّف عنها صاحبكم، ففَضَّلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه
الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة:
إنّ الشهداء أربعة نفر:
عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وجَعفر وحمزة بن عبد المطّلب وعبيدة بن الحارث بن عبد
المطّلب، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخَلَّف عنها صاحبكم، فَفَضَّلنا
صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
قال: فَحرَّك هارون الستر وأمر جَعفر الناس بالخروج فخَرجُوا مرعوبين، وخَرَجَ هارون إلى
المجلس فقال:
مَنْ هذا ابن الفاعلة، فوَ اللهِ لقد هَمَمتُ بِقَتلِهِ و إحراقِه بالنار!
المصدر
نقله المجلسي في «البحار»(ج 4 ص 160)
الأربعين في حب أمير المؤمنين (عليه السلام)
تأليف علي أبو معاش
إنّي أُحِبُّ أنْ أسمَعَ كلام المتكلّمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجّون عن بعض ما
يريدون، فأمر جَعفر المتكلّمين فاُحضروا دارَه، وصار هارون في مجلس يسمعُ كلامهم، وأرخى
بينه وبين المتكلِّمين ستراً، فاجتمع المتكلِّمون وغَصَّ المجلس بأهلِه ينتظرون هشام بن الحكم،
فدخل عليهم هشام فسَلَّم على الجميع ولم يخصّ جَعفراً بشيء فقال له رجلٌ من القوم:
لِمَ فَضَّلْتَ عليّاً على أبي بكر والله يقول:
(ثاني اثنين إذْ هُما في الغارِ إذْ يَقولُ لِصاحبهِ لا تحزنْ إنّ الله مَعَنا) ؟
فقال هشام: فأخبرني عن حُزنِه في ذلك الوقت أكانَ لله رضى أم غيررضى؟
ضى؟فسكت، فقال هشام:
إنْ زعَمتَ أنـّه كان لله رضىً فلِمَ نَهاهُ رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال:
(لا تَحزَنْ) أنَهاهُ عن طاعة الله ورضاه؟!
وإنْ زعَمتَ أنـّه كان لله غير رِضى فَلِمَ تَفْتَخِر بشيء كان لله غير رضى؟
وقد علمت ما قد قال الله تبارك وتعالى حين قال:
(فأنزَلَ اللهُ سَكينَتَهُ على رَسُولِهِ وعَلى المُؤمنين)
ولكنّكم قلتم وقلنا وقالت العامّة:
«الجنَّةُ اشتاقَت الى أربَعة نفر الى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) والمقداد بن الأسود وعمّار
بن ياسر وأبي ذرّ الغفاري» فأرى صاحِبَنا قد دخلَ مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتَخَلَّفَ عنها
صاحبكم، فَفَضَّلنا صاحِبَنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة «إنّ الذابِّين عن الاسلام اربعة نفر:
علي بن أبي طالب(عليه السلام)والزبير بن العوّام وأبو دجانة الانصاري وسلمان الفارسي».
فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاءِ في هذه الفضيلة وتخلّف عنها صاحبكم، ففضّلنا صاحبنا على
صاحبك بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامّة:
«إنّ المطّهرين من السماء أربعة نفر:
عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، فأرى صاحِبنا قد
دَخَل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلّف عنها صاحبكم، ففَضَّلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه
الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة:
إنّ الشهداء أربعة نفر:
عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وجَعفر وحمزة بن عبد المطّلب وعبيدة بن الحارث بن عبد
المطّلب، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخَلَّف عنها صاحبكم، فَفَضَّلنا
صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
قال: فَحرَّك هارون الستر وأمر جَعفر الناس بالخروج فخَرجُوا مرعوبين، وخَرَجَ هارون إلى
المجلس فقال:
مَنْ هذا ابن الفاعلة، فوَ اللهِ لقد هَمَمتُ بِقَتلِهِ و إحراقِه بالنار!
المصدر
نقله المجلسي في «البحار»(ج 4 ص 160)
الأربعين في حب أمير المؤمنين (عليه السلام)
تأليف علي أبو معاش