المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : O لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!


انه شيعيه
26-05-2012, 05:06 PM
O لماذا نتحسّر على ماضينا ولا نسعد بحاضرنا ..؟!
@




http://www.bentvip.com/up/20080617141307.gif


•´¯`•O.•´¯`•o°¨
في جلسَةٍ لطِيفَةٍ هَادِئة ..


تتجاذبُنا أطرافُ الأحاديثِ ، وتترصّدُ لنَا الذّكريَات
نتذكّر أيّاماً مضَتْ ..
.................. وذِكرَياتٍ عَبرَتْ ..
............................................ و نِعَمٌ فُقِدَتْ ..
نقول : كنّا في مَا مَضَى كَذا وكَذا ..
........................................ وكنّا كَذا وكَذا ..
http://www.muslmh.com/save/66/data/hanaa_hal.png

واليوم فقدنَا هَذا الأمر .. !
نتأمّل اجتماعاَ ولقاءً للأحباب فقدناهُ اليوم !
نتأمّلُ أعمالاً طيّبة كنّا نقوم بها البارحة .. لا نستطيعُ القيام بهَا اليوم !
نتحسّرُ على أيّام الدّراسَةِ وعلى أيّام لقاءِ الأحبّة فِيها ..
وربّما انتهَى البعضُ اليومَ مِن الدّراسة وسافرَ بعيداً عن الأقاربِ والأصحَاب ..
ولازلنا دائِماً نتحسّر ونتحسّر .. كنّا و كنّا .. ولن تعودَ تلكَ الأيّام !
ولازلنا نحنّ لما مضى ونفقد معه كلّ لذّةٍ وحلاوة لحاضرنا ؟!
العجيبُ أنّنا عندمَا كُنّا نعيشُ فِي ظلالِ تلكَ الأيّام ..
نتحسّرُ أيضَاً على أيّام سبقَتها .. ونتصيّدُ عيوبَ الواقِع بكُلّ تفاصِيلِه !
ومع ذلك مضَتْ تلكَ الأيّام ونسِينَا عيُوبَها أو تناسِيناهَا ..
وبقيتْ فِي ذاكرَتِنا حلاوةٌ رسخَتْ فِي الأعماقِ تدفَعُنا للتّحسّرِ عليها http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
= واليومَ نُمارِسُ نفسَ الفِعل ..

نتحسّر على فَقدِ المَاضِي ونتَصَيّدُ عُيوبَ الحاضِر ..
فلا نشعرُ بجمالِ واقِعِنا الذّي نُقابلُهُ بالــ ( البَطَر ) !
ليأتِي بعدَ ذلك يومٌ نتَحَسّر فيهِ على هَذا الوَاقِع !
http://www.muslmh.com/save/66/data/hanaa_qaatr.jpg

هل فَهِمنَا المُعادَلة ؟ أمْ ليسَ بعد ؟
الأمرُ كُلّهُ يدورُ حولَ الرّضا وتلمّس النّعم وشُكرَها
وعدم البطَرِ على حَاضرٍ يَفيضُ نِعمَاً ، ولا نستشعِرُها بسببِ فقدِنَا لِنعمَةٍ واحِدة !
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
ثمّ بعدَ ذلك لا تسَلْ عنْ هذا الجِيلِ القَادِم ..

في بُيُوتنا .. في مدِارسِنا .. في تَجمّعاتِنا العائلية ..
ونحنُ نُردّدُ دائِماً أمامَهُم كلمات البطَر على النِّعم ..
( طفش ، ملل ، ليتَ أيام زمان تعود )
و( الطفش ) هي الكلمةُ المُقابلة تمامَاً لكلمةِ البطَر
ثمّ إنّنا لشّدةِ تبطّرنا على النّعم وعدمِ إحساسِنا بِها وقلّة شكرِنا لها
أصبحنا لا نشعرُ بها .. بلْ نشعرُ أنّها أموراً عاديّةً واجبةَ الوُجودِ حولنا
وكأنّنا لم نفقه معنى هذه الآية ..
{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } القصص58
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
ولنتوقّف هُنا وقفةً بسيطةً مع أنفسنا :

إذا انقطع التّيار الكَهربائِي عنْ بُيوتِنا لمدةِ ساعةٍ أو أقل ..
فلنتأمّلْ حينَها أحوالنا .. سبابٌ وشتمٌ للشّركة !
ونعودُ بالّلائمة عليها ، وعليها فقط !
ولا نعودُ بالّلائمةِ على قلّةِ شُكرِنا للمُنعِم علينا بهذِهِ النّعمة
التي نتفَيؤُ ظِلالها ليلَ نهار ..
نعمةٌ حُرمها قومٌ كثيرون .. وأنعمَ اللهُ بها علينا
ففِي أحوالنا العاديّة لا نهتمّ بأنوارِ بيتنا التّي نتركُها مُضاءةً ليلَ نهار !
لا نهتمّ بتلفازٍ في غرفةٍ ليسَ فِيها من يُشاهِده !
لا نعبأُ كثيرَاً بتركِ التّكيّيفِ يعمَلُ فِي غُرفةٍ ما
ونخرجُ ونعودُ بعدَ ساعاتٍ لتلكَ الغرفةِ التّي تقومُ بتبريدِ أثاثِها بمكيّفِها !
هلْ عرفنا معنَى هذا البطَر ؟
هلّا تذّكرنا معنَى معيشةِ آبائِنا بل وأجدادِنا من قبل ..
وهم يتبرّدون برشّ الماءِ على ملابِسِهم وعلى ترابِ منازِلهم
وعلى ستائرِ نوافذِهِم سعياً لتخفيفِ حرارةِ الجوّ الخانِقة ؟
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
= وأحياناً نرتكب نحنُ جريمةَ زرعِ بُذُورِ البطر في قُلوب غيرنا !

فقدْ تزورُ إحدانا امرأةً راضيةً بما قسمَ الله لها من منزلٍ متواضع
أو رزقٍ محدود .. أو مستوى عيشٍ متوسط ..
فتأتيها تلك .. وتتدافع كلماتها :
- لماذالا تطلُبينَ من زوجكِ الانتقالَ إلى منزلٍ أفضل ؟
- لماذا لا تغيّرين هذا الأثاثَ المُتواضِع ؟
- كيف تصبرينَ على العيشِ في بيتٍ كهذا البيتِ المُتهالك ( الخربان ) ؟!
أيّ جريمةٍ نرتكبُها في حَقّ أخواتنا عندمَا ننثرُ مثل تلك الأفكار ؟
فنحوّلها إلى إنسانةٍ تعيشُ البطرَ ولا ترضَى عن واقِعِها
بعدَ أن كانتْ تعيشُ القناعةَ والرّضا بما قسمَ اللهُ لها !

http://www.muslmh.com/save/66/data/hanaa_qaaw.jpg

= ونرى أُخرى قدْ أنعمَ الله عليها ، ورزَقَها بعددٍ من الأطفالِ تِباعَاً بعدَ زواجِها

وتعيشُ حياتها قانِعةً تقومُ برعايةِ أولادِها بلا شكوَى ولا تذّمُر ..
وتأتِي إليها الأُخرَى .. وتبدأُ في زرعِ البطرِ فتُشعِرُها بأنّ هذهِ من النّقم :
- أعانكِ الله .. لا أعلمُ كيفَ تقومينَ برعايتهِم جميعَاً وهمْ صغارٌ مُتتابِعُون !
- هداكِ الله .. لماذا لم تُباعِدِي حملكِ بينَ الطّفلِ والآخر ؟
- الحمدُ لله أنّني لستُ مِثلكِ .. لم أكنْ حينَها سأتحمّل !
تلكَ المسكينة .. كانتْ تعيشُ الشّكر للمُنعم .. وتتنعّم بالحمدِ لله على النّعم
ثمّ بعد هذا الغرس السّيء .. ستشعرُ بأنّها تعيشُ نِقمَاً وليستْ نِعمَاً ..
فقدهَا الكثيرون .. ولا زال يسعَى وراءَها الكثيرون
وتصلُ بهذا للبطَرِ على النّعمِ .. بسببِ ( إحدانا )
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
= ونرى أحياناً المجتمعَ كلّهُ يمارسُ جريمةَ غرسِ البطَرِ فِي النّفوس

حينَ تنتشرُ فِي مجتمعٍ ما مقاييسَ مُحدّدة للجمَال ..
إما الشّقراء ذاتَ العيونِ الخضراء !
أو السّمراء ذاتَ الشّعرِ الأسودِ النّاعم والعيونِ السّوداء الواسعة !
فهاتان هما الجميلتان والباقي تكملةُ عددٍ فقط !
ونسمعها بآذاننا حين تٌقارن الأمهات بين البناتِ الصّغيرات
وتفصحُ عنها بصراحةٍ وجرحِ مشاعرٍ لصغيرتها وصغيراتِ العائلة
اللواتي لم يرزقهنّ الله بما رزق بهِ إحداهنّ من نسبة الجمال !
فتقعُ الأمّ في البطرِ على ما رزقها الله
وتنسى أنّ الله قد رزقها ابنة سليمةً صحيحة رغم كونها أقلّ جمالاً
وتعيش ابنتها بطَراً على نعمةِ الله عليها وعدم الرّضا عن خلقِ اللهِ لها
فتشعر بأنّها فاقدة لأعظمِ نعمة .. مُتحسّرة على حالها وشكلها
حتى نرى بعضهنّ تقول : أتمنّى أن أصبح جميلة مثل فلانة ..
ولا يهمّ بعدها أن أفقدَ كلّ شيء !!
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
= هل علمنا عِظمَ جرائمنا على أنفسنا وعلى غيرنا ؟
حتى وصلنا لبغض النّعمة وتمنّي غيرها ..
ولو أنّها كانت خيرٌ لنا لرزقنا الله إيّاها ..
لذلك لا نستغرب من فقدنا للنّعم من صحةٍ وجمالٍ وأطفالٍ وعلمٍ وغيره
ونعيشُ حياتنا ونحن غافلون عن هذا الحديث العظيم
( من أصبحَ منكم معافى في جسدِه ، آمِناً في سِربِه ، عندهُ قوتُ يومِه ، فكأنّما حِيزَتْ لهُ الدّنيا ) حديث حسن
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
= وهنيئاً لمنَ أحسّ بجمال النّعمة ..

وقَنِعَ بعطايا الله ولم يتبطّر عليها وشكرَ الله عليها
ورجع بالفضل إلى الله في تفاصيل النّعم كلّها
فليس من نعمةٍ إلا منه سبحانه ، فقام بحقّها وأحسنَ شكرها
وأيقنَ أنّ الله لم يحرمنا النّعم الأخرى إلا لخيرِنا ومصلحتنا

فأصبحَ بهذا الحرمان نفسه يُعدّ نعمةً علينا بحمدِ الله
http://images.lakii.com/images/Nov11/hanaa_fasel.gif
وفي نهاية حديثِنا هذا .. هُنا دعوة للـhttp://www.lakii.com/vb/images/icons/hewar.gif



- هل نستشعر فعلاً معنَى الرّضا عن ما رزقَنا الله إيّاه
فلا نتطلّع إلى ما في أيدي الغير ؟
ونقنعُ بعطاء الله الذّي هُو خيرةُ اللهِ لنا ؟
_ هل نشعر بأنّنا بحاجةٍ لإعادة النّظر في شكرنا للمنعم سبحانه
ونستعين به على شكره على نعمهِ التّي لا تُعدّ ولا تُحصى ؟
فبالشّكر تدوم النّعم ( ولئن شكرتُم لأزيدنكم )
_ ماذا يمكنُ أن نفعل لمحاولة بثّ عبادة الشّكر وتطبيقها في أنفسنا
وفي كلّ من حولنا ؟
_ هل نشعرُ بأهمية غرسِ هذه القيم في نفوسِ الجيل القادم
بنفس المعول الذّي غرسنا بهِ بطرَ النّعمة في قلوبهم ؟
http://www.muslmh.com/save/66/data/hanaa_aak.jpg
= وخِتاماً ..

فلنستشعر النّعم في حاضرنا بكلّ تفاصيلها وجمالها
ولنعيش حلاوةَ الحاضِر ونسعد به قبل فقده
ولنحسن شكر هذه النّعم لتدوم ..



http://www.bentvip.com/up/20080617141307.gif
منقول للامانة

الشاعر333
26-05-2012, 09:14 PM
برأيي المتواضع
ان الانسان اغلب نظرته تنصب الى الامور المادية اكثر من الامور الجوهرية

لم نكن نسمع هذه الجملة في تسعينات القرن الماضي او الثمانينات منه
او انها قل سماعها

السبب برأيي
هو لتسارع الاحداث المحيطة بنا ولكون شرقنا الاوسطي يعاني مايعاني
اذ لم تتوفر الفرص المناسبة ولا الظروف الملائمة للشاب العربي
مما يمكنه من العيش بشكل طبيعي دون معاناة ولا صراعات مع المحيط تارة ومع الانا تارة اخرى

لو اجرينا احصائية في موضوعكم حول النظرة المستقبلية لكل عضو
متيقن بان النسبة الاغلب هي رؤيا سوداوية

ويبقى المرجع الاول والاخير هو
مقدار ايمان الشخص وقدرته على رسم مسار ينتهجه هو



عذرا للاطالة

وسلمت اناملكم

طالب لافاده
27-05-2012, 12:00 AM
ملكتَي اللهجة والإحساس
دمجتي الوزن بالمقياس
لكي أسمع ترانيمك
وللمعنى أهز الراس
وأرفقها بإعجابي
لأنّكي بالفعل نبراس

صادق العارضي
27-05-2012, 08:02 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نقل رائع ووفقكم الله لهذه المشاركة الجميلة

زخات مطر
27-05-2012, 11:35 AM
اللهم صلِ على محمد وال محمد
فلنستشعر النّعم في حاضرنا بكلّ تفاصيلها وجمالها
ولنعيش حلاوةَ الحاضِر ونسعد به قبل فقده
ولنحسن شكر هذه النّعم لتدوم ..
اختيار جميل بوركتِ

انه شيعيه
27-05-2012, 04:48 PM
كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل

الله يعطيكم العافيه يارب

خالص مودتى لكم

وتقبلو ودي واحترامي

نرجس*
27-05-2012, 08:15 PM
استمتعت بقرائة طرحك الرائع
واصلي عطائك الطيب ومزيد من التقدم
مع خالص الشكر والتقدير
يقيــــم
حفظك الله ورعاك

عاشقة الدعاء
27-05-2012, 09:35 PM
طرح في قمة الروعهـ يعجز لساني عن شكركِ

جعله الله في ميزان حسناتكِ

وبنتظار جديدكِ

طالب لافاده
28-05-2012, 10:47 PM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/10363278251775322311.gif

موضوع في قمة الخيااال
طرحتي فابدعتي
دمتي ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق

لكي خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لكي اختي

http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/10363278251775322311.gif

انه شيعيه
29-05-2012, 02:54 PM
يسعدني ويشرفني مروركم العطر

لكم مني اجمل باقت

الشكر والاحترام والتقدير لكم

الموسوي العلوي
29-05-2012, 06:59 PM
الموضوع المنقول رائع ولكن التركيبة البشرية متفاوتة من شخص لاخر ومن عائلة الى اخرى ومن مجتمع الى اخر فطرح الموضوع بهذا الشكل غير تام ................. مع وافراحترامي للاخت العزيزة

انه شيعيه
29-05-2012, 08:23 PM
شكرا لمرورك وللنصيحة مشكور
بس اني مجرد عملت تعديلات للكتابة والالوان ونقلت الموضوع
وعجب كثير من الاعضاء

في الروحْ تَسكنْ
30-05-2012, 08:52 AM
وهنيئاً لمنَ أحسّ بجمال النّعمة .. هنا يكمن الأساس .. دام هذا الألق بروعة الإنتقاء ..

انه شيعيه
30-05-2012, 05:16 PM
شكرا لمرور الحلو تحياتي لك

طيار عراقي
01-06-2012, 06:03 AM
كلمات جميلـة ورائعه
شكراً للأنتقاء المميز
لاعدمنا جديدكِ
وبأنتظار ان يجود قلمكِ بموضوع جميل
تحياتي

انه شيعيه
01-06-2012, 05:41 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر