المؤرخ
17-05-2012, 03:17 PM
بقلم
حسين العجرشي
لا اعلم لم اختارني القدر ان امثله في هذه المعاناة ...
ان القلم ثائر علي ويأبى الكتابة والحبر لا يستمر بنزوله حتى صرت اكتب كلمات غير كاملة والريح تهدء في كل زاوية من الغرفة الا على مكتبي تحاول ان تزعزع الاوراق الممزقة التي اكتب عليها معاناة ذلك الطائر المسكين الذي وجدته على الساحل وهو في اخر انفاسه فاخبرني قائلا : ارجوك دعني اموت فقد حققت حلمي اخيرا لقد عشت معها بضع ثوان وهذا كل ما اردته ... فقلت له اخبرني ما قصتك ... فقال .. عشت بدايتي وحيدا بعدما خرجا ابوي للصيد وبقيت وحيدا في عشي انتظرهما طويلا فلم يعودا فاحسست بجوع شديد فخرجت ابحث عن شئ اكله فسقطت من اعلى الغصن الى احد اعشاش الطيور فاخذا يطعماني من طعامهما حتى كبرت وبدأت اطير واصبحت قويا يوما بعد يوم وفي كل صباح كنت انتظر شروق الشمس حتى اتسابق مع شعاعها فكنت اهزمه مرة ويهزمني مرات وانا بين كل حين وحين اختطف الى شجرة كبيرة في وسط الغابة أتأمل الجمال واحس ان شئ كان يناصفني شئ احتاجه ويحتاجني شئ يمحوني ويوجدني شئ اموت من اجله فاقف ساعات وساعات ثم احلق مرة اخرى لاراقب انحاء الغابة التي اسكنها وكنت على الدوام اذهب الى احد الشلالات الكبيرة حيث الماء الصافي المتشبع بذرات الهواء الذي يسقط من ارتفاع شاهق ثم يهدأ الى البحيرة قرمزية تشاهد الاحجار في قاعها وكانت الاسماك تقفز في كل مكان بالوانها الزاهية فكنت انظر الى تلك ثم الى اخرى فكانت كلها مؤثرة في تلك البحيرة لكن كانت من بينهن سمكة مميزة بشكلها ومرحها وطاقتها وعنفوانها وغرورها وجمال عينيها الكبيرتين كنت الاحقها بنظري دوما فاحببت ان اراها كل يوم وبعد يوم حتى اعتدت ان انتظرها واجتهد في الانتظار فقط لاستمتع بالنظر اليها وكم كنت اتمنى ان اكلمها يوما فان في داخلي اشياء اردت ان تسمعها وبينما انا بين هذه اللحظات المميزة فاذا بنسر غريب اقترب من الشلال وكانه كان متفقا مع القدر ان يمزق بمخالبه العتيقة كل سعادتي وامام عيني حتى انقض وبكل سرعته على سمكتي وراح يخرجها فقاومت ولكن كيف تقاوم السمكة الرقيقة ظلم النسور وراح محلقا عاليا فنفضت الغبار عن اجنحتي وطرت محلقا اطارده حتى وصلت اليه بثوان واجهزت عليه .صرت اقاتل بكل ما اوتيت من قوة عن سعادتي المرسومة في عينيها فأفلتها وسقطت الى الماء وذهب هاربا فاقتربت من الماء لاعرف ما اصابها فلم اراها فغابت عني اياما وانا في كل يوم اقف في نفس المكان واتمنى رؤيتها فاراى كل السمك الا هي واصبحت افتقدها وفي احد لحظات الانتظار المؤلمة واذا بها اشرقت بكل جمالها وعنفوانها وتغير لون الحياة بعيني وعادت الروح الى اطرافي فطرت ولم احس بجناحي واقتربت من سطح الماء لمعرفة ما اصابها واذا بها هي تقترب ايضا ولم استطع النطق فتكلمت هي وشكرتني عما فعلته وسالتها عن جراحاتها فاخبرتني انها شفيت فاخبرتها كم افتقدتها وكم كنت انتظر لحظة لقائها فتبسمت وقالت سوف تراني كل يوم في نفس المكان حتى صرنا نقضي اليوم باسره سوية قريبا من السطح وكنت ارى فيها اشيائي الضائعة ونقوصاتي الكثيرة وبهجتي المسلوبة وشفاء جراحاتي حيث كانت جراحاتي تضاهي جراحاتها فالايام تجرح اكثر من مخالب النسور لكنها بدات تشفيني فصرت لا استطيع ان افارقها وكنت اراها امامي في كل الوجوه وبدء قلبي يشتاقها وهي قربي وفي داخله الم حيث كان يعلم انه مفارقها يوما ما ومرضنا سوية وزاد مرضنا حتى وصلت حالتي الى الهذيان وصعبت حالتي وقاربت من الموت فقررت ان ادخل الماء لاعيش معها حتى ولو للحظات محدودة فتعاهدنا على اللقاء وطرت الى اعلى نقطة استطيع بلوغها وتعانقت مع الهواء وابلغته بذهابي اليها وتركت نفسي اسقط من عالمي وهوائي واتذكر كل اللحظات التي امضيناها حتى رايت البحيرة تفتح ذراعيها لتستقبلني ودخلت عالمها حتى سكن كل شئ من حولنا لينظر الى اللقاء الفريد حيث الطائر والسمكة يتعانقان ويقبلان بعضهما البعض وهي تتوسله ان يغادر عالمها الميت وهو يبتسم مودعا لها ...
فاغمي علي وبدات تسحبني الى الساحل وها انا بين يديك انتظر الموت فسألني: وحبيبتك اين هي ... اخرجتني وابت الرجوع فماتت على السطح ... ومات الطائر المسكين بين يدي وهو ينظر اليها
حسين العجرشي
لا اعلم لم اختارني القدر ان امثله في هذه المعاناة ...
ان القلم ثائر علي ويأبى الكتابة والحبر لا يستمر بنزوله حتى صرت اكتب كلمات غير كاملة والريح تهدء في كل زاوية من الغرفة الا على مكتبي تحاول ان تزعزع الاوراق الممزقة التي اكتب عليها معاناة ذلك الطائر المسكين الذي وجدته على الساحل وهو في اخر انفاسه فاخبرني قائلا : ارجوك دعني اموت فقد حققت حلمي اخيرا لقد عشت معها بضع ثوان وهذا كل ما اردته ... فقلت له اخبرني ما قصتك ... فقال .. عشت بدايتي وحيدا بعدما خرجا ابوي للصيد وبقيت وحيدا في عشي انتظرهما طويلا فلم يعودا فاحسست بجوع شديد فخرجت ابحث عن شئ اكله فسقطت من اعلى الغصن الى احد اعشاش الطيور فاخذا يطعماني من طعامهما حتى كبرت وبدأت اطير واصبحت قويا يوما بعد يوم وفي كل صباح كنت انتظر شروق الشمس حتى اتسابق مع شعاعها فكنت اهزمه مرة ويهزمني مرات وانا بين كل حين وحين اختطف الى شجرة كبيرة في وسط الغابة أتأمل الجمال واحس ان شئ كان يناصفني شئ احتاجه ويحتاجني شئ يمحوني ويوجدني شئ اموت من اجله فاقف ساعات وساعات ثم احلق مرة اخرى لاراقب انحاء الغابة التي اسكنها وكنت على الدوام اذهب الى احد الشلالات الكبيرة حيث الماء الصافي المتشبع بذرات الهواء الذي يسقط من ارتفاع شاهق ثم يهدأ الى البحيرة قرمزية تشاهد الاحجار في قاعها وكانت الاسماك تقفز في كل مكان بالوانها الزاهية فكنت انظر الى تلك ثم الى اخرى فكانت كلها مؤثرة في تلك البحيرة لكن كانت من بينهن سمكة مميزة بشكلها ومرحها وطاقتها وعنفوانها وغرورها وجمال عينيها الكبيرتين كنت الاحقها بنظري دوما فاحببت ان اراها كل يوم وبعد يوم حتى اعتدت ان انتظرها واجتهد في الانتظار فقط لاستمتع بالنظر اليها وكم كنت اتمنى ان اكلمها يوما فان في داخلي اشياء اردت ان تسمعها وبينما انا بين هذه اللحظات المميزة فاذا بنسر غريب اقترب من الشلال وكانه كان متفقا مع القدر ان يمزق بمخالبه العتيقة كل سعادتي وامام عيني حتى انقض وبكل سرعته على سمكتي وراح يخرجها فقاومت ولكن كيف تقاوم السمكة الرقيقة ظلم النسور وراح محلقا عاليا فنفضت الغبار عن اجنحتي وطرت محلقا اطارده حتى وصلت اليه بثوان واجهزت عليه .صرت اقاتل بكل ما اوتيت من قوة عن سعادتي المرسومة في عينيها فأفلتها وسقطت الى الماء وذهب هاربا فاقتربت من الماء لاعرف ما اصابها فلم اراها فغابت عني اياما وانا في كل يوم اقف في نفس المكان واتمنى رؤيتها فاراى كل السمك الا هي واصبحت افتقدها وفي احد لحظات الانتظار المؤلمة واذا بها اشرقت بكل جمالها وعنفوانها وتغير لون الحياة بعيني وعادت الروح الى اطرافي فطرت ولم احس بجناحي واقتربت من سطح الماء لمعرفة ما اصابها واذا بها هي تقترب ايضا ولم استطع النطق فتكلمت هي وشكرتني عما فعلته وسالتها عن جراحاتها فاخبرتني انها شفيت فاخبرتها كم افتقدتها وكم كنت انتظر لحظة لقائها فتبسمت وقالت سوف تراني كل يوم في نفس المكان حتى صرنا نقضي اليوم باسره سوية قريبا من السطح وكنت ارى فيها اشيائي الضائعة ونقوصاتي الكثيرة وبهجتي المسلوبة وشفاء جراحاتي حيث كانت جراحاتي تضاهي جراحاتها فالايام تجرح اكثر من مخالب النسور لكنها بدات تشفيني فصرت لا استطيع ان افارقها وكنت اراها امامي في كل الوجوه وبدء قلبي يشتاقها وهي قربي وفي داخله الم حيث كان يعلم انه مفارقها يوما ما ومرضنا سوية وزاد مرضنا حتى وصلت حالتي الى الهذيان وصعبت حالتي وقاربت من الموت فقررت ان ادخل الماء لاعيش معها حتى ولو للحظات محدودة فتعاهدنا على اللقاء وطرت الى اعلى نقطة استطيع بلوغها وتعانقت مع الهواء وابلغته بذهابي اليها وتركت نفسي اسقط من عالمي وهوائي واتذكر كل اللحظات التي امضيناها حتى رايت البحيرة تفتح ذراعيها لتستقبلني ودخلت عالمها حتى سكن كل شئ من حولنا لينظر الى اللقاء الفريد حيث الطائر والسمكة يتعانقان ويقبلان بعضهما البعض وهي تتوسله ان يغادر عالمها الميت وهو يبتسم مودعا لها ...
فاغمي علي وبدات تسحبني الى الساحل وها انا بين يديك انتظر الموت فسألني: وحبيبتك اين هي ... اخرجتني وابت الرجوع فماتت على السطح ... ومات الطائر المسكين بين يدي وهو ينظر اليها