امين5
19-05-2012, 02:57 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
اقصوصة : لبيك يا حسين \ امين
كانت منهمكة في عالمها ... عالم الريشة و المداد ... وكتابة اللوحات حسب الطلب ... تلك بضاعتها في هذا المعرض الذي يقام سنويا في مدينتها الساحلية
" معرض التحف والابداع الفني "
للمرة الثانية على التوالي كانت مشاركتها ... لم تكن لوحدها ... بل بمشاركة اخيها الذي يكبرها بخمس سنوات.
لقد تقاسما المهمة ... فبينما اعتمدت هي على موهبتها في فن الخط ، فقد تكفل اخوها بتجهيز اللوحات و الاقلام القصبية و الحبر والاطارات الزجاجية وبذلك يكمل احدهما الآخر ...
_ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
_ و عليكم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
_ ما شاء الله يا بنيتي ... لوحات رائعة ....
قالها و هو يتفحص لوحات كتبت بعضها بخط كوفي جميل والبعض الآخر بخط اندلسي بديع
" الله اكبر ولله الحمد "
" سبحان الله والحمد لله "
لوحات على بساطتها لكنها تبرز ان وراءها يدا مبدعة ...
_ يبدوا انك تتمتعين بحس ابداعي رائع يا سيدتي ...
شعرت ان الذي يقف امامها زبونا يعرف قيمة الفن الذي تخصصت فيه منذ ان كانت طفلة لم تتجاوز العشر سنوات ...المعلمة ، اصدقاء الدراسة ، العائلة ... كلهم اجمعوا انها موهوبة ...
وضعت سلاحها ، الريشة القصبية في المحبرة ورفعت راسها تطالع في وجه هذا الذي مدح و اطنب في المديح ..
.
نظر اليها ، نظرت اليه ...ابتسمت ابتسامة طفولية في وجهه وتمتمت بكلمات لم يتبين للشيخ معظمها الا انه فهم منها انها تشكره على اطراءه و اعجابه بما تسطره يداها...
لم يكن الشيخ بمفرده بل كان يصطحب زوجته و ابنه الشاب " حسينا "و ابنته زينب التي اصرت على ابيها زيارة هذا المعرض لاقتناء بعض التحف الفنية لتزين بها بيتها الجديد الذي ستنتقل اليه هاته الصائفة ...نعم انها على ابواب الانتقال من مرحلة العزوبية الى مرحلة الزواج ... هكذا جرت العادة ... الجهاز لا بد ان يضم في ما يضم التحف و اطقم الزينة .
_ انظري يا بنيتي اني اريدك ان تخطي لي على هاته اللوحة
" بسم الله الرحمان الرحيم "
واكتبي على الثانية
" لا الاه الا الله محمد رسول الله "
قالها وهو يناولها لوحتين من تلك التي كان الاخ قد جهز الكثير منها لتوضع داخل اطار باللوري بعد كتابتها الجمل او الآيات القرءانية التي يطلبها زبائنها ...
_ سمعا وطاعة يا حاج ...
في دقائق كانت اللوحتين جاهزتين ...
_ بارك الله فيك يا بنيتي ....انهما آية في الروعة و الجمال...اكتبي لي على هاته
" اللهم صل على محمد وآل محمد "
_ ما رايك سيدي ان اضيف اليه
" وصحبه و سلم "
_ جميل بنيتي ما تفضلت به ... لكني اريد ان اتقيد بالماثور عن الرسول صلى الله علي واله ...
_ كما تريد سيدي ...قالتها و قد بدات الهواجس تلح على تفكيرها ...
لماذا هذا الاصرار على هكذا صيغة ؟؟؟ ثم لماذا عندما ذكر النبي صلى عليه بغير الصيغة التي تعودت عليها ؟؟؟
هل يا ترى الذي امامها من اؤلائك الذين تنعتهم المدرسة التي تتعلم على يديها القرءان الكريم بالروافض ؟؟؟
لا... لا ... الروافض كما قالت لهم المعلمة لا يعترفون بنبوة محمد ... اما هذا الشيخ فقد طلب منها كتابة
" لا الاه الا الله محمد رسول الله "
اكملت الكتابة ، قدمتها اليه و هي تتمنى ان يكتفي باللوحات الثلاث ... فمن يدري ما سيطلبه لا حقا ؟؟؟
تفحص الشيخ مليا ... التفت الى ابنته زينب ..
.
_ ما رايك يا زينب ؟ هل اعجبتك اللوحات ؟؟؟
_ نعم يا ابي العزيز ... انها جميلة جدا ...سأضع الاولى في الصالة الكبرى ... والثانية في بيت الجلوس ... اما الثالثة فستكون في البهو ...
_ اضن انك اكتفيت ...
_ عفوا يا ابي ...لو اضفنا اليهم لوحة رابعة ...
_ حسنا بنيتي اترك لك اختيار النص الذي تودينه ...
_ نعم يا عزيزي ...ساختار شعارا طالما رددته بيني وبين نفسي ...
" لبيك يا حسين "
قالتها زينب بصوت واضح و مسموع مما جعل الفتاة الفنانة ترتجف من هول ما سمعت ...ماذا ؟؟؟ هذا آخر المطاف ؟؟؟ما هذا الابتلاء ؟؟؟
هل لاجل دنانير معدودة ستبيع دينها؟؟؟
كيف تكتب كلمة شركية لا بل وتتفنن في اخراجها في اجمل ما يكون ... لقد تاكدت الان ...ان العائلة التي امامها روااافض ...
انها في وضع لا تحسد عليه...لا بد من المناورة ...
_ لو سمحت اختي الكريمة ... لم اسمعك جيدا ...
_ اكتبي لي على هذه
" لبيك يا حسين "
احست بالدم يغلي في عروقها ...
_ لا ... لا اقدر
_ لماذا اخيتي لا تقدرين ؟
_ لا اقدر ...اني اشعر بصداع في راسي ...
انطلق صوتا جهوريا من ورائها ...
_ اكتبي لها ما تريد... نحن هنا لتلبية جميع الطلبات...
كان هذا الصوت صوت اخوها الذي كان يرقب المشهد من بعيد ..
.
يا للورطة ... ان اخاها لا يعيي ما يحدث ... فهو ليس مثلها ... هو بالكاد يصلي الفرائض المكتوبة ... ليس له ادنى اطلاع على المسائل الدينية ... ثم انه في مقام والدها ...انها لم تتعود مناقشته ...لكن... الامر مختلفا هذه المرة ...
_ لكن ... يا اخي ...
_ من غير لكن ... نفذي طلب زبائننا الكرام ...نحن دورنا تنفيذ ما يطلب منا ... ثم لا شك انهم سيكونوا كرمااء جدا معنا ...
اخذت الريشة و غمستها في الحبر ...لكن ... يدها تسمرت في مكانها ... لم تستطع رفعها من المحبرة ....
_ ما بك يا فاطمة ؟؟؟ ما الذي طرا عليك ؟؟؟ لماذا تسمرت ؟
_ لا ادري يا اخي ... لا استطيع ...
زجرها بشدة ....لا تستطيعين .... كيف لا تستطعين ؟؟؟
هل شلت يدك ؟؟؟
انفجرت فاطمة باكية ... لقد وقعت في موقف لم تتصوره ابدا ...
تحرجت العائلة وتمنى الاب لو لم تطلب زينب هكذا طلب ... شعر انه تسبب في احراج فاطمة ...فاطمة اسمها على اسم والدة الحسين ..
يا الله، يا الله ، يا االله...
في تلك اللحظة يتقدم حسينا نحو فاطمة ...
_ هل تسمحين ايتها الاخت ان ابين لك شيئا ...
_ تفضل ...
_ هل تضنين يا اخت اننا نقصد ب "لبيك يا حسين " اننا نقولها في قبال " لبيك اللهم لبيك " كما في الحج ؟؟؟
لا يا اختي الكريمة ... اننا نقولها لان الحسين عليه السلام سبط الرسول ، ابن فاطمة الزهراء وسيد شباب اهل الجنة ، نادى منذ اربعة عشرة قرن في صحراء قاحلة ، تسمى كربلاء وقد اطبق عليه الاعداء من كل الجهات هو وسبعين من خيرة اصحابه من بينهم سبعة عشرة من خيرة اهل بيته ...صاح :
"هل من ناصر ينصرني "
فلم يجبه احد ... ونحن الآن في هذا الزمن البعيد نقول له :
" لبيك يا حسين"
اي ان لم نكن معك سيدي في ذلك الحين ،ولم يقدرلنا نصرك وقتها فاننا اليوم جاهزون لنصرة ما استشهدت من اجله... اننا اليوم نعاهدك على اننكون على نهجك ...
قال حسينا تلك الكلمات و انسحب الى الخلف مكفكفا دموعه التي غالبته ....
اما فاطمة ... فقد علا صوتها بالبكاء والنحيب ....بكت كما لم تبك من قبل ...وكلما هدات الا و صاحت : يا الاهي لم اكن اعلم ...لم اكن اعلم ...وتنخرط في بكاء مر من جديد ......
اخوكم امين
للقصة بقية ...عليكم ان تشحذوا اقلامكم احبتي و تكملوها كما تتصورونها ...
اللهم صل على محمد و آل محمد
اقصوصة : لبيك يا حسين \ امين
كانت منهمكة في عالمها ... عالم الريشة و المداد ... وكتابة اللوحات حسب الطلب ... تلك بضاعتها في هذا المعرض الذي يقام سنويا في مدينتها الساحلية
" معرض التحف والابداع الفني "
للمرة الثانية على التوالي كانت مشاركتها ... لم تكن لوحدها ... بل بمشاركة اخيها الذي يكبرها بخمس سنوات.
لقد تقاسما المهمة ... فبينما اعتمدت هي على موهبتها في فن الخط ، فقد تكفل اخوها بتجهيز اللوحات و الاقلام القصبية و الحبر والاطارات الزجاجية وبذلك يكمل احدهما الآخر ...
_ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
_ و عليكم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
_ ما شاء الله يا بنيتي ... لوحات رائعة ....
قالها و هو يتفحص لوحات كتبت بعضها بخط كوفي جميل والبعض الآخر بخط اندلسي بديع
" الله اكبر ولله الحمد "
" سبحان الله والحمد لله "
لوحات على بساطتها لكنها تبرز ان وراءها يدا مبدعة ...
_ يبدوا انك تتمتعين بحس ابداعي رائع يا سيدتي ...
شعرت ان الذي يقف امامها زبونا يعرف قيمة الفن الذي تخصصت فيه منذ ان كانت طفلة لم تتجاوز العشر سنوات ...المعلمة ، اصدقاء الدراسة ، العائلة ... كلهم اجمعوا انها موهوبة ...
وضعت سلاحها ، الريشة القصبية في المحبرة ورفعت راسها تطالع في وجه هذا الذي مدح و اطنب في المديح ..
.
نظر اليها ، نظرت اليه ...ابتسمت ابتسامة طفولية في وجهه وتمتمت بكلمات لم يتبين للشيخ معظمها الا انه فهم منها انها تشكره على اطراءه و اعجابه بما تسطره يداها...
لم يكن الشيخ بمفرده بل كان يصطحب زوجته و ابنه الشاب " حسينا "و ابنته زينب التي اصرت على ابيها زيارة هذا المعرض لاقتناء بعض التحف الفنية لتزين بها بيتها الجديد الذي ستنتقل اليه هاته الصائفة ...نعم انها على ابواب الانتقال من مرحلة العزوبية الى مرحلة الزواج ... هكذا جرت العادة ... الجهاز لا بد ان يضم في ما يضم التحف و اطقم الزينة .
_ انظري يا بنيتي اني اريدك ان تخطي لي على هاته اللوحة
" بسم الله الرحمان الرحيم "
واكتبي على الثانية
" لا الاه الا الله محمد رسول الله "
قالها وهو يناولها لوحتين من تلك التي كان الاخ قد جهز الكثير منها لتوضع داخل اطار باللوري بعد كتابتها الجمل او الآيات القرءانية التي يطلبها زبائنها ...
_ سمعا وطاعة يا حاج ...
في دقائق كانت اللوحتين جاهزتين ...
_ بارك الله فيك يا بنيتي ....انهما آية في الروعة و الجمال...اكتبي لي على هاته
" اللهم صل على محمد وآل محمد "
_ ما رايك سيدي ان اضيف اليه
" وصحبه و سلم "
_ جميل بنيتي ما تفضلت به ... لكني اريد ان اتقيد بالماثور عن الرسول صلى الله علي واله ...
_ كما تريد سيدي ...قالتها و قد بدات الهواجس تلح على تفكيرها ...
لماذا هذا الاصرار على هكذا صيغة ؟؟؟ ثم لماذا عندما ذكر النبي صلى عليه بغير الصيغة التي تعودت عليها ؟؟؟
هل يا ترى الذي امامها من اؤلائك الذين تنعتهم المدرسة التي تتعلم على يديها القرءان الكريم بالروافض ؟؟؟
لا... لا ... الروافض كما قالت لهم المعلمة لا يعترفون بنبوة محمد ... اما هذا الشيخ فقد طلب منها كتابة
" لا الاه الا الله محمد رسول الله "
اكملت الكتابة ، قدمتها اليه و هي تتمنى ان يكتفي باللوحات الثلاث ... فمن يدري ما سيطلبه لا حقا ؟؟؟
تفحص الشيخ مليا ... التفت الى ابنته زينب ..
.
_ ما رايك يا زينب ؟ هل اعجبتك اللوحات ؟؟؟
_ نعم يا ابي العزيز ... انها جميلة جدا ...سأضع الاولى في الصالة الكبرى ... والثانية في بيت الجلوس ... اما الثالثة فستكون في البهو ...
_ اضن انك اكتفيت ...
_ عفوا يا ابي ...لو اضفنا اليهم لوحة رابعة ...
_ حسنا بنيتي اترك لك اختيار النص الذي تودينه ...
_ نعم يا عزيزي ...ساختار شعارا طالما رددته بيني وبين نفسي ...
" لبيك يا حسين "
قالتها زينب بصوت واضح و مسموع مما جعل الفتاة الفنانة ترتجف من هول ما سمعت ...ماذا ؟؟؟ هذا آخر المطاف ؟؟؟ما هذا الابتلاء ؟؟؟
هل لاجل دنانير معدودة ستبيع دينها؟؟؟
كيف تكتب كلمة شركية لا بل وتتفنن في اخراجها في اجمل ما يكون ... لقد تاكدت الان ...ان العائلة التي امامها روااافض ...
انها في وضع لا تحسد عليه...لا بد من المناورة ...
_ لو سمحت اختي الكريمة ... لم اسمعك جيدا ...
_ اكتبي لي على هذه
" لبيك يا حسين "
احست بالدم يغلي في عروقها ...
_ لا ... لا اقدر
_ لماذا اخيتي لا تقدرين ؟
_ لا اقدر ...اني اشعر بصداع في راسي ...
انطلق صوتا جهوريا من ورائها ...
_ اكتبي لها ما تريد... نحن هنا لتلبية جميع الطلبات...
كان هذا الصوت صوت اخوها الذي كان يرقب المشهد من بعيد ..
.
يا للورطة ... ان اخاها لا يعيي ما يحدث ... فهو ليس مثلها ... هو بالكاد يصلي الفرائض المكتوبة ... ليس له ادنى اطلاع على المسائل الدينية ... ثم انه في مقام والدها ...انها لم تتعود مناقشته ...لكن... الامر مختلفا هذه المرة ...
_ لكن ... يا اخي ...
_ من غير لكن ... نفذي طلب زبائننا الكرام ...نحن دورنا تنفيذ ما يطلب منا ... ثم لا شك انهم سيكونوا كرمااء جدا معنا ...
اخذت الريشة و غمستها في الحبر ...لكن ... يدها تسمرت في مكانها ... لم تستطع رفعها من المحبرة ....
_ ما بك يا فاطمة ؟؟؟ ما الذي طرا عليك ؟؟؟ لماذا تسمرت ؟
_ لا ادري يا اخي ... لا استطيع ...
زجرها بشدة ....لا تستطيعين .... كيف لا تستطعين ؟؟؟
هل شلت يدك ؟؟؟
انفجرت فاطمة باكية ... لقد وقعت في موقف لم تتصوره ابدا ...
تحرجت العائلة وتمنى الاب لو لم تطلب زينب هكذا طلب ... شعر انه تسبب في احراج فاطمة ...فاطمة اسمها على اسم والدة الحسين ..
يا الله، يا الله ، يا االله...
في تلك اللحظة يتقدم حسينا نحو فاطمة ...
_ هل تسمحين ايتها الاخت ان ابين لك شيئا ...
_ تفضل ...
_ هل تضنين يا اخت اننا نقصد ب "لبيك يا حسين " اننا نقولها في قبال " لبيك اللهم لبيك " كما في الحج ؟؟؟
لا يا اختي الكريمة ... اننا نقولها لان الحسين عليه السلام سبط الرسول ، ابن فاطمة الزهراء وسيد شباب اهل الجنة ، نادى منذ اربعة عشرة قرن في صحراء قاحلة ، تسمى كربلاء وقد اطبق عليه الاعداء من كل الجهات هو وسبعين من خيرة اصحابه من بينهم سبعة عشرة من خيرة اهل بيته ...صاح :
"هل من ناصر ينصرني "
فلم يجبه احد ... ونحن الآن في هذا الزمن البعيد نقول له :
" لبيك يا حسين"
اي ان لم نكن معك سيدي في ذلك الحين ،ولم يقدرلنا نصرك وقتها فاننا اليوم جاهزون لنصرة ما استشهدت من اجله... اننا اليوم نعاهدك على اننكون على نهجك ...
قال حسينا تلك الكلمات و انسحب الى الخلف مكفكفا دموعه التي غالبته ....
اما فاطمة ... فقد علا صوتها بالبكاء والنحيب ....بكت كما لم تبك من قبل ...وكلما هدات الا و صاحت : يا الاهي لم اكن اعلم ...لم اكن اعلم ...وتنخرط في بكاء مر من جديد ......
اخوكم امين
للقصة بقية ...عليكم ان تشحذوا اقلامكم احبتي و تكملوها كما تتصورونها ...