مشاهدة النسخة كاملة : رأيكم بنظرية التفكيك ..!؟
الروح
12-05-2012, 06:29 PM
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاته
سماحة الشيخ أعزكم الله ..
ما رأيُكم بنظرية التفكيك المطروح على الساحة منذ زمن ليس ببعيد وللآن
وهي نظرية طرأت على المجال الديني والعلمي مفادها التفكيك في مجال الفكر الأسلامي
بين النص المقدس وبين ما توصل له العلماء من قراءة النص
فثار البعض لينتقد آراء العلماء ويخضعها للنقد كونها ليست معصومة وان كانت حصيلة معطيات وادوات منطقية
لأن في مجمل الآراء بين عالم وآخر هناك اختلاف
مما يؤكد ان نتاج فكر العلماء للنص متباين مما يعني ان البعض اصاب والبعض لم يُصب
كون الأحكام تبقى ظنّية لم ترقى لمستوى علم المعصوم عليه السلام ..؛
افيدونا أفادكم الله
الشيخ الدر العاملي
28-05-2012, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأزكى الأنام
محمد المصطفى وعليٍّ المرتضى وآلهما الأطهار النُّجبا
واللعنة الدَّائمة المتواترة على ظالمي آل محمد أجمعين
--------- ********* ---------
أختي الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى لي ولكم الثبات على البراءة والولاية
نظرية التفكيك؛ أو: التفكيكية (deconstruction)!!
إذا رجعنا إلى صاحب النظريَّة، ووقفنا على أبعادها، لن نجد فيها أي تفريقٍ بين ما إذا كان النصُّ
مقدَّساً أو غير مقدَّس!! فجميع النُّصوص ـ عندهم ـ يجب أن تخضع للقراءة التفكيكية!!
هذا الإطلاق والتعميم في النظريَّة وضع بعض المسلمين التفكيكيين في حرج كبير!! مما اضطَّرهم
لإجراء تعديلٍ وهميٍّ على النظرية، وذلك بإخراج النص المقدس من دائرتها!!
ولإنْ تمَّ لهم هذا التعديل فلقد استجاروا من الرمضاء بالنار!!
حيثُ إنَّهم قدَّسوا النصَّ القرآنيَّ من جهةٍ، ونزعوا غطاء القداسة عن فهمه من جهة اخرى!!
فالنصُّ الكَتبيُّ واللفظيُّ للقرآن مقدَّسٌ عندهم، أمَّا المعنى المستظهر منه فلا قداسة له!!
ويلزمُ من ذلك ـ مضافاً إلى عدم قداسة النصِّ القرآني، لأنَّ قداسة القرآن من قداسة مدلوله ـ:
أولاً ـ نسبة العبث إلى الله سبحانه وتعالى!! حيثُ إنَّه أنزل قرآناً لا مفهوم ظاهراً له
وأرسل نبيَّاً لا مفهوم ظاهراً لتصريحاته ونصوصه!! مما يتيحُ لكل فردٍ أن يفسِّر النص
وفق أهوائه وأذواقه؛ فتنتفي الغاية من إرسال الأنبياء، وتلزم العبثيَّة والعياذ بالله!!
ثانياً ـ تسفيه جميع عقلاء الدنيا!! لأنَّ سيرة العقلاء ـ منذ وجود العاقل الأول وإلى اليوم ـ قائمةٌ على
المحاورات العرفيَّة في الكلام، والبناء على الظاهر؛ فإذا أسقطنا ظهور الكلام عن اعتباريَّته سفَّهنا
العقلاء كلَّ العقلاء؛ وهو كما ترين!!
ثالثاً ـ مناقضةُ أنفسهم مناقضةً صريحة!! إذ بناءً على ما قرَّروه لا يمكنُ الأخذ بالظاهر من كلامهم
فضلاً عن نصِّه، لأنَّ التفكيكية تؤدي إلى انتفاء اعتبارية الظهورات مطلقاً!!
رابعاً ـ التشكيك، فالتَّفكيك يؤدي إلى التشكيك حيث لا يقين في البين، والتشكيك يؤدي إلى الإنكار!!
تنبيه: نعم؛ إذا أرادوا من التعديل الذي أجروه التالي: أنَّ النصوص القرآنية وفهمها القائم على المنهج
العقلائي والمنطقي لا تنالها يد التفكيك!!
فهذا ما أصَّلت له الحوزة العلميَّة الغرَّاء، وأقل مطلَّلعٍ على سيرة الحوزة العلمية وعلمائها ومصنَّفاتهم
يدركُ هذه الحقيقة بأجلى مظاهرها.
حيثُ يخضعون جميع الظهوارت ـ قرآنيةً وغيرها ـ للقواعد المنطقية والأصوليَّة في فهم الظاهر.
وخلاصة الكلام: إن القائلين بنسبية الحقيقة، أو القبض والبسط، أو الألسنيَّة، أو التفكيكية، ونحوها
من مظاهر التَّرف الفكري، إنَّماأرادوا شيئاً واحداً: وهو الوصول إلى ألغاء الدِّين وإنكاره.
ونلتقي على حبِّ محمد وآل محمد صلوات الله عليهم.. وكتب الدرُّ العاملي.. مجاوراً لمليكته المعصومة (صلوات الله عليها)
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024