طوني
24-05-2012, 02:41 AM
http://www6.0zz0.com/2012/05/30/16/874357167.jpg (http://www.0zz0.com)
كثير من الناس يتصور أن الاعتراف بالخطأ أو تقديم الاعتذار هو من قبيل الإهانة وإضعاف الذات أمام الآخرين ، في حين أنه كلما ازدادت ثقة الشخص بنفسه كلما صار أقدر و أشجع على الاعتراف بأخطائه ، وقد صدق العالم "جروف" إذ ذكر أن الاعتراف بالأخطاء هو دليل على القوة و النضج و الإنصاف، كما أكد على ذلك "ديل كارنيجي" حيث قال " وأي شخص يمكنه أن يحاول الدفاع عن أخطائه – وهو ما يفعله الكثيرون – ولكن مما يضيف لقيمة الشخص ويعطيه شعورا بالنبل والبهجة أن يعترف بأخطائه "
نعم هذه هي الحقيقة في صورتها البسيطة التي لا تحتاج إلى تعقيد حينما تعترف بأخطائك فهذا يدل على ثقتك بنفسك وعلى احترامك للقيم والأخلاق وبالتالي تزداد ثقة الناس فيك ، ويزداد اعتمادهم عليك لأنك صريح مع نفسك أولا وصريح معهم ثانياً..
ولم يمنع مقام النبوة من أن يعتذر سيدنا سليمان عن خطأ ارتكبه حين انشغل بعرض الخيل للجهاد حتى مغرب الشمس مما شغله عن ذكر الله ، قال تعالى "إذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَاد ُ,فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب ,رُدُّوهَا عَلَي َّفَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ,وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ,قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" سورة (ص)
ولم يمنع مقام الخلافة رجلاً كسيدنا عمر بن الخطاب أن يعترف بخطئه على مسامع الناس حين ردته امرأة عن رأيه في شأن مهور النساء ، فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر ، ثم خطب في الناس قائلاً: " أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم ، فمن شاء أن يعطى من ماله ما أحب "
وقد كانت وصيته رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري حين تولى القضاء " ولا يمنعنك من قضاء قضيت به اليوم , فراجعت فيه نفسك , وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق؛ فإن الحق قديم , ولا يبطل الحق شيء ، وإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل."
وكان رأي الإمام مالك " كلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام"
كما كانت مقولة الإمام أبي حنيفة " رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب" مما يدل على سماحة الصدر وسعة الأفق في تقبل جميع الآراء..
هكذا كان الأنبياء ومن تبعهم من الصحابة والسلف الصالح ممن كانت لا تمنعهم مكانتهم ولا مقاماتهم الرفيعة من الاعتراف بالخطأ والنزول على الحق عند تبيانه..فهل لنا فيهم أسوة حسنة؟؟
ولابد لنا للاعتراف بأخطائنا من خطوات منها:
- أن يكون عرضنا لآرائنا عرضاً هيناً ليناً يفتح المجال للغير للمناقشة والمحاورة حتى نصل للحقيقة..
- أن تكون غايتنا الوصول للحق وليس مجرد إثبات الرأي والجدال بلا هدف..
- أن نعرض لكل الآراء على العقل والمنطق ومقتضيات الشريعة فإذا ما تبين لنا خطأ رأينا أو موقفنا نعترف بلباقة وثبات ولا نشعر الطرف الآخر بشعورنا بالضعف أو التهاون أو الهزيمة.
- أن نظهر لمن ردنا إلى الحق الود والتقدير لكونه ساعدنا على الوصول للحقيقة حتى لا يستشعر الزهو أو الخصومة في علاقتنا به..
- أن يكون دعائنا دائماً " اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"
كثير من الناس يتصور أن الاعتراف بالخطأ أو تقديم الاعتذار هو من قبيل الإهانة وإضعاف الذات أمام الآخرين ، في حين أنه كلما ازدادت ثقة الشخص بنفسه كلما صار أقدر و أشجع على الاعتراف بأخطائه ، وقد صدق العالم "جروف" إذ ذكر أن الاعتراف بالأخطاء هو دليل على القوة و النضج و الإنصاف، كما أكد على ذلك "ديل كارنيجي" حيث قال " وأي شخص يمكنه أن يحاول الدفاع عن أخطائه – وهو ما يفعله الكثيرون – ولكن مما يضيف لقيمة الشخص ويعطيه شعورا بالنبل والبهجة أن يعترف بأخطائه "
نعم هذه هي الحقيقة في صورتها البسيطة التي لا تحتاج إلى تعقيد حينما تعترف بأخطائك فهذا يدل على ثقتك بنفسك وعلى احترامك للقيم والأخلاق وبالتالي تزداد ثقة الناس فيك ، ويزداد اعتمادهم عليك لأنك صريح مع نفسك أولا وصريح معهم ثانياً..
ولم يمنع مقام النبوة من أن يعتذر سيدنا سليمان عن خطأ ارتكبه حين انشغل بعرض الخيل للجهاد حتى مغرب الشمس مما شغله عن ذكر الله ، قال تعالى "إذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَاد ُ,فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب ,رُدُّوهَا عَلَي َّفَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ,وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ,قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" سورة (ص)
ولم يمنع مقام الخلافة رجلاً كسيدنا عمر بن الخطاب أن يعترف بخطئه على مسامع الناس حين ردته امرأة عن رأيه في شأن مهور النساء ، فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر ، ثم خطب في الناس قائلاً: " أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم ، فمن شاء أن يعطى من ماله ما أحب "
وقد كانت وصيته رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري حين تولى القضاء " ولا يمنعنك من قضاء قضيت به اليوم , فراجعت فيه نفسك , وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق؛ فإن الحق قديم , ولا يبطل الحق شيء ، وإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل."
وكان رأي الإمام مالك " كلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام"
كما كانت مقولة الإمام أبي حنيفة " رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب" مما يدل على سماحة الصدر وسعة الأفق في تقبل جميع الآراء..
هكذا كان الأنبياء ومن تبعهم من الصحابة والسلف الصالح ممن كانت لا تمنعهم مكانتهم ولا مقاماتهم الرفيعة من الاعتراف بالخطأ والنزول على الحق عند تبيانه..فهل لنا فيهم أسوة حسنة؟؟
ولابد لنا للاعتراف بأخطائنا من خطوات منها:
- أن يكون عرضنا لآرائنا عرضاً هيناً ليناً يفتح المجال للغير للمناقشة والمحاورة حتى نصل للحقيقة..
- أن تكون غايتنا الوصول للحق وليس مجرد إثبات الرأي والجدال بلا هدف..
- أن نعرض لكل الآراء على العقل والمنطق ومقتضيات الشريعة فإذا ما تبين لنا خطأ رأينا أو موقفنا نعترف بلباقة وثبات ولا نشعر الطرف الآخر بشعورنا بالضعف أو التهاون أو الهزيمة.
- أن نظهر لمن ردنا إلى الحق الود والتقدير لكونه ساعدنا على الوصول للحقيقة حتى لا يستشعر الزهو أو الخصومة في علاقتنا به..
- أن يكون دعائنا دائماً " اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"