بغدادي
25-08-2007, 05:40 PM
الأميرة ماساكو والإمبراطورة ميشيكو انضمتا إلى العائلة الإمبراطورية اليابانية بدون دم ملكي.. لكن التأرجح بين الشرق والغرب يلاحقهماhttp://www.asharqalawsat.com/2007/06/01/images/hassad.421595.jpg
محمد علي صالح
يتجول في دول اوروبية، في الوقت الحاضر، الامبراطور اكيهيتو امبراطور اليابان، وزوجته الامبراطورة ميشيكو، لزيارة بريطانيا، والسويد، وليتوانيا، في واحدة من زيارات قليلة للخارج تقوم بها العائلة الامبراطورية في اليابان. قبل بداية الجولة قالت الامبراطورة ميشيكو لصحافيين يابانيين انها صارت «في حالة صحية ممتازة» للقيام بالجولة. هذه اشارة الى سلسلة امراض نفسية تعاني منها الامبراطورة، وكانت سبب نزيف في الامعاء مؤخرا.
خلال نفس هذه الفترة، تواجه الاميرة ماساكو، زوجة ابنها الامير ناروهيتو، ولي العهد سلسلة امراض نفسية ايضا، وتعمل لمنع دار نشر يابانية من نشر طبعة يابانية لكتاب «الاميرة ماساكو» الذي اصدره مؤخرا، باللغة الانجليزية، الصحافي الاسترالي بن هيلز. نشر في الكتاب اسرارا من داخل القصر الامبراطوري، منها تفاصيل الامراض النفسية التي تعاني منها الامبراطورة ميشيكو والاميرة ماساكو. ففي القصر الامبراطوري واجهت الاميرتان صعوبات بالغة في التأقلم مع التقاليد الصارمة داخل القصر، فحتى بالرغم من محاولات ادخال نوع من الروح الجديدة المواكبة للعصر من قبل المشرفين على القصر، ما زالت هناك تقاليد صارمة جدا تتعلق بطريقة اللبس والكلام والتصرف امام الناس. وقصة حياة الامبراطورة والاميرة مثيرة للتأمل، خصوصا في المشاكل الكثيرة التي عانت منها كل منهما منذ انضمتا الى القصر الامبراطوري في اليابان. تتشابه المرأتان في الآتي: اولا، ظلتا تعانيان من التوتر، والقلق، والاحباط، لسنوات وسنوات. ثانيا، انضمتا الى العائلة الامبراطورية من خارجها وبدون اي دم امبراطوري في شرايينهما. ثالثا، قيل لهما، حتى من قبل الزواج، ان عليهما انجاب ولد، واحد على الاقل، ليكون ولي عهد. وتختلف المرأتان في الآتي: اولا، تفصل بينهما ثلاثون سنة، أي جيل كامل تغيرت خلاله كثير من مفاهيم الثقافة والحياة في اليابان. ثالثا، نجحت الاولى في انجاب ولي عهد (واكثر)، لكن، فشلت الثانية. لكن الاهم ان الامبراطورة ميشيكو حاولت وتحاول التأقلم مع الصعوبات في القصر الامبراطوري، لكن الاميرة ماساكو التي تربيت وعاشت في اميركا فترة طويلة، ونشأت بشكل عصري جدا ما زالت ممزقة بين الجانب الشرقي فيها، والجانب الغربي. ولدت ميشيكو سنة 1934، في طوكيو، وكان والدها رئيس شركة لطحن المحاصيل، ودرست في جامعة «سيكردهارت» في طوكيو. وفي سنة 1957، قابلت لاول مرة، الامير اكيهيتو خلال منافسة تنس، لكنهما واجها معارضة العائلة الامبراطورية عندما قررا الزواج. فلم يحدث، خلال 2500 سنة من تاريخ عرش زهرة الاقحوان (كرسانثياموم)، ان تزوج امير او اميرة من عامة الشعب. لكن، انتصر الحب عندما وافق «كونيتشو» (المجلس الامبراطوري الذي يتكون من رئيس الوزراء، ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وكبير قضاة المحكمة العليا، واثنين من العائلة الامبراطورية). رغم ان الامبراطورة كوجون، زوجة الامبراطور هيروهيتو، وام الامير اكيهيتو كانت من اقوى المعارضين، بالاضافة الى رجال دين متطرفين، واعضاء برلمان محافظين، لكن الزواج تم يوم 27-11-1958، تم لان الامير اكيهيتو كان بدوره قد بدأ يتحلل من التقاليد الامبراطورية في اليابان، ولهذا علاقة بالاحتلال الاميركي لها. فعندما هزمت اميركا اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، صار الجنرال دوغلاس ماكارثر حاكما عسكريا. كان الامبراطور في ذلك الوقت هو «هيروهيتو» (حكم من سنة 1926 الى سنة 1989). وقال ماكارثر في كتاب مذكراته: «فكرت ذات ليلة عن ماذا افعل بالامبراطور، اعرف انه لم يشترك اشتراكا مباشرا في اعلان وتنفيذ الحرب ضدنا، واعرف انهم كانوا يعبدونه، ماذا افعل بالاههم؟ احاكمه؟ اسجنه؟ اعدمه؟» وقال ماكارثر انه قرر، اخيرا، ان يتركه في قصره الملكي، ويركز على ولي العهد: الامبراطور الحالي اكيهيتو، قال: «لنحاول ان نؤمركه».
وتولت عملية الامركة اليزابيث وايننغ، مدرسة وموظفة في مكتبة عامة في ريف ولاية كنساس. اختارها البنتاغون لتسافر الى اليابان وتعلم ولي العهد اللغة الانجليزية والثفافة الاميركية، وكانت اول اجنبية تدخل القصر الامبراطوري. (عندما صار الامير امبراطورا، سنة 1989، دعاها الى حفل تنصيبه في القصر، وكانت الاجنبية الوحيدة في الحفل).
قضت المدرسة الاميركية اربع سنوات داخل القصر الامبراطوري. وبعد ان عادت الى اميركا، نشرت انطباعاتها في كتاب «نوافذ الامير»، اخذت اسم الكتاب من الامبراطور «هيروهيتو» الذي قال لها: «اريد منك ان تعلمي ابني اللغة الانجليزية، وان تفتحي نوافذ العالم امام عينيه». قالت انها وجدت الامير عاديا جدا. لا يختلف عن اي طفل اميركي. كان يريد ان يلعب، ويضحك، ويتعارك، ويتساخف. وقالت: «لم اقدر على نطق اسمه، وكنت اسميه «جيمي»، لكنه لم يكن يقبل ذلك، وبعد فترة تعودت على اسمه». وقالت: «علمته تقديس الحرية، واستقلالية الرأي، وتشجيع الابداع. قلت له: اذا اخطأت، قل آسف. واذا تكلمت، دع غيرك يتكلم».
ربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب قراره بأن يتزوج سنة 1959 اميرة من الشعب احبها. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب انفتاحه على الشعب الياباني واشتراكه في المناسبات الرسمية والدينية، لأن الاباطرة الذين سبقوه كانوا شبه معزولين عن شعوبهم. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب اعترافه بأخطاء اليابان في الحرب العالمية الثانية، عندما ضربت قاعدة «بيرل هاربر» الاميركية، وغزت الصين وكوريا وكل جنوب شرق آسيا. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب قراره بأنه، عندما يصبح امبراطورا، لن يكون «الها» يعبد مثل جدوده. انتهى عهد عبادة الاباطرة رسميا يوم 1-1-1946، عندما اعلن والده، الامبراطور «هيروهيتو» (تحت ضغط الجنرال ماكارثر) انه لم يعد الها.
بعد الزواج انجبت الاميرة ميشيكو ولدين وبنتا: الاميران ناروهيتو واكيشينو، والاميرة ساياكو. لكن حسب تقاليد القصر الامبراطوري، ولآلاف السنين، كان «قسم التربية» في القصر يأخذ اولاد وبنات الامراء والاميرات منذ ان تبلغ اعمارهم سنتين لتربيتهم بعيدا عن والديهم، وفي خشونة، بهدف تأهيلهم لمستقبل امبراطوري. لكن، حاولت الاميرة ميشيكو ان تربي اطفالها بنفسها. وكانت تعد لهم فطور الصباح ليحملوه معهم الى المدرسة، وتراجع معهم دروسهم وواجباتهم، وتشرف على العابهم وهوياتهم. غير ان ذلك سبب لها مشاكل مع البيروقراطيين في القصر الذين كانوا يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في حياتها. ومرة انبوها تأنيبا شديدا عندما فتحت نافذة السيارة الامبراطورية ليقدر مصورون صحافيون على تصوير الولدين والبنت. وأثار الحادث ضجة كبيرة، ادى الى بداية ظهور مشاكلها النفسية. واستمرت المشاكل حتى بعد ان صارت امبراطورة، سنة 1989. ففي نفس السنة، غضبت على موظفي القصر عندما قالوا لها انها يجب ان تكون اكثر حذرا في تصرفاتها. وان هناك فرقا كبيرا بين «الاميرة ميشيكو» و«الامبراطورة ميشيكو»، وكأنها تريد مزيدا من التشدد والتوتر، لكنها بعد ثلاث سنوات، توترت خلال حفل عام، ولم تقدر على الحديث، وسقطت على الارض، وقبل خمس سنوات، تسربت اخبار بأنها تعاركت مع زوجة ابنها. وقبل اربع سنوات خلال حفل عام، غضبت من سؤال من صحافي اعتبرته «غير لائق». وقبل ثلاث سنوات، انتشرت شائعة بانها تكتب كتابا عن تجربتها داخل القصر الامبراطوري. وفي السنة الماضية، لم تخف غضبها من محاولات اعضاء محافظين في البرلمان الياباني يريدون التدخل في تقاليد ولاية العرش. وقبل شهرين، اصيبت بنزيف في الامعاء. في الجانب الآخر، وجدت الامبراطورة ميشيكو سلوى لها بسبب عطف كثير من الشعب الياباني عليها، وتأييده لها في مواقفها «الليبرالية». ومثلما كتب ميكو كوداما، استاذ صحافة في جامعة «موساتشي» اليابانية: «لا يقل المرض النفسي تأثيرا وخطورة عن المرض البدني. وينعكس النفسي على البدني اكثر من العكس». ورغم ان هذا كلام معروف، يدل على عطف الشعب الياباني على الامبراطورة، وخاصة لأنها واحدة منهم، وتحاول التأقلم على تقاليد عمرها آلاف السنين.
وتحدثت ميشيكو في اسهاب لصحافيين يابانيين، في واحدة من مناسبات نادرة، عن مشاكلها التي استمرت منذ الزواج قبل خمسين سنة تقريبا. لكنها، كانت دبلوماسية جدا في الحديث عن هذه الاشياء. سألها صحافي عن مرضها النفسي، وأجابت: «ليس هناك تحد نفسي مثل الاشتراك في اعادة بناء اليابان»، لكنها كانت اكثر صراحة في الحديث عن ايام الشباب (عمرها الآن 72 سنة)، وعن سنواتها الاولى في القصر الامبراطوري. قالت انها لم تتوقع تقييدات القصر، وسيطرة رجال الدين داخل القصر، وإنها افتقدت اشياء تعودت عليها، مثل: دخول السينما، والجلوس في المقاهي، والاكل في المطاعم، وزادت مشاكلها عندما انجبت ولدين وبنتا. بعد ثلاثين سنة تقريبا، وفي يوم 9-6-1993، تزوج الامير ناروهيتو، ابن الامبراطور اكيهيتو والامبراطورة ميشيكو، الاميرة ماساكو، بنت الشعب الاخرى.
واذا كان الوالد الامبراطور «اكيهيتو» تأمرك، قبل ستين سنة، عندما علمته سيدة اميركية اللغة الانجليزية، تأمرك الابن ايضا. وتأمركت زوجته. بالاضافة الى اميركا، ذهب الابن الى بريطانيا ايضا، حيث درس في جامعة اكسفورد، وعاد الى اليابان، وكتب انطباعاته في كتاب باللغة اليابانية: «نهر التايمز وأنا: سنتين في اكسفورد»، لكن، تأمركت زوجته اكثر لانها درست في جامعة هارفارد. وتجولت، وعاشت في دول كثيرة لأن والدها كان استاذا في جامعة هارفارد، ثم دبلوماسيا في الخارجية اليابانية. ولهذا، واجهت الاميرة ماساكو مشكلة اكبر من المشكلة التي واجهتها الامبراطورة ميشيكو عندما تخلت عن حياة الناس العادية، ودخلت بلاط زهرة الاقحوان. ولماساكو قصة مختلفة الى حد كبير عن ميشيكو، فهي ولدت سنة 1963، في طوكيو، وكان والدها دبلوماسيا واستاذا جامعيا، وتنقلت مع والدها في دول كثيرة، لكنها قضت اطول فترة في الخارج في اميركا. فهناك درست وعملت، وتمتعت بالاستقلالية والكثير من التقدير بسبب طريقتها في العمل خلال خدمتها في الخارجية اليابانية، لكن زاد تعرضها للثقافة الاميركية من تناقضات حياتها، ومن مشاكلها النفسية. وزادت المشكلة لاحقا وبعد الزواج لأن الاميرة «ماساكو» لم تقدر على الانجاب اكثر من مرة. وزادت المشكلة اكثر لأنها انجبت في هذه المرة الواحدة، بنتا، والدستور لا يسمح بأن تكون البنت امبراطورة. وزادت المشكلة اكثر لأن نوابا محافظين في البرلمان، وبيروقراطيين داخل البلاط الامبراطوري، ورجال دين قالوا ان الاميرة «ماساكو» تتحمل المسؤولية، وانها تهدد بانهيار عرش اليابان لأنها لم تقدر على انجاب ولد. وهكذا، مثلما اصيبت الامبراطورة «ميشيكو» بمشاكل نفسية كثيرة، اصيبت الاميرة «ماساكو» بمشاكل نفسية كثيرة. وقبل سنتين، قبل ميلاد «الحفيد النادر»، ناقش البرلمان الياباني مشكلة عدم وجود حفيد ولد، وامكانية تعديل الدستور لتصبح الحفيدة ايكو امبراطورة، بعد وفاة والدها الامير ناروهيتو، ولي العهد. وقرر البرلمان تكوين لجنة لدراسة الموضوع، وانقسم اليابانيون الى قسمين: ليبراليين يريدون تعديل الدستور لصالح الاميرة أيكو، ومحافظين يرفضون امبراطورة، ويريدون من الابن الثاني، الامير كيشينو، ان يحاول انجاب ولد (ما دام شقيقه الاكبر فشل). وفي السنة الماضية، بينما كانت اللجنة البرلمانية تبحث في تعديل الدستور، انتشرت الاخبار بأن زوجة الشقيق الاصغر حامل. وقرر المحافظون والتقليديون داخل اللجنة تأجيل اصدار قرار حتى تضع الزوجة. وفرح هؤلاء عندما ولد «الحفيد النادر»، وزاد من الاثارة ان الحفيد ولد قبل شهر من وقت ميلاده الطبيعي، وولد اقل وزنا من الوزن الطبيعي وولد بعملية قيصرية. وزاد هذا مشاكل الاميرة ماساكو، النفسية والجسدية لأنه، كما نشرت صحف يابانية، «تكاد الغيرة ان تقتلها»، واقترحت هذه الصحف السماح للاميرة ان تعود الى العمل الدبلوماسي الامبراطوري، وتمثل بلادها في احتفالات ومناسبات دولية، وتستفيد من تجاربها (قابلت الرئيسين الاميركي بيل كلينتون، والروسي بوريس يلتسين عندما كانت دبلوماسية، بعد ان تخرجت من جامعة هارفارد)، ولأنها اكثر امركة من زوجها، ومن شقيق زوجها ومن زوجة شقيق زوجها، كانت اكثرهم معاناة داخل القصر الامبراطوري. وقد صدر، في نهاية السنة الماضية، كتاب «الاميرة ماساكو» للصحافي الاسترالي بن هيلز، وتحدث فيه عن هذه الاشياء، قال: «افسدت سنوات اميركا الاميرة ماساكو. تعودت على المشي في شوارع بلمونت (مدينة صغيرة في ولاية ماساشوستس)، حيث درست في المدرسة الثانوية. تعودت على الحفلات، والمباريات، والمنافسات، تعودت على الجلوس بمايوه سباحة قرب نهر شارلز (قرب جامعة هارفارد). تعودت على حرية اميركية لا توجد في اليابان خارج القصر الامبراطوري، ناهيك عن داخله»، وقال الكتاب ان مشاكل الاميرة «ماساكو» بدأت من قبل زواجها. اعترض الامبراطور «اكيهيتو» على ان يتزوج ابنه بنتا من الشعب (رغم انه تزوج امه التي كانت من الشعب). وقال البيروقراطيون داخل القصر الامبراطوري انها «منفتحة» اكثر مما يجب. وقال رجال الدين انها لم تمارس دينها عندما كانت في اميركا. ونشرت صحف يابانية صورها بفساتين قصيرة ومايوهات سباحة من ايامها في هارفارد. وقال الكتاب ان محافظين في البرلمان الياباني اجتمعوا بها عندما مرت اربع سنوات على زواجها، ولم تنجب (ثم انجبت بنتا، ووقفت). وقالوا لها ان سفرها خارج اليابان هو سبب عدم انجابها، وقالوا لها: «لن تحملي اذا لم تستقري في وطنك».
وقال الكتاب ان علماء دين وشعوذة اصدروا فتاوى بأن سبب عدم انجابها هو انها تتعلق كثيرا بأهلها، ولا تختلط كثيرا بأهل زوجها. وفعلا، اصدروا اوامر للقصر الامبراطوري بأن يحدد زيارات اهلها لها، واتصالاتها التليفونية معهم، (وقيل ان القصر كان يتنصت على اتصالاتها التليفونية). وحتى عندما انجبت البنت الوحيدة ايكو، وزع توشيو يواسا، كبير موظفي القصر الامبراطوري، بيانا للصحافيين قال فيه: «هناك محاولة ثانية لانجاب ولي للعهد». وفهم من كلامه انه تعمد الاساءة الى الاميرة. وفهم ذلك، ايضا، زوجها الامير «ناروهيتو»، وانتقد الرجل، بل وانتقد والده الامبراطور، ووالدته الامبراطورة، بطريقة غير مباشرة. وقال: «حطموا وظيفة زوجتي، وشوهوا شخصيتها»، لكنه عاد، في السنة الماضية، واعتذر، وقال: «قلت اشياء معينة بهدف ان يعرف الناس ما حدث لزوجتي، لا بهدف الاساءة لاي انسان». وقال: «توجد خلافات داخل كل عائلة»، وقال الكتاب ان هناك احتمالين: اولا، يطلق الامير ناروهيتو الاميرة ماساكو. لكن، لم يحدث طلاق داخل القصر الامبراطوري منذ 2600 سنة. ثانيا، يتنازل الامير ناروهيتو عن ولاية العرش لصالح شقيقه الاصغر الامير كيشينو. لكن، لم يحدث ذلك منذ اكثر من مائتي سنة.
وهو حدث او لم يحدث لن يؤثر كثيرا على حالة الامبراطورة ميشيكو والاميرة ماساكو، فكل منهما ضحية تقاليد صارمة وانغلاق، وعالم يتأرجح بين الشرق والغرب.
محمد علي صالح
يتجول في دول اوروبية، في الوقت الحاضر، الامبراطور اكيهيتو امبراطور اليابان، وزوجته الامبراطورة ميشيكو، لزيارة بريطانيا، والسويد، وليتوانيا، في واحدة من زيارات قليلة للخارج تقوم بها العائلة الامبراطورية في اليابان. قبل بداية الجولة قالت الامبراطورة ميشيكو لصحافيين يابانيين انها صارت «في حالة صحية ممتازة» للقيام بالجولة. هذه اشارة الى سلسلة امراض نفسية تعاني منها الامبراطورة، وكانت سبب نزيف في الامعاء مؤخرا.
خلال نفس هذه الفترة، تواجه الاميرة ماساكو، زوجة ابنها الامير ناروهيتو، ولي العهد سلسلة امراض نفسية ايضا، وتعمل لمنع دار نشر يابانية من نشر طبعة يابانية لكتاب «الاميرة ماساكو» الذي اصدره مؤخرا، باللغة الانجليزية، الصحافي الاسترالي بن هيلز. نشر في الكتاب اسرارا من داخل القصر الامبراطوري، منها تفاصيل الامراض النفسية التي تعاني منها الامبراطورة ميشيكو والاميرة ماساكو. ففي القصر الامبراطوري واجهت الاميرتان صعوبات بالغة في التأقلم مع التقاليد الصارمة داخل القصر، فحتى بالرغم من محاولات ادخال نوع من الروح الجديدة المواكبة للعصر من قبل المشرفين على القصر، ما زالت هناك تقاليد صارمة جدا تتعلق بطريقة اللبس والكلام والتصرف امام الناس. وقصة حياة الامبراطورة والاميرة مثيرة للتأمل، خصوصا في المشاكل الكثيرة التي عانت منها كل منهما منذ انضمتا الى القصر الامبراطوري في اليابان. تتشابه المرأتان في الآتي: اولا، ظلتا تعانيان من التوتر، والقلق، والاحباط، لسنوات وسنوات. ثانيا، انضمتا الى العائلة الامبراطورية من خارجها وبدون اي دم امبراطوري في شرايينهما. ثالثا، قيل لهما، حتى من قبل الزواج، ان عليهما انجاب ولد، واحد على الاقل، ليكون ولي عهد. وتختلف المرأتان في الآتي: اولا، تفصل بينهما ثلاثون سنة، أي جيل كامل تغيرت خلاله كثير من مفاهيم الثقافة والحياة في اليابان. ثالثا، نجحت الاولى في انجاب ولي عهد (واكثر)، لكن، فشلت الثانية. لكن الاهم ان الامبراطورة ميشيكو حاولت وتحاول التأقلم مع الصعوبات في القصر الامبراطوري، لكن الاميرة ماساكو التي تربيت وعاشت في اميركا فترة طويلة، ونشأت بشكل عصري جدا ما زالت ممزقة بين الجانب الشرقي فيها، والجانب الغربي. ولدت ميشيكو سنة 1934، في طوكيو، وكان والدها رئيس شركة لطحن المحاصيل، ودرست في جامعة «سيكردهارت» في طوكيو. وفي سنة 1957، قابلت لاول مرة، الامير اكيهيتو خلال منافسة تنس، لكنهما واجها معارضة العائلة الامبراطورية عندما قررا الزواج. فلم يحدث، خلال 2500 سنة من تاريخ عرش زهرة الاقحوان (كرسانثياموم)، ان تزوج امير او اميرة من عامة الشعب. لكن، انتصر الحب عندما وافق «كونيتشو» (المجلس الامبراطوري الذي يتكون من رئيس الوزراء، ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وكبير قضاة المحكمة العليا، واثنين من العائلة الامبراطورية). رغم ان الامبراطورة كوجون، زوجة الامبراطور هيروهيتو، وام الامير اكيهيتو كانت من اقوى المعارضين، بالاضافة الى رجال دين متطرفين، واعضاء برلمان محافظين، لكن الزواج تم يوم 27-11-1958، تم لان الامير اكيهيتو كان بدوره قد بدأ يتحلل من التقاليد الامبراطورية في اليابان، ولهذا علاقة بالاحتلال الاميركي لها. فعندما هزمت اميركا اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، صار الجنرال دوغلاس ماكارثر حاكما عسكريا. كان الامبراطور في ذلك الوقت هو «هيروهيتو» (حكم من سنة 1926 الى سنة 1989). وقال ماكارثر في كتاب مذكراته: «فكرت ذات ليلة عن ماذا افعل بالامبراطور، اعرف انه لم يشترك اشتراكا مباشرا في اعلان وتنفيذ الحرب ضدنا، واعرف انهم كانوا يعبدونه، ماذا افعل بالاههم؟ احاكمه؟ اسجنه؟ اعدمه؟» وقال ماكارثر انه قرر، اخيرا، ان يتركه في قصره الملكي، ويركز على ولي العهد: الامبراطور الحالي اكيهيتو، قال: «لنحاول ان نؤمركه».
وتولت عملية الامركة اليزابيث وايننغ، مدرسة وموظفة في مكتبة عامة في ريف ولاية كنساس. اختارها البنتاغون لتسافر الى اليابان وتعلم ولي العهد اللغة الانجليزية والثفافة الاميركية، وكانت اول اجنبية تدخل القصر الامبراطوري. (عندما صار الامير امبراطورا، سنة 1989، دعاها الى حفل تنصيبه في القصر، وكانت الاجنبية الوحيدة في الحفل).
قضت المدرسة الاميركية اربع سنوات داخل القصر الامبراطوري. وبعد ان عادت الى اميركا، نشرت انطباعاتها في كتاب «نوافذ الامير»، اخذت اسم الكتاب من الامبراطور «هيروهيتو» الذي قال لها: «اريد منك ان تعلمي ابني اللغة الانجليزية، وان تفتحي نوافذ العالم امام عينيه». قالت انها وجدت الامير عاديا جدا. لا يختلف عن اي طفل اميركي. كان يريد ان يلعب، ويضحك، ويتعارك، ويتساخف. وقالت: «لم اقدر على نطق اسمه، وكنت اسميه «جيمي»، لكنه لم يكن يقبل ذلك، وبعد فترة تعودت على اسمه». وقالت: «علمته تقديس الحرية، واستقلالية الرأي، وتشجيع الابداع. قلت له: اذا اخطأت، قل آسف. واذا تكلمت، دع غيرك يتكلم».
ربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب قراره بأن يتزوج سنة 1959 اميرة من الشعب احبها. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب انفتاحه على الشعب الياباني واشتراكه في المناسبات الرسمية والدينية، لأن الاباطرة الذين سبقوه كانوا شبه معزولين عن شعوبهم. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب اعترافه بأخطاء اليابان في الحرب العالمية الثانية، عندما ضربت قاعدة «بيرل هاربر» الاميركية، وغزت الصين وكوريا وكل جنوب شرق آسيا. وربما كانت هذه التربية الاميركية من اسباب قراره بأنه، عندما يصبح امبراطورا، لن يكون «الها» يعبد مثل جدوده. انتهى عهد عبادة الاباطرة رسميا يوم 1-1-1946، عندما اعلن والده، الامبراطور «هيروهيتو» (تحت ضغط الجنرال ماكارثر) انه لم يعد الها.
بعد الزواج انجبت الاميرة ميشيكو ولدين وبنتا: الاميران ناروهيتو واكيشينو، والاميرة ساياكو. لكن حسب تقاليد القصر الامبراطوري، ولآلاف السنين، كان «قسم التربية» في القصر يأخذ اولاد وبنات الامراء والاميرات منذ ان تبلغ اعمارهم سنتين لتربيتهم بعيدا عن والديهم، وفي خشونة، بهدف تأهيلهم لمستقبل امبراطوري. لكن، حاولت الاميرة ميشيكو ان تربي اطفالها بنفسها. وكانت تعد لهم فطور الصباح ليحملوه معهم الى المدرسة، وتراجع معهم دروسهم وواجباتهم، وتشرف على العابهم وهوياتهم. غير ان ذلك سبب لها مشاكل مع البيروقراطيين في القصر الذين كانوا يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في حياتها. ومرة انبوها تأنيبا شديدا عندما فتحت نافذة السيارة الامبراطورية ليقدر مصورون صحافيون على تصوير الولدين والبنت. وأثار الحادث ضجة كبيرة، ادى الى بداية ظهور مشاكلها النفسية. واستمرت المشاكل حتى بعد ان صارت امبراطورة، سنة 1989. ففي نفس السنة، غضبت على موظفي القصر عندما قالوا لها انها يجب ان تكون اكثر حذرا في تصرفاتها. وان هناك فرقا كبيرا بين «الاميرة ميشيكو» و«الامبراطورة ميشيكو»، وكأنها تريد مزيدا من التشدد والتوتر، لكنها بعد ثلاث سنوات، توترت خلال حفل عام، ولم تقدر على الحديث، وسقطت على الارض، وقبل خمس سنوات، تسربت اخبار بأنها تعاركت مع زوجة ابنها. وقبل اربع سنوات خلال حفل عام، غضبت من سؤال من صحافي اعتبرته «غير لائق». وقبل ثلاث سنوات، انتشرت شائعة بانها تكتب كتابا عن تجربتها داخل القصر الامبراطوري. وفي السنة الماضية، لم تخف غضبها من محاولات اعضاء محافظين في البرلمان الياباني يريدون التدخل في تقاليد ولاية العرش. وقبل شهرين، اصيبت بنزيف في الامعاء. في الجانب الآخر، وجدت الامبراطورة ميشيكو سلوى لها بسبب عطف كثير من الشعب الياباني عليها، وتأييده لها في مواقفها «الليبرالية». ومثلما كتب ميكو كوداما، استاذ صحافة في جامعة «موساتشي» اليابانية: «لا يقل المرض النفسي تأثيرا وخطورة عن المرض البدني. وينعكس النفسي على البدني اكثر من العكس». ورغم ان هذا كلام معروف، يدل على عطف الشعب الياباني على الامبراطورة، وخاصة لأنها واحدة منهم، وتحاول التأقلم على تقاليد عمرها آلاف السنين.
وتحدثت ميشيكو في اسهاب لصحافيين يابانيين، في واحدة من مناسبات نادرة، عن مشاكلها التي استمرت منذ الزواج قبل خمسين سنة تقريبا. لكنها، كانت دبلوماسية جدا في الحديث عن هذه الاشياء. سألها صحافي عن مرضها النفسي، وأجابت: «ليس هناك تحد نفسي مثل الاشتراك في اعادة بناء اليابان»، لكنها كانت اكثر صراحة في الحديث عن ايام الشباب (عمرها الآن 72 سنة)، وعن سنواتها الاولى في القصر الامبراطوري. قالت انها لم تتوقع تقييدات القصر، وسيطرة رجال الدين داخل القصر، وإنها افتقدت اشياء تعودت عليها، مثل: دخول السينما، والجلوس في المقاهي، والاكل في المطاعم، وزادت مشاكلها عندما انجبت ولدين وبنتا. بعد ثلاثين سنة تقريبا، وفي يوم 9-6-1993، تزوج الامير ناروهيتو، ابن الامبراطور اكيهيتو والامبراطورة ميشيكو، الاميرة ماساكو، بنت الشعب الاخرى.
واذا كان الوالد الامبراطور «اكيهيتو» تأمرك، قبل ستين سنة، عندما علمته سيدة اميركية اللغة الانجليزية، تأمرك الابن ايضا. وتأمركت زوجته. بالاضافة الى اميركا، ذهب الابن الى بريطانيا ايضا، حيث درس في جامعة اكسفورد، وعاد الى اليابان، وكتب انطباعاته في كتاب باللغة اليابانية: «نهر التايمز وأنا: سنتين في اكسفورد»، لكن، تأمركت زوجته اكثر لانها درست في جامعة هارفارد. وتجولت، وعاشت في دول كثيرة لأن والدها كان استاذا في جامعة هارفارد، ثم دبلوماسيا في الخارجية اليابانية. ولهذا، واجهت الاميرة ماساكو مشكلة اكبر من المشكلة التي واجهتها الامبراطورة ميشيكو عندما تخلت عن حياة الناس العادية، ودخلت بلاط زهرة الاقحوان. ولماساكو قصة مختلفة الى حد كبير عن ميشيكو، فهي ولدت سنة 1963، في طوكيو، وكان والدها دبلوماسيا واستاذا جامعيا، وتنقلت مع والدها في دول كثيرة، لكنها قضت اطول فترة في الخارج في اميركا. فهناك درست وعملت، وتمتعت بالاستقلالية والكثير من التقدير بسبب طريقتها في العمل خلال خدمتها في الخارجية اليابانية، لكن زاد تعرضها للثقافة الاميركية من تناقضات حياتها، ومن مشاكلها النفسية. وزادت المشكلة لاحقا وبعد الزواج لأن الاميرة «ماساكو» لم تقدر على الانجاب اكثر من مرة. وزادت المشكلة اكثر لأنها انجبت في هذه المرة الواحدة، بنتا، والدستور لا يسمح بأن تكون البنت امبراطورة. وزادت المشكلة اكثر لأن نوابا محافظين في البرلمان، وبيروقراطيين داخل البلاط الامبراطوري، ورجال دين قالوا ان الاميرة «ماساكو» تتحمل المسؤولية، وانها تهدد بانهيار عرش اليابان لأنها لم تقدر على انجاب ولد. وهكذا، مثلما اصيبت الامبراطورة «ميشيكو» بمشاكل نفسية كثيرة، اصيبت الاميرة «ماساكو» بمشاكل نفسية كثيرة. وقبل سنتين، قبل ميلاد «الحفيد النادر»، ناقش البرلمان الياباني مشكلة عدم وجود حفيد ولد، وامكانية تعديل الدستور لتصبح الحفيدة ايكو امبراطورة، بعد وفاة والدها الامير ناروهيتو، ولي العهد. وقرر البرلمان تكوين لجنة لدراسة الموضوع، وانقسم اليابانيون الى قسمين: ليبراليين يريدون تعديل الدستور لصالح الاميرة أيكو، ومحافظين يرفضون امبراطورة، ويريدون من الابن الثاني، الامير كيشينو، ان يحاول انجاب ولد (ما دام شقيقه الاكبر فشل). وفي السنة الماضية، بينما كانت اللجنة البرلمانية تبحث في تعديل الدستور، انتشرت الاخبار بأن زوجة الشقيق الاصغر حامل. وقرر المحافظون والتقليديون داخل اللجنة تأجيل اصدار قرار حتى تضع الزوجة. وفرح هؤلاء عندما ولد «الحفيد النادر»، وزاد من الاثارة ان الحفيد ولد قبل شهر من وقت ميلاده الطبيعي، وولد اقل وزنا من الوزن الطبيعي وولد بعملية قيصرية. وزاد هذا مشاكل الاميرة ماساكو، النفسية والجسدية لأنه، كما نشرت صحف يابانية، «تكاد الغيرة ان تقتلها»، واقترحت هذه الصحف السماح للاميرة ان تعود الى العمل الدبلوماسي الامبراطوري، وتمثل بلادها في احتفالات ومناسبات دولية، وتستفيد من تجاربها (قابلت الرئيسين الاميركي بيل كلينتون، والروسي بوريس يلتسين عندما كانت دبلوماسية، بعد ان تخرجت من جامعة هارفارد)، ولأنها اكثر امركة من زوجها، ومن شقيق زوجها ومن زوجة شقيق زوجها، كانت اكثرهم معاناة داخل القصر الامبراطوري. وقد صدر، في نهاية السنة الماضية، كتاب «الاميرة ماساكو» للصحافي الاسترالي بن هيلز، وتحدث فيه عن هذه الاشياء، قال: «افسدت سنوات اميركا الاميرة ماساكو. تعودت على المشي في شوارع بلمونت (مدينة صغيرة في ولاية ماساشوستس)، حيث درست في المدرسة الثانوية. تعودت على الحفلات، والمباريات، والمنافسات، تعودت على الجلوس بمايوه سباحة قرب نهر شارلز (قرب جامعة هارفارد). تعودت على حرية اميركية لا توجد في اليابان خارج القصر الامبراطوري، ناهيك عن داخله»، وقال الكتاب ان مشاكل الاميرة «ماساكو» بدأت من قبل زواجها. اعترض الامبراطور «اكيهيتو» على ان يتزوج ابنه بنتا من الشعب (رغم انه تزوج امه التي كانت من الشعب). وقال البيروقراطيون داخل القصر الامبراطوري انها «منفتحة» اكثر مما يجب. وقال رجال الدين انها لم تمارس دينها عندما كانت في اميركا. ونشرت صحف يابانية صورها بفساتين قصيرة ومايوهات سباحة من ايامها في هارفارد. وقال الكتاب ان محافظين في البرلمان الياباني اجتمعوا بها عندما مرت اربع سنوات على زواجها، ولم تنجب (ثم انجبت بنتا، ووقفت). وقالوا لها ان سفرها خارج اليابان هو سبب عدم انجابها، وقالوا لها: «لن تحملي اذا لم تستقري في وطنك».
وقال الكتاب ان علماء دين وشعوذة اصدروا فتاوى بأن سبب عدم انجابها هو انها تتعلق كثيرا بأهلها، ولا تختلط كثيرا بأهل زوجها. وفعلا، اصدروا اوامر للقصر الامبراطوري بأن يحدد زيارات اهلها لها، واتصالاتها التليفونية معهم، (وقيل ان القصر كان يتنصت على اتصالاتها التليفونية). وحتى عندما انجبت البنت الوحيدة ايكو، وزع توشيو يواسا، كبير موظفي القصر الامبراطوري، بيانا للصحافيين قال فيه: «هناك محاولة ثانية لانجاب ولي للعهد». وفهم من كلامه انه تعمد الاساءة الى الاميرة. وفهم ذلك، ايضا، زوجها الامير «ناروهيتو»، وانتقد الرجل، بل وانتقد والده الامبراطور، ووالدته الامبراطورة، بطريقة غير مباشرة. وقال: «حطموا وظيفة زوجتي، وشوهوا شخصيتها»، لكنه عاد، في السنة الماضية، واعتذر، وقال: «قلت اشياء معينة بهدف ان يعرف الناس ما حدث لزوجتي، لا بهدف الاساءة لاي انسان». وقال: «توجد خلافات داخل كل عائلة»، وقال الكتاب ان هناك احتمالين: اولا، يطلق الامير ناروهيتو الاميرة ماساكو. لكن، لم يحدث طلاق داخل القصر الامبراطوري منذ 2600 سنة. ثانيا، يتنازل الامير ناروهيتو عن ولاية العرش لصالح شقيقه الاصغر الامير كيشينو. لكن، لم يحدث ذلك منذ اكثر من مائتي سنة.
وهو حدث او لم يحدث لن يؤثر كثيرا على حالة الامبراطورة ميشيكو والاميرة ماساكو، فكل منهما ضحية تقاليد صارمة وانغلاق، وعالم يتأرجح بين الشرق والغرب.