امير الرافدين البصراوي
20-08-2006, 07:34 AM
روى هبة الله بن أبي منصور الموصلي أنّه كان بديار ربيعة كاتب نصرانيّ وكان من اهل كفر توثا ـ قرية كبيرة من أعمال الجزيرة ـ يسمى يوسف بن يعقوب وكان بينه وبين والدي صداقة، قال: فوافى، فنزل عند والدي، فقال له: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال: دعيت إلى حضرة المتوكل ولا أدري ما يراد منـّي إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار، وقد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) معي، فقال له والدي: قد وفقت في هذا .
قال: وخرج الى حضرة المتوكل وانصرف الينا بعد أيامٍ قلائل فرحاً مستبشراً، فقال له والدي حدّ ثني حديثك، قال: صرت الى (سرّمن رأى) وما دخلتها قط، فنزلت في دارٍ وقلت أحبّ أن أوصل المائة الى ابن الرضا (عليه السلام) قبل مصيري الى باب المتوكل وقبل ان يعرف أحد قدومي، قال: فعرفت أنّ المتوكل قد منعه من الركوب وأنه ملازم لداره فقلت: كيف أصنع؟ رجل نصرانيّ يسأل عن دار ابن الرضا لا آمن ان يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما احاذره.
قال: ففكرت ساعة في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد ولا أمنعه من حيث يذهب لعلّي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل احداً، قال: فجعلت الدنانير في قرطاسٍ وجعلتها في كمّي وركبت، فكان الحمار يتخرّق الشوارع والاسواق يمرّ حيث يشاء الى أن صرت الى باب دارٍ فوقف الحمار، فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام:سل لمن هذه الدّارَ، فقيل: هذه دار إبن الرضا! فقلت: الله اكبر دلالة والله مقنعه.
قال: وإذا خادم أسود قد خرج، فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم. قال: إنزل. فنزلت، فاقعدني في الدّهليز. فدخل فقلت في نفسي : هذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الغلام اسمي وليس في هذا البلد من يعرفني ولادخلته قط .
قال : فخرج الخادم فقال: مائة دينار التي في كمّك في القرطاس هاتها! فناولته إيّاها، قلت: وهذه ثالثة. ثّم رجع إليّ وقال: أدخل. فدخلت اليه وهو في مجلسه وحده، فقال: يايوسف ما بان لك؟ فقـلـت يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى، فقال: هيهات انك لاتسلم ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شيعتنا، يايوسف إنّ أقوامًا يزعمون أنّ ولايتنا لا تنفع أمثالكم، كذبوا والله إنها لتنفع امثالك! إمضِ فيما وافيت له فإنك سترى ما تحب، قال: فمضيت الى باب المتوكّل فقلت كلّ ما أردت فانصرفت.
قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد هذا ـ يعني بعد موت والده ـ والله وهو مسلم حسن التشيّع، فاخبرني أنّ أباه مات على النصرانيّة وأنـّه أسلم بعد موت أبيه، وكان يقول: أنا بشارة مولاي(عليه السلام).
__________________
اللهم إرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم
قال: وخرج الى حضرة المتوكل وانصرف الينا بعد أيامٍ قلائل فرحاً مستبشراً، فقال له والدي حدّ ثني حديثك، قال: صرت الى (سرّمن رأى) وما دخلتها قط، فنزلت في دارٍ وقلت أحبّ أن أوصل المائة الى ابن الرضا (عليه السلام) قبل مصيري الى باب المتوكل وقبل ان يعرف أحد قدومي، قال: فعرفت أنّ المتوكل قد منعه من الركوب وأنه ملازم لداره فقلت: كيف أصنع؟ رجل نصرانيّ يسأل عن دار ابن الرضا لا آمن ان يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما احاذره.
قال: ففكرت ساعة في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد ولا أمنعه من حيث يذهب لعلّي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل احداً، قال: فجعلت الدنانير في قرطاسٍ وجعلتها في كمّي وركبت، فكان الحمار يتخرّق الشوارع والاسواق يمرّ حيث يشاء الى أن صرت الى باب دارٍ فوقف الحمار، فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام:سل لمن هذه الدّارَ، فقيل: هذه دار إبن الرضا! فقلت: الله اكبر دلالة والله مقنعه.
قال: وإذا خادم أسود قد خرج، فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم. قال: إنزل. فنزلت، فاقعدني في الدّهليز. فدخل فقلت في نفسي : هذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الغلام اسمي وليس في هذا البلد من يعرفني ولادخلته قط .
قال : فخرج الخادم فقال: مائة دينار التي في كمّك في القرطاس هاتها! فناولته إيّاها، قلت: وهذه ثالثة. ثّم رجع إليّ وقال: أدخل. فدخلت اليه وهو في مجلسه وحده، فقال: يايوسف ما بان لك؟ فقـلـت يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى، فقال: هيهات انك لاتسلم ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شيعتنا، يايوسف إنّ أقوامًا يزعمون أنّ ولايتنا لا تنفع أمثالكم، كذبوا والله إنها لتنفع امثالك! إمضِ فيما وافيت له فإنك سترى ما تحب، قال: فمضيت الى باب المتوكّل فقلت كلّ ما أردت فانصرفت.
قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد هذا ـ يعني بعد موت والده ـ والله وهو مسلم حسن التشيّع، فاخبرني أنّ أباه مات على النصرانيّة وأنـّه أسلم بعد موت أبيه، وكان يقول: أنا بشارة مولاي(عليه السلام).
__________________
اللهم إرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم