د. حامد العطية
23-05-2012, 06:38 PM
الفروق الجوهرية بين البحريني الخواجة والصيني جوانججينك في نظر أمريكا
د. حامد العطية
النطق بإسم الخواجة اسهل على اللسان، واليد أسرع في كتابته، ولكن ذلك ليس من الفروق الجوهرية، بين الخواجة وجوانججينك، في نظر أمريكا، أو غيرها.
هنالك مشتركات بين الإثنين، أهم من الفروق، في حكم المنطق السليم والعدل، وإن اهملتها حكومة أمريكا، أولها معارضة الاثنين لحكومتي بلديهما، ولكل منهما تاريخ معروف في النضال السلمي، من أجل الحرية والديمقراطية، وبإعتراف كل المنصفين، وتعرض الاثنان لاضطهاد مرير، وزج بهما في السجن، بسبب نشاطهما السياسي.
قبع الصيني جوانججينك في السجن سنين ثم وضع تحت الاقامة المنزلية الاجبارية، واحتجز البحريني الخواجة أيضاً، ومازال يرزح في سجنه، فيما ظفر الصيني المعارض مؤخراً بحريته واختار السفر إلى أمريكا والحياة فيها، ولو خير الخواجة بين السجن والمنفى فأجزم بأنه سيفضل السجن.
وفي الأيام الأخيرة تصرفت حكومة أمريكا وكأن الصيني جيانججينك المعارض الوحيد في العالم، فكان الشغل الشاغل لاعضاء مجلس الشيوخ ومحور اهتمام وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون.
فهل تعاطفوا مع الصيني لكونه أعمى؟ ربما، والخواجة طريح الفراش، بسبب اضرابه عن الطعام، احتجاجاً على سجنه التعسفي، حتى أوشك على الهلاك، ولكن لم تتعاطف معه حكومة أمريكا.
انتصرت أمريكا للصيني المعارض على الرغم من أنه لا يمثل إلا نفسه ولا ينطق بإسم معارضة منظمة، ولم تشهد الصين مؤخراً احتجاجات واسعة ضد حكومتها، بالمقابل نجد أن الخواجة واحد من آلاف المعارضين البحرينيين، الذين ألقي القبض عليهم، ومثلوا أمام محكمة عسكرية، قضت عليهم بأحكام جائرة، وهم جميعاً مشاركون في حملة معارضة سلمية، واسعة النطاق، شملت غالبية الشعب البحريني.
لو كان الخواجة من الصين لحظي برعاية أمريكية خاصة لكنه من البحرين وهذا أول الفروق الجوهرية من وجهة نظر أمريكا.
لأمريكا مصالح استراتيجية في البحرين، أبرزها القاعدة البحرية الأمريكية، وحكومة البحرين خاضعة بالكامل لسياسات أمريكا في المنطقة، وتربطها علاقات قوية مع الكيان الصهيوني، لذا تتغافل أمريكا عن قمع حكومة البحرين لغالبية شعبها، وتتجاهل مطالبة أكثرية الشعب بزوال حكم آل خليفة، وخلافاً لما تجاهر أمريكا به من مناصرتها لحريات الشعوب أقدمت قبل أيام على تزويد هذه الحكومة المغتصبة للشرعية بالأسلحة.
لو لم يكن الخواجة شيعياً لربما تعاطفت أمريكا مع قضيته، ومنذ الثورة الإيرانية انقطع الود بين أمريكا والغالبية العظمى من الشيعة، كما تفرض حسابات المصالح على حكومة أمريكا تجنب اغضاب الحكومات السنية المتحالفة معها في الخليج والمنطقة العربية، ويستحيل أن تقدم الحكومة السعودية على ارسال قواتها للمشاركة في قمع الثورة في البحرين من دون موافقة أمريكية مسبقة.
تزامن قضيتي البحريني الخواجة والصيني جيانجينك والتناقضات الصارخة في موقف الحكومة الأمريكية منهما فضح مرة أخرى زيف الادعاءات الأمريكية، فلا اعتبار للقيم الانسانية ومباديء الحرية والديمقراطية في السياسة الأمريكية، بل للمصالح فقط.
23 ايار 2012م
د. حامد العطية
النطق بإسم الخواجة اسهل على اللسان، واليد أسرع في كتابته، ولكن ذلك ليس من الفروق الجوهرية، بين الخواجة وجوانججينك، في نظر أمريكا، أو غيرها.
هنالك مشتركات بين الإثنين، أهم من الفروق، في حكم المنطق السليم والعدل، وإن اهملتها حكومة أمريكا، أولها معارضة الاثنين لحكومتي بلديهما، ولكل منهما تاريخ معروف في النضال السلمي، من أجل الحرية والديمقراطية، وبإعتراف كل المنصفين، وتعرض الاثنان لاضطهاد مرير، وزج بهما في السجن، بسبب نشاطهما السياسي.
قبع الصيني جوانججينك في السجن سنين ثم وضع تحت الاقامة المنزلية الاجبارية، واحتجز البحريني الخواجة أيضاً، ومازال يرزح في سجنه، فيما ظفر الصيني المعارض مؤخراً بحريته واختار السفر إلى أمريكا والحياة فيها، ولو خير الخواجة بين السجن والمنفى فأجزم بأنه سيفضل السجن.
وفي الأيام الأخيرة تصرفت حكومة أمريكا وكأن الصيني جيانججينك المعارض الوحيد في العالم، فكان الشغل الشاغل لاعضاء مجلس الشيوخ ومحور اهتمام وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون.
فهل تعاطفوا مع الصيني لكونه أعمى؟ ربما، والخواجة طريح الفراش، بسبب اضرابه عن الطعام، احتجاجاً على سجنه التعسفي، حتى أوشك على الهلاك، ولكن لم تتعاطف معه حكومة أمريكا.
انتصرت أمريكا للصيني المعارض على الرغم من أنه لا يمثل إلا نفسه ولا ينطق بإسم معارضة منظمة، ولم تشهد الصين مؤخراً احتجاجات واسعة ضد حكومتها، بالمقابل نجد أن الخواجة واحد من آلاف المعارضين البحرينيين، الذين ألقي القبض عليهم، ومثلوا أمام محكمة عسكرية، قضت عليهم بأحكام جائرة، وهم جميعاً مشاركون في حملة معارضة سلمية، واسعة النطاق، شملت غالبية الشعب البحريني.
لو كان الخواجة من الصين لحظي برعاية أمريكية خاصة لكنه من البحرين وهذا أول الفروق الجوهرية من وجهة نظر أمريكا.
لأمريكا مصالح استراتيجية في البحرين، أبرزها القاعدة البحرية الأمريكية، وحكومة البحرين خاضعة بالكامل لسياسات أمريكا في المنطقة، وتربطها علاقات قوية مع الكيان الصهيوني، لذا تتغافل أمريكا عن قمع حكومة البحرين لغالبية شعبها، وتتجاهل مطالبة أكثرية الشعب بزوال حكم آل خليفة، وخلافاً لما تجاهر أمريكا به من مناصرتها لحريات الشعوب أقدمت قبل أيام على تزويد هذه الحكومة المغتصبة للشرعية بالأسلحة.
لو لم يكن الخواجة شيعياً لربما تعاطفت أمريكا مع قضيته، ومنذ الثورة الإيرانية انقطع الود بين أمريكا والغالبية العظمى من الشيعة، كما تفرض حسابات المصالح على حكومة أمريكا تجنب اغضاب الحكومات السنية المتحالفة معها في الخليج والمنطقة العربية، ويستحيل أن تقدم الحكومة السعودية على ارسال قواتها للمشاركة في قمع الثورة في البحرين من دون موافقة أمريكية مسبقة.
تزامن قضيتي البحريني الخواجة والصيني جيانجينك والتناقضات الصارخة في موقف الحكومة الأمريكية منهما فضح مرة أخرى زيف الادعاءات الأمريكية، فلا اعتبار للقيم الانسانية ومباديء الحرية والديمقراطية في السياسة الأمريكية، بل للمصالح فقط.
23 ايار 2012م