المؤرخ
21-05-2012, 04:45 PM
لعلم الله تعالى بعباده وضعفهم أمام الشهوات والمغريات ، ورحمة منه لهم فتح لهم باباً سماه التوبة .
وهي محطة يغسل فيها التائب عيوب الذنوب وأدران المعاصي ويعود سالماً صحيحا كما ولدته أمه
فيا له من باب واسع !!
ويا لهما من محطة جميلة ومهمة !!
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه :
كم من الناس من يدخل من هذا الباب ولا يخرج منه ؟
أو على الأقل يدخل فيه بمجرد أن يفتح له ؟
فكم وكم من فرصة فتحها المولى الكريم لنا لينقذنا من بحور المعاصي ومستنقعات السيئات ، ولكننا تجاهلناها ولم نلتفت اليها ولم نستثمرها فمرت مرور السحاب ولن تعود الى الأبد ألا أن ترجع ساعة الزمن الى الوراء ، وهيهات هيهات أن يكون ذلك ..
فمتى نستفيق من سكرات اللذائذ وسبات الغفلات
فالعجل العجل بالمتاب ....... قبل حلول العتاب ..
ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني – أعلى الله مقامه - (2 / 436)
عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
" إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها "
وعن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام):
" إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لم يكن ذلك منه كان أفضل "
وعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
" التائب من الذنب كمن لاذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ "
وأنقل لكم هذه القصة من كتاب (هكذا تاب التائبون ) - (ص 98)
ان عدداً من قطاع الطريق كانوا يجوبون الصحراء بحثاً عن مسافر يسلبونه متاعه .. وفجأة شاهدوا رجلاً قادما، فاسرعوا نحوه على خيلهم .. ولما وصلوا اليه قالوا : اعطنا كل ما عندك من مال .
قال : الحقيقة اني لا املك اكثر من ثمانين ديناراً ، وعليَّ دين قدره اربعون ديناراً ، والاربعون الاخرى اريد انفاقها على شؤون حياتي والعودة الى وطني ..
فقال لهم رئيس قطاع الطريق : خلّوا سبيله ، يبدو من ظاهره انه رجل معوز ولا مال لديه .. فتركوه وذهبوا الى موضع آخر بانتظار قافلة ترد ليسلبوها ، وبعد انتظار دام عدّة ساعات لم يجدوا أحداً .
اما الرجل الذي كان عنده ثمانون ديناراً ، فقد وصل الى المقصد الذي يبتغيه ، ووجد الدائن واعطاه دينه البالغ اربعين ديناراً وعاد الى وطنه .
فقبض عليه قطاع الطريق مرّة اخرى وقالوا له : اعطنا كل ما لديك من مال ..
فقال لهم : لقد ذكرتم لكم الحقيقة ؛ فلم يكن لدّي اكثر من ثمانين ديناراً دفعت منها اربعون ديناراً لشخص كان يطلبني ، ولم يبق عندي الآن سوى اربعين ديناراً اريد انفاقها في بعض شؤون حياتي ..
امر رئيس قطاع الطريق اتباعه بتفتيش كل متاعه ، وبعد ان فتشوه لم يجدوا اكثر من اربعين ديناراً . فقال له رئيسهم : قل لي ما الذي جعلك تصدقني مع انك كنت عرضة للقتل ؟
قال : كنت في صغر سنّي قد وعدت والدتي ان لا اكذب .. ضحك قطاع الطريق عند سماعهم لهذا الكلام .
ولكن انقدحت على الفور ومضة من نور في قلب رئيسهم ، وندت عنه حسرة باردة وقال : يا للعجب !.. انت وعدت امك ان لاتكذب، وبقيت متمسكاً بوعدك الى هذا الحد ؟.. ونحن لا نتمسك بالوعد الذي قطعناه لربنا بان لانعصيه ؟! ..
كان هذا الصدق الذي أبداه هذا المسافر المؤمن سبباً في تغيير سلوكية رئيس قطاع الطريق ، ودفعه الى التوبة والكف عن طريق الناس ، وانتهاج طريق السير الى الله .
أسأل الله تعالى أن لا يغلق عنّا أبواب التوبة
ويجعل توبتنا توبة لا نحتاج بعدها الى توبة
وأن يعصمنا من الذنوب ويسترنا من الفضائح والعيوب
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وهي محطة يغسل فيها التائب عيوب الذنوب وأدران المعاصي ويعود سالماً صحيحا كما ولدته أمه
فيا له من باب واسع !!
ويا لهما من محطة جميلة ومهمة !!
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه :
كم من الناس من يدخل من هذا الباب ولا يخرج منه ؟
أو على الأقل يدخل فيه بمجرد أن يفتح له ؟
فكم وكم من فرصة فتحها المولى الكريم لنا لينقذنا من بحور المعاصي ومستنقعات السيئات ، ولكننا تجاهلناها ولم نلتفت اليها ولم نستثمرها فمرت مرور السحاب ولن تعود الى الأبد ألا أن ترجع ساعة الزمن الى الوراء ، وهيهات هيهات أن يكون ذلك ..
فمتى نستفيق من سكرات اللذائذ وسبات الغفلات
فالعجل العجل بالمتاب ....... قبل حلول العتاب ..
ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني – أعلى الله مقامه - (2 / 436)
عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
" إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها "
وعن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام):
" إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لم يكن ذلك منه كان أفضل "
وعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
" التائب من الذنب كمن لاذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ "
وأنقل لكم هذه القصة من كتاب (هكذا تاب التائبون ) - (ص 98)
ان عدداً من قطاع الطريق كانوا يجوبون الصحراء بحثاً عن مسافر يسلبونه متاعه .. وفجأة شاهدوا رجلاً قادما، فاسرعوا نحوه على خيلهم .. ولما وصلوا اليه قالوا : اعطنا كل ما عندك من مال .
قال : الحقيقة اني لا املك اكثر من ثمانين ديناراً ، وعليَّ دين قدره اربعون ديناراً ، والاربعون الاخرى اريد انفاقها على شؤون حياتي والعودة الى وطني ..
فقال لهم رئيس قطاع الطريق : خلّوا سبيله ، يبدو من ظاهره انه رجل معوز ولا مال لديه .. فتركوه وذهبوا الى موضع آخر بانتظار قافلة ترد ليسلبوها ، وبعد انتظار دام عدّة ساعات لم يجدوا أحداً .
اما الرجل الذي كان عنده ثمانون ديناراً ، فقد وصل الى المقصد الذي يبتغيه ، ووجد الدائن واعطاه دينه البالغ اربعين ديناراً وعاد الى وطنه .
فقبض عليه قطاع الطريق مرّة اخرى وقالوا له : اعطنا كل ما لديك من مال ..
فقال لهم : لقد ذكرتم لكم الحقيقة ؛ فلم يكن لدّي اكثر من ثمانين ديناراً دفعت منها اربعون ديناراً لشخص كان يطلبني ، ولم يبق عندي الآن سوى اربعين ديناراً اريد انفاقها في بعض شؤون حياتي ..
امر رئيس قطاع الطريق اتباعه بتفتيش كل متاعه ، وبعد ان فتشوه لم يجدوا اكثر من اربعين ديناراً . فقال له رئيسهم : قل لي ما الذي جعلك تصدقني مع انك كنت عرضة للقتل ؟
قال : كنت في صغر سنّي قد وعدت والدتي ان لا اكذب .. ضحك قطاع الطريق عند سماعهم لهذا الكلام .
ولكن انقدحت على الفور ومضة من نور في قلب رئيسهم ، وندت عنه حسرة باردة وقال : يا للعجب !.. انت وعدت امك ان لاتكذب، وبقيت متمسكاً بوعدك الى هذا الحد ؟.. ونحن لا نتمسك بالوعد الذي قطعناه لربنا بان لانعصيه ؟! ..
كان هذا الصدق الذي أبداه هذا المسافر المؤمن سبباً في تغيير سلوكية رئيس قطاع الطريق ، ودفعه الى التوبة والكف عن طريق الناس ، وانتهاج طريق السير الى الله .
أسأل الله تعالى أن لا يغلق عنّا أبواب التوبة
ويجعل توبتنا توبة لا نحتاج بعدها الى توبة
وأن يعصمنا من الذنوب ويسترنا من الفضائح والعيوب
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ