خادمة فاطمة
18-05-2012, 10:02 PM
وقال أحمد بن إسحاق:
(كتبت إلى أبي الحسن، عليّ بن محمدٍ العسكري (اي الأمام علي الهادي سلام الله عليه )
أسأله عن الرؤية - أي إمكان رؤية الله عزّ وجلّ عن ذلك - وما فيه الخلق؟
فكتب: لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئيّ هواء ينفذه البصر. فمتى انقطع الهواء، وعدم الضيّاء، لم تصحّ الرؤية. وفي جواب اتّصال الضّياءين:
الرائي والمرئيّ، وجوب الاشتباه.
والله تعالى منزّه عن الاشتباه، فثبت أنه لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار، لأنّ الأسباب لابدّ من اتّصالها بالمسبّبات)
وورد عنه (عليه السلام)، بلفظ
(..لا يجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئيّ هواء ينفذه البصر. فإذا انقطع الهواء وعدم الضيّاء بين الرائي والمرئيّ لم تصحّ الرؤية وكان في ذلك الاشتباه، لأنّ الرائي متى ساوى المرئيّ في السبب الموجب بينهما في الرؤية، وجب الاشتباه وكان في ذلك التشبيه، لأنّ الأسباب لابدّ من اتّصالها بالمسبّبات)
فمن لقّنك الفيزياء وعلم الطبيعة يا سيّدي
وقد كنت بين الجواري في طفولتك، ورهن الرقابة والقيود في يفاعك
، وحبيس السجون والسدود منذ مطلع فتوّتك وشبابك؟!.
من علّمك هذا وأنت في مرصدٍ من العيون المتفتّحة عليك والأنياب المكشرة التي لو أتيح لها لنهشت لحمك وعرّقت عظمك منذ بزوغ نجمك حتى تدرّجك نحو الكهولة؟!.
قد علّمك ذلك ملهم العلوم كلّها لجدّك أمير المؤمنين، باب مدينة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،
ولجدّك الإمام الصادق ولسائر أبائك من قبله ومن بعده عليهم الصلاة والسلام.
. فأنتم ذريّة أولها كآخرها، وصغيرها ككبيرها، يدور العلم على ألسنتكم كما يدور الخاتم في الخنصر
، وتتدفّق الحكمة من ألسنتكم والرحمة من قلوبكم كما يتدفّق الماء الزّلال من النبع الثّرّار!.
ولقد كان الأحرى بمن نازعوكم حقّكم وأزاحوكم عن مراتبكم، أن يستفيدوا من علمكم وحكمتكم بعد أن ألقيتم دنياهم في نحورهم وعكفتم على نشر الدّين وإعلاء أوامر الدّيان.
فسبحان من علّمكم علم ما كان وعلم ما بقي، ووهبكم الفضل كلّه، والرحمة كلّها فعملتم على إنقاذ النّاس من ظلمات الجهل والضلال،
ودللتموهم أن الخالق تبارك وتعالى قد احتجب عن خلقه، وعزّ عن أن يتصوّر في الأوهام، أو أن يتخيّل في القلوب والبصائر، فضلاّ عن أن يرى بالأبصار!.
قد تنزّه عن التجسيم،
وسما عن الرؤية بالعيون،
ولم يكن محدوداً بحدّ ولا مشبهاً لندٍّ،
بل هو الحيّ القيّوم الذي (لاّ تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)
وإنه لو أدركه بصر لنزل عن مرتبة الألوهيّة،
ولزالت عنه هالة الرّبوبيّة، ولشبّهناه ووصفناه.
. ولصار - إذاً - محدوداً يفوت علمه ما كان خارج حدوده ومكان وجوده.. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
الاحتجاج: ج 2 ص 449 - 450.
- توحيد الصدوق: ص 66.
(كتبت إلى أبي الحسن، عليّ بن محمدٍ العسكري (اي الأمام علي الهادي سلام الله عليه )
أسأله عن الرؤية - أي إمكان رؤية الله عزّ وجلّ عن ذلك - وما فيه الخلق؟
فكتب: لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئيّ هواء ينفذه البصر. فمتى انقطع الهواء، وعدم الضيّاء، لم تصحّ الرؤية. وفي جواب اتّصال الضّياءين:
الرائي والمرئيّ، وجوب الاشتباه.
والله تعالى منزّه عن الاشتباه، فثبت أنه لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار، لأنّ الأسباب لابدّ من اتّصالها بالمسبّبات)
وورد عنه (عليه السلام)، بلفظ
(..لا يجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئيّ هواء ينفذه البصر. فإذا انقطع الهواء وعدم الضيّاء بين الرائي والمرئيّ لم تصحّ الرؤية وكان في ذلك الاشتباه، لأنّ الرائي متى ساوى المرئيّ في السبب الموجب بينهما في الرؤية، وجب الاشتباه وكان في ذلك التشبيه، لأنّ الأسباب لابدّ من اتّصالها بالمسبّبات)
فمن لقّنك الفيزياء وعلم الطبيعة يا سيّدي
وقد كنت بين الجواري في طفولتك، ورهن الرقابة والقيود في يفاعك
، وحبيس السجون والسدود منذ مطلع فتوّتك وشبابك؟!.
من علّمك هذا وأنت في مرصدٍ من العيون المتفتّحة عليك والأنياب المكشرة التي لو أتيح لها لنهشت لحمك وعرّقت عظمك منذ بزوغ نجمك حتى تدرّجك نحو الكهولة؟!.
قد علّمك ذلك ملهم العلوم كلّها لجدّك أمير المؤمنين، باب مدينة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،
ولجدّك الإمام الصادق ولسائر أبائك من قبله ومن بعده عليهم الصلاة والسلام.
. فأنتم ذريّة أولها كآخرها، وصغيرها ككبيرها، يدور العلم على ألسنتكم كما يدور الخاتم في الخنصر
، وتتدفّق الحكمة من ألسنتكم والرحمة من قلوبكم كما يتدفّق الماء الزّلال من النبع الثّرّار!.
ولقد كان الأحرى بمن نازعوكم حقّكم وأزاحوكم عن مراتبكم، أن يستفيدوا من علمكم وحكمتكم بعد أن ألقيتم دنياهم في نحورهم وعكفتم على نشر الدّين وإعلاء أوامر الدّيان.
فسبحان من علّمكم علم ما كان وعلم ما بقي، ووهبكم الفضل كلّه، والرحمة كلّها فعملتم على إنقاذ النّاس من ظلمات الجهل والضلال،
ودللتموهم أن الخالق تبارك وتعالى قد احتجب عن خلقه، وعزّ عن أن يتصوّر في الأوهام، أو أن يتخيّل في القلوب والبصائر، فضلاّ عن أن يرى بالأبصار!.
قد تنزّه عن التجسيم،
وسما عن الرؤية بالعيون،
ولم يكن محدوداً بحدّ ولا مشبهاً لندٍّ،
بل هو الحيّ القيّوم الذي (لاّ تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)
وإنه لو أدركه بصر لنزل عن مرتبة الألوهيّة،
ولزالت عنه هالة الرّبوبيّة، ولشبّهناه ووصفناه.
. ولصار - إذاً - محدوداً يفوت علمه ما كان خارج حدوده ومكان وجوده.. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
الاحتجاج: ج 2 ص 449 - 450.
- توحيد الصدوق: ص 66.