السيد كرار الجابري
26-05-2012, 12:29 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
كنوز في الطب أسئله حيرت كبار الاطباء والمختصون في علم الطب ؟ ولكن الجواب
موجود عند الامام الصادق عليه السلام.
ويعطي بعض الفوائد والوظائف لبعض اجزاء من جسم الانسان . لماذ خلقت ؟
ولماذا هكذا خلقت ؟ وماذا يحصل لو لم يخلقها الباري المصور هكذا ؟
عن الحسن بن علي العدوي . عن عبادة بن صهيب . عن ابيه . عن جده . عن الربيع صاحب المنصورقال : حضر أبو عبد الله (عليه السلام) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله (عليه السلام) ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي، قال له: يا أبا عبد الله، أتريد مما معي شيئا؟
قال(عليه السلام): لا، فإن معي ما هو خير مما معك.
قال (الهندي) : وما هو؟
قال: أداوي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل، وأستعمل ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأعلم أن المعدة بيت الداء، وأن الحمية هي الدواء، وأعود البدن ما اعتاد.
فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا؟. فقال الصادق (عليه السلام): أفتراني من كتب الطب أخذت؟
قال: نعم.
قال: لا والله، ما أخذت إلا عن الله سبحانه. فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟
قال الهندي: لا، بل أنا.
قال الصادق (عليه السلام): فأسألك شيئا؟
قال: سل.
قال: أخبرني يا هندي، لم كان في الرأس شؤون؟ (١) قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل الشعر عليه من فوق؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ (٢)
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين؟
قال لا اعلم. قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم احتد السن، وعرض الضرس، وطال الناب؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان القلب كحب الصنوبرة؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الرئة قطعتين، وجعل حركتها في موضعها؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكبد حدباء؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل طي الركبة إلى الخلف؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم تخصرت القدم؟
قال: لا أعلم.
فقال الصادق (عليه السلام): لكني أعلم!
قال: فأجب.
فقال الصادق (عليه السلام):
كان في الرأس شؤون؛ لان المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد.
وجعل الشعر من فوقه؛ ليوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ؛ ويخرج بأطرافه البخار منه؛ ويرد عنه الحر والبرد الواردين عليه.
وخلت الجبهة من الشعر؛ لأنها مصب النور إلى العينين. وجعل فيها التخطيط والأسارير؛ ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه (3) الإنسان عن نفسه؛ كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.
وجعل الحاجبان من فوق العينين؛ ليوردا عليهما من النور قدر الكفاية،
ألا ترى - يا هندي - أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه؟
وجعل الأنف فيما بينهما؛ ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء.
وكانت العين كاللوزة؛ ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل؛ وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء.
وجعل ثقب الأنف في أسفله؛ لينزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، وتصعد فيه الروائح إلى المشام، ولو كان في أعلاه؛ لما أنزل داء ولا وجد رائحة.
وجعل الشارب والشفة فوق الفم؛ ليحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه.
وجعلت اللحية للرجال؛ ليستغني بها عن الكشف في المنظر، ويعلم بها الذكر من الأنثى.
وجعل السن حادا؛ لان به يقع العض، وجعل الضرس عريضا؛ لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا؛ ليشتد الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء.
وخلا الكفان من الشعر؛ لان بهما يقع اللمس، فلو كان بهما شعر ما درى الإنسان ما يقابله ويلمسه.
وخلا الشعر والظفر من الحياة؛ لان طولهما وسخ يقبح، وقصهما حسن، فلو كان فيهما حياة ؛ لألم الإنسان لقصهما.
وكان القلب كحب الصنوبر؛ لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا ؛ ليدخل في الرئة فتروح (4) عنه ببردها، لئلا يشيط (5) الدماغ بحره.
وجعلت الرئة قطعتين؛ ليدخل في مضاغطها فتروح عنه بحركتها.
وكانت الكبد حدباء؛ لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها، فتعصرها فيخرج ما فيها من البخار.
وجعلت الكلية كحب اللوبيا؛ لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة؛ لاحتبست النقطة الأولى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية، فهي كالدودة تنقبض وتنبسط، ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس.
وجعل طي الركبة إلى خلف؛ لان الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك لسقط في المشي.
وجعلت القدم متخصرة؛ لان الشيء إذا وقع على الأرض جميعه ثقل (ثقل) حجر الرحا، وإذا كان على طرفه دفعه (رفعه) الصبي، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.
فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟
فقال (عليه السلام): أخذته عن آبائي (عليهم السلام)
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل (عليه السلام)، عن رب العالمين - جل جلاله - الذي خلق الأجساد والأرواح.
فقال الهندي: صدقت، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وعبده، وأنك أعلم أهل زمانك.
المصدر : ١. علل الشرائع، ص ٩٩، ح ١، الخصال، ص ٥١٢، ح ٣، المناقب لابن شهرآشوب، ج ٤، ص ٢٦٠، بحار الأنوار، ج ١٠، ص ٢٠٥، ح ٩.
١. شؤون الرأس: عظامه وطرائقه، وهي أربعة بعضها فوق بعض (النهاية، ج ٢، ص ٤٣٧).
2. الأسارير: الخطوط التي تجتمع في الجبهة وتتكسر (النهاية، ج ٢، ص ٣٥٩).
3.يميطه : أي ينحاه ويبعده عن نفسه. وأمطته : أي نحيته
4. والرواح والرائحة: من الاستراحة. وقد أراحني
وروح عني فاسترحت (لسان العرب، ج ٢، ص ٤٦١).
5. شاط يشيط: احترق (القاموس المحيط، ج ٢،
كنوز في الطب أسئله حيرت كبار الاطباء والمختصون في علم الطب ؟ ولكن الجواب
موجود عند الامام الصادق عليه السلام.
ويعطي بعض الفوائد والوظائف لبعض اجزاء من جسم الانسان . لماذ خلقت ؟
ولماذا هكذا خلقت ؟ وماذا يحصل لو لم يخلقها الباري المصور هكذا ؟
عن الحسن بن علي العدوي . عن عبادة بن صهيب . عن ابيه . عن جده . عن الربيع صاحب المنصورقال : حضر أبو عبد الله (عليه السلام) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله (عليه السلام) ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي، قال له: يا أبا عبد الله، أتريد مما معي شيئا؟
قال(عليه السلام): لا، فإن معي ما هو خير مما معك.
قال (الهندي) : وما هو؟
قال: أداوي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل، وأستعمل ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأعلم أن المعدة بيت الداء، وأن الحمية هي الدواء، وأعود البدن ما اعتاد.
فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا؟. فقال الصادق (عليه السلام): أفتراني من كتب الطب أخذت؟
قال: نعم.
قال: لا والله، ما أخذت إلا عن الله سبحانه. فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟
قال الهندي: لا، بل أنا.
قال الصادق (عليه السلام): فأسألك شيئا؟
قال: سل.
قال: أخبرني يا هندي، لم كان في الرأس شؤون؟ (١) قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل الشعر عليه من فوق؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ (٢)
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين؟
قال لا اعلم. قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم احتد السن، وعرض الضرس، وطال الناب؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان القلب كحب الصنوبرة؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الرئة قطعتين، وجعل حركتها في موضعها؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكبد حدباء؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل طي الركبة إلى الخلف؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم تخصرت القدم؟
قال: لا أعلم.
فقال الصادق (عليه السلام): لكني أعلم!
قال: فأجب.
فقال الصادق (عليه السلام):
كان في الرأس شؤون؛ لان المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد.
وجعل الشعر من فوقه؛ ليوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ؛ ويخرج بأطرافه البخار منه؛ ويرد عنه الحر والبرد الواردين عليه.
وخلت الجبهة من الشعر؛ لأنها مصب النور إلى العينين. وجعل فيها التخطيط والأسارير؛ ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه (3) الإنسان عن نفسه؛ كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.
وجعل الحاجبان من فوق العينين؛ ليوردا عليهما من النور قدر الكفاية،
ألا ترى - يا هندي - أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه؟
وجعل الأنف فيما بينهما؛ ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء.
وكانت العين كاللوزة؛ ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل؛ وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء.
وجعل ثقب الأنف في أسفله؛ لينزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، وتصعد فيه الروائح إلى المشام، ولو كان في أعلاه؛ لما أنزل داء ولا وجد رائحة.
وجعل الشارب والشفة فوق الفم؛ ليحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه.
وجعلت اللحية للرجال؛ ليستغني بها عن الكشف في المنظر، ويعلم بها الذكر من الأنثى.
وجعل السن حادا؛ لان به يقع العض، وجعل الضرس عريضا؛ لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا؛ ليشتد الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء.
وخلا الكفان من الشعر؛ لان بهما يقع اللمس، فلو كان بهما شعر ما درى الإنسان ما يقابله ويلمسه.
وخلا الشعر والظفر من الحياة؛ لان طولهما وسخ يقبح، وقصهما حسن، فلو كان فيهما حياة ؛ لألم الإنسان لقصهما.
وكان القلب كحب الصنوبر؛ لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقا ؛ ليدخل في الرئة فتروح (4) عنه ببردها، لئلا يشيط (5) الدماغ بحره.
وجعلت الرئة قطعتين؛ ليدخل في مضاغطها فتروح عنه بحركتها.
وكانت الكبد حدباء؛ لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها، فتعصرها فيخرج ما فيها من البخار.
وجعلت الكلية كحب اللوبيا؛ لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة؛ لاحتبست النقطة الأولى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية، فهي كالدودة تنقبض وتنبسط، ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس.
وجعل طي الركبة إلى خلف؛ لان الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك لسقط في المشي.
وجعلت القدم متخصرة؛ لان الشيء إذا وقع على الأرض جميعه ثقل (ثقل) حجر الرحا، وإذا كان على طرفه دفعه (رفعه) الصبي، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.
فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟
فقال (عليه السلام): أخذته عن آبائي (عليهم السلام)
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل (عليه السلام)، عن رب العالمين - جل جلاله - الذي خلق الأجساد والأرواح.
فقال الهندي: صدقت، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وعبده، وأنك أعلم أهل زمانك.
المصدر : ١. علل الشرائع، ص ٩٩، ح ١، الخصال، ص ٥١٢، ح ٣، المناقب لابن شهرآشوب، ج ٤، ص ٢٦٠، بحار الأنوار، ج ١٠، ص ٢٠٥، ح ٩.
١. شؤون الرأس: عظامه وطرائقه، وهي أربعة بعضها فوق بعض (النهاية، ج ٢، ص ٤٣٧).
2. الأسارير: الخطوط التي تجتمع في الجبهة وتتكسر (النهاية، ج ٢، ص ٣٥٩).
3.يميطه : أي ينحاه ويبعده عن نفسه. وأمطته : أي نحيته
4. والرواح والرائحة: من الاستراحة. وقد أراحني
وروح عني فاسترحت (لسان العرب، ج ٢، ص ٤٦١).
5. شاط يشيط: احترق (القاموس المحيط، ج ٢،