المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام علي امام الحاضر والمستقبل


عاشقة الاعلى
30-05-2012, 05:02 PM
الام , الامام , الحاضر , والمستقبل


الامام علي امام الحاضر والمستقبل (http://www.imshiaa.com/vb)


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

قبسات من فكر المرجع الشيرازي (http://www.imshiaa.com/vb)

يعيش العالم الإسلامي هذه الأيام ذكرى عظيمة تأخذ عظمتها من عظمة الشخصية التي وُلدت في مثل هذا هالايام، فأصبحت نبراساً مرشِداً ومناراً هادياً للبشرية جمعاء، إنه الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، فهو صوت الحق على مر التأريخ، وهو مدرسة الصدق والتوازن والتَّواد والخلق العظيم، ومدرسة الإنسانية في مناحي الحياة كلها، في السياسة والاقتصاد والعلوم الإنسانية وغيرها، ويحقّ للعالم الإسلامي حقّاً أن يفخر وإلى الأبد بهذا اليوم الخالد الذي أنجب للإنسانية مثالاً خالداً ونموذجاً عظيماً يشكّل مساراً للنهج البشري الناجح والملتزم في آن، فلقد تميّز الإمام صلوات الله عليه بإنسانية الحقيقية المخلصة للإنسان بغض النظر عن سماته أو توجهاته، فطالما ينتمي بإنسانيته إلى الصنف البشري فهو يقع تحت رعاية الإمام واهتمامه المتواصل.
يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كتاب: «من عبق المرجعية» بهذا الخصوص: (إحدى خصال الإمام عليّ سلام الله عليه خاصة في فترة خلافته تعاطفه مع الناس، ويتجلّى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله).
ولهذا لم يسجل التأريخ حادثة واحدة تدل على أن الإمام صلوات الله عليه فضّل أحداً على أحد من الرعية في الحقوق أو الواجبات، حتى لو كان من ذويه أو مساعديه أو ممن يعتمد عليهم في إدارة شؤون الدولة، بل على العكس كان هؤلاء جميعاً يقعون تحت مراقبة الإمام صلوات الله عليه الصارمة حتى لايشط أحد منهم فيؤذي عامة الشعب حتى لو تم ذلك من دون قصد، ولهذا كان صلوات الله عليه لا يعبأ بالسلطة أو الجاه أو النفوذ، ولا يهتم بالحكم إلاّ بحدوده الإدارية الناجحة والمتوازنة، لذلك كن الزهد عنوان حياته صلوات الله عليه، يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الخصوص بالكتاب نفسه:
(لم يضع الإمام عليّ صلوات الله عليه حجراً على حجر، ولم يسكن قصراً فارهاً، بل تحمّل كل المصاعب، والآلام، لئلا يكون هناك فرد في أقصى نقاط دولته، يتبيّع بفقره، فلايجد حتى وجبة غذاء واحدة تسد رمقه).
ويضيف سماحته قائلاً في هذا الصدد: (كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه عادلاً في الرعية قاسماً بالسوية زاهداً في حطام الدنيا).
ومع كونه صلوات الله عليه مركزاً للقرار، بصفته قائداً محنكاً للمسلمين، لكنه لم يرض قط أن يكون مصدراً للظلم، بل كان صلوات الله عليه خير مناصر للضعفاء والفقراء، وكان يفضّل أن يقع الظلم عليه وذويه خدمة للدولة الإسلامية، على خلاف القادة المعاصرين في الدول الإسلامية، فهو ما أن يشعر بالقوة والسلطة والنفوذ حتى يبدأ بظلم الناس وسلب حقوقهم، فيما كان الإمام صلوات الله عليه يقبل أن يقع الظلم عليه وذويه حتى لو كان الحق معهم خدمة للإسلام، يقول سماحة المرجع الشيرازي بهذا الصدد: (الإنسان القوي إذا وقع عليه ظلم، فإنه يقع تحت تاثير نفسه الإمارة، عادة ما يسعى للانتقام، وتوسوس له نفسه وتنسيه دينه، وتجعله خاضعاً لمشاعر الانتقام، ولكنا نرى الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يختار السكوت من أجل صالح دينه).
ومن دروس الإمام عليّ صلوات الله عليه العظيمة، أنه كان لا يبادر المناهض له بالخشونة سواء بالفعل أو بالكلام، بل كان النصح والحوار الإنساني المتحضّر يتقدّم على كل الأساليب والوسائل، لا سيما وسائل القوة والقمع والاحتراب، فهو صلوات الله عليه بعيد عنها إلاّ ما جاء منها دفاعاً عن النفس لا أكثر، وهذه الأخلاقيات السياسية العظيمة يمكن أن تُسهم ببناء عالم معاصر أفضل فيما لو أخذ بها ساسة وقادة اليوم، فقد ذكر سماحة المرجع الشيرازي قائلاً في هذا الصدد: (كان الإمام عليّ صلوات الله عليه يدفع من ناهضه بالنصح والموعظة ما أمكن وكان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب وإراقة الدماء سواء عن طريق المواعظ الفردية والجماعية أو غيرها ولكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم ويريد القتال قام الإمام صلوات الله عليه بدور الدفاع لا أكثر ولكن ما أن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام عن ملاحقته ولا يسعللانتقام منه).
ومن أخلاقياته ودروسه الخالدة أيضاً، أنه علّم الآخرين من القادة والساسة في عصره والعصور اللاحقة كيف تتم معاملة العدو وكيف تتقدم المبادئ الإنسانية الراقية على السلوكيات المتوحّشة، فالإمام صلوات الله عليه أعطى الإنسانية درساً كبيراً في مبادئ وأخلاقيات الصراع بمختلف أصنافه حتى الحروب، وفي هذا الخصوص يؤكد سماحة المرجع الشيرازي في الكتاب نفسه قائلاً:
(لم يأسر الإمام عليّ صلوات الله عليه من أعدائه حتى فرداً واحداً ولا صادر أو سمح بمصادرة أي شيء من أموال خصم وإن كان رخيصاً أو عديم الثمن).
ومع هذه المبادئ والأخلاقيات العظيمة كان هناك زهداً عظيماً بالجاه والنفوذ والسلطة بل بالحياة برمتها، من قبل الإمام صلوات الله عليه، إذ يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: إن (الإمام أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه رفض وفضل أن تخرج الخلافة من قبضته ... لا ... بل فلتذهب الدنيا كلها ويصبح العالم كله ضده ولا يتخلّى عن مبادئه).
وهكذا يمكن للإنسانية أن تصحّح واقعها المعاصر استناداً إلى هذه السيرة الإنسانية السياسية الأخلاقية المبدئية الخالدة لمولى الموحّدين الإمام عليّ صلوات الله عليه، وأن تجعل من ذكرى ولاته العطرة نقطة شروع لتغيير العالم الإسلامي والعالم الأجمع نحو الخير (http://www.imshiaa.com/vb)

نرجس*
30-05-2012, 09:35 PM
يجزاك الامام علي عليه السلام خيـر والله يرزقنا شفاعته

ينقل للقسم المناسب

الشاعر333
30-05-2012, 11:01 PM
بارك الله بيكم على الطرح المبارك
والعطر بذكر محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ووصيه وحبيبه
ابا الحسن والحسين عليهم السلام